ارشيف من :مقاومة
خاص الانتقاد.نت: تدخل سياسي لدى القضاء لمنع نشر الوقائع الكاملة للقرار الاتهامي بحق شبكة علي الجراح
"خاص الانتقاد.نت"
حددت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل يوم الجمعة الواقع فيه 3 تموز /يوليو المقبل موعداً لمباشرة محاكمة الأخوين علي ديب الجراح ويوسف الجراح بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي.
وتنشر "الانتقاد" الوقائع الكاملة للقرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر قبل فترة وجيزة للتعرف عن كثب عن أعمال هذين العميلين اللذين تدّخل نسيبهما المحسوب على تيار "المستقبل" لدى القضاء لمنع نشر هذا القرار الاتهامي وذلك لما يترتب عليه من نتائج وخيمة على أبواب الانتخابات النيابية:
قرار رقم 18/2009
نحن رشيد مزهر قاضي التحقيق الأول لدى المحكمة العسكرية:
بعد الإطلاع على ورقة الطلب رقم 15848/2008 تاريخ 28/11/2008 بعد الإطلاع على مطالعة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وعلى أوراق هذه الدعوى كافة
تبين أنه أسند الى المدعى عليهم
1 – علي ديب جراح، والدته وحيدة، مواليد 1958/لبناني رقم سجل نفوس/116/ المرج.
أوقف وجاهياً بتاريخ 1/12/2008 ولا يزال موقوفاً.
2 – يوسف ديب جراح، والدته وحيدة ، مواليد 1963 لبناني رقم سجل نفوس /116/المرج.
أوقف وجاهياً بتاريخ 1/12/2008 ولا يزال موقوفاً .
3 – كل من يظهره التحقيق.
بأنه في الأراضي اللبنانية بتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدموا على التعامل مع العدو واعطائه معلومات لفوز قواته وعلى مراقبة وتصوير مواقع عسكرية واستعمال جوازات سفر وبطاقة هوية مزورة.
الجرم المنصوص عنه في المواد:
278/ و/275/و 463/454 من قانون العقوبات و /157/ من قانون القضاء العسكري:
في الوقائع
تبين أنه من مناضلٍ حمل البندقية دفاعاً عن القضية الفلسطينية تحول المدعى عليه علي جراح خلال العام 1983 الى عميل رهن نفسه طيلة ربع قرن من الزمن للعدو الإسرائيلي.
ربع قرن، ورغم الحروب التي شنها خلاله جيش العدو الإسرائيلي على لبنان، والاعتداءات المتواصلة على أبناء شعبه، وارتكابه بحقهم أبشع المجازر في تاريخ البشرية، كل هذا لم يحرك مشاعره ويوقظ ضميره الغارق في سبات وحل العمالة، بل على العكس من ذلك فقد تدرج على مقاعد الخيانة حتى وصل الى أعلى درجاتها واستحوذ على ثقة ورضى الإسرائيلي وتطور تعامله معهم من تزويدهم بمعلومات خطية عن المنظمات الفلسطينية ومراكز الجيش العربي السوري في منطقة البقاع ولاحقاً عن المقاومة في حزب الله ومراكز الجيش اللبناني وعتاده وعديده في منطقة شتورا وجوارها، وعن بعض المناطق اللبنانية والسورية واحداثيات لأهداف وأماكن معينة الى اخضاعه داخل بلاد العدو التي كان يدخلها بداية عن طريق البر عبر معبري الناقورة وباتر جزين مستعملاً هوية لبنانية مزورة ولاحقاً عن طريق الجو عبر بعض الدول الأوروبية لدورات تدريب على الأجهزة اللاسلكية العادية والمتطورة، وكيفية التصوير بواسطة كاميرا مثبتة بطريقة سرية داخل سيارة وذلك بواسطة الصورة والصوت وقراءة الخرائط الجوية واستخراج الاحداثيات لبعض الأهداف والأماكن عبر خطوط الطول والعرض (نظيم وقطوع) وقد كان يتم لاحقاً استلامه لهذه الأجهزة التي تدرب عليها بالاضافة الى أغراض أخرى ومبالغ مالية بواسطة البريد الميت المزروع تحت الأرض في عدة مناطق من البقاع والجبل والجنوب من قبل عملاء مجهولين يعاونه في ذلك شقيقه المدعى عليه يوسف جراح الذي تم تجنيده خلال العام 1983 لصالح العدو الاسرائيلي وعمل بداية منفرداً عبر تزويده العدو بمعلومات عن نفس الجهات وبذات الطريقة المتبعة من قبل شقيقه علي المذكور أولاً بصورة خطية وبعد انسحاب القوات الاسرائيلية من منطقة النبطية بواسطة جهاز لاسلكي درب عليه وسلم اليه لهذه الغاية ولاحقاً عبر مقابلته لضباط في الموساد الاسرائيلي داخل السفارة الاسرائيلية في دولتي قبرص وايطاليا وبقي على هذه الحالة حتى العام 1986 حيث جرى ربطه بشقيقه المدعى عليه علي جراح فاستمرا معاً في تعاملهما مع العدو الاسرائيلي وتقاضيهما كل منهما لراتب شهري قدره ستماية دولار اميركي اضافة الى مبالغ أخرى حتى تاريخ توقيفهما أواخر العام 2008 وتفكيك شبكتهما التي سجلت رقماً قياسياً في مدة تعاملها مع العدو قبل افتضاح أمرها إذا ما قيست بغيرها من الشبكات التي تم اكتشافها سابقاً.
وتبين من كافة التحقيقات أن المدعى عليه علي جراح كان ينتمي الى حركة فتح "أبو عمار" التي أصبح عضواً بارزاً فيها داخل بلدته المرج وخلال الاجتياح الإسرائيلي من العام 1982 للبنان شارك الى جانب مقاتلي الحركة بالتصدي لجيش العدو الاسرائيلي، وخلال العام 1983 توجه الى بلدة القرعون الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي لحضور مأتم تشييع المغدور قاسم ياسين ا لذي كان من عداد حركة فتح وقتل في ظروف غامضة وأثناء عودته الى بلدته المرج اعتقل من قبل المخابرات الاسرائيلية على معبر عزة وخلال التحقيق معه اعترف بانتمائه لحركة فتح ومشاركته بالقتال ضد الجيش الاسرائيلي، عندها عرض عليه الضابط الاسرائيلي "ابو النور" العمل لمصلحتهم عبر تزويدهم بمعلومات عن المنظمات الفلسطينية والجيش العربي السوري في منطقته ومحيطها مقابل تخلية سبيله وتحسين وضعه المادي فوافق على عرضه وقبض من الضابط المذكور مبلغ اربعماية ليرة لبنانية وأخذت له صور فوتوغرافية أثناء استلامه للمبلغ المذكور وتم الاتفاق معه على الحضور كل خمسة عشر يوماً الى معبر غزة والاجتماع بالضابط "أبو النور" بعد أن يكون قد ملأ جعبته بالمعلومات المطلوبة.
كما تبين أنه خلال تلك الفترة حصل انشقاق داخل حركة فتح وسيطرت حركة فتح الانتفاضة بقيادة "أبو موسى" في منطقة البقاع، وبالرغم من اقامة المدعى عليه علي جراح في بلدته المرج الواقعة خارج المناطق المحتلة، الا أنه وفي الموعد المحدد توجه الى معبر غزة والتقى بالضابط الإسرائيلي "أبو النور" وزوده بمعلومات عن القياديين في فتح الانتفاضة، وعن مواصفاتهم ومنهم أبو موسى وأبو خالد العملة، وأبو حازم، وأبو عيسى، وبقي على هذاالمنوال فترة من الزمن، وخوفاً من افتضاح أمره من قبل أبناء بلدته وأبناء منطقته من خلال تردده الى معبر غزة القريب من بلدته ومقابلته ضباط العدو الإسرائيلي ، وبناءً لطلبه جرى ربطه بالمخابرات الإسرائيلية في سرايا مدينة صيدا، ومنذ ذلك التاريخ راح يتردد الى المدينة المذكورة مرة كل خمس عشر يوماً ويجتمع بالضابط الاسرائيلي "شوقي" ويزوده بالمعلومات المطلوبة منه، وخلال تلك الفترة بدأ بالدخول الى بلاد العدو وبالتحديد الى مستعمرة نهاريا عن طريق معبر الناقورة حيث جرى تدريبه على كيفية تلقي رسائلهم على جهاز الراديو ـ موجة sw والذي كان يعمد الى فتحه في وقت محدد ويتلقى الرسائل على الشكل التالي:
الفا ـ باتا ـ تاتغو ويقوم بعدها بجمع هذه الأحرف وفقاً للكتاب المسلم له سابقاً لمعرفة ما هو المطلوب منه، ثم يزود العدو بالمعلومات عبر رسالة خطية ينقلها شقيقه (المدعى عليه يوسف جراح أحياناً الى العدو الإسرائيلي في سرايا صيدا، وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة المذكورة تابع المدعى عليه علي جراح تردده الى داخل بلاد العدو ـ مستعمرة المطلة عبر معبر باتر ـ جزين مستعملاً بطاقة هوية لبنانية مزورة باسم دياب غنوم من بلدة مرجعيون كان قد استلمها في وقت سابق من الاسرائيليين لهذه الغاية، وقد تردد بهذه الطريقة الى داخل بلاد العدو ست مرات كان خلالها يلتقي بالضابطين الاسرائيليين "شوقي" و"أبو ديب" كما خضع لدورة تدريب على جهاز ارسال موضوع ضمن صندوق حديدي لعدة ميكانيك، وقد جرى استلامه لاحقاً لهذا الجهاز بواسطة البريد المثبت داخل الأراضي اللبنانية وكان بموجب الجهاز المذكور يستلم رسائل العدو الاسرائيلي ويعمد الى ارسال المعلومات المتعلقة بالفلسطينيين والسوريين وبقي على هذه الحالة لغاية العام 1986 حيث جرى ربط شقيقه المدعى عليه يوسف جراح به والذي كان خلال العام 1983 يقيم في مدينة النبطية سيما وأنه متأهل من امرأة من آل جابر من تلك المنطقة فتم تجنيده لصالح العدو الاسرائيلي على يد حاكم المنطقة المذكورة آنذاك الضابط الإسرائيلي "أبو ديب" الذي كلفه بجمع معلومات عن المنظمات الفلسطينية وعدد مراكزها العسكرية في منطقة البقاع ونوع السيارات التي تتوقف في محيطها وخصوصاً في بلدة الروضة البقاعية فنفذ بداية ما كلف به عبر رسائل خطية كان يسلمها للضابط المذكور ولاحقاً بواسطة جهاز لاسلكي سلم له بعد أن خضع لدورة تدريب حول طريقة استعماله وتم اعطائه لقب "الفاروميو ـ تانغو" وحدد له وقت معين لفتحه وتشغيله صباح كل يوم الساعة الثامنة وخمس دقائق والساعة الرابعة مساءً، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من مدينة النبطية تلقى برقية على الجهاز المذكور من الإسرائيليين يطلبون منه السفر الى دولة قبرص التي انتقل اليها جواً واجتماع بداخل السفارة الإسرائيلية فيها بالضابط الإسرائيلي "أبو ديب" فجرى تقييم المعلومات التي كان قد زوده بها وطلب اليه ابلاغ شقيقه المدعى عليه علي جراح والذي كان على علم مسبق بتعامله معهم بمتابعة العمل على الموضوع الفلسطيني، كما اعاد الكرة مجدداً وقابل ضباط من الموساد الإسرائيلي في دولة ايطاليا التي وصلها جواً حيث طُلب منه اتلاف الجهاز الذي بحوزته كونه أصبح ملحقاً بشقيقه المدعى عليه علي المذكور ونقدوه كما في المرة السابقة مبلغ الف وخمسماية دولار اميركي وبعودته الى لبنان اطلع شقيقه المذكور آنفاً على مضمون ونتائج رحلته وتقاسم معه المبلغ مناصفة كما عمد الى تكسير الجهاز الذي كان يضعه داخل منزله تحت المجلى.
وتبين أنه منذ العام 1986 وبعدما انيطت بالمدعى عليه علي جراح وحده مهمة الاتصال بالعدو الإسرائيلي بدأ بالتردد الى بلاد هذا الأخير التي كان يصلها جواً عبر دولتي بلجيكا وايطاليا عن طريق مطار بيروت الدولي وقد تردد بهذه الطريقة الى بلاد العدو ست مرات كان يقيم فيها كل مرة لفترة تتراوح بين الأسبوع والعشرة أيام وقد تم ذلك خلال الأعوام 1986 ـ 1990 ـ 1992 ـ 1996 ـ 2001 ـ 2004 حيث كان يعمد فور وصوله الى كلا الدولتين المذكورتين أعلاه للانتقال في كل منها الى السفارة الاسرائيلية ، فيتم سحب جواز سفره اللبناني من قبل ضباط من الموساد الإسرائيلي وتسليمه جواز سفر اسرائيلي يحمل رسمه الشخصي ويتوجه بواسطته جواً الى مطار تل أبيب، وقد اجتمع خلال تلك المرات بضباط اسرائيليين وهم"شوقي" و"جاك" و"ميشال" و"أيوب" وجرى تدريبه خلالها على عدو أجهزة لاسلكية من العادية بداية الى المتطورة لاحقاً وخاصة خلال العام 1996 بعد أن طلبوا منه انشاء علاقات مع اشخاص سوريين لأن عمله سيمتد الى داخل القطر السوري فجرى تدريبه على جهاز متطور لتلقي الرسائل والبرقيات وتحليلها ويعرف بجهاز الكومندينا والمؤلف من آلات قطع ويوضع بطريقة سرية داخل طاولة الكومندينا:
قطعة لون أسود عبارة عن ترانس (محول للكهرباء)، وقطعة من نفس اللون هي جهاز ارسال ويعمل على طريقة البطارية والكهرباء، والأخيرة ذات لون فضي وعبارة عن قطعة الكترونية متطورة جداً تعمل بنظام الأشعة ما دون الحمراء وهي كناية عن طابعة مزودة بأحرف باللغة العربية، وباستطاعة هذا الجهاز حفظ ثلاث رسائل واردة من الاسرائيليين وحدد له موعد لفتحه ثلاث مرات في الأسبوع، الساعة الثانية والنصف في فصل الشتاء والساعة الثالثة والنصف في التوقيت الصيفي وقد ارسل المدعى عليه علي جراح بواسطته رسائل لا تحصى الى العدو الاسرائيلي كما جرى تدريبه على المصطلحات العسكرية والاشارات التي تدل على الوحدة والكتيبة والفيلق العائدة للجيش السوري، وكيفية قراءة الخرائط الجوية واستخراج الاحداثيات للأهداف المطلوبة بواسطة خطوط الطول وخطوط العرض، وخلال العام 2004 عمد الاسرائيليون الى تطوير طريقة جمعه للمعلومات من النظري الى الاستحصال على صور لبعض المراكز العسكرية السورية بداية في لبنان وتحديداً مراكز عنجر، وجلالا وشتورا ولاحقاً داخل الأراضي السورية وكذلك لمراكز عائدة للجيش اللبناني في منطقة شتورا ومحيطها بعد الانسحاب السوري من لبنان وللشاحنات العابرة عن طريق المصنع باتجاه لبنان وخاصة التي تسلك الخط العسكري لمعرفة نوعها ورقمها وحمولتها وخاصة لجهة الأسلحة لصالح حزب الله بالاضافة الى عدة مناطق من لبنان وذلك بالصورة والصوت بواسطة كاميرا مثبتة داخل سيارة جرى ترديبه على كيفية تركيبها واستعمالها وأجريت له تجربة حسية عليها داخل بلاد العدو كما كان يتم تقييم المعلومات التي زودهم بها وقبضه لمبالغ مالية وصت في بعض المرات الى خمسة عشر الف دولار اميركي كان يتقاسمها مناصفة مع شقيقه الدعى عليه يوسف جراح بعد عودته الى لبنان.
كما تبين أن هذه الأجهزة والخرائط الجوية وغيرها التي خضع لدورات تدريب عليها داخل بلاد العدو كان يعمد الى استلامها في لبنان عبر البريد الميت الذي هو عبارة عن بريد مدفون أو مزروع تحت الأرض بطريقة سرية داخل الأراضي اللبنانية من قبل عملاء مجهولين تابعين للعدو الاسرائيلي ويتم استخراجه وفقاً لخطة مرسومة بطريقة دقيقة ومحددة من قبل العدو المذكور بعد أن يتلقى العميل الذي يعمل لصالحهم والمرسل اليه البريد الميت التعليمات عبر الجهاز الموجود بحوزته ووفقاً لذلك ينتقل الى المكان المحدد ويقوم باستخراج واستلام البريد المذكور وبعد تنفيذ المهمة يعمد الى الاتصال بالعدو الاسرائيلي وافادته عن نجاح المهمة مع ذكره للرقم المدون على الحقيبة أو العلبة التي بداخلها هذا البريد.
وتبين أنه خلال العام 1986 تلقى المدعى عليه علي جراح رسالة من الاسرائيليين عبر الجهاز الذي بحوزته قام بمقاطعتها مع الكتاب المسلم له من قبلهم وكان مضمونها الطلب منه الانتقال الى بلدة عميق ـ البقاع واستخراج البريد الميت من تحت الأرض المدفون عند جذع احد الشجرات بعد أن حددوا له نوعها ومكانها فنفذ ذلك برفقة شقيقه المدعى عليه بوسف جراح وتما ستلام البريد المذكور والذي كان عبارة عن مبلغ من المال قيمته الف وخمسماية دولار اميركي تم تقاسمه بينهما مناصفة.
كما تبين أنه خلال العام 1990 تلقى المدعى عليه علي جراح وبنفس الطريقة المذكورة أعلاه رسالة من قبل الاسرائيليين انتقل بعدها برفقة شقيقه المدعى عليه يوسف جراح كالعادة الى بلدة زندوقة واستخرج البريد الميت من المكان المحدد والذي تبين انه عبارة عن مبلغ خمسة الاف دولار اميركي كذلك تم تقاسمه مناصفة بينهما.
وتبين أيضاً أنه خلال العام 1994 أوعز اليه عبر رسالة تلقاها على الجهاز من قبل الاسرائيليين بالانتقال الى بلدة زندوقة واستلام البريد الميت فتوجه برفقة شقيقه يوسف المذكور واستخرج البريد المذكور من المكان المحدد وكان عبارة عن جهاز لاسلكي سبق له وأن خضع لدورة تدريب عليه داخل بلاد العدو فنقله ووضعه داخل علبة ميكانيك لعدو كان قد استلمها من العدو الاسرائيلي داخل منزله القديم حيث كان يقيم مع أهله.
وتبين أنهخلال العام 1998 تلقى رسالة من الاسرائيليين أبلغوه فيها وجوب انتقاله الى باحة موقف مطار بيروت الدولي حيث توجد سيارة من نوع نيسان لو ن فضي مركونة فيه وزودوه برقم لوحتها وارشدوه الى مكان وجود مفتاحها داخل الدفاع الأمامي لها وراء لوحة السيارة على أن يقوم بفتح صندوقها وبابها الخلفي وأخذ الأغراض الموجودة بداخلها فانتقل الى المكان المذكور وكالعادة برفقة شقيقه المدعى عليه يوسف جراح بواسطة سيارة من نوع فولفو ونفذ ما طلب منه وقام بفتح السيارة فوجد بداخلها كومندينا (طاولة توضع داخل غرفة النوم بين الاسرة ولها جارورين لونها بصلي اضافة الى كرسيين خشب قلاب وكومندينا أخرى بداخلها جهاز لاسلكي فقام بوضع هذه الأغراض داخل سيارة الفولفو واقفال سيارة النيسان واعادة مفتاحها الى مكانه وغادرا المحلة وعمد بعدها الى تركيب الجهاز داخل منزله الزوجي الجديد في بلدة عنجر حيث كان قد تزوج من امرأة ثانية تدعى نغمة عويد عويد كما تبين انه وفي وقت لاحق وبناءً لطلب الإسرائيليين انتقل برفقة شقيقه يوسف جراح الى منطقة العزونية وعمد الى استخراج البريد الميت والذي كان عبارة عن مبلغ قيمته خمسة عشر ألف دولار اميركي تقاسمه كذلك مع شقيقه المذكور.
كما توجه خلال العام 2003 الى نفس المحلة المذكورة أعلاه بمفرده واستلم البريد الميت وكان عبارة عن جهاز ارسال يشبه الجهاز الذي سبق واستلمه ولكنه أكثر تطوراً إذ يتلقى البرقيات والرسائل من تلقاء نفسه ويتمتع بسرعة في الإرسال وقام بوضعه في منزله في بلدة عنجر والذي تم ضبطه لاحقاً.
وتبين كذلك أنه وبعد حرب تموز 2006 وتحديداً خلال شهر تشرين الأول تلقى المدعى عليه علي جراح رسالة من قبل الإسرائيليين توجه على أثرها برفقة شقيقه المدعى عليه يوسف جراح الى محلة الزندوخة بواسطة سيارة جيب نوع ميتسوبيشي كان قد اشتراها بناءً لطلب العدو الإسرائيلي لتركيب كاميرا بداخلها يتم التصوير بواسطتها بالصورة والصوت وكان قد خضع لدورة تدريب عليها خلال العام 2004 داخل بلاد العدو وبناء لخطة مرسومة وصل الى المكان المحدد واستخرج البريد المذكور داخل حقيبة (ضبطت بحوزته) في مخبأ سري لها غادرا بعدها الى بلدتهما المرج وفي الوقت المحدد له لاحقاً توجه المدعى عليه علي جراح الى الكهربائي عمر زعرور في منطقته حيث قام هذا الأخير بايصال التمديدات الكهربائية الى قاعدة الهاتف داخل سيارة جيب الميتسوبيشي بعد أن أوهمه علي المذكور بأنه يريد تشغيل الهاتف بداخلها وأجرى أمامه تجربة على تشغيله لكنه بعودته الى منزله أقدم على فصل الشريط عن الهاتف ووصله الى جهاز التسجيل بالصوت للكاميرا والتي ضبطت جميعها مع السيارة بعد توقيفه.
كما تبين أنه خلال العام 2007 وكالعادة وبناء لرسالة تلقاها المدعى عليه علي جراح من قبل الاسرائيليين انتقل برفقة شقيقه المدعى عليه يوسف جراح الى منطقة دير الزهراني وقام باستخراج البريد الميت من المكان المحدد والذي كان عبارة عن مفكرة بداخلها شريحة خط خلوي دولي وضعه لاحقاً داخل جهاز هاتف خلوي من نوع نوكيا اشتراه بناءً لطلب من الاسرائيليين راح بعدها يتواصل معهم بواسطته ضمن خطة مرسومة وموضوعة معهم حيث يتم الاتصال به من قبل العدو الاسرائيلي على هاتفه اللبناني رقم 392746/03 ويقول له المتصل : تريد التكلم مع "علي" فيعرف عندها هذا الأخير هوية المتصل فيرد عليه "النمرة غلط" ويعمد عندها الى فتح الخط الدولي المسلم له ويتم التواصل فيما بينهم وخاصة في الظروف الضرورية.
وتبين أيضاً أنه خلال شهر أيلول من العام 2007 توجه المدعى عليه حوالي الساعة العاشرة ليلاً الى بلدة مروحين ـ الحدودية بناءً لطلب الاسرائيليين لاستلام وتسليم البريد الحي وبوصولهما الى المكان المحدد على الشريط الحديدي مقابل موقع اسرائيلي تلقى المدعى عليه اتصالاً منهم بضرورة تخفيف سيره حيث راح يسير ببطئ وفجأة ظهر ومن بين الأحراش رجل مجهول الهوية قام باعطائه كليس تبين لاحقاً أنه يحتوي على:
جهاز مكتوب عليه عبارة D- Link وهو كناية عن قطعة الكترونية عادية قام الاسرائيليون بتحويرها لتصبح جهاز ارسال واستقبال متطور سهلا الاستعمال عند استخدامه لارسال البرقيات المكتوبة او استقبالها كما وأنه يمكن بواسطته ارسال صور لصالح العدو الاسرائيلي بعد أن يتم وصله على جهاز كمبيوتر.
فلاش ميموري يتضمن صوراً جوية عن لبنان وسوريا فعند وضعه في الكمبيوتر وتشغيله تظهر على شاشة صور جوية للمنطقة التي يريد العمل عليها على الخريطة الموضوعة امامه وبعدها يقوم بتطبيق الاستطلاع الذي تشاهده على الأرض مع الخريطة ومن خلال هذهالعملية يستحصل على احداثيات هدف معين فيحصل على القطوع ويرمز اليه بعلامة X وعلى النظيم ويرمز اليه بعلامة Y وهي عبارة عن خطوط طول وخطوط عرض.
CD وهو عبارة عن قرص مبرمج لمنطقة البقاع وكتيب يتضمن شرحاً لطريقة تشغيل هذه الأغراض كونه لم يتدرب عليها سابقاً.
فيما عمد المدعى عليه علي جراح خلال استلامه هذه الأغراض الى رمي كيس للشخص المذكور اعلاه يحتوي على 26 شريط تتضمن صوراً عن مراكز عسكرية سورية ومناطق سورية داخل القطر السوري ومراكز عسكرية للجيش اللبناني ومناطق عديدة في لبنان تم أخذ هذه الصور بواسطة الكاميرا المثبتة بداخل سيارة جيب الميتسوبيشي مع شرح مفصل عنها (صوت وصورة) وبعودته الى المنزل دأب على دراسة الكتيب عمد بعدها الى الاتصال بالعدو الاسرائيلي لا علامة بأنه تمكن من معرفة تشغيل الجهاز الجديد وقام لاحقاً وخلال مدة عشرة أشهر ولغاية تاريخ توقيفه بارسال ثمانين رسالة بواسطته الى الاسرائيليين.
وتبين أن المدعى عليه علي جراح واضافة الى المعلومات التي زود بها العدو الاسرائيلي عن المنظمات الفلسطينية والمراكز العسكرية السورية داخل لبنان وخاصة في بلدات عنجر وشتورا وجلالا قبل الانسحاب السوري من لبنان خلال العام 2005 فقد ابتدأ من العام المذكور وبناء لطلب وتوجيهات الاسرائيليين مراقبة الشاحنات المدنية الداخلة الى لبنان عبر المصنع وخاصة التي تسلك الخط العسكري لمعرفة حمولتها عما اذا كانت تحتوي على أسلحة لحزب الله وبعد حرب تموز الذي بقي خلاله على تواصل مع العدو الاسرائيلي وتركيبه للكاميرا بداخل سيارته عمد الى تصوير الشاحنات وتحديد نوعها ورقمها وتصوير كذلك لقرى شيعية متاخمة للسلسلة الشرقية في البقاع يعتقد الاسرائيليون انها تحتوي على مراكز صواريخ لحزب الله وخاصة الأماكن التي يطرأ عليها متغيرات في أرضها مثل احداث حفريات او تمديد شبكات هاتف ومياه فيها وغيرها والى تحديد احداثيات الأهداف داخل الأراضي اللبنانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
مفرق الصويري ـ المصنع ، والجامع في تعلبايا وحسينية جلالا وافران شمسين على خط شتورا المصنع ومنشأة صحية عائدة لآل الحريري في تعنايل.
كما قام بتصوير عدة مناطق وطرقات داخل لبنان وسوريا وتتضمن مراكز عسكرية للجيش اللبناني فيها ومنها مراكز الجيش في شتورا وجب جنين ومحيطها والتي انسحب منها الجيش السوري خلال العام 2005 وقد كان يعمد خلال عملية التصوير الى السير بسيارة الجيب العائدة له والمزروعة بكاميرا خفية ومتطورة الى اجراء مسح شامل وكامل للقطاع الذي يقوم بتصويره مع شرح مفصل بالكلام من قبله ذاكراً اسماء المؤسسات من تربوية ومدنية او اجتماعية والمطاعم ومحطات المحروقات والجسور والانفاق والمراكز العسكرية العائدة للأجهزة الأمنية اللبنانية ويحصل بعدها على شريط مسجل (صوت وصورة) ومن هذه المناطق والطرقات في لبنان:
طريق شتورا ـ المصنع وطريق ديرزنون الهرمل ودوار سن الفيل مروراً بمنصورية المتن ـ طريق ضهور الشوير ترشيش لغاية زحلة ـ طريق عام جبيل الى دير غوسطا، من خلدة الى ساحة النجمة في صيدا، وداخل مخيم عين الحلوة وكان يتم هذا التصوير احياناً باتجاه واحد واحياناً بالاتجاهين وتارة بمفرده وتارة بمشاركة شقيقه المدعى عليه يوسف جراح.
كما قام المدعى عليه علي جراح وبمفرده بعمليات تصوير لمناطق عديدة داخل سوريا وشملت مراكز تدريب وثكنات عسكرية للجيش السوري ومنها على سبيل المثال:
طريق المصنع وصولاً الى جديدة يابوس، والطريق العام الممتد من دمشق الى درعا على الحدود الأردنية، وداخل مدينة دمشق انطلاقاً من ساحة الأمويين شارع الصالحية وشارع الحمراء وشارع البرلمان وساحة المرجة ودوار السبع بحرات ومن دمشق لغاية مدينة طرطوس وكان يتم خلال عمليات التصوير هذه تجديد المراكز العسكرية للجيش التصوير وكالعادة مع شرح مفصل كما قام خلال عملية تصوير شامل لمدينة دمشق بتصوير منطقة كفرسوسة الواقعة بين منطقة الميدان وأبو رمانة التي استشهد فيها المسؤول العسكري للمقاومة في حزب الله عماد مغنية وخلال عملية التصوير هذه في شهر أيلول من العام 2007 طلب منه الاسرائيليون وشددوا عليه بضرورة تسليمهم هذه الأشرطة ووضع لاصق عليها بطريقة ان تكون محفوظة جيداً وتم تسليم هذه الاشرطة في بلدة مروحين كما ورد سابقاً.
وتبين أنه على أثر توقيف المدعى عليه علي جراح ومداهمة منزله في كل من بلدتي عنجر والمرج فقد ضبط منها: جهاز موضوع ضمن درفة خشبية مؤلف من خثلاث قطع ويعرف بجهاز الكومندينا.
جهاز ارسال عبارة عن قطعة الكترونية تحمل عبارة D – Link اضافة الى الفلاش ميموري نوع Twim – mos ذات الرقم التسلسلي w21547m0806 وقرص مدمج (CD).
حقيبة سفر متوسطة الحجم بداخلها مخبأ سري يتسع لخمسة اشرطة تسجيل ولا يظهر محتواه على أشعة اكس في المطارات هاتف خلوي نوع نوكيا بداخله شريحة خط دولي بلجيكي خمسة اشرطة كاسيت متوسطة الحجم تتضمن صوراً لمناطق لبنانية وشريط سادس فارغ.
دفتر يحتوي على أرقام لخطوط الطول والعرض لبعض الأماكن المحددة من قبل الاسرائيليين لاستطلاعها.
سيارة جيب ميتسوبيشي والكاميرا المزروعة بداخله فتم مصادرتها جميعاً، كما تم توقيف شقيقه المدعى عليه يوسف جراح الذي لم يعثر معه أو في منزله على أية أغراض استلمها من الاسرائيليين سيما وأنه قد أقدم على اتلافها بعد ربطه بشقيقه المدعى عليه علي جراح.
تأيدت هذه الوقائع بالتحقيقات الأولية والابتدائية باعترافات المدعى عليهما بالمصادرات والمضبوطات من اجهزة لاسلكية وهاتف دولي وسيارة مزودة بكاميرا وحقيبة سفر متوسطة مزودة بمخبأ سري واشرطة كاسيت عدد (6) كتاب يحتوي على تعليمات كيفية تشغيل جهاز D- Link والفلاش ميموري ودفتر يحتوي على احداثيات لاماكن داخل لبنان
بمجمل التحقيق:
في القانون
بما أن اقدام المدعى عليهما:
علي ديب جراح ويوسف ديب جراح على التعامل مع العدو الاسارئيلي منذ العام 1983 ولغاية العام 2008 على الشكل المبين في باب الوقائع يشكل الجرم المنصوص عنه والمعاقب عليه بمقتضى أحكام المادة 278 من قانون العقوبات.
وبما أن اقدامهما على اعطاء معلومات للعدو لفوز قواته بشكل الجرم المنصوص عنه والمعاقب عليه بمقتضى احكام المادة 275 من قانون العقوبات.
وبما أن اقدامهما على افشاء معلومات للعدو كانت يجب ان تبقى مكتومة بشكل الجرم المنصوص عنه والمعاقب عليه بمقتضى احكام المادتين 283/284 من قانون العقوبات.
وبما أن اقدامهما على تصوير مواقع عسكرية عائدة للجيش اللبناني وجمع معلومات عن مراكز عسكرية تتعلق بالعتاد والعديد للجيش اللبناني وكذلك معلومات عن الجيش السوري ومراكزه قبل انسحابه من لبنان ولاحقاً داخل سوريا لمصلحة العدو الاسرائيلي يشكل الجرم المنصوص عنه والمعاقب عليه بمقتضى أحكام المادة 157 من قانون القضاء العسكري وبما أن اقدام المدعى عليه علي ديب جراح على استعمال جوازات سفر وبطاقة هوية مزورة كما هو مبين في باب الوقائع بشكل الجرم المنصوص عنه والمعاقب عليه بمقتضى احكام المادة 463 /454 من قانون العقوبات
لهذه الأسباب
تقرر وفقاً للمطالعة
اتهام المدعى عليهما: علي ديب جراح ويوسف ديب جراح بالجنايات المنصوص عنها والمعاقب عليها بمقتضى احكام المواد : 278 و 275 و 283 و 284 من قانون العقوبات.
اصدار مذكرة القاء قبض بحق كل منهما.
الظن بهما بالجنحة المنصوص عنها والمعاقب عليها بمقتضى احكام المادة 157 من قانون القضاء العسكري الظن بالمدعى عليه علي جراح بالجنحة المنصوص عنها والمعاقبة عليها بمقتضى احكام المادة 463 و 454 من قانون العقوبات ايجاب محاكمتهما امام المحكمة العسكرية الدائمة الناظرة بالقضايا الجنائية على ان تنظر بالجنح لعلة التلازم
تدريكهما الرسوم والنفقات كافة
قرار صدر بتاريخ 16/3/2009
قاضي التحقيق العسكري الأول