ارشيف من :آراء وتحليلات

فينزويلا تجدد تأييد الخط الثوري لشافيز

فينزويلا تجدد تأييد الخط الثوري لشافيز
صوفيا ـ جورج حداد*

أعلنت وسائل الإعلام العالمية أن الرئيس الفينزويلي الاشتراكي هوغو شافيز حصل على الأغلبية المطلقة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في البلاد الاحد الماضي في 7 تشرين الاول/ اكتوبر الجاري. وحسب الاحصاءات التي قدمتها اللجنة الانتخابية المركزية حصل شافيز على 54،42% من أصوات المقترعين. وسيمارس شافيز صلاحيته كرئيس للجمهورية للمرة الرابعة على التوالي. وقد حصل منافسه الرئيسي "الديمقراطي" إنريكيه كابريليس على 45% من الاصوات.

وفي الكلمة الاولى بعد اعلان فوزه في الانتخابات، أعلن شافيز انه يمد يده الى المعارضة ودعا الى بناء الوحدة الوطنية. وفور اعلان النتائج اطل شافيز من على شرفة قصر الرئاسة وحيا انصاره المحتفلين وأنشد معهم النشيد الوطني الفينزويلي داعيا الى بناء الوحدة الوطنية وهاتفا "عاشت فينزويلا! عاشت الاخوة!". ومدة ولاية شافيز الحالية هي 6 سنوات، وقد مضى عليه في موقع الرئاسة حوالى 14 سنة. ولوح شافيز بسيف بطل حروب الاستقلال لفينزويلا القائد التاريخي سيمون بوليفار، ووعد بالاستمرار في خط الثورة الاشتراكية، الذي يرفضه اخصامه في الداخل والخارج. وقال شافيز في كلمته "ان فينزويلا ستتابع مسيرتها نحو الاشتراكية الديمقراطية في القرن الـ 21. وأنا سأكون رئيسا افضل مما كنت عليه في السنوات الماضية".

فينزويلا تجدد تأييد الخط الثوري لشافيز

ويقود شافيز البلاد التي تعتبر اكبر مصدر للنفط في اميركا الجنوبية، وقد بنى شعبيته بفضل برامج الضمانات الاجتماعية في حقلي الصحة والتعليم. وحظي بدعم الطبقات الفقيرة في المجتمع، وهو لا يفتأ يكرر انه استعاد للفقراء "كرامتهم". وخارج البلاد يعتبر شافيز قائدا نموذجيا للعديد من القادة اليساريين في اميركا اللاتينية الذين يقوم بدعمهم. وهو أحد الاركان المتحمسين لبناء وحدة اميركا اللاتينية. ولهذه الغاية قام بانشاء العديد من البنى الإندماجية الاقليمية. كما انه بنى اتحادات استراتيجية مع روسيا، الصين وايران. ولم يتردد في دعم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد، في وجه الحملات المعادية التي يتعرضان لها. وفي الوقت نفسه، كما يعترف خصوم شافيز، فهو يتمتع بالبراغماتية، اذ انه لم يوقف تصدير البترول الى الولايات المتحدة الاميركية بالرغم من كل انتقاداته الحادة "للامبريالية الاميركية".

وتقول جريدة "غارديان" البريطانية ان نسبة المقترعين بلغت معدلا قياسيا وهو 80،4%. وكانت الجريدة ذاتها قد ذكرت عشية الانتخابات ان نتائج الانتخابات يمكن ان تهز سوق النفط، اذ ان شافيز كان قد وعد انه في حال نجاحه في الانتخابات فسوف يعمد الى زيادة انتاج النفط والى تخفيض اعتماد فينزويلا على السوق الاميركي، بمضاعفة تصدير النفط الخام الى البلدان الاسيوية. وتخطط فينزويلا لبناء خط انابيب الى كولومبيا وخط انابيب قاري عبر المحيط الهادي ما يساعد على تخفيض الوقت والاسعار لتصدير النفط الى الصين وغيرها من البلدان الاسيوية. وحسب دراسة اجرتها شركة "بريتيش بتروليوم" ونشرتها "الغارديان" فإن فينزويلا احتلت المرتبة الاولى في العالم هذه السنة من حيث اكتشاف المكامن النفطية الجديدة المؤكدة، وقد سبقت في ذلك المملكة السعودية. وحسب الارقام المعلنة، فإن فينزويلا تمتلك الان احتياطات نفطية تزيد 10% عما تمتلكه السعودية. وهي تمتلك 18% من مجموع الاحتياطات النفطية العالمية.

هذا وفي اعقاب اعلان فوزه كتب شافيز في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لقد كانت معركة مثالية من كل الجوانب" "وانا اعد ان اكون كل يوم رئيسا افضل مما كنته حتى الان" و"اشكر شعبي الحبيب". وقال رئيس المجلس الانتخابي الوطني تيبيساي لوسينا ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 81% وتمت العملية الانتخابية بهدوء وبدون اية اشكالات. وسيستلم شافيز منصبه من جديد في 10 كانون الثاني من السنة القادمة. واثناء ادلائه بصوته في كاراكاس صرح شافيز "ان البعض يتهمني بانني طاغية. ولكن كل من يريد ان يرى الديمقراطية المزدهرة والناضجة فليأت الى فينزويلا".

فينزويلا تجدد تأييد الخط الثوري لشافيز

هذا وكان لانتصار شافيز صدى سلبي في الولايات المتحدة الاميركية. وقالت النائبة الاميركية عن الحزب الجمهوري ايليانا روس لييتينين وهي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ان شافيز يريد ان يحتفظ بالسلطة بأي ثمن بواسطة الالاعيب والتخويفات. واضافت انه منع دخول المراقبين الدوليين، واجرى تعديلات في الانظمة الانتخابية في الساعات الاخيرة، وكان يوجه التهديدات الى الصحفيين المستقلين!.

ولكن الموقف الاميركي لم يمنع مرشح المعارضة انريكيه كابريليس من الاعتراف بالهزيمة وقال امام انصاره "لتعرف كي تربح، عليك ان تعرف كي تخسر". واضاف "انني اهنئ الرئيس". وتوجه الى شافيز بالقول ان فينزويلا "هي بلد له رؤيتان. ولتكون رئيسا جيدا، يعني ان تعمل لوحدة جميع الفينزويليين". وحيا شافيز خصمه لاعترافه بالهزيمة وقال "ان هذا الاعتراف هو خطوة هامة نحو بناء السلم في فينزويلا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل
2012-10-09