ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: نهاية رجل

باختصار: نهاية رجل
كتب محمد يونس

"تصريحاتي السابقة حول القاعدة والعراق أوحت للناس بأنني لست رجل سلام وأنني رجل يتوق للحرب".
هذا الكلام ليس لغاندي أو مانديلا بل هو للرئيس الأميركي جورج بوش وبكل سذاجة.
لقد اعترف بوش بخطئه المميت بأنه كان عليه ألا يستخدم عبارات كـ"أريده حياً أو ميتاً"، أو "نتحداكم للقتال"، لأنها أوحت بأنه ليس رجل سلام، وأنه يحب الحرب ويسعى لها.
وطبعا هذه صفات ليست من صفاته، فهو رجل احتل بلدين وقتل وشرد ملايين من مواطنيهما، إضافة إلى تشجيع وتحفيز العدو الإسرائيلي على قتل الآلاف من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، بل إجباره في بعض الأحيان على القيام بذلك (برغم أن هذا العدو لا يحتاج إلى تحفيز من هذا النوع) علاوة على تعذيبات أبو غريب وغوانتانامو والسجون السرية للسي آي إيه وغيرها من الجرائم في الصومال والسودان إلخ.. كل هذه الأفعال ما كانت لتدل على أن بوش رجل يتوق للحرب أو أنه ليس رجل سلام.
فقط بعض العبارات أدت إلى القبض عليه متلبسا بالجرم المشهود!
يا لوقاحة هذا الرجل، الذي لم تمنعه صلافته من الإضافة بأن احتلاله للعراق قد جعل العالم أكثر أمناً واستقراراً، ولا من القول إن ما لم يعرفه العالم أننا ـ أي هو وفريقه في البيت الأبيض ـ "درسنا الحل الدبلوماسي في العراق"، وهذا دليل إضافي على أنه "ليس رجل حرب"!
هذا هو الرجل الذي حاول حكم العالم بالحديد والنار في القرن الواحد والعشرين، وهكذا تكون نهايته.
الانتقاد/ العدد1272 ـ 13 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-12