ارشيف من :آراء وتحليلات
صالح المشنوق أحد نماذج تيار المستقبل و14 آذار
محمد يونس
في تكوين أي جماعة عادة ما يكون هناك ضوابط وحدود أو ما يمكن تسميته بخطوط حمراء تتفق هذه الجماعة على عدم تجاوزها في سبيل سعيها الدائم لتحقيق ما يصطلح عليه بالتطور الاجتماعي وعندما يخرج أحدهم ليتجاوز هذه الخطوط الحمراء فإن مصير الجماعة ككل يصبح مهددا.
هذا في الجماعة المنسجمة فكيف بجماعة مقسمة إلى أكثر من 17 فرقة تفتقد الثقة في ما بينها، هنا يصبح التقيد التام بحدود الخطوط الحمراء ضروريا وحيويا.
لبنان كوطن لا يخرج عن هذه القاعدة لا بل أكثر من ذلك هو في أمس الحاجة لاحترام جملة الضوابط والأخلاقيات العامة، ولكن لسوء حظه ظهرت فيه فرقة لم تترك حدا إلا وتجاوزته، مارست التحريض الطائفي والمذهبي، حرضت على مؤسسات الدولة وفي طليعتها الجيش اللبناني كلما حاول هذا الجيش نزع فتيل الفتنة وكبح هذه الفرقة عن هوجائها، انتهكت حرمات الطوائف فمست مقاماتها الدينية دون وجل، استهترت بالمشاعر الوطنية فحرضت عدو الوطن على جزء من هذا الوطن وراحت تكرم من كان يمدد محنة اللبنانيين وقتلهم وقصف بيوتهم وبنيتهم التحتية.
آخر ابداعات هذه الفئة التطاول على الطوائف المكونة للوطن وعلى رموزها الدينية من دون أن يرف جفن لأي من مكوناتها وكأن شيئا لم يكن، هو صالح المشنوق الذي دفعه حقده ولؤمه بالأمس إلى أن يتطاول على رمز المسيحيين الأول في لبنان البطريرك الماروني بشارة الراعي (أعلى مقام ديني للطائفة المارونية الكريمة) حيث وصف القداس الي ترأسه في دمشق بالقداس الشيطاني غير آبه بكونه مستشارا سياسيا لمحطة (MTV) (محطة مسيحية تابعة للقوات اللبنانية) وهو كان سابقا تطاول على الطائفة الشيعية ووعد بأنه عندما ينتهي من النظام في سوريا سيتوجه إلى لبنان ليتعامل مع الأمين العام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ولم يتوان أيضا عن المس بمقدسات فكرية للطائفة الشيعية حيث تناول بالسب واللعن مسألة ولاية الفقيه وصولا حتى الامام الخميني (قده).
صالح هذا الذي يعتبره فريق 14 آذار من طلائع قوته الشبابية، والمعروف بسفاهة اللغة والتفلت من كل أدبية أو أخلاقية عامة، تكلم بالأمس نيابة عن من؟
هل نيابة عن والده نهاد المشنوق العضو "المعتدل" في كتلة تيار المستقبل؟
أم نيابة عن محطة الام تي في التي يعمل لديها كمستشار سياسي؟
أم نيابة عن السفارة الأميركية التي تخرج من أروقتها؟
أم أن قادة 14 آذار لم تسعفهم سفاهتهم فأوكلوا المهمة إلى سفيههم ليبلغ عنهم الرسالة؟؟
مهما كانت هذه الوكالة لا بد للقضاء من أن يتحرك في هذه القضايا حتى لا تصبح السفاهة والتطاول على الكرامات والمقدسات والمؤسسات الوطنية اللغة المتداولة في لبنان وهي لغة غريبة عليه استوردها من درس وعمل في مراكز الدراسات والأبحاث الأميركية (هل هي مراكز أبحاث فعلا أم مراكز مخابراتية؟).
لغة السب والشتم باتت جوهر ثقافة تيار المستقبل الذي يمثل الوجه الأول من العملة حيث يكفر كل من يخالفه بالفكر والسياسة كصالح ومحمد سلام وخالد الضاهر ومعين المرعبي والوجه الآخر يكفر مخالفيه بالدم والقتل وقطع الرؤوس.
فهل هذا هو نموذج الدولة الذي تسعون لتطبيقه يا تيار المستقبل؟؟!!!