ارشيف من :آراء وتحليلات

الصين تشتري أحدث الطائرات الحربية الروسية لمواجهة اليابان

الصين تشتري أحدث الطائرات الحربية الروسية لمواجهة اليابان
يقوم بين الصين واليابان نزاع حول جزيرة تقع بين البلدين في المحيط الهادي. وإذا ما اجرينا مقارنة بين القوى العسكرية للبلدين فيبدو لأول وهلة ان القوات اليابانية تتفوق على قوات جيش التحرير الصيني على المستوى التكنولوجي. ولكن الصين، وبدون أي تردد، تحاول أن تحصل على ارقى التكنولوجيا الحربية بالاعتماد على احتياطاتها الضخمة بالعملة الأجنبية. ويمكن للميزان العسكري بين البلدين ان ينقلب في أي لحظة.

وقد قامت الصين مؤخراً بعقد صفقة مع روسيا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي ـ 35 المطورة. ونشرت هذا الخبر وسائل الاعلام الرسمية الصينية في 25 اذار/مارس الماضي.

ودخلت سوخوي ـ 35 في الخدمة منذ وقت قصير في القوات المسلحة الروسية. وهي تجسد تركيزاً لابتكارات عسكرية سريّة. والمدهش ان تقوم روسيا بدون أدنى تردد ببيع هذه التكنولوجيا الى الصين! وقد ادهش خبر هذه الصفقة الاختصاصيين العسكريين في جميع انحاء العالم. وبالواقع فإن ما تريده الصين هو استيعاب التكنولوجيا المتطورة، التي تحتويها سوخوي ـ 35. ويقول ممثل القوات المسلحة اليابانية "إن الصين ليست مهتمة البتة بالطائرات المقاتلة بحد ذاتها، والهدف الحقيقي للصين هو استيعاب أنظمة المحرك والرادارات واستخدامها في الطائرات المقاتلة من الانتاج الخاص للصين".

ولم يكن هناك ضرورة لشراء عدد كبير من الطائرات، ما دام أن الهدف الوحيد كان هو تقليد التجهيزات الداخلية لطائرة "سوخوي" الجديدة.

في المرحلة الاولى من المحادثات طلبت الصين شراء أربع طائرات فقط من "سوخوي"، ولكن الجانب الروسي اعلن "انه لن يوافق ابدا على البيع، اذا كانت الكمية المطلوبة هي اقل من 48 طائرة". ولكن لدى زيارة الزعيم الصيني سي تسينبين وخلال محادثاته مع الرئيس الروسي بوتين في 22 اذار/مارس الماضي تم الاتفاق على تخفيض العدد الى 24 طائرة.

وأعلن أن قيمة الصفقة المعقودة بلغت 5،1 مليار دولار. في الولايات المتحدة يتزايد انتاج الغاز الشيستي (الصخري)، ما يدفع الاقتصاد الروسي للوقوع في المأزق، لأنه لا يزال يعتمد على الموارد المتأتية من تصدير الغاز الطبيعي. ولكن التسلح هو أحد الحقول بيد روسيا لدعم قدراتها التزاحمية في السوق العالمي. وليس في ذلك مشكلة. ومن جهة ثانية، فإن الصين تريد استيعاب التكنولوجيا العسكرية الروسية، حتى مع انفاق مثل هذه المبالغ الضخمة. وفي نهاية شهر اذار/مارس بلغ احتياطي الصين من العملات الأجنبية 4،3 تريليونات دولار، بفضل تصديرها لسلعها الرخيصة الى جميع انحاء العالم. وهذا يزيد ثلاث مرات عن احتياطي اليابان. وتشغل الصين في ذلك المرتبة الاولى في العالم.

وفي مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في الخريف الماضي قال رئيس الحزب حينذاك هو تسينتاو "سوف نعزز معداتنا وتجهيزاتنا التكنولوجية الرفيعة المستوى... وسوف نرفع مستوى التكنولوجيا العلمية والتجديدية، المرتبطة بالدفاع الوطني".

ان التكنولوجيا العسكرية الصينية الخاصة هي متخلفة جدا عن مثيلتها الأميركية والأوروبية والروسية. ولأجل سد هذه الثغرة لم يتبق امام الصين سوى ان تشتري المنجزات العسكرية للبلدان الأخرى. ويمكن تقديم المثال بأول حاملة طائرات صينية المسماة "لياأونين"، التي دخلت في الخدمة في ايلول/سبتمبر الماضي. فقد تم شراؤها من اوكرانيا وأعيد تجهيزها.

ويقول الاستاذ في معهد الدفاع الوطني ياسويوكي سوغيأورا: "على خلفية القوة الاقتصادية الهائلة للصين، يتأكد طموحها نحو تقوية تجهيزاتها العسكرية عن طريق شراء التكنولوجيا العسكرية من البلدان الاخرى".

إن الصين تفكر حتى وهي نائمة بالتكنولوجيا العسكرية الأكثر جِدّة كالتي عند بلدان اوروبية مثل فرنسا. وما دام ان الأزمة الاقتصادية في أوروبا تتعمق، فإن الصين تقوم بعمليات شراء واسعة النطاق لسندات الدولة للبلدان ذات الاقتصاد المهتز كاليونان والبرتغال. ومن الواضح أن هذه العمليات ترتبط برغبة الصين في اجبار  الاتحاد الاوروبي على رفع القيود عن تزويد الصين بالاسلحة، وهي القيود التي فرضت على الصين بعد الاحداث الدامية في ساحة تيان آن مين سنة 1989.

ان جيش التحرير الصيني لن يتوقف عند أية قيود وتحفظات في عملية تسلحه. وللتوصل الى تحقيق التفوق العسكري وليس فقط توازن القوى، فمن الضروري متابعة تطوير التكنولوجيا العسكرية.
2013-04-23