ارشيف من :آراء وتحليلات

توتر على الحدود بين الكوريتين ...وبيونغ يانغ تهدد بضرب اميركا

توتر على الحدود بين الكوريتين ...وبيونغ يانغ تهدد بضرب اميركا
ليل الأربعاء الماضي رفعت كوريا الجنوبية درجة استنفار قواتها المسلحة الى مستوى "الاستعداد القتالي رقم واحد"، حسبما اعلنت بيونغ يانغ. وحسب تقدير سلطات "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية" (كوريا الشمالية) فإن "خطر الحرب النووية فيشبه الجزيرة الكورية هو خطر واقعي بالمطلق".

وقد رفع الجيش الكوري الجنوبي درجة الاستعداد القتالي بسبب الحادث الذي جرى على الحدود، حيث إن أحد حرس الحدود الجنوبيين في مقاطعة هواتشهون رأى "جسما مجهولا متحركا" وألقى عليه قنبلة. وعلى الأثر أعلنت القيادة العسكرية للبلاد أن هناك بوادر غزو مسلح من الشمال. وقد جرى إلغاء مستوى الاستعداد القتالي رقم واحد بعد أن تمّ استكشاف المنطقة القريبة من نقطة الحراسة التي جرى فيها الحادث!.

ما الذي يفسر الاجراءات المشددة من قبل بيونغ يانغ؟

حسب رأي بعض المراقبين الروس فإن بيونغ يانغ تقتصر حتى الآن على الخطاب التهديدي. ويذكر أنه عشية الحادث فإن كوريا الشمالية كانت قد أعلنت الاستعداد القتالي الكامل للأسلحة الصاروخية والمدفعية بعيدة المدى. وفي الوقت ذاته هددت كوريا الشمالية باستعدادها لضرب القواعد الأميركية في غوام وهاواي، والأراضي الأميركية القارية ذاتها، كجواب على "استفزازات" الاميركيين والكوريين الجنوبيين، الذين قاموا بمناورات حربية مشتركة واسعة  النطاق.

توتر على الحدود بين الكوريتين ...وبيونغ يانغ تهدد بضرب اميركا
كوريا الشمالية تعلن استعدادها القتالي


وحسب رأي سلطات كوريا الشمالية فإن الوضع في شبه الجزيرة اصبح يتميز "بالتوتر الشديد جدا". وفي نداء موجه الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعلنت كوريا الشمالية "ان الصواريخ الأميركية موجهة نحو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وغواصاتهم النووية، المجهزة بالاسلحة النووية، تتمركز في الشواطئ الكورية الجنوبية، وباختصار: ان خطر الحرب النووية في شبه الجزيرة اصبح واقعيا".

واعلنت كوريا الشمالية انها وضعت جميع قواتها الصاروخية والمدفعية في حالة استعداد قتالي كامل. وكأهداف محتملة لضرباتها حددت كوريا الشمالية الأراضي القارية للولايات المتحدة الاميركية، وجميع القواعد الاميركية في المحيط الهادي وكذلك كوريا الجنوبية. هذا وقد أجرت كوريا الشمالية على الشواطئ الشرقية مناورات حربية واسعة النطاق، أشرف عليها شخصيا زعيم البلاد كيم تشين أون.

وكانت القوات المسلحة البحرية لكوريا الجنوبية قد أجرت مناورات في منطقة البحر الأصفر، كان هدفها التدرب على الرد على الهجمات المحتملة للسفن الحربية والغواصات الكورية الشمالية. كما قامت بزيارة شبه الجزيرة القاذفات الاميركية الضخمة من طراز ب ـ 52، القادرة على حمل الاسلحة النووية، وكذلك غواصة نووية تابعة للقوات البحرية المسلحة الأميركية. وكل ذلك اثار الاستياء الشديد لدى بيونغ يانغ.

"بدءا من هذه اللحظة فإن جميع قواتنا الصاروخية والمدفعية، بما في ذلك الوحدات الاستراتيجية الصاروخية والمدفعية بعيدة المدى، وضعت في حالة "تأهب قتالي رقم 1"، لأجل ان تكون قادرة على توجيه الضربات الى مختلف أجزاء الأراضي القارية الاميركية، غوام، هاواي، وجميع القواعد العسكرية المحتلة من قبل الإمبريالية الأميركية في المحيط الهادىء، وكذلك جميع الاهداف المعادية في كوريا الجنوبية والمناطق المحيطة بها" ـ هذا ما نقلته وكالة الانباء المركزية الكورية عن القيادة العليا للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الدمقراطية الشعبية. واكد البيان ان هذه الخطوة هي ضرورية "للدفاع عن السيادة والكرامة الذاتية".

توتر على الحدود بين الكوريتين ...وبيونغ يانغ تهدد بضرب اميركا
 مناورات كوريا الجنوبية في منطقة البحر الأصفر

كما جاء في البيان أن التصرفات الأخيرة لاميركا وكوريا الجنوبية، بما في ذلك تحليق القاذفات من طراز ب ـ 52، والمناورات العسكرية وتوقيع برنامج مشترك بين سيؤول وواشنطن من اجل الرد على ما سمي "استفزازات" بيونغ يانغ، وغيرها، أجبرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية "على ابداء الاستعداد العسكري العملي لجيشنا وشعبنا للدفاع عن شرف، كرامة واستقلال دولتنا".

ويقول الخبراء العسكريون الكوريون الجنوبيون ان "الاستعداد القتالي رقم 1" يعني عمليا مجموعة إجراءات، لا يبقى بعدها سوى إعطاء الامر ببدء الهجوم. "اذا وضع الجيش الكوري الجنوبي  في درجة الاستعداد القتالي، ففي حالة مشابهة عندنا، فإن جميع المدافع والصواريخ ينبغي ان تكون مجهزة تماماً، وان توجد في وضعية الاستعداد التام لإطلاق النار والصواريخ. وبالمثل فإن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وضعت قواتها الصاروخية والمدفعية في حالة الاستعداد الهجومي ذاتها". هذا ما ادلى به الى وكالة الانباء "إنهال" مرجع عسكري كوري جنوبي مطلع.

وقد اعلن أن المناورات التي اجرتها القوات البحرية الكورية الشمالية في الشاطئ الشرقي شاركت فيها قوات المشاة البرية للتدرب على عمليات الانزال البرية. كما جرى التدرب على رد عمليات انزال معادية و"رمي" العدو في البحر. وقد قاد العمليات زعيم البلاد لمدة اربعة ايام كاملة. "ينبغي ان نكون مستعدين لمنع العدو من ان يطأ شواطئنا، وان نقذفه الى الوراء في البحر بواسطة نيران مدفعيتنا"، حسبما قال الزعيم كيم، وهو يقف امام آلة عسكرية مزودة بنظام صاروخي. واضاف "لو لم تكن هذه مناورات، بل معركة حقيقية، فإن العدو لن يتاح له ان يفهم شيئا، بل سيفقد عقله ببساطة امام نيراننا الساحقة".

وحسب رأي الخبراء الكوريين الجنوبيين فإن كوريا الشمالية اختارت انتهاج تاكتيك الرد "على القوة بالقوة" "وعلى عرض العضلات بعرض العضلات".

2013-03-29