ارشيف من :أخبار لبنانية

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب

أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، على ضرورة الدفاع عن الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص) وشخصيته الانسانية ودينه ورسالته في وجه "الحملة المدروسة والمشبوهة للإساءة إلى هذا الإنسان العظيم"،  وأعرب عن أن الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة أظهرت "أزمة ثقة، وأزمة أحزاب، وأزمة قيادة في الكيان" الصهيوني، وقدّم السيد نصر الله "خلاصة الانتخابات الاسرائيلية التي تُسجل تراجع الأحزاب القائدة والمؤسسة للكيان مثل "العمل" و"الليكود"، وغياب حزب قائد قوي كان يدعو اليه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو.. من أجل أن يقود "إسرائيل"، وغياب قيادات مركزية واساسية"، وكشف الأمين العام لحزب الله، في أول تصريح للحزب حول "نظام الانتخاب الأفضل" في لبنان، أن "المبدأ الاساسي الذي نتطلع إليه في أي قانون انتخابات هو النسبية بمعزل عن حجمنا"، التي تعبّر عن "إنصافٍ وصحة تمثيل".

السيد نصرالله: حملة واسعة في العالم للاساءة إلى شخصية الرسول (ص)

وخلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء (ع)، استهلّ السيد نصر الله كلمته بالتحدث عن "التحولات التي أوجدها الرسول الأعظم (ص) من خلال حركته ودعوته، والأمة التي أطلقها عبر التاريخ، والمستمرة حتى اليوم"، وأشار إلى أن "من أهم الجوانب أن رسول الله (ص) أعاد البشرية، في ذلك الزمن، إلى الجانب الإنساني، وأعلى من شأن هذا الجانب"، وتناول السيد نصرالله شخصية النبي محمد (ص) من معيارين: "المعيار الأول، لما تملكه هذه الشخصية من مميزات وملكات وقدرات شخصية، والمعيار الثاني عمل هذه الشخصية وانجازاتها"، وخلص إلى أن "شخصية رسول الله (ص) العظيمة يشهد لها حتى اليوم مفكرين مسيحيين ومسلمين وفلاسفة ولا اعتقد انه يوجد شخصية توفّر لها هذا المستوى من الاجماع من التعظيم".

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب
السيد حسن نصر الله يلقي كلمة الحفل

وشدّد السيد نصرالله على وجود "إساءة واسعة في العالم" لرسول الإسلام محمد بن عبد الله (ص)، وأضاف أن "من مسؤولياتنا العمل الايجابي أي تعريف العالم بهذا النبي (ص)، وسيرته وكمالاته ودينه وكلماته"، وأسف السيد نصرالله لوجود "حملة مدروسة ومشبوهة للاساءة إلى هذا الإنسان العظيم"، واعتبر أن "هذا من أهم التحديات للأمة الإسلامية"، وأوضح السيد نصرالله أن "لا نمانع بأن يناقشنا أحد في عقيدتنا وديننا، لكن الإساءة والشتيمة والإهانة لا يقبلها أحد من أي دين"، ورأى أن "التعريف بالنبي الكريم (ص) أهم مسؤولية لنا، وما حصل من إساءة للرسول (ص) ليس موضوعاً عابراً، ولا اجتهاداً شخصياً، إنما تقف وراءه جهات تريد إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين، ولها أهداف كثيرة".

السيد نصرالله: كل كلام مذهبي هو كلمة خبيثة تدمر كل شيء

وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى "التحديات الكبرى في المشهد العام"، وقال "نجد ارتفاع وتيرة الصدامات والانقسامات في كثير من دول العالمين العربي والاسلامي وهذا الامر قائم سواء على المستوى الطائفي بين المسلمين والمسيحيين، أو يمكن أن يأخذ بعداً مذهبياً، كشيعة وسنّة"، وشرح أن "طبيعة الصراعات القائمة الان تتجاوز هذا العنوان الطائفي او المذهبي، فهناك دول عربية يمكن ان يكون البلد كله من مذهب واحد"، وطالب بـ "إبقاء نظرتنا إلى أي نزاع، سياسية لا دينية، ويجب أن نتجنب التعبئة المذهبية والدينية، لأن هناك البعض قد يستطيعون إخراج "المارد من القمقم"، ولكن لا يستطيعون إعادته اليه، يجب أن نكون حذرين".

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب
مقدمة الحضور خلال الحفل

وانتقد السيد نصر الله "بعض الأنظمة العربية الحالية التي لا تسأل عن أهل فلسطين ولا عن السنة، ولها مئات المليارات المكدسة ولا تفعل شيئا لأهل السنة، ولكن حين تدخل بنزاع مع ايران يصبح الصراع شيعة وسنة، وهذا غير صحيح"، وجزم بأن "كل كلام مذهبي هو كلمة خبيثة تدمر كل شيء ويجب حصر المشكلة في حدودها لا أن نفتح كل الملفات مع بعضها مما يصعب علينا ايجاد الحلول"، ودعا إلى "البحث عن تسوية وحلول وحوار وهذا ما ندعو اليه في كل الساحات من سوريا والبحرين والعراق وتونس ومصر ولبنان".

السيد نصر الله:  اليمين واليسار في "إسرائيل" مثل بعض

وفي ملف الانتخابات الاسرائيلية، كشف الأمين العام لحزب الله أنه "يُسجل تراجع للأحزاب القائدة والمؤسسة في الكيان، وغياب حزب قائد قوي، وهذا ما كان يدعو اليه (رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين) نتانياهو، من أن الكيان يحتاج الى حزب قوي، وغياب قيادات اساسية ومركزية، وثبات الأحزاب الدينية المتطرفة، وإزدياد عدد الأحزاب، وهذا يعقّد الإدارة، واتخاذ القرار السياسي"، وأوضح أن "مجمل ما يجري يعبر عن أزمة كيان"، واعتبر السيد نصرالله أن "الأمر الذي يجب ان لا نُخدع به هو الوسط واليمين، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والحقوق العربية وبالاطماع الاسرائيلية والتهديد الاسرائيلي لشعوب المنطقة فاليمين واليسار كلهم مثل بعض، والتاريخ يقول لنا ان اغلب الحروب شنت بحكومات يسار، وكلهم مثل بعض في هذا الجانب من المواجهة، والرؤية والعداء والاطماع لا يتغير شيء ولا يجوز ان نراهن على شيء".

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب
الحضور مستمعاً

السيد نصرالله: الاقتراح الارثوذكسي ليس "مشروع حزب الله"

وفي الوضع اللبناني، شدّد السيد نصرالله على أن "الموضوع الذي يحوز أهمية كبيرة جداً هو موضوع الانتخابات النيابية والقانون"، وأعرب عن "أسفه الشديد لوجود جزء كبير من المشهد السياسي، ليس فيه نقاش موضوعي، ومحترم، بل شتائم وسباب"، ولفت الى أنه "من الجيد النأي بالنفس عن السجالات التي تنزل الى هذا المستوى"، واعتبر أن "موضوع قانون الانتخاب حسّاس، ولعل كل القوى السياسية في لبنان، وكل الطوائف اللبنانية تنظر لقانون الانتخاب بحساسية نتيجة الظروف التي مر بها البلد والمخاوف في البلد والانقسامات الحادة وساعد على ذلك ما يجري في المنطقة"، وذكَّر السيد نصرالله بأن "المسيحيين لهم  هواجسهم، وخاصة بسبب ما يجري في المنطقة، عندما يرى المسيحيون ما جرى بالمسيحيين في العراق وما يجري بالمسيحيين في سوريا ونيجيريا فمن حقهم ان يخافوا"، ودعا إلى "وضع الاتهامات على حدى وفي بعض الاحيان الاتهامات تكون مهينة، مثلا قيادات سياسية عندما تتكلم عن الاقتراح "الارثوذكسي" تقول انه "مشروع حزب الله"، وهذه الطريقة بمقاربة نقاش قوانين مصيرية وتحدد مصير بلد لا تتقارب بهذا الحقد"، واعتبر السيد نصرالله أن "هذا الكلام فيه إهانة لكل المسيحيين، وهذا الأمر شُغل عليه، وأسميه "إسفاف"، هذا إفتراء وكذب وغير صحيح ومبالغة ايضاً، لو ان حزب الله يستطيع ان يملي على كل المسيحيين فسلمونا البلد، ولكن فيه الكثير من المبالغة".

وأكد الأمين العام لحزب الله أن "المبدأ الاساسي الذي نتطلّع إليه في أي قانون انتخابات هو النسبية بمعزل عن حجمنا، والبعض قد يقول أن النسبية تعطينا أغلبية كفريق سياسي، ولكن ربما غداً، قد لا تعطينا الأكثرية، بل قد تحولنا لاحقاً إلى أقلية، ولكن يجب أن نتكلم عن إنصاف وصحة تمثيل، خيار كل القوى للتمثل قانون انتخاب قائم على النسبية والباقي تفصيل"، وأعرب عن قبوله "بلبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية، ونقبل بلبنان على أساس النسبية ومحافظات، نقبل بمشروع الحكومة المقدم لمجلس النواب، نقبل باقتراح اللقاء الارثوذكسي، لكن بالنسبة لنا كل هذه الطروحات نقطة الجذب هي تبني أي طرح للنسبية"، وقال السيد نصر الله أن "الإشكالية الأساسية أمام النسبية، إن لم تكن الوحيدة، التي يقولها الفريق الآخر، وهي السلاح، فيرفعون شعار لا نسبية مع السلاح، وهذا أمر غير صحيح، أولاً المقاومة موجودة منذ قبل 1992 واجرينا عدة انتخابات فأين تم استخدام السلاح لفرض خيارات انتخابية؟ هذا امر واقع"، وفنّد هذا الشعار مشيراً إلى أن "السلاح إذا كان يؤثر بالانتخابات فتأثيره بالنظام الأكثري يكون أكبر"، وقال "برأيي إشكال السلاح مع الأكثري أكبر بكثير من الإشكال مع النسبي، وبالتالي الكلام غير صحيح بأن مشكلة النسبية هي وجود السلاح".

السيد نصرالله: النسبية هي خيارنا في اي قانون انتخاب
جانب من الحضور النسائي خلال الحفل

السيد نصر الله: ما هو الأخطر المال أو السلاح؟

ورفض السيد نصرالله مقولة "إن السلاح يتدخل بالانتخابات، فلا أحد استخدم السلاح لفرض خيارات انتخابية، ولكن الأخطر من ذلك سلاح المال، وأنا سمعت من مسؤول أساسي داعم للفريق الآخر قال لي دفعنا 3 مليار دولار بالانتخابات عام 2009، وقلت له مازحاً اعطونا 3 مليار دولار وخذوا الانتخابات"، وتساءل "ما هو الأخطر المال أو السلاح، ما الأخطر السلاح او الاعلام الذي يُستخدم للتحريض؟ من تأثيره اكبر بالانتخابات؟"، وخاطب السيد نصرالله "الذين يرفضون الخيار النسبي" بالقول إن "مشكلتهم أن الخيار النسبي يعطي القوى السياسية احجامها الطبيعية، وبعض الناس يعتبرون ان ضمانتهم ان يكون لهم حجماً أكبر من حجمهم الطبيعي"، وتابع بالقول إن "المسيحيين يعتبرون ان هذا الاقتراح يمكن ان يؤدي لما يسمونه المناصفة الحقيقية وصحة التمثيل، فلنعطيهم كمسلمين هذه الفرصة ونذهب الى مجلس نيابي وانتخابات لا يعتبر احد انه يأخذ اقل من حجمه".

ودعا الأمين العام لحزب الله عدم الاعتماد "على ما يجري في سوريا خصوصاً من كان ينتظر أن تسقط دمشق، وحصول تغييرا دراماتيكيا، ومن كان ينتظر تحولاً يستقوي فيه على بقية اللبنانيين، فالمعطيات الميدانية والسياسية والدولية تؤكد أن الأمور وصلت إلى مكان لم تتحقق فيه احلام كثيرين كانوا يبنون أحلاماً على أمور معينة"، وأوضح قائلاً: "نحن لا نريد ان نستقوي بسوريا على أحد ولا أحد يستقوي بالوضع السوري علينا"، متمنياً على الجميع عدم التصرف مع قانون الانتخاب على انه فقط قانون الانتخاب و"القانون يتصرف الجميع معه على انه لمرحلة تأسيسية مقبلون عليها".

وفي ملف الموقوفين الإسلاميين، وفيما دعا إلى محاكمتهم، قال "لا نقول أخرجوا المسجونين "كيفما كان"، ويجب أن نستمر بمعالجة كل هذه الملفات ولا يجوز أن يشغلنا القانون الانتخابي عن ذلك".

تصوير موسى الحسيني
 وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال المولد النبوي الشريف الذي أقيم في مجمع سيد الشهداء مساء الجمعة 25-1-2013

بسم الله  الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

إخواني وأخواتي، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته وأرحب بكم أجمل ترحيب في هذا الحفل المبارك، في هذه الذكرى المجيدة والعزيزة والعطرة، وأبارك لكم جميعاً ولجميع مسلمي هذا العالم بولادة رسول الله الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد الخلق والمرسلين وخاتم النبيين، وأيضا أبارك لكم هذه الايام التي أعلنت منذ ثورة الإمام الخميني (قدس سره) أسبوعاً للوحدة الإسلامية، للتقارب بين المسلمين، للسير سوياً نحو الله سبحانه وتعالى، وتحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأبارك لكم ذكرى ولادة حفيده العظيم والكبير الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام).

وفي هذه المناسبة، أو في هذه الكلمة، أود أن أتكلم كالعادة، بدايةً الفهرسة، بدايةً كلمة في المناسبة، كلمة في المشهد العام، كلمة مختصرة حول الإنتخابات الإسرائيلية وكلمة حول الوضع اللبناني.

إذا أردنا أن نقيّم أي شخصية أو نحكم عليها إيجاباً أو سلباً أو أردنا أن نحدد درجة الإيجابية أو درجة السلبية، نعطيها علامة، هناك معايير معتمدة، لكن في مقدمها ومن أهمها معياران:

المعيار الأول هو ما تملكه هذه الشخصية من مميزات ذاتية وشخصية على مستوى عقلها وروحها ونفسها وخلودها، ما نسميها بالمميزات والمَلَكات والقدرات الشخصية، سواء كانت جيدة أو سيئة لنحكم إيجاباً أو سلباً.
المعيار الثاني هو عمل هذه  الشخصية، نتاجها، آثارها، تأثيراتها، إنجازاتها، ما تركته، ما صنعته للناس أو تركته للناس من إنجازات أو من مصائب أو كوارث.
بالمعيار الأول: نجد أن رسولنا الأعظم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) لديه من الكمالات العقلية والمعنوية والروحية والنفسية وعلى كل صعيد ما بلغ به وفيه القمة.
المديح الوارد في كتاب الله عز وجل لهذا النبي العظيم وما ورد أيضاً على لسان الأنبياء السابقين وكل أولئك الذين عاصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء آمنوا به كصحابته وأهل بيته، أو كانوا أعداءً له وخصوماً له، كانوا يعترفون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الكمالات.

عندما يوصف هذا النبي العظيم من الله سبحانه وتعالى بأنه لعلى خلق عظيم، عندما يتحدث عن رحمته، عن لينه، عن أخلاقه، عن تواضعه، عن عاطفته، عن إنسانيته، وعن كل كمالاته.
هذا الأمر يعترف به الجميع: الصدق، أداء الأمانة، الوفاء بالعهود والمواثيق والمعاهدات، ولذلك نجد أن أخصامه وأعداءه لم يجدوا فيه منقصة واحدة في شخصيته، ولا ثغرة واحدة ولا عيباً واحداً، ليتسللوا من خلاله. يمكن أن يعتبر البعض مثلاً أنه قد تكون هناك ملاحظة، مثلاً لأنه أمّي، هذه نقطة قوة وليست نقطة ضعف، هذه معجزته، هذا دليل اتصاله بالله سبحانه وتعالى، هذا دليل علمه الإلهي، إذاً هذه شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وحتى اليوم، يُشهد لهذه الشخصية العظيمة ـ دعوا موضوع الإساءات جانباً، سأعود إليه ـ من مفكرين مسلمين ومسيحيين وفلاسفة وكبار ونخب على مستوى العالم الذين يقاربون شخصيات تاريخية بإنصاف وبعدل وبشكل علمي وموضوعي. لا أعتقد أنه يوجد شخصية توفّر لها هذا المستوى من الإجماع ومن المديح ومن التقييم والتبجيل والتعظيم.

لو أتينا إلى المعيار الثاني: في المعيار ال
2013-01-26