ارشيف من :آراء وتحليلات

خطوات نحو إعادة تطبيع العلاقات بين جورجيا وروسيا

خطوات نحو إعادة تطبيع العلاقات بين جورجيا وروسيا
بعد الحرب التي نشبت بين روسيا وجورجيا، اثر انفصال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، تابع الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي الموالي للغرب سياسة العداء الشديد لروسيا ومحاولة جعل جورجيا قاعدة للحلف الاطلسي. ولكن اميركا والحلف الاطلسي فهما تماماً أن التوسع العسكري نحو جورجيا وأوكرانيا (على الحدود مباشرة مع روسيا) هو خط أحمر، وتوقفت تماماً ـ رسمياً وفي العلن على الأقل ـ اي محادثات لانضمام جورجيا وأوكرانيا الى الحلف الأطلسي. والآن يضع الكرملين في رأس أولوياته تحسين العلاقات بين روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة، ومنها جورجيا التي ينتمي اليها يوسف جوكاشفيلي (ستالين) الذي حكم الاتحاد السوفياتي عشرات السنين، وادوارد شيفارنادزه آخر وزير خارجية سوفياتي.

خطوات نحو إعادة تطبيع العلاقات بين جورجيا وروسياوتعمل الكنيسة الارثوذكسية الجورجية وأوساط المعارضة الجورجية، في اتجاه اعادة تطبيع العلاقات مع الشعب الروسي الشقيق. ويقوم الآن البطريرك الارثوذكسي الجورجي ايليا الثاني بزيارة لروسيا. وقد دعاه سآكاشفيلي لـ"عدم الاستسلام لمحاولات روسيا اعادة تبيليسي الى المدار الروسي". ولكن في تبيليسي لا يستبعدون أن يقوم البطريرك ايليا الثاني بتمهيد التربة لاعادة الاتصالات السياسية بين القيادة الروسية والحكومة الجديدة في جورجيا التي هي على خلاف مع رئيس الجمهورية الموالي للغرب سآكاشفيلي.

ويقوم البطريرك ايليا بزيارة موسكو بدعوة من بطريرك موسكو وسائر الروسيا كيريل. وتتم الزيارة بمناسبة العيد الثمانين لميلاد البطريرك ايليا والذكرى 35 لجلوسه على كرسي البطريركية. وبهذه المناسبة سيتم منحه جائزة المؤسسة الاجتماعية الدولية لوحدة الشعوب الارثوذكسية.

وقد جرى الاحتفال بيوبيل البطريرك ايليا الثاني على نطاق واسع في تبيليسي. وبهذه المناسبة تلقى رسالة تحية خاصة من الرئيس بوتين ونقل الرسالة الى تبيليسي نائب الرئيس ميخائيل شفيدكوي. وذكر أنه تم تكليف الممثل الخاص للحكومة الجورجية زوراب اباشيدزه ونائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين بالبحث في المسائل السياسية الخاصة بالبلدين. واعلن ميخائيل شفيدكوي "اعتقد ان تسوية المشكلات السياسية ستكون عملية طويلة، ولكن تطوير العمليات الاقتصادية والانسانية هو ممكن". وتقول جريدة "كوميرسانت" انه من المحتمل ان يتم خلال الزيارة لقاء بين البطريرك الجورجي وبين الرئيس بوتين او رئيس الوزراء ميدفيدييف. "اننا نعير اهتماماً كبيراً لهذه الزيارة، لانه في الوقت الحاضر لا توجد علاقات بين البلدين سوى العلاقات بين الكنيستين"، هذا ما قاله لـ"كوميرسانت" مسؤول العلاقات الخارجية للبطريركية المتروبوليت زوغديدسكي. وهو لم يستبعد ان يتم اللقاء بين البطريرك واحد الرئيسين "اذا ابدى الجانب الروسي رغبة في ذلك".

ويعتبر الخبراء أن الجانب السياسي في زيارة إيليا الثاني يتعلق تماماً بقرار الكرملين: "اذ قابل أيّ من بوتين او ميدفيدييف ايليا الثاني، فسيتم عبره ارسال رسالة جديدة الى القيادة الجورجية الجديدة" ـ حسبما يقول الخبير من Global News دافيد أفاليشفيلي. وذكـّر هذا الخبير ان كلا الزعيمين الروسيين قد اجتمعا بالبطريرك الجورجي فور انتهاء حرب الخمسة الايام في اب 2008 " واثمر ذلك اللقاء عن سحب القوات الروسية من القرية الجورجية بيريفي على الحدود مع اوسيتيا كبادرة حسن نوايا من جانب موسكو".

ولكن في رسالة التحية بمناسبة اليوبيل التي ارسلها سآكاشفيلي للبطريرك ألح عليه بأن لا يقبل اي تسوية مع روسيا.

ومن جهة ثانية عاد الى جورجيا زوج الناطقة السابقة باسم البرلمان الجورجي نينو بورجانادزه، بدري بيتسادزه، وهو النائب السابق لوزير الداخلية في جورجيا، وكان قد حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف السنة بتهمة مقاومة الشرطة في احدى مظاهرات المعارضة، ولكنه منح عفواً، فغادر البلاد تجنباً للملاحقات. وقد اعترف البرلمان مؤخرا بأنه كان "لاجئاً سياسياً في الخارج بسبب نظام سآكاشفيلي". وحسب رأي الخبراء فإن عودة بيتسادزه، الذي حافظ على علاقات وثيقة مع قوى الامن، من شأنها ان تقوي موقف زوجته السيدة بورجانادزه التي تزمع ان تترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات التي ستجري في الخريف القادم.

وتتزعم نينو بورجانادزه حزب "الحركة الدمقراطية ـ جورجيا الموحدة" المعارض، وكانت قد زارت روسيا في اذار 2010 واجتمعت مع رئيس الوزراء حينذاك فلاديمير بوتين، في محاولة لاعادة تطبيع العلاقات بين البلدين. وقد اتهمها ميخائيل سآكاشفيلي يومئذ بالخيانة.

خطوات نحو إعادة تطبيع العلاقات بين جورجيا وروسيا

ويربط الخبراء بين عودة بدري بيتسادزه وبين الانتخابات الرئاسية القادمة، وترجيح احتمال ترشيح زوجته نينو بورجانادزه ضد ميخائيل سآكاشفيلي. ويقول محازبو "جورجيا الموحدة": ان عودة بيتسادزه يمكن ان تكون نقطة تحول.
2013-01-25