ارشيف من :أخبار لبنانية

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله  أن "الخيار الوحيد المتاح أمام الشعوب هو خيار المقاومة الشعبية بجميع أشكالها ومستوياتها"، وأضاف إن "مشروع المقاومة يقف بعد 30 عاماً على أرض صلبة من الحقائق والمعادلات والانجازات والانتصارات، وليس مجرد أحلام يراد لها أن تصبح حقيقة". وشدد السيد حسن نصرالله على أن "المقاومة في لبنان كانت خلال 30 عاماً من أصلب وأقوى الحقائق الراسخة، ومن أنصع الحقائق التي غيرت معادلات استراتيجية ترسخت عبر قرون من الزمن، فإنجازات المقاومة شاهدة للعيان من التحرير إلى حماية البلد، وعلى هذه الانجازات نكمل طريقنا ومسارنا الطويل الذي سيصل الى النصر". وأشار إلى أن "االمقاومة في لبنان بكل فصائلها، ومن ضمنها حزب الله، شكلت سنداً قوياً لفلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني، وصموده". وذكَّر السيد حسن نصرالله أنه "لو قدر للمشروع الأميركي ـ الإسرائيلي في العام 1982 أن ينجح لضاع كل شبر من فلسطين، لكن المقاومة التي اسقطت مشروع "إسرائيل" الكبرى، و"إسرائيل" العظمى، أحيت كل الآمال".

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان

وخلال مهرجان "القادة الشهداء" الذي أقيم، السبت، في مجمع سيد الشهداء (ع) في محلة الرويس (ضاحية بيروت الجنوبية)، لفت الأمين العام لحزب الله الى أن "ما بين المقاومة في لبنان، والمقاومة في فلسطين، وحدة روح وقلب ووحدة مصير"، وأشار إلى أن "للشهيد عماد (مغنية) أدواراً عديدة من مسؤولية التواصل ونقل التجربة بين لبنان وفلسطين"، ودعا السيد حسن نصرالله إلى توجيه الشكر "لكل من يدعم فلسطين"، وتوقف "أمام شهادة (رئيس هيئة إعادة الإعمار الإيرانية في لبنان) الشهيد "حسام خوش نويس"، فقال إن "هذه ليست أول تضحية تقدمها إيران في دعمها لمقاومة لبنان، وإعمار لبنان"، وقدَّم السيد حسن نصرالله التعازي إلى "إيران واهل الشهيد، والمسؤولين في الجمهورية الإسلامية".

وفي الملف العربي، تمنى السيد حسن نصرالله أن "يتعافى عالمنا العربي، وأن تخرج بلداننا من هذه المرحلة، التي يراهن عليها العدو الإسرائيلي"، ونبَّه إلى أن "إسرائيل" بدّلت استراتجيتها "التي كانت تضعها قبل سنتين عندما كانت مرعوبة، والدراسات الأخيرة تتحدث عن تقلص التهديدات وعن ارتفاع في وتيرة الفرص"،  وتطرق السيد حسن نصرالله إلى "الذكرى السنوية الثانية للثورة البحرينية"، ونوه بـ"إصرار الشعب البحريني على سلمية حراكه، وعلى وطنية المطالب"، وأمل أن "تتمكن طاولة الحوار الوطني من أن تعبر بالبحرين وشعبها الداعم لفلسطين إلى النتيجة المرجوة التي يتطلع إليها هذا الشعب".

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان

وتناول الأمين العام لحزب الله "بعض الاتهامات في الآونة الأخيرة، حيث حصل تهويل كبير على لبنان واللبنانيين من قبل أطراف وقوى سياسية، ووسائل إعلام لبنانية وعربية بأن "إسرائيل" تحضر لشن عدوان على لبنان وتوقعات بحرب كبيرة"، وأسف لأن "هذا التهويل لم يكن إسرائيلياً بقدر ما هو عربي ولبناني، ولم نسمع الإسرائيلي يهول بهذه الطريقة"، وأضاف السيد نصر الله قائلاً: "لا أريد أن أقارب الاتهام البلغاري، الذي نتابعه بهدوء وروية، لكن للأسف الشديد ومن زاوية التوظيف السيئ لبعض الاطراف لهذا الادعاء، رأينا الكثيرين سارعوا إلى تبني الاتهام وأقاموا الدعوى علينا، وأدخلوا لبنان في التداعيات الاقتصادية والسياسية لوضع لبنان على لائحة "الارهاب" الدولية وجهزوا انفسهم لإسقاط الحكومة".

وقال السيد حسن نصرالله إن "البعض قد يعتبر أن سوريا في صراع كبير وهي أصبحت خارج معادلة أي معركة مع العدو، وهي منشغلة في صراعها الداخلي، ولا تستطيع أن تكون سنداً، ولا جسراً للمقاومة في لبنان"، ليخلص إلى أن "من يفكر كذلك مخطئ تماماً، واليوم المقاومة في لبنان في كامل عدتها، وكل ما نحتاجه هو عندنا في لبنان"، وشدد السيد نصرالله على أن "المقاومة لا تحتاج لنقل شيء لا من سوريا ولا من إيران، وفهمهم كفاية، وكل ما نحتاجه عندنا موجود عندنا ونحافظ عليه"، وحذر "الإسرائيلي بكل هدوء من أن المقاومة في لبنان، لن تسكت عن أي اعتداء يمكن أن يحصل على لبنان أو على الاراضي اللبنانية"، وأوضح السيد حسن نصرالله  أن "مطارات الإسرائيليين وموانئهم، ومحطات الكهرباء لديهم، تحتاج إلى عدد قليل من الصواريخ لتغرق "إسرائيل" بالظلام"، وأوضح قائلاً إن "هناك محطة كهرباء في الشمال قريبة من الوسط يقولون إنهم بحاجة إلى 6 أشهر لإعادتها إلى العمل فهل يتحملون (تدميرها)؟".

وحول الوضع الداخلي، أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى ما تم تناوله في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري (في احتفال البيال ـ وسط بيروت)، فأوضح أنه مضطر لان يتوقف عند خطاب رئيس حزب "المستقبل" النائب سعد الحريري، "لأنني شعرت فيه بإهانة للشهيد الحريري ولزعماء وحلفاء وشركاء وايضا لان هذا المقطع يتيح الدخول إلى بعض العناوين السجالية"، وفيما يتعلق برشوة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ذكَّر السيد  نصرالله بأن "الوزير الذي تم التنازل عنه كان من حصة حركة امل وبمبادرة من الرئيس بري ونحن وافقنا على هذه الخطوة، وكانت هذه الخطوة بهدف تكريم وتقدير واحترام لبيت وطني كبير وثانياً لاتاحة فرصة لهذا البيت ان يشارك في هذه الحكومة وأقصد بيت الرئيس عمر كرامي".

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان

وبالنسبة لتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أبدى السيد نصرالله تفهمه "للظروف الصعبة التي يتحمل فيها ميقاتي المسؤولية رغم الاختلاف معه في بعض المواقف والقرارات، ومنها تمويل المحكمة"، وأعرب عن ثقته بأن "ميقاتي والحكومة ليسوا في وارد التواطؤ، أو طعن المقاومة في الظهر، وهنا الفارق بكل صراحة"، وأشار إلى أن حزب الله "مقتنع بقانون اللقاء الارثوذكسي"، واستدرك قائلاً إن "أولويتنا الدائرة الواحدة مع النسبية، ولكن وافقنا على "الارثوذكسي" ولدينا قناعة بهذا الموضوع"، وذكَّر السيد حسن نصرالله بأن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب "العماد (ميشال) عون من العام 2006 حسم خياراته، وفي معركة تموز كانت معركة وجود او فناء، والعماد عون أخذ موقف في المرحلة التي كان المطلوب فيها سحق حزب الله، كل الذين اخذوا موقفا في حرب تموز كان موقفهم وطنيا وأخلاقيا لانه في ذلك اليوم كنا جميعا في سلة واحدة".

وفيما يتعلق برئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، استغرب الأمين العام لحزب الله "تحريض" الحريري، وسأل هل الاخير "زعلان لأننا لا نتقاتل مع جنبلاط على خلفية الموقف من سوريا، نحن لسنا هكذا"، واعتبر أن "النائب جنبلاط واضح في موقفه من المقاومة وهذا كان قبل الاحداث في سوريا، الحريص على البلد وعلى الدولة المدنية لا يقول هذا الكلام الذي فيه تحريض قوى على بعضها البعض، فكل ما يؤدي الى انتقال الصراع السوري الى لبنان خطأ، ولا مصلحة للبنان فيه وهذا ما نقوم به".

السيد نصر الله: كل ما تحتاجه المقاومة عندها في لبنان

وخاطب السيد حسن نصر الله رئيس تيار المستقبل بالقول: "بعد إسقاط الحكومة السابقة، جاءت المبادرة التركية والقطرية لمعالجة الموضوع، ألفوا مسودة ووافقتَ عليها، وطلبوا منا التوقيع، يومها هل يجوز ان نقول انك انت من عرضت علينا الرشوة ونحن رفضناها؟"، ورفض "الكلام عن أن سياستنا تقتضي تقديم التنازلات من أجل الحفاظ على السلاح"، وأوضح أن سياستنا تقضي "بالحفاظ على المقاومة لأن هذا السلاح إن لم يكن من اجل مواجهة "إسرائيل" لا يساوي عندنا شيئا"، وسأل السيد نصرالله الحريري: "إذا كان هناك حزب أو سلطة يقدم تنازلات ويسكت عن الاهانات اليومية من اجل المقاومة التي تحمي البلد هل هذه منقصة؟"، واعتبر أن "الحق واضح، ونحن نقول إننا في هذا البلد نؤمن بقيام الدولة وباتفاق الطائف وبتطوير النظام"، واستطرد قائلاً: "في لبنان لا أحد يحق له أن يتحدث عن تعديل من دون تكفير إلا تيار المستقبل"، وعبَّر السيد نصرالله عن الإيمان "بالشراكة الوطنية الحقيقية، وبالمناصفة الحقيقية، ولأن (قانون اللقاء) الأرثوذكسي يؤمّن ذلك نقبل به، وإذا عرض على التصويت سنصوت له".

وشدد الأمين العام لحزب الله على أن "لا إمكانية لأي فريق أو مذهب أو طائفة لحكم البلد، ومن يفكر بهذه الطريقة يغامر بنفسه ونحن نؤمن بذلك، ونحن مع الشراكة الوطنية الحقيقية"، ونفى أن يكون حزب الله وحلفاؤه يريدون "الاستئثار بالسلطة"، وذكَّر بأن "ميقاتي انتظركم شهرا لتشاركوا بالحكومة وأنتم من رفض ذلك، ونحن مع الشراكة، وليس لدينا مشكلة في تقديم التنازلات، لكن ما نتطلع إليه هو لبنان القوي القادر على حماية نفسه بعيداً عن أي رهان سوى الرهان على الله، وسواعد أبناء لبنان والمقاومين وشركائهم، وهم كثر في لبنان".

وفيما يلي نص كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكاملة:
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام ع
2013-02-18