أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله لم "يخفِ شهادة أحد"، وأضاف إن الحزب أعلن "بشكل رسمي حصول الانفجار في مستودع للذخيرة في بلدة النبي شيت في البقاع، وأعلن أن الشهداء هم شهداء حزب الله في الموقع المقاوم، وشيَّعنا ثلاثة من الشهداء قاموا بواجبهم الجهادي أمام الملأ، وكل شهيد لدينا نحتفل به ونتبرَّك بعطاءاته، ونتمنى أن يوفقنا الله تعالى بما وفَّقه إليه". 

وفي حفل تخريج طلاب في قاعة الاونيسكو بيروت، أشار الشيخ نعيم قاسم إلى "بعض التعليقات التي قالت بأنهم ضبطونا بالشهادة"، ولفت إلى أن "هذا فخر لا نخفيه، وأعلموا أنكم لن تضبطونا إلا بالشهادة، لكن للأسف نضبطكم في أماكن أخرى وفي ميتاتٍ لا معنى لها، ولا يمكن أن تساوي حبة تراب على هذه الأرض"، وأعاد الشيخ نعيم قاسم التأكيد على أن المسيرة "مسيرة الجهاد والشهادة، نحمل فيها السلاح لنقاتل "إسرائيل" علناً، ونخزِّن السلاح بالأطنان لمواجهة "إسرائيل" علناً، ونعمل ليل نهار من دون توقف لنكون حاضرين في كل وقت لمواجهة الاستحقاقات في مواجهة "إسرائيل"،  وجزم بأن "خيارنا شريف ونتائجه مشرِّفة، فخيارنا المقاومة ونتائجه التحرير والشهادة ومنع الاحتلال"، ليخلص إلى أن "حملتهم ضد المقاومة حملة عبثية، ونحن لا نرد على أراجيفهم وتمثيلياتهم حول المقاومة، ونعلم أن البعض تصدر له الأوامر بمهاجمة المقاومة".

 

وتساءل الشيخ نعيم قاسم قائلاً: "هل يشرِّفكم أن تكونوا ضد السلاح الذي هزم "إسرائيل"؟ هل يشرِّفكم أنكم تريدون إسقاط القوة التي حرَّرت الأرض؟ هل يشرِّفكم أن تكونوا جزءاً لا يتجزأ من المشروع الأمريكي الإسرائيلي والأهداف الأمريكية الإسرائيلية؟"، وأبدى استغرابه لهذا "المستوى المتدني"، واعتبر أن "كلٍ هذا ما رضوه لأنفسهم وللناس أن تحكم بين الشرف وما يقابله، والمقاومة وما يقابلها والأخلاق وما يقابلها"، وشدد الشيخ نعيم قاسم على أن "في لبنان هناك حزب واحد اسمه حزب الله، وليس عندنا جناح عسكري وجناح سياسي، وليس عندنا حزب الله وحزب المقاومة، فحزب الله هو حزب السياسة وحزب المقاومة وحزب العمل في سبيل الله تعالى وفي خدمة الإنسان، وباختصار هو حزب الله".

ورفض نائب الأمين العام لحزب الله "هذه التقسيمات التي يحاول البعض أن يروِّجها"، وذكَّر بأن "كل ما لدينا في حزب الله من قيادات وعناصر وإمكانيات مختلفة هي في خدمة المقاومة وتحمل المقاومة ولا شيء لدينا غير المقاومة كأولوية، من قيادة الحزب إلى آخر مجاهد فيه"، وطمأن الشيخ نعيم قاسم إلى أن "ليس عندنا سلاح للمقاومة وسلاح لغير المقاومة، ليس لدينا سلاح يواجه "إسرائيل" وسلاح للحرتقات الداخلية"، وأضاف إن حزب الله "خاض انتخابات نيابية عدة وقامت تظاهرات عدة، وحصلت اختلافات في الداخل بشكل كبير، وكنا نعبِّر بحناجرنا وبالأوراق التي نضعها في الصناديق، ونقبل بالقوانين المرعية الإجراء، وكان السلاح موجهاً إلى "إسرائيل"، والسلاح في النبي شيت هو جزء من السلاح لمواجهة "إسرائيل"، والسلاح الموجود في أي مخزن وأي موقع تدريب هو مرتبط بالمقاومة، وليس لدينا سلاحاً مزعزعاً للاستقرار، ومكان السلاح المزعزع للاستقرار معروف وجهاته معروفة، لسنا معنيين بهذا الأمر ولسنا مقصودين، لا الآن ولا غداً ولا في المستقبل". 

وتطرق الشيخ نعيم قاسم إلى قانون الانتخاب فرأى أن "في لبنان يوجد منطقان في مسألة الانتخابات، منطق يتحدث عن التمثيل العادل، ومنطق يعمل للهيمنة ورفض الآخر، جماعة التمثيل العادل يقولون بالنسبية، والنسبية على القلم والورقة هي أن يُمثَّل الناس بحسب عدد أصواتهم، يعني أن يتمثَّل الجميع، أما جماعة الهيمنة ورفض الآخر يتجهون إلى قوانين الأكثرية، لأن القانون الأكثري يعطي النجاح لمن يحصل على 51 المئة ويلغي 49 بالمئة من الشعب اللبناني، هذا قانون ظالم"، ونبَّه إلى أن "قانون الستين هو شكل من أشكال القوانين الظالمة التي لا تعطي تمثيلاً حقيقياً".

وأوضح الشيخ نعيم قاسم قائلاً: "نحن لا نخجل بأن نعلن بشكل واضح أن القانون النسبي يعطي حلفاءنا ميزة على غيره، فهل ممنوع أن يكون التمثيل عادلاً، يعني من يُطالب بالإجحاف له الحق أن يُجاهر بأنه يريد قانوناً يُلغي الآخر ويكون مشروعاً له، ولا يحقُّ لنا أن نطالب بالقانون العادل لأن القانون العادل يأتي بأغلبية تمثل هذا الطرف الذي يؤيد المقاومة". وخاطب الفريق الآخر بالقول: "ماذا تريدون؟ تمثيلاً صحيحاً أم تسلطاً في البلد؟ فإذا كنتم تريدون تمثيلاً صحيحاً فالنسبية، أو تسلطاً في البلد فالأكثري، وطرحهم لقانون الخمسين دائرة مناورة للوصول لقانون الستين، لأنهما من عائلة واحدة هي الهيمنة ورفض الآخر، وعلى كل حال إذا كانوا يقولون بأنهم يمثلون الناس فليقبلوا بأي قانون يأتي بأصوات تمثيلية حقيقية، لا باستغلال القانون بطرق مختلفة".

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله على الموقف "بعدم زج لبنان في الأزمة السورية، وقلنا دائماً بأن لبنان يحتاج لأن يكون بعيداً عن أن يكون منصة ضد سوريا"، وأسف لأن "سياسة حزب "المستقبل" تعمل على إيواء المسلحين في لبنان، وتسهيل تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا ودفع الأموال للمسلحين هناك، وهذا يزيد من تعقيد الأزمة السورية التي لا تُحلُّ من وجة نظرنا إلا بالحوار والاتفاق السياسي، وكل ما عدا ذلك إطالة لعمر الأزمة"، واستغرب الشيخ نعيم قاسم كيف "نسي هؤلاء أن "إسرائيل" هي الشر المطلق، لأنها لا تُذكر لا في تصريحاتهم ولا في بياناتهم، بينما تحضر الفتن والخلافات دائماً. نحن نذكر أن كل مصائبنا في المنطقة من إسرائيل".