ارشيف من :آراء وتحليلات

ضغوط كيري لإنجاز التسوية: تقسيم المقسم وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية

ضغوط كيري لإنجاز التسوية: تقسيم المقسم وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية
ضغوط كيري لإنجاز التسوية: تقسيم المقسم وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية
كتب محرر الشؤون العبرية

للوهلة الاولى، قد تعتبر مدة السنتين التي حددها وزير الخارجية الاميركية، جون كيري، كحد اقصى للتوصل الى اتفاق حل الدولتين، كما لو انها نوع من الضغط على كيان العدو، لكن الواقع ليس بهذه الصورة القطعية. فحقيقة تقدير ورد فعل القيادة الاسرائيلية، مرتبطة بنظرتها الى المرحلة التي تلي العامين المقبلين، وما إذا كانت ستشهد تكيفا اميركيا ودوليا مع الوضع القائم، والتوجه نحو قضايا واهتمامات اخرى، وهذا ما يسعى ويتمناه معسكر اليمين الاسرائيلي. أما في حال كان هناك مخاوف جدية من ان يلي الفترة الزمنية المحددة، رفع الضغوط الى مستويات جدية، تجبر الكيان الغاصب على الالتزام العملي بمبدأ الدولتين، فيصبح للقضية بعد آخر.
في كل الاحوال، رأت مصادر سياسية اسرائيلية، في الموقف الذي اعلنه كيري، اشارة واضحة لكل من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تضع جدولا زمنيا محددا جدا للطرفين، وأنه في حال استمر الجمود السياسي، من شأن الولايات المتحدة ايقاف الدعم المالي عن السلطة الفلسطينية، الامر الذي يمكن أن يؤدي الى اضعاف اقتصادها بشكل كبير، الذي يواجه بالاساس أزمة كبيرة، والى اضعاف أداء اجهزة أمن السلطة. وبحسب صحيفة "معاريف" فإن قرار إدارة أوباما بالتراجع عن التزامها بالتسوية السياسية، سوف يحقق سيناريو الرعب، بما في ذلك بالنسبة للكيان الصهيوني، لجهة سيطرة حماس على الضفة الغربية.

ضغوط كيري لإنجاز التسوية: تقسيم المقسم وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية

ومن التداعيات التي يمكن أن تترتب ايضا على فشل المحاولات الاميركية، تلك التي عبر عنها كيري نفسه بالقول إن "واشنطن ستتخلى عن التزامها بقضية التسوية، وتنتقل الى معالجة مسائل اخرى"، مشيرا الى أن "كل الجهات التي أتحدث معها في المنطقة، تريدنا أن نحقق تقدما في العملية السياسية، لأنهم قلقون من مسألة الوقت". وحدَّد كيري الصعوبة التي تقف عثرة أمام مساعيه، مشدداً على ضرورة التغلب عليها، وهي "الانعدام الهائل للثقة بين الطرفين، فمن جهة عباس لا يثق بأن نتنياهو يعتزم منحه دولة، ومن جهة اخرى، اسرائيل غير مقتنعة بأن الفلسطينيين سيمنحونها الامن الذي تحتاجه".
في المقابل، وصفت صحيفة "معاريف" توقع كيري بشأن اغلاق نافذة الفرص لإقامة دولة فلسطينية، خلال سنتين، بـ "المتفائل"، ولفتت الى ان دوائر مختلفة في الاتحاد الاوروبي، وفي وزارة الخارجية السويدية مثلا، يعتقدون منذ بضع سنوات بأن "حل الدولتين لشعبين قد انتهى" وما الحديث عنه سوى بهدف، بشكل اساسي، الضغط على الكيان الصهيوني، وليس لأنهم يؤمنون بأن هذا الامر ما زال ممكنا.
وأضافت "معاريف" أن الرأي المتداول في الاوساط الاوروبية والفلسطينية، في ضوء اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية، وهي قائمة، هو أن المسألة الوحيدة الباقية، انكفاء العدو الى حدود تم الاعتراف بها ظاهريا في الامم المتحدة. ورأت الصحيفة أنه، بالامكان أن يكون هذا ما قصده كيري، وأن تحديد سنتين للحل، هو من أجل تقسيم متفق عليه، لكن بعد ذلك هناك خطر بأن تسمح واشنطن للقوى الدولية بالعمل على تحقيق قرار الامم المتحدة، عبر خطوة ترمي الى دفع الكيان الصهيوني نحو اتخاذ قرار بفك ارتباط ثان. وهذا ما ألمح اليه، وزير الحرب السابق ايهود باراك، بالحديث عن الحاجة الى تنفيذ خطوات من طرف واحد وربما يكون قصد هذا الامر ايضا، بحسب "معاريف". وربما تكون تلميحات ايهود باراك الاخيرة حول الحاجة الى خطوات من جانب واحد، تشير الى هذا الخيار. لكن هذا المسار يبدو، بحسب الصحيفة نفسها، غير واقعي في الحكومة الحالية. اضف الى ان كلام كيري عن مدة زمنية محددة، قد يشجع ابو مازن على المماطلة، وبالتالي فإن الاصح هو التوصل الى توافق بين تل ابيب وواشنطن، حول مبادئ عامة تشكل البنية الجغرافية والديمغرافية للحل. ولفتت "معاريف" الى ان المشاكل مع ادارة اوباما، حول هذه القضية، ما زالت كما كانت قبل شهر.
2013-04-19