ارشيف من :آراء وتحليلات
شافيز... حضور أكبر مما في السابق
مات هوغو شافيز، والتعازي التي وجهها القادة الغربيون ـ لمقتضيات اللياقات الديبلوماسية ـ لم تمنعهم من الإساءة إليه ميتاً كما أساؤوا إليه في حياته. معظم تصريحاتهم ركزت على ما أسموه انفتاح صفحة جديدة في تاريخ فنزويلا غير الصفحة التي كتبها شافيز، والتي حولت فنزويلا من جمهورية موز في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة إلى بلد لم يتحرر بقيادة شافيز من نير التسلط الأميركي وحسب، بل رفع عالياً شعلة التحرر لتغمر بالضوء مجمل أميركا اللاتينية وليمتد وهجها إلى أربع جهات الأرض.
تلك الصفحة الجديدة هل يمكنها أن تكون شيئاً آخر في عرف القادة الغربيين غير الأسطوانة المهترئة عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وما إلى ذلك من الشعارات التي ـ رغم كل الفضائح التي باتت تجللها نتيجة للتلاعب بها من قبل الحكومات الغربية ـ لا يخجل القادة الغربيون ومن يسير في ركابهم من الاستمرار في تردادها مع أنهم يبنون كل سياساتهم على احتقارها والكيد بكل السبل لكل من يناضل من أجلها.
ومع هذا، فإن موقف الحكومات الغربية ليس الأكثر خبثاً. فمن الطبيعي، عندما يكون الأمر متعلقاً بقائد كهوغو تشافيز، أن يشعر العرب والمسلمون بأنهم معنيون بالحدث. وقد رأينا كيف عبر الشارع العربي والإسلامي عن تضامنه مع فنزويلا وإحساسه بالفاجعة تجاه رحيل ذلك الرجل الذي وقف بقوة، وترجم مواقفه إلى أفعال، إلى جانب الشعوب العربية في فلسطين ولبنان والعراق وليبيا وسوريا ضد أشكال العدوان التي تمارسها الدوائر الغربية والإسرائيلية وأدواتها في المنطقة.
لكننا رأينا أيضاً، وبالضبط أن مواقف تشافيز "العربية" كانت بمثابة الضوء الكاشف على فضائح عرب أميركا و"إسرائيل" وخياناتهم، كيف انبرت الأفواه والأقلام المأجورة لتنضم إلى جوقة الغربيين المبتهجين لرحيل تشافيز ولتزايد عليهم في عدم الاقتصار على النظر إلى رحيله على أنه سيفتح تلك الصفحة الجديدة في تاريخ فنزويلا، بل على أنه نهاية تاريخ جديد على المستوى العالمي.
فمن بوليفيا وكوبا وغيرهما من بلدان أميركا اللاتينية، إلى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران وسائر البلدان التي كروسيا والصين تربطها علاقات تعاون ونضال وثيقة مع فنزويلا تشافيز، سيشكل رحيل تشافيز، على ما تحلم به الأفواه والأقلام المأجورة، بداية سلسلة من الانهيارات لن تقف قبل أن ترفرف على العالم أعلام الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان بالمعنى الذي تلوثه الحكومات الغربية والكيان الصهيوني وأدواتهم في المنطقة.
وبالطبع، فإن هؤلاء يعلمون بأنهم يكذبون، لكنهم يراهنون من خلال هذه الأراجيف على بث اليأس في قلوب الشعوب لعل ذلك يؤخر ولو قليلاً لحظة المصير الذي ينتظرهم والذي أحاق قبلهم بأمثالهم من العملاء الذين، من باتيستا وبينوشيه إلى سوهارتو وشاه إيران والعشرات غيرهم، تخلى عنهم الغرب بعدما أفنوا أعمارهم في قهر شعوبهم خدمة لمشاريع الهيمنة الغربية والصهيونية.
صحيح أن شافيز قد رحل. لكن رحيله شبيه برحيل حبة القمح التي تنبت على ثراها سنبلة بمئة حبة وأكثر. وكالعديد غيره من القادة العظام، رحل شافيز ولكنه ترك وراءه، في فنزويلا وفي غير فنزويلا، شعوباً بكت عليه بصدق وصممت على أن يكون وفاءها له هو تخليده في أرواحها، وفي سلوكها، وفي نضالها ضد الوحوش البشرية الممسكة بخناق المستضعفين في العالم.
لقد سمع الجميع ذلك الشعار الذي رددته ملايين الحناجر: "أنا تشافيز". والأكيد، لأننا لا نستحم بمياه النهر نفسها مرتين، ولأن 1+1 قد تساوي 3 وعشرة ومئة وأكثر، في علم الحساب العملي لا النظري، ولأن قضية الإنسان هي المنتصرة في النهاية رغم مشيئة فرعون وقارون وأضرابهما، فإن تشافيز المسجى على فراش الموت واقف كالطود في روح خلفائه في فنزويلا ونظرائه وأصدقائه في أميركا اللاتينية والعالم.
وخصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي الذي يتعرض اليوم لواحدة من أشرس الهجمات التي عرفها في تاريخه من قبل قوى الشر الخارجية والداخلية. قوى هي، في نهاية المطاف، تلك التي واجهها تشافيز وانتصر عليها بقوة تبنّيه لقضايا شعبه الحقيقية من خلال توظيف مقدرات بلده النفطية في تأمين السكن والغذاء والماء والكهرباء والطبابة والتعليم والكرامة.
وكل ذلك خلافاً لما يفعله عرب أميركا و"إسرائيل"، أولئك الحاقدون على تشافيز ونظرائه من العرب والمسلمين. خلافاً لما يفعلونه، إكراماً لأميركا و"إسرائيل"، وهم يتفننون في هدر ثروات الأمة على كل ما من شأنه أن يدفعها إلى المزيد من الفقر والجوع والدمار والذل.
تلك الصفحة الجديدة هل يمكنها أن تكون شيئاً آخر في عرف القادة الغربيين غير الأسطوانة المهترئة عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وما إلى ذلك من الشعارات التي ـ رغم كل الفضائح التي باتت تجللها نتيجة للتلاعب بها من قبل الحكومات الغربية ـ لا يخجل القادة الغربيون ومن يسير في ركابهم من الاستمرار في تردادها مع أنهم يبنون كل سياساتهم على احتقارها والكيد بكل السبل لكل من يناضل من أجلها.
ومع هذا، فإن موقف الحكومات الغربية ليس الأكثر خبثاً. فمن الطبيعي، عندما يكون الأمر متعلقاً بقائد كهوغو تشافيز، أن يشعر العرب والمسلمون بأنهم معنيون بالحدث. وقد رأينا كيف عبر الشارع العربي والإسلامي عن تضامنه مع فنزويلا وإحساسه بالفاجعة تجاه رحيل ذلك الرجل الذي وقف بقوة، وترجم مواقفه إلى أفعال، إلى جانب الشعوب العربية في فلسطين ولبنان والعراق وليبيا وسوريا ضد أشكال العدوان التي تمارسها الدوائر الغربية والإسرائيلية وأدواتها في المنطقة.
لكننا رأينا أيضاً، وبالضبط أن مواقف تشافيز "العربية" كانت بمثابة الضوء الكاشف على فضائح عرب أميركا و"إسرائيل" وخياناتهم، كيف انبرت الأفواه والأقلام المأجورة لتنضم إلى جوقة الغربيين المبتهجين لرحيل تشافيز ولتزايد عليهم في عدم الاقتصار على النظر إلى رحيله على أنه سيفتح تلك الصفحة الجديدة في تاريخ فنزويلا، بل على أنه نهاية تاريخ جديد على المستوى العالمي.
فمن بوليفيا وكوبا وغيرهما من بلدان أميركا اللاتينية، إلى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران وسائر البلدان التي كروسيا والصين تربطها علاقات تعاون ونضال وثيقة مع فنزويلا تشافيز، سيشكل رحيل تشافيز، على ما تحلم به الأفواه والأقلام المأجورة، بداية سلسلة من الانهيارات لن تقف قبل أن ترفرف على العالم أعلام الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان بالمعنى الذي تلوثه الحكومات الغربية والكيان الصهيوني وأدواتهم في المنطقة.
وبالطبع، فإن هؤلاء يعلمون بأنهم يكذبون، لكنهم يراهنون من خلال هذه الأراجيف على بث اليأس في قلوب الشعوب لعل ذلك يؤخر ولو قليلاً لحظة المصير الذي ينتظرهم والذي أحاق قبلهم بأمثالهم من العملاء الذين، من باتيستا وبينوشيه إلى سوهارتو وشاه إيران والعشرات غيرهم، تخلى عنهم الغرب بعدما أفنوا أعمارهم في قهر شعوبهم خدمة لمشاريع الهيمنة الغربية والصهيونية.
صحيح أن شافيز قد رحل. لكن رحيله شبيه برحيل حبة القمح التي تنبت على ثراها سنبلة بمئة حبة وأكثر. وكالعديد غيره من القادة العظام، رحل شافيز ولكنه ترك وراءه، في فنزويلا وفي غير فنزويلا، شعوباً بكت عليه بصدق وصممت على أن يكون وفاءها له هو تخليده في أرواحها، وفي سلوكها، وفي نضالها ضد الوحوش البشرية الممسكة بخناق المستضعفين في العالم.
لقد سمع الجميع ذلك الشعار الذي رددته ملايين الحناجر: "أنا تشافيز". والأكيد، لأننا لا نستحم بمياه النهر نفسها مرتين، ولأن 1+1 قد تساوي 3 وعشرة ومئة وأكثر، في علم الحساب العملي لا النظري، ولأن قضية الإنسان هي المنتصرة في النهاية رغم مشيئة فرعون وقارون وأضرابهما، فإن تشافيز المسجى على فراش الموت واقف كالطود في روح خلفائه في فنزويلا ونظرائه وأصدقائه في أميركا اللاتينية والعالم.
وخصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي الذي يتعرض اليوم لواحدة من أشرس الهجمات التي عرفها في تاريخه من قبل قوى الشر الخارجية والداخلية. قوى هي، في نهاية المطاف، تلك التي واجهها تشافيز وانتصر عليها بقوة تبنّيه لقضايا شعبه الحقيقية من خلال توظيف مقدرات بلده النفطية في تأمين السكن والغذاء والماء والكهرباء والطبابة والتعليم والكرامة.
وكل ذلك خلافاً لما يفعله عرب أميركا و"إسرائيل"، أولئك الحاقدون على تشافيز ونظرائه من العرب والمسلمين. خلافاً لما يفعلونه، إكراماً لأميركا و"إسرائيل"، وهم يتفننون في هدر ثروات الأمة على كل ما من شأنه أن يدفعها إلى المزيد من الفقر والجوع والدمار والذل.