ارشيف من :آراء وتحليلات

الحرب الإسرائيلية على غزة: عودة الروح الى خيار المقاومة

الحرب الإسرائيلية على غزة: عودة الروح الى  خيار المقاومة
الحرب الإسرائيلية على غزة وصلت الى "مفترق خطير " : أما أن تنتقل الى  مرحلة العملية البرية الواسعة ، وإما أن تبقى في نطاق الحرب الجوية مع عمليات برية محدودة وخاطفة لزيادة الضغوط على المقاومة ودفعھا الى التسليم بالشروط الإسرائيلية مما  يتيح لنتنياھو وحلفائه إعلان أن العملية حققت أھدافھا والذھاب الى الانتخابات من موقع مريح ورابح...
الحرب الإسرائيلية على غزة: عودة الروح الى  خيار المقاومة
المؤشرات والوقائع تدل في ظاھرھا إلى أن "إسرائيل" ذاھبة في حربھا على غزة حتى النھاية، ومستعدة لكل الاحتمالات والسيناريوات بما في ذلك احتمال الھجوم البري الواسع: من حشد الدبابات والقطع العسكرية على حدود القطاع، الى استدعاء آلاف الجنود الاحتياط، الى الحملة الدبلوماسية الخارجية التي تحضر المجتمع الدولي لتصعيد أكبر، الى اتجاھات الرأي العام الإسرائيلي المؤيد للعملية العسكرية ضد غزة والضاغط باتجاه استمرارھا ... ولكن رغم ھذه المؤشرات فإن قرار شن ھجوم عسكري واسع على قطاع غزة لاجتياحه أو لاحتلال أجزاء منه ، لم تتخذه إسرائيل بعد ، في ظل اتجاه عام الى التريث ... ومن أبرز اسبابه :

1ـ رغبة "إسرائيل" في الاحتفاظ بالدعم الدولي لعمليتھا العسكرية في غزة . خاصة وان الموقف الأميركي  الأوروبي يحمل حماس مسؤولية الحرب  وھذا الموقف الداعم لـ"إسرائيل" مشروط بعدم سلوكھا طريق الحرب البرية التي لا يمكن احتمال نتائجھا وعواقبھا على مجمل الوضع في المنطقة... فبعد ان رمم نتنياھو علاقته مع الرئيس أوباما من باب "حرب غزة"، فإنه حريص على عدم تبديد ھذا المكسب لذلك سيكون عليه مراعاة التحفظ  الأميركي على التوغل البري الواسع ...

2ـ رغبة "إسرائيل" في عدم حشر مصر في زاوية امتحان صعب ودقيق ھو أول امتحان فعلي يواجھه الرئيس محمد مرسي وأول اختبار للعلاقة بين إسرائيل و "مصر الجديدة". وتميل "إسرائيل" الى عدم تعريض علاقتھا مع مصر لخطر داھم ومبكر  ...


3ـ "إسرائيل" التي تعلمت من دروس الحروب السابقة لا سيما حرب تموز 2006 على لبنان وحزب لله، لم  تندفع في تحديد أھداف كبيرة لعملياتھا العسكرية  ضد غزة وإنما اتجھت الى شيء من "الواقعية"، ولم تضع  على لائحة أھدافھا تدمير حماس  واجتياح  "القطاع" وإعادة  احتلاله...  لان "إسرائيل"  تدرك أن الذھاب في ھذا الاتجاه سيكون مكلفا، ولأن البديل عن حماس إنما حركات إسلامية أكثر تطرفا...

 
الحرب الإسرائيلية على غزة: عودة الروح الى  خيار المقاومة

4ـ لا يمكن لنتنياھو على أبواب انتخابات وشيكة ومصيرية أن يخوض حربا مفتوحة ضد غزة  خاضعة لمفاجآت ميدانية وتطورات سلبية يمكن أن تأتي بنتيجة عكسية وترتد على نتنياھو وتھدد فرصه بالفوز في الانتخابات.... ولذلك فإن نتنياھو الذي يحاذر التورط في حرب مكلفة وغير مضمونة، ويحاذر التقدم الى الأمام عبر اجتياح بري، لا يمكنه في الوقت نفسه التراجع الى الوراء  بل يسعى من اجل تأمين خروج مشرف  لـ"إسرائيل" من ھذه الحرب قبل أن تتحول الى "ورطة"...

... وبالتالي فإن "إسرائيل" تمارس ضغوطا على غزة لتلبية شروطھا والدخول الى وضع في القطاع مستقر  بضمانة دولية كحد أقصى أو ضمانات مصرية في حد أدنى... 

اما المقاومة فقد حققت  مكاسب نوعية  في الجولة الأولى للحرب عندما قصفت تل أبيب والقدس وأدخلت أكثر من مليون إسرائيلي في دائرة الخطر والملاجئ والشلل الاقتصادي... وقد نجحت في إثبات وجودھا وفي استخدام عنصر المفاجأة  مما يتيح لھا أن تقول إنھا انتصرت لمجرد أنھا لم تھزم، وقد فضحت انظمة الربيع العربي واعادة الروح الى خيار المقاومة.
2012-11-21