ارشيف من :آراء وتحليلات
هل يعلن نتنياهو عجزه عن تشكيل الحكومة!

بات هامش المناورة لدى رئيس حكومة "اسرائيل" المكلف بنيامين نتنياهو مقلصاً جدا... حتى الآن، عجز عن تأمين ائتلاف، كان يريده واسعاً، من أجل حكومة مستقرة تعمر طويلاً ولا تكون رهينة لأي حزب أو أية مطالب متطرفة ما يجعل امكانية اسقاط هذه الحكومة قائمة في اية لحظة.
كل ما استطاع نتنياهو فعله حتى الآن، هو تأمين موافقة حزب "الحركة" بقيادة تسيبي ليفني ـ(يحوز على ستة مقاعد في الكنيست المنتخب )ـ على التفاوض، ومفاوضات لم تكتمل، مع حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز( يحوز على مقعدين اثنين).
المفاوضات الائتلافية، المتعثرة حتى الآن، تقف أمام معضلة يصعب على نتنياهو زحزحتها: ثبت ان ائتلاف حزب "البيت اليهودي" وحزب "يش عتيد" ـ وهما الحزبان الأكبران في الكنيست ـ ائتلاف لا يمكن ضربه، وبالتالي لا يمكن الاستفراد بأحد مكونيه، وتشكيل الحكومة معه دون الآخر.
يواجه نتنياهو صدا من كلا الحزبين، حيث لا يمكنه أن يشكل حكومة مستقرة من دون إشراك أحدهما، فيما هما يتمسكان بمواقفهما: الدخول سويا الى الحكومة، او البقاء خارجها. مطالب الحزبين واضحة، وباتت راسخة: توزيع عبء التجنيد في الجيش الاسرائيلي على كل الشرائح الاسرائيلية، بما يشمل المتدينين، الذين بقوا بحسب الاتفاقات المبرمة في السابق مع نتنياهو، خارج التجنيد. وهذا المطلب، هو الذي كان في صلب حملة "يش عتيد" ومكنته من الحصول على العدد المرتفع من المقاعد في الكنيست.
الاستجابة لمطلب الحزبين تعني، بصورة تلقائية، الابقاء على الاحزاب الدينية، بما يشمل حركة "شاس" و"يهودت هاتوراه"، خارج الائتلاف، وبالتالي خسران نتنياهو لرافعة "الشرعية" اليمينية الدينية، التي يحرص على الإبقاء عليها، تجاه أي قرار يمكن ان يتخذه في المستقبل، سواء كان قراراً شكلياً، ام في المضمون، وتحديدا ما يتعلق بإجراءات يمكن ان يضطر الى اقرارها وربما تنفيذها، بما يرتبط بالمسار التسووي مع الفلسطينيين.
من هنا، فإن لدى نتنياهو خيارات محدودة: حكومة يمينية ضيقة، تجمع الاحزاب الدينية مع حزب "الحركة"، اضافة الى ائتلافه مع حزب "اسرائيل بيتنا"، اي حكومة ائتلاف مع اغلبية ضئيلة جدا في الكنيست، ويمكن ان تسقط أمام أي تحد قد يواجهه. وإما حكومة اوسع، تضم حزبي "البيت اليهودي" و"يش عتيد"، من دون الاحزاب الدينية، مع ضرورة مواجهة استحقاق لم يتجرأ احد على مواجهته: اقرار تجنيد المتدينين في الجيش الاسرائيلي.
كلا الخيارين، خياران صعبان ويحملان الكثير من المشاكل والعقبات، ومن شأنهما ان يجعلا حكومة نتنياهو الثالثة، حكومة تقف على فوهة بركان، يمكن الاطاحة بها عند اي استحقاق، وتحمل في طياتها مسبقا، عدم استقرار ائتلافي، من شأنه ان يلقي بظلاله على اي اجراءات قد يتخذها.
في نفس الوقت، لم يعد لدى نتنياهو كثير من الوقت، وعليه أن يقرر. واذا كان من المتوقع ان يعمد الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريز، الى اعطاء نتنياهو مزيداً من الوقت، اي 14 يوميا اضافيا لانهاء تشكيلة الحكومة العتيدة، إلا انه مع مضي هذه الأيام، من دون تشكيلها، فسيكون بيريز مضطرا الى تكليف شخصية اخرى، غير نتنياهو، ما يزيد تعقيد الامور إذ لا يوجد اية شخصية قادرة على تشكيل حكومة لم يستطع نتنياهو تشكيلها.
ما الذي يعنيه ذلك؟ العودة من جديد الى صناديق الاقتراع، وإعادة الانتخابات.. التي كما يبدو، ستعكس النتائج في غير صالح نتنياهو الليكود. بحسب استطلاعات الرأي المنشورة أخيرا، فإن حزب "يش عتيد"، برئاسة الاعلامي يائير، سيفوز بـ33 مقعدا، ويتقدم على "الليكود" والاحزاب الاسرائيلية في الكنيست، اما ائتلاف حزب" الليكود" و"اسرائيل بتينا"، فسيتراجع كثيرا الى المرتبة، التي قد تكون الثالثة، وسيخسر بالتالي إمكان اعادة تكليفه بتشكيل الحكومة.
مع ذلك، ليس من مصلحة "يش عتيد"، ان يوصل الامور الى الزاوية الحرجة، لان شريكه، الحليف الجديد "حزب البيت اليهودي"، سيخسر كثيرا في حال اعادة الانتخابات، الامر الذي يعني بالنسبة اليه، ضرورة التفاهم مع نتنياهو، قبل الوصول الى الحل القانوني، من خلال العودة الى صناديق الاقتراع.
ما الذي يعنيه ذلك؟
اولا: لم تأت نتائج الانتخابات، كما اشتهاها نتنياهو. كما لم تأت كما توقعتها استطلاعات الرأي المنشورة قبل الانتخابات، بأغلبية يمينية مريحة لنتياهو، وإمكان تشكيل حكومة مستقرة، كان يشار الى انها ستبقى ثابتة حتى اربع سنوات، حتى موعد انتخابات الكنيست المقبلة.
ثانيا: يجد نتنياهو صعوبة في تشكيل حكومة مستقرة، بأغلبية واسعة، تؤمن له إمكان اتخاذ قرارات، قد لا تلقى اجماعا اسرائيليا. سواء بما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين، ام عدم التسوية ام تجاه المواجهة مع ايران، مع هامش مناورة اوسع، ام تجاه التهديد شمالا، من لبنان وسوريا.
ثالثا: لدى نتنياهو خياران اثنان، يعقبهما ثالث. الاول، ان يشكل حكومة يمينية ضيقة، وهو في متناول اليد، مع الاحزاب الدينية، لكنه سيصعب عليه بموجبها، ان يسوق سياساته، سواء ما يتعلق بالداخل الاسرائيلي نفسه، ام تجاه الخارج، رغم ان تهديدات الخارج بحاجة ماسة الى حكومة موسعة.
الخيار الثاني، هو اشراك حزبي "البيت اليهودي"، وايضا "يش عتيد"، المؤتلفين سويا ما بعد الانتخاب، الامر الذي يعني خسارة الاحزاب الدينية، التي ستشن حملة شعواء على نتنياهو وعلى سياساته، مهما كانت، ويعني ذلك العرقلة والتشويش على كل الخيارات المتاحة أمامه لمواجهة التحديات. كما انه سيواجه مطالب الحزبين، بضرورة اشراك المتدينين في التجنيد العسكري، الامر الذي سيمثل تحديا، ابتعد عنه وتجنبه كل رؤساء الحكومات الاسرائيليين السابقين.
اما الخيار الثالث، فهو خيار اللا مناص، وهو الذهاب نحو انتخابات جديدة، بعد اعلان العجز عن تشكيل الحكومة.. الامر الذي يحمل خطورة خسارة الانتخابات، وصعود "يش عتيد" الى المنصة.
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن مشهد الائتلاف الحكومي، والمفاوضات العقيمة الجارية حوله، تظهر المكونين الرئيسيين المفترضين لها، نتنياهو وائتلاف "البيت اليهودي" و"يش عتيد"، كسيارتين تسيران مسرعتين بمواجهة بعضهما البعض، وكلاهما يراهن على ان يتنازل الاخر وينحرف قبله. رغم ذلك، فإن عدم اعلان نتنياهو عجزه عن تشكيل الحكومة، لم يعد فرضية نظرية، وقد يشهد المستقبل القريب خروج هذه الفرضية الى حيز التنفيذ.
كل ما استطاع نتنياهو فعله حتى الآن، هو تأمين موافقة حزب "الحركة" بقيادة تسيبي ليفني ـ(يحوز على ستة مقاعد في الكنيست المنتخب )ـ على التفاوض، ومفاوضات لم تكتمل، مع حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز( يحوز على مقعدين اثنين).
المفاوضات الائتلافية، المتعثرة حتى الآن، تقف أمام معضلة يصعب على نتنياهو زحزحتها: ثبت ان ائتلاف حزب "البيت اليهودي" وحزب "يش عتيد" ـ وهما الحزبان الأكبران في الكنيست ـ ائتلاف لا يمكن ضربه، وبالتالي لا يمكن الاستفراد بأحد مكونيه، وتشكيل الحكومة معه دون الآخر.

يواجه نتنياهو صدا من كلا الحزبين، حيث لا يمكنه أن يشكل حكومة مستقرة من دون إشراك أحدهما، فيما هما يتمسكان بمواقفهما: الدخول سويا الى الحكومة، او البقاء خارجها. مطالب الحزبين واضحة، وباتت راسخة: توزيع عبء التجنيد في الجيش الاسرائيلي على كل الشرائح الاسرائيلية، بما يشمل المتدينين، الذين بقوا بحسب الاتفاقات المبرمة في السابق مع نتنياهو، خارج التجنيد. وهذا المطلب، هو الذي كان في صلب حملة "يش عتيد" ومكنته من الحصول على العدد المرتفع من المقاعد في الكنيست.
الاستجابة لمطلب الحزبين تعني، بصورة تلقائية، الابقاء على الاحزاب الدينية، بما يشمل حركة "شاس" و"يهودت هاتوراه"، خارج الائتلاف، وبالتالي خسران نتنياهو لرافعة "الشرعية" اليمينية الدينية، التي يحرص على الإبقاء عليها، تجاه أي قرار يمكن ان يتخذه في المستقبل، سواء كان قراراً شكلياً، ام في المضمون، وتحديدا ما يتعلق بإجراءات يمكن ان يضطر الى اقرارها وربما تنفيذها، بما يرتبط بالمسار التسووي مع الفلسطينيين.
من هنا، فإن لدى نتنياهو خيارات محدودة: حكومة يمينية ضيقة، تجمع الاحزاب الدينية مع حزب "الحركة"، اضافة الى ائتلافه مع حزب "اسرائيل بيتنا"، اي حكومة ائتلاف مع اغلبية ضئيلة جدا في الكنيست، ويمكن ان تسقط أمام أي تحد قد يواجهه. وإما حكومة اوسع، تضم حزبي "البيت اليهودي" و"يش عتيد"، من دون الاحزاب الدينية، مع ضرورة مواجهة استحقاق لم يتجرأ احد على مواجهته: اقرار تجنيد المتدينين في الجيش الاسرائيلي.
كلا الخيارين، خياران صعبان ويحملان الكثير من المشاكل والعقبات، ومن شأنهما ان يجعلا حكومة نتنياهو الثالثة، حكومة تقف على فوهة بركان، يمكن الاطاحة بها عند اي استحقاق، وتحمل في طياتها مسبقا، عدم استقرار ائتلافي، من شأنه ان يلقي بظلاله على اي اجراءات قد يتخذها.
في نفس الوقت، لم يعد لدى نتنياهو كثير من الوقت، وعليه أن يقرر. واذا كان من المتوقع ان يعمد الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريز، الى اعطاء نتنياهو مزيداً من الوقت، اي 14 يوميا اضافيا لانهاء تشكيلة الحكومة العتيدة، إلا انه مع مضي هذه الأيام، من دون تشكيلها، فسيكون بيريز مضطرا الى تكليف شخصية اخرى، غير نتنياهو، ما يزيد تعقيد الامور إذ لا يوجد اية شخصية قادرة على تشكيل حكومة لم يستطع نتنياهو تشكيلها.
ما الذي يعنيه ذلك؟ العودة من جديد الى صناديق الاقتراع، وإعادة الانتخابات.. التي كما يبدو، ستعكس النتائج في غير صالح نتنياهو الليكود. بحسب استطلاعات الرأي المنشورة أخيرا، فإن حزب "يش عتيد"، برئاسة الاعلامي يائير، سيفوز بـ33 مقعدا، ويتقدم على "الليكود" والاحزاب الاسرائيلية في الكنيست، اما ائتلاف حزب" الليكود" و"اسرائيل بتينا"، فسيتراجع كثيرا الى المرتبة، التي قد تكون الثالثة، وسيخسر بالتالي إمكان اعادة تكليفه بتشكيل الحكومة.
مع ذلك، ليس من مصلحة "يش عتيد"، ان يوصل الامور الى الزاوية الحرجة، لان شريكه، الحليف الجديد "حزب البيت اليهودي"، سيخسر كثيرا في حال اعادة الانتخابات، الامر الذي يعني بالنسبة اليه، ضرورة التفاهم مع نتنياهو، قبل الوصول الى الحل القانوني، من خلال العودة الى صناديق الاقتراع.
ما الذي يعنيه ذلك؟
اولا: لم تأت نتائج الانتخابات، كما اشتهاها نتنياهو. كما لم تأت كما توقعتها استطلاعات الرأي المنشورة قبل الانتخابات، بأغلبية يمينية مريحة لنتياهو، وإمكان تشكيل حكومة مستقرة، كان يشار الى انها ستبقى ثابتة حتى اربع سنوات، حتى موعد انتخابات الكنيست المقبلة.

ثانيا: يجد نتنياهو صعوبة في تشكيل حكومة مستقرة، بأغلبية واسعة، تؤمن له إمكان اتخاذ قرارات، قد لا تلقى اجماعا اسرائيليا. سواء بما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين، ام عدم التسوية ام تجاه المواجهة مع ايران، مع هامش مناورة اوسع، ام تجاه التهديد شمالا، من لبنان وسوريا.
ثالثا: لدى نتنياهو خياران اثنان، يعقبهما ثالث. الاول، ان يشكل حكومة يمينية ضيقة، وهو في متناول اليد، مع الاحزاب الدينية، لكنه سيصعب عليه بموجبها، ان يسوق سياساته، سواء ما يتعلق بالداخل الاسرائيلي نفسه، ام تجاه الخارج، رغم ان تهديدات الخارج بحاجة ماسة الى حكومة موسعة.
الخيار الثاني، هو اشراك حزبي "البيت اليهودي"، وايضا "يش عتيد"، المؤتلفين سويا ما بعد الانتخاب، الامر الذي يعني خسارة الاحزاب الدينية، التي ستشن حملة شعواء على نتنياهو وعلى سياساته، مهما كانت، ويعني ذلك العرقلة والتشويش على كل الخيارات المتاحة أمامه لمواجهة التحديات. كما انه سيواجه مطالب الحزبين، بضرورة اشراك المتدينين في التجنيد العسكري، الامر الذي سيمثل تحديا، ابتعد عنه وتجنبه كل رؤساء الحكومات الاسرائيليين السابقين.
اما الخيار الثالث، فهو خيار اللا مناص، وهو الذهاب نحو انتخابات جديدة، بعد اعلان العجز عن تشكيل الحكومة.. الامر الذي يحمل خطورة خسارة الانتخابات، وصعود "يش عتيد" الى المنصة.
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن مشهد الائتلاف الحكومي، والمفاوضات العقيمة الجارية حوله، تظهر المكونين الرئيسيين المفترضين لها، نتنياهو وائتلاف "البيت اليهودي" و"يش عتيد"، كسيارتين تسيران مسرعتين بمواجهة بعضهما البعض، وكلاهما يراهن على ان يتنازل الاخر وينحرف قبله. رغم ذلك، فإن عدم اعلان نتنياهو عجزه عن تشكيل الحكومة، لم يعد فرضية نظرية، وقد يشهد المستقبل القريب خروج هذه الفرضية الى حيز التنفيذ.