ارشيف من :آراء وتحليلات

هذا ما فعله ’الديكتاتور’..!

هذا ما فعله ’الديكتاتور’..!
إيزابيل فرنجية

يغرق المحللون السياسيون والباحثون الاستراتيجيون في تفاصيل مثيرة حول أي ملف يتناولونه، وربما يُغرقون المتابعين لهم فيها كي تضيع الحقائق، هكذا في التجربة البوليفارية الجديدة للرئيس الراحل هوغو تشافيز. نسرد في هذه العجالة بعضاً مما استرعى الانتباه في تجربة قائد أحب شعبه فأحبه، وأغدق عليه الولاء، وتألب أعداؤه حتى رغبوا بموته.

منذ وصول شافيز للحكم جرت 16 عملية انتخابية في فنزويلا، فاز بـ 15 منها وآخرها في 7 تشرين الاول/ اكتوبر 2012، وأجمعت كل الهيئات الدولية على شفافية الانتخابات في فنزويلا بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأمريكية ما دفع بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر للتصريح بأن نظام الانتخابات الفنزويلي هو الأفضل في العالم.‏

التنمية البشرية


ـ منذ العام 1998 نجحت فنزويلا في تحقيق الشمولية في التعليم حيث استطاع حوالي 1.500000 من الفنزويليين تعلّم القراءة والكتابة والحساب.‏ في كانون الأول 2005، أعلنت منظمة اليونسكو أنه تم القضاء على الأميّة في فنزويلا، وسجّل ارتفاع في نسبة عدد أطفال المدارس من 6 ملايين في العام 1998 إلى 12 مليوناً في العام 2011 وبلغ معدّل الالتحاق بالتعليم الإبتدائي 93.2% حاليا. كما‏ ارتفع معدّل الالتحاق بالتعليم الثانوي من 53.6% في العام 2000 إلى 73.3% في العام 2011، وتمكّن أيضاً مئات الآلاف من الشباب من القيام بدراسات جامعية، وهكذا فقد ارتفع عدد الطلاب من 895000 في العام 2000 إلى 2,3 مليونين عام 2011 إلى جانب إنشاء جامعاتٍ جديدة.‏

هذا ما فعله ’الديكتاتور’..!

ـ في المجال الصحي، تم تأمين الرعاية الصحية لكل الفنزويليين من خلال 7873 مركزا صحيا. في العام 1999 كان عدد الأطباء 20 لكل 100.000 نسمة، وفي العام 2010 بلغ عددهم 80 لكل 100,000 أي بزيادةٍ قدرها 400%.‏ وبلغ عدد الذين تلقوا الرعاية الطبية أقل من 3 ملايين في العام 1998 بينما بلغ عددهم في عام 2011 نحو 17 مليونا، وانخفض معدل الوفيات بين الأطفال الرضّع من 19.1 بالألف عام 1999إلى 10 بالألف عام 2012 ما يمثل انخفاضاً بمعدّل 49%.‏ كما ارتفع معدل متوسط الأعمار من 72.2 سنة في العام 1999 إلى 74.3 سنة عام 2011. ‏وتمكّن الأطباء الفنزويليون من إعادة البصر إلى 1.5 مليون فنزويلي بفضل إجراء عمليات (الساد/ العملية المعجزة).‏

ـ بين عامي 1999 و2011 انخفض معدل الفقر من 42.8 % إلى 26.5 %. و‏في تصنيف مؤشر التنمية البشرية الخاص ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية ارتفعت فنزويلا من المرتبة 83 عام 2000 إلى المرتبة 73 عام 2011.‏

كما انخفضت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بمقدار 40 % منذ العام 1999 وبلغت نسبة السكان الذين يحصلون على مياه الشرب في السنوات الأخيرة 95 %. ‏إلى ذلك زاد الإنفاق في المجال الاجتماعي بنسبة 60.6 %، ‏وكان عدد الذين يحصلون على راتب تقاعدي قبل العام 1999 نحو 387000 أما الآن فهم 2.1 مليونان.‏

الاصلاح الزراعي والاجتماعي

أما في مجال السكن، فمنذ 14 سنة، تمّ بناء 700،000 مسكن في فنزويلا، كما قدم شافيز أكثر من مليون هكتار من الأراضي لسكان البلاد الأصليين.‏
ـ بفضل الإصلاح الزراعي تمّ توزيع أكثر من 3 ملايين هكتار من الأراضي، وزاد استهلاك اللحوم إلى 75% منذ عام 1999 بفضل البرنامج الوطني للغذاء عبر 22000 متجر، بنسبة دعم حكومي 30%.‏ ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة، تعدّ فنزويلا البلد الأول في أمريكا اللاتينية من حيث عدالة توزيع الدخل.
‏ـ يحصل 5 ملايين طفل على وجبات مجانية من خلال برنامج التغذية المدرسي مقابل 200.000 في العام 1999.
‏ـ انخفض معدل سوء التغذية من 21% عام 1998 إلى 3% عام 2012‏، ووفقاً لمنظمة الفاو، فإن فنزويلا هي البلد الأول في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في القضاء على الجوع.

هذا ما فعله ’الديكتاتور’..!

ـ مع تأميم شركة النفط (PDVSA) عام 2003 استعادت فنزويلا سيادتها في مجال الطاقة، وساعد تأميم قطاع الكهرباء والاتصالات في وضع حدٍّ لاحتكار الوصول لهذه الخدمات.‏
ـ منذ العام 1999 تم إنشاء أكثر من 50000 تعاونية في جميع مجالات الاقتصاد.‏
ـ انخفض معدّل البطالة من 15.2% عام 1998 إلى 6.4% عام 2012.‏

مؤشرات اقتصادية

ـ رفع الحد الأدنى للأجور من 100بوليفار (16 دولارا) عام 1999 إلى 2000 بوليفار (300 دولار) عام 2012.‏
ـ في العام 1999، 65% من العاملين كان مدخولهم دون الحد الأدنى من الأجور، وفي الـ 2012 أصبحوا 21%.‏
ـ تم منح العاطلين من العمل الذين تجاوزوا الـ 40 من العمر راتباً شهرياً بلغت نسبته 60% من الحد الأدنى للأجور.
ـ تم منح النساء وكذلك المعاقين راتباً يعادل 80% من الحد الأدنى من الأجور.‏
ـ انخفض الدين العام من 45% من الناتج المحلي الإجمالي عام 1998 إلى 20% عام 2011.‏
ـ أصبح عدد ساعات العمل اليومية 6 والأسبوعية 36.‏
ـ في فنزويلا أحد أعلى معدلات النمو في العالم (5.5%).‏
ـ ارتفع الناتج المحلي للفرد من 4100 عام 1999إلى 10.810 دولار في العام 2011.‏
ـ وفق ترتيب البلاد الأكثر سعادة 2012، جاءت فنزويلا ثانياً بعد كوستاريكا وفي الترتيب 19 في العالم‏.
ـ في العام 2007 بلغ الدعم الفنزويلي للقارة الأمريكية 8.8 مليارات دولار، أما واشنطن فقدمت 3 مليارات.‏
ـ للمرة الأولى في تاريخها، فنزويلا لديها أقمار صناعية خاصة بها: ميراندا / بوليفار.‏
ـ إنشاء شركة بترو كاريبي سمح لـ18 بلداً في المنطقة بالحصول على النفط المدعوم بنسبة 50%.‏
ـ فنزويلا تقدم دعماً للمجتمعات الفقيرة في الولايات المتحدة وخاصة في مجال الوقود.
‏ـ فنزويلا تقود تحالفاً من 8 دول على غرار دول ألبا بهدف القضاء على الفقر.‏

تجمع دول أمريكا اللاتينية

ـ شافيز هو صاحب فكرة إقامة تجمّع دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي (CELAC)الذي يضم 33 دولة. وانشئت الـ (ALBA) كردة فعل على الطرح الأمريكي للأسواق الحرة واعضاؤها فنزويلا. كوبا. بوليفيا. نيكاراغوا. منكومندد دي دومينيك. انتيغوا . بربودا. إكوادور. سان فيسنتي . ولاس جرنديناس.

ـ أمم في 2011 مناجم الذهب في الامازون والتي كانت تذهب أرباحها وصكوكها كودائع في المصارف اليهودية.

هذا ما فعله ’الديكتاتور’..!

من خلال هذه المعطيات والأرقام يمكننا أخذ صورة واضحة عن أهم الخطوات المعطلة والمؤذية التي انتهجها الرئيس شافيز لمحاربة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، إن كانت إستراتيجياً أم اقتصادياً في حديقتها الخلفية والتي كانت سابقاً الداعم الأول لمصالحها الجيوسياسية في المنطقة.

إذاً هذا ما فعله هذا الديكتاتور لكي يستحق غضب البرجوازية الفنزويلية وحلفائهم الأمريكيين والصهاينة إلى حد تمنّي الموت له قبل وفاته، حيث نرى شعارات مزرية رفعها مؤيدو المعارضة الفنزويلية "ليحيا السرطان"، وعلى قول الكاتب إدواردو جليانو "ما أسفل من نشوة النصر التي يتغنى بها الشخص على ضريح خصمه حين لم يتمكن من هزيمته وهو حي، إلا لذة من يدري (أنهم) افتعلوا له هذا المرض الخبيث لإزالته جسدياً حيث كان يتعذر عليهم التغلب عليه سياسياً".

أصبح لدى أفراد الشعب الفنزولي وعيٌ كافٍ لمعرفة مصلحتهم وهم يعلمون أكثر من أي وقت مضى أن ما حصلوا عليه من انجازات خلال فترة "الكومندانتي" سيدافعون عنه حتى آخر رمق من حياتهم، لذلك قرر الشعب انتخاب مادورو كضمانة رئيسة لاستكمال المشروع الثوري لـ"تشافيز".. فأصبح هذا العظيم حياً في قلب شعبه وشعوب العالم أجمع.
2013-04-17