ارشيف من :ترجمات ودراسات

إسرائيل تصعّد الصراع على مستقبل لبنان ، باراك يهدد اللبنانيين: لا تصوّتوا لـ«حزب الله»

إسرائيل تصعّد الصراع على مستقبل لبنان ، باراك يهدد اللبنانيين: لا تصوّتوا لـ«حزب الله»
السفير


في تدخل فظ في الانتخابات اللبنانية، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، قبيل توجهه الى واشنطن امس، الشعب اللبناني من مغبة التصويت لـ«حزب الله» في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو موقف يندرج في سياق تحذيرات عديدة اطلقها المسؤولون الإسرائيليون في الأسابيع الأخيرة من نتائج الانتخابات التي قد «تسقط» السلطة اللبنانية في أيدي حلفاء «حزب الله».

وفي إيجاز قدمه للمراسلين السياسيين في تل أبيب وتناول العديد من القضايا، أشار باراك إلى الانتخابات المقبلة في لبنان، والتي تتوقع فيها الأجهزة الإسرائيلية ان يعزز «حزب الله» وحلفاؤه لقوتهم. وتوجه باراك بشكل صريح وواضح الى الشعب اللبناني مهدداً «إن حزب الله يملك اليوم حوالى ثلث وزراء الحكومة، وإذا فاز حزب الله في الانتخابات بأصوات كثيرة، فإن لبنان سيعرض نفسه لجبروت الجيش الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى». وواصل باراك قائلا إن فوز «حزب الله» في الانتخابات «سيمنحنا حرية عمل لم نكن نمتلكها في تموز 2006».

وعاد باراك وتحدث عما ذكرته صحيفة «دير شبيغل» الألمانية حول دور «حزب الله» في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقال ان «هذا الدور يعزز كون حزب الله ذراعاً لإيران».

تجدر الإشارة إلى أن الصحافة الإسرائيلية دأبت في الأيام الأخيرة على التحذير من احتمالات فوز حلفاء «حزب الله» بالغالبية في الانتخابات. وتبارى عدد من المعلقين في تحليل مثل هذه النتيجة وما إذا كانت سيئة أو حسنة من وجهة نظر المصلحة الإسرائيلية.

وكتبت «معاريف» قبل يومين إن «الكتلة الشيعية ـ المسيحية بقيادة حزب الله ستنتصر في الانتخابات، الأمر الذي يشعل ضوءا احمر في اسرائيل». ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في تل أبيب، قوله إن «دولة حزب الله هي كابوسنا وكابوس الاميركيين». أما في جهاز الأمن، فيخشون ليس فقط من «انتصار (الأمين العام للحزب السيد حسن) نصر الله»، بل وأيضا من إمكانية ان يحاول «حزب الله» إثارة استفزاز وجر اسرائيل الى تصعيد في حالة ضعفه قبل 7 حزيران.
غير أن الواضح هو أن المسؤولين، بخلاف المعلقين، يشددون على الجانب السيئ في مثل هذه النتيجة. ويبدو أن هذا الاستنتاج ينبع في الغالب، من محاولة رؤية نتائج الانتخابات اللبنانية في إطار الصورة الأشمل للوضع العام في المنطقة العربية، بين معسكري الاعتدال والممانعة.

وقد شهدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في الأسبوعين الماضيين، جلسات عديدة جرت فيها مطالبة قادة أذرع الأمن الإسرائيلية بتقديم تقارير حول قضايا عديدة، بينها الوضع في لبنان. وشارك في تقديم هذه التقارير رؤساء كل من شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك. ويوم أمس، كان دور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي.

وفي السياق اللبناني، أشار اشكنازي إلى ان «هناك صراعاً يدور حول مستقبل لبنان. وهناك خشية حقيقية من أن هذا البلد سيسقط في أيدي المحور الراديكالي». وقال إن «حزب الله مرتدع ومكبوح»، لكنه شدد على أن الحزب لا يزال يبحث عن الثأر لاغتيال القائد العسكري الشهيد عماد مغنية.
وأشار اشكنازي إلى أن «هناك تمركزاً لحزب الله جنوبي نهر الليطاني، ولكن وجود القوات الدولية يسبب له مصاعب». وخلص إلى ان «لدى حزب الله اليوم أسلحة أكثر مما كان لديه من الناحيتين، الكمية والمدى، عشية حرب» عام 2006.

واعتبر اشكنازي أن المناورة الكبرى للجبهة الداخلية المسماة بـ«نقطة تحول 3«، مجرد «مناورة روتينية. وليس ثمة ما يدعو لأن تثير هزات وتزيد التوتر في المنطقة». ومع ذلك، قال إن هناك «طوال الوقت مخاطر متعاظمة على الجبهة الداخلية لناحية القدرات».

وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت في وقت سابق ان جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقد ان «حزب الله» قد ينشر بطاريات صواريخ من طراز «أس إي 8» في لبنان، وهذا النوع من الأسلحة يمكن أن يشكل تهديداً للطائرات الإسرائيلية التي تحلق في الأجواء اللبنانية في طلعات تجسّس.
وأشارت الصحيفة إلى انه في الأسابيع الأخيرة، وجّهت إسرائيل مجدداً تحذيرات من نشر هذه البطاريات، عبر قنوات عديدة. ولفتت الصحيفة الى ان التوتر تصاعد قبل عام بين إسرائيل و«حزب الله»، عندما اشتبهت الدولة العبرية بأن الحزب يخطط لنقل صواريخ إلى لبنان ونشرها في المرتفعات. ووجّهت إسرائيل رسائل إلى كل من سوريا و«حزب الله» حذرت فيها من أنها ستنظر في شنّ غارات جوية ضد قوافل نقل الأسلحة إذا ما توجّهت إلى لبنان.

2009-05-27