ارشيف من :آراء وتحليلات
النهار: طبيب يداوي الناس وهو عليل
في مقالة لها بتاريخ 3 نيسان 2013 تستشهد ميشال تويني الكاتبة في صحيفة النهار بحادثة شهدتها فرنسا أثناء عرض واحد من برامج تلفزيون الواقع الفرنسي، حيث توفي أحد المشاركين، وبعد وفاته بيومين، انتحر الطبيب الذي كان عالجه، تاركاً رسالة لعائلته كتب فيها "الإعلام وسّخني". تعلق ميشال تويني بان الطبيب الفرنسي لم يتحمل ما كتبه الاعلام عن مسؤوليته تجاه ما حصل.
تنطلق تويني من هذه الحادثة المؤثرة لتقارب و باسلوب ومضمون موفقين تعاطي وسائل الاعلام اللبنانية مع كذبة اول نيسان التي بثتها ال mtv في نشرة اخبارها ليوم الاثنين الاول من نيسان، وسارعت محطة LBCI، التي لم تتأكد من صحة الواقعة ولم تتصل بمصادرها الخاصة، فنقلت الخبر نفسه بتفاصيل مخترعة عبر موقعها وخدمتها الهاتفية.
تعلق التويني بأسئلة مشروعة ترد في مكانها وزمانها الصحيحين حول "كيفية نقل الخبر قبل التأكد من صحته،" في وسائل الاعلام اللبناني وحول " مدى الدقة في الاخبار التي تقدم الينا، واحياناً بسطحية وتسرع، من دون تحقيق وتدقيق،" فالمواطن برأي تويني "صار رهينة الإعلام، والأخبار التي تتحكم بالرأي العام.." وتطالب التويني بضرورة " احترام المبادئ والمعايير الاعلامية، وبالتالي عقل القارئ والمصلحة الوطنية."
وبهذا تكون احدى وريثات "العائلة المالكة " للنهار قد وضعت يدها على جرح الاعلام الذي يفتح بدوره كل يوم جروحا في المجتمع اللبناني بدل المساهمة وبمسؤولية في معالجتها. ولكن يبدو ان العبارة التي استخدمتها محطة الـmtv حول "الوقوع بالفخ "تنطبق على صحيفة النهار نفسها. النهار التي شكلت مدرسة اعلامية قائمة بذاتها في احدى مراحل الصحافة اللبنانية قد تكون وقعت في فخ السفارة الاميركية.
فقد نشرت الجريدة اللبنانية خبرا حول جولة قام بها وفد امني اميركي في منطقة مرفأ الضبية وذلك "استعدادا لاحتمال اجلاء الجالية الاميركية من لبنان الى الخارج "وتحدثت الصحيفة عن "معلومات "افادت "ان الوفد الاميركي رافقه عدد من ضباط القوى الامن الداخلي". الخبر بكل بساطة ورد وكانه توضيح من جانب السفارة الأميركية بشأن قيام دورية أمنية تابعة لها باستطلاع محيط منطقة الضبية بشكل مخالف للقانون وخارق للسيادة اللبنانية، لم تعر الصحيفة أي اعتبار لدقته فوقعت في فخ المبررين للتطاول الاميركي على السيادة الوطنية. إلا ان التبرير لم يمر كما أريد له، فقد نشرت النهار نفسها في اليوم التالي تصحيحا واردا من مديرية العامة للامن الداخلي يتضمن تأكيدا "لعدم صحة الخبر لجهة قيام ضباط من قوى الامن الداخلي بهذه الجولة".
قد يقول قائل ان الاعلام اللبناني مليء بأخبار تنشر ويتم نفيها. ولكننا امام قضية تشبه ما حذرت منه الكاتبة التويني في مقالتها, لا بل تصل الى حدود المس بالسيادة الوطنية التي تعتبرها جريدة النهار من قضاياها التي تصل الى حد القدسية, اضافة الى ان وسائل اعلام اخرى كانت نشرت تقارير تؤكد الخرق الذي قام به وفد السفارة الاميركية بحق "المصلحة الوطنية "راجع تقرير للزميل علي الموسوي في موقع العهد تحت عنوان: "دوريات اميركية في لبنان" ما يشكل حافزا اضافيا لصحيفة النهار "للتأكد من صحة المعلومات ودقتها "وعدم التعاطي معها "بخفة وتسرع ".
لم يكن فخا واحدا وقعت به النهار في نفس العدد وفي نفس اليوم . فها هي تنشر عنوانا اخباريا لخبر دقيق وحساس لارتباطه بالفتنة التي تقض مضاجع اللبنانيين كل يوم.
"استدرج الى الضاحية وقتل هناك " وفي التفاصيل تتبنى الصحيفة خبرية مقتل الشاب سامر كنج مستندة الى ما كتبه القتيل الضحية على الفايس بوك ما يشكل ضربا لابسط " المعايير والمبادىء الاعلامية " . فالتحقيق لم ينته بعد واهل الضحية تركوا المجال للقضاء . فلماذا تورد النهار معلومات اقل ما يقال في توصيفها انها ملتبسة مثل تقرير الطبيب الشرعي المزعوم الذي يؤكد فعل القتل . ليس هذا فقط بل تستخدم عبارات توحي بخلفية مذهبية لحادثة مؤسفة - يشهد مثلها وبشكل دائم المجتمع اللبناني او غيره من المجتمعات على خلفيات نفسية وعاطفية. .يزودنا الخبر بمعلومات لا تساهم الا في صب الزيت على النار ف"الفتاة شيعية وطليقها علوي من جبل محسن" والقتيل سني من طرابلس . او فلنستعير عبارات ميشال تويني في مقالتها. معلومات تجعل المواطن "رهينة الاعلام " "الاعلام الذي يسوق للفتنة " والاهم "لا يحترم عقل المواطن .
وعلى سيرة احترام عقل المواطن اليكم احد الاخبار الذي نشرته النهار في عددها الصادر بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي وفي مانشيت العدد . ذكرت النهار ان انفجارا وقع في حي السلم فتصفه "بالاول من نوعه في الضاحية منذ العام 2004 حين استهدف مسؤول حزب الله حسين صالح " انتهى الاقتباس من صحيفة النهار . الخبر يحتاج الى "قليل " من الدقة وعدم التسرع . الانفجار لم يكن الاول منذ العام 2004 فقد سبقه انفجار استهدف مكتبا لحركة حماس والمسؤؤول الشهيد من حزب الله اسمه علي صالح وليس حسين. وصالح استشهد عام 2003 وليس 2004 والذي استشهد عام 2004 هو الشهيد غالب عوالي.
تنطلق تويني من هذه الحادثة المؤثرة لتقارب و باسلوب ومضمون موفقين تعاطي وسائل الاعلام اللبنانية مع كذبة اول نيسان التي بثتها ال mtv في نشرة اخبارها ليوم الاثنين الاول من نيسان، وسارعت محطة LBCI، التي لم تتأكد من صحة الواقعة ولم تتصل بمصادرها الخاصة، فنقلت الخبر نفسه بتفاصيل مخترعة عبر موقعها وخدمتها الهاتفية.
تعلق التويني بأسئلة مشروعة ترد في مكانها وزمانها الصحيحين حول "كيفية نقل الخبر قبل التأكد من صحته،" في وسائل الاعلام اللبناني وحول " مدى الدقة في الاخبار التي تقدم الينا، واحياناً بسطحية وتسرع، من دون تحقيق وتدقيق،" فالمواطن برأي تويني "صار رهينة الإعلام، والأخبار التي تتحكم بالرأي العام.." وتطالب التويني بضرورة " احترام المبادئ والمعايير الاعلامية، وبالتالي عقل القارئ والمصلحة الوطنية."
وبهذا تكون احدى وريثات "العائلة المالكة " للنهار قد وضعت يدها على جرح الاعلام الذي يفتح بدوره كل يوم جروحا في المجتمع اللبناني بدل المساهمة وبمسؤولية في معالجتها. ولكن يبدو ان العبارة التي استخدمتها محطة الـmtv حول "الوقوع بالفخ "تنطبق على صحيفة النهار نفسها. النهار التي شكلت مدرسة اعلامية قائمة بذاتها في احدى مراحل الصحافة اللبنانية قد تكون وقعت في فخ السفارة الاميركية.
فقد نشرت الجريدة اللبنانية خبرا حول جولة قام بها وفد امني اميركي في منطقة مرفأ الضبية وذلك "استعدادا لاحتمال اجلاء الجالية الاميركية من لبنان الى الخارج "وتحدثت الصحيفة عن "معلومات "افادت "ان الوفد الاميركي رافقه عدد من ضباط القوى الامن الداخلي". الخبر بكل بساطة ورد وكانه توضيح من جانب السفارة الأميركية بشأن قيام دورية أمنية تابعة لها باستطلاع محيط منطقة الضبية بشكل مخالف للقانون وخارق للسيادة اللبنانية، لم تعر الصحيفة أي اعتبار لدقته فوقعت في فخ المبررين للتطاول الاميركي على السيادة الوطنية. إلا ان التبرير لم يمر كما أريد له، فقد نشرت النهار نفسها في اليوم التالي تصحيحا واردا من مديرية العامة للامن الداخلي يتضمن تأكيدا "لعدم صحة الخبر لجهة قيام ضباط من قوى الامن الداخلي بهذه الجولة".
قد يقول قائل ان الاعلام اللبناني مليء بأخبار تنشر ويتم نفيها. ولكننا امام قضية تشبه ما حذرت منه الكاتبة التويني في مقالتها, لا بل تصل الى حدود المس بالسيادة الوطنية التي تعتبرها جريدة النهار من قضاياها التي تصل الى حد القدسية, اضافة الى ان وسائل اعلام اخرى كانت نشرت تقارير تؤكد الخرق الذي قام به وفد السفارة الاميركية بحق "المصلحة الوطنية "راجع تقرير للزميل علي الموسوي في موقع العهد تحت عنوان: "دوريات اميركية في لبنان" ما يشكل حافزا اضافيا لصحيفة النهار "للتأكد من صحة المعلومات ودقتها "وعدم التعاطي معها "بخفة وتسرع ".
لم يكن فخا واحدا وقعت به النهار في نفس العدد وفي نفس اليوم . فها هي تنشر عنوانا اخباريا لخبر دقيق وحساس لارتباطه بالفتنة التي تقض مضاجع اللبنانيين كل يوم.
"استدرج الى الضاحية وقتل هناك " وفي التفاصيل تتبنى الصحيفة خبرية مقتل الشاب سامر كنج مستندة الى ما كتبه القتيل الضحية على الفايس بوك ما يشكل ضربا لابسط " المعايير والمبادىء الاعلامية " . فالتحقيق لم ينته بعد واهل الضحية تركوا المجال للقضاء . فلماذا تورد النهار معلومات اقل ما يقال في توصيفها انها ملتبسة مثل تقرير الطبيب الشرعي المزعوم الذي يؤكد فعل القتل . ليس هذا فقط بل تستخدم عبارات توحي بخلفية مذهبية لحادثة مؤسفة - يشهد مثلها وبشكل دائم المجتمع اللبناني او غيره من المجتمعات على خلفيات نفسية وعاطفية. .يزودنا الخبر بمعلومات لا تساهم الا في صب الزيت على النار ف"الفتاة شيعية وطليقها علوي من جبل محسن" والقتيل سني من طرابلس . او فلنستعير عبارات ميشال تويني في مقالتها. معلومات تجعل المواطن "رهينة الاعلام " "الاعلام الذي يسوق للفتنة " والاهم "لا يحترم عقل المواطن .
وعلى سيرة احترام عقل المواطن اليكم احد الاخبار الذي نشرته النهار في عددها الصادر بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي وفي مانشيت العدد . ذكرت النهار ان انفجارا وقع في حي السلم فتصفه "بالاول من نوعه في الضاحية منذ العام 2004 حين استهدف مسؤول حزب الله حسين صالح " انتهى الاقتباس من صحيفة النهار . الخبر يحتاج الى "قليل " من الدقة وعدم التسرع . الانفجار لم يكن الاول منذ العام 2004 فقد سبقه انفجار استهدف مكتبا لحركة حماس والمسؤؤول الشهيد من حزب الله اسمه علي صالح وليس حسين. وصالح استشهد عام 2003 وليس 2004 والذي استشهد عام 2004 هو الشهيد غالب عوالي.