ارشيف من :آراء وتحليلات
أســــــــــئلة مطـروحة في ’الســلاح كاســر التـوازن ’
"النصر في المعركة يتحقق بإرغام قوى العدو في ميدان محدد ـ على الاستسلام. والنصر في الحرب ـ وهو وحده النصر الحاسم ـ يتحقق بإرغام قوى العدو في كل ميدان على الاستسلام . "
ماذا عساه أن يكون هذا السلاح الكاسر للتوازن الذي قيل بأن سوريا ستقدمه للمقاومة الاسلامية في لبنان ؟هذا يقودنا في البداية كيما نفتش عن عناصر معادلة توازن القوى القائمة حالياً بين المقاومة والعدو. وسنجدها على النحو التالي: من حيث القدرة التدميرية تملك "إسرائيل" أكبر سلاح جو في المنطقة يمكنها من نقل مئات الأطنان من القنابل والصواريخ التدميرية كي تقصف بها الأهداف التي تطلبها محيلةً إياها حطاماً. بالمقابل تملك المقاومة ترسانة ضخمة من الصواريخ ذات القدرة التدميرية القادرة على أن تحيل أهدافها إلى حطام ايضاً. من جهة آخرى تستطيع "إسرائيل" ضرب أي هدف في لبنان من جنوبه إلى شماله، بل وأبعد من شماله وصولاً لسوريا متى شاءت. تقابلها المقاومة بامتلاكها صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه تستطيع ضرب "إسرائيل " بدءً من الجليل، وحتى اقصى نقطة في صحراء النقب جنوباً.
هذا هو التوازن، الذي أصطُلح عليه بعبارة :"توازن الرعب "؛ توازن يثبته أمران:
الأول: عدم قدرة"المجتمع الإسرائيلي" على تحمل تداعيات الحروب لفترة طويلة نسبياً وبالأخص عند غياب الخدمات جراء الدمار في مرافقها مثل محطات الكهرباء. والمياه، والإتصالات، وما إلى ذلك.
الثاني: إن لدى قوات المقاومة من التدريب والكفاءة ما يمكنها من صد وحدات النخبة للعدو وفي أصعب الظروف أي تحت غطاء جوي كثيف؛ الأمر الذي يفقد العدو القدرة على التشبث بأي أرض ويمكنه الاختراق منها ليستحوذ على ورقة ما تعطيه نقاطاً؛ وقد سبق للعدو أن جرب ذلك في عدوانه صيف 2006 فكانت الخيبة من نصيبه، لكن ما الذي يمنع ان يكون العكس هو الوارد أي انتقال المعركة إلى أرض العدو لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني؟ من حيث المبدأ المقاومة لطالما كانت تمتلك العديد من المفاجآت وقد تكون هذه منها، وما يحملنا على هذا الاعتقاد قلق قادة العدو من هذا الاحتمال بالذات، فيما تحول إلى نوع من "الفوبيا " لدى مستوطني مستعمرات الجليل الأعلى !
هو ذا توازن الرعب الذي فرضته المقاومة؛ فبمـاذا عساه ينكسر لتميل كفته لصالحها؟.
أهل الخبرة في الشؤون العسكرية يقولون بأنه لابد وأن يكون سلاحاً لم يسبق للمقاومة أن استحوذت عليه لا من حيث الماهية، ولا من حيث القدرة. ولا بد أن يؤدي توافره إلى خسارة "اسرائيل" لحجر الزاوية في قوتها الرادعة وهو بداهةً سلاحها الجوي.
لقد كانت كلمة سيد المقاومة مدويةً كونها قد أسقطت النتائج السياسية للغارة الجويّة التي شنها العدو على مواقع عسكرية بالقرب من دمشق؛ فإذا كان القصد منها لي زند سوريا ومنعها من إيصال السلاح إلى المقاومة، فقد جاء الرد على لسان سماحة السيد بأن سوريا لن تكتفي بما تمكن المقاومة من سلاح تبعثه لها أو يمر عبرها، بل إنها ستصعد إلى ما يكسر "قواعد اللعبة". وإذا كان المقصود هو دخول "إسرائيل" على خط الأزمة السورية بوصفها "لاعباً أساسياً" عبر التلويح لدمشق بأنها قادرة على استهدافها في أي وقت فإن الرد جاء حاسماً بأن سماء لبنان لن تكون بعد قليل ممراً ولا خاصرة ضعيفة يمكن لطيران العدو أن يمر منه. لقد بات من الواضح أن الخوف الإسرائيلي في الوقت الحاضر ينحصر في احتمال امتلاك المقاومة لمنظومة دفاع جوي متطورة لا سيما وأن هذه المنظومة لا بد وفي الظرف الحالي أن تكون امتداداً للشبكة السورية بل وتعويضاً لها مذكرين بهذا الصدد بأن شبكة الدفاعات الجوية السوريّة باتت تحتوي على ثغرات عديدة جراء استهداف قواعدها من جماعات المعارضة المسلحة، وقد جهد الغرب منذ عدة أشهر إلى توفير كل الإمكانيات العسكرية، والخدمات اللوجستية ،والإستخبارية لها كيما يسهل على هذه الميليشيات تنفيذ هذه المهمة القذرة!
أمام سقوط النتائج السياسية المتوخاة من الغارة الإسرائيلية والتي هي في الجوهر نوع من مكاسرة الارادات لجأت "إسرائيل" للضغط على القيادة السورية متبعةً أسلوب الحرب النفسية ومن أساليبها ما سربته لصحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول اسرائيلي "رفيع " من أنه "إذا قام الأسد بالرد على غارات الطيران الإسرائيلي ، فإن "إسرائيل" ستعمل على إسقاطه ". طبعا هذا الكلام من السخف لدرجة أن صحيفة "معاريف" اعتبرته مبالغة غير منطقية والغاية منه الضغط نفسياً على القيادة السورية بغية (ردعها) من ممارسة حقها في الرد بل وقدرتها عليه لاسيما مع الحديث عن صفقة الصواريخ المتطورة س س300 .وبعد امكانية خربطة (قواعد اللعبة) مع القرار الواثق والشجاع للسيد حسن نصرالله بدعم مقاومة سورية لتحرير الجولان. كلام كبير استدعى الان إعادة الحسابات من الجانب الاسرائيلي ،وهي لعمري حسابات معقدة جدا!!؛ لاسيما وأنها تترافق بأسئلة ليست اقل تعقيدا مثل: هل ما أعلن عنه، وتخشاه "إسرائيل" قد بات واقعاً؟ أي استحواذ المقاومة على اسلحة كاسرة للتوازن؟
أسئلة تقلق الإسرائيلي، حاول نتنياهو أن يحصل على إجابات على بعضها عبر زيارته الأخيرة لموسكو، وهي زيارة ذات طابع أمني بحت لمن يدقق في شخصيات الوفد (الإسرائيلي).وأياً جاء الرد من موسكو فإن الخبر المؤكد هو أن (اسرائيل تغوص في البحث والدرس !! في السيناريوهات الصعبة عليها مثل: ماذا لو تصدت المقاومة لطيران العدو مخترقاً سماء لبنان؟؟!!!..لاسيما أنها بهذا( تكسب الصورة) من حيث عدم خرقها "اتفاق وقف أطلاق النار " ،بل باعتبار أن العدو هو المتجاوز "للخط الأزرق " بعشرات أو مئات الكيلومترات.. هل تجرؤ "إسرائيل" على الحرب في لبنان..أسئلة معقدة ولها حديث آخر.
محمد حسنين هيكل
ماذا عساه أن يكون هذا السلاح الكاسر للتوازن الذي قيل بأن سوريا ستقدمه للمقاومة الاسلامية في لبنان ؟هذا يقودنا في البداية كيما نفتش عن عناصر معادلة توازن القوى القائمة حالياً بين المقاومة والعدو. وسنجدها على النحو التالي: من حيث القدرة التدميرية تملك "إسرائيل" أكبر سلاح جو في المنطقة يمكنها من نقل مئات الأطنان من القنابل والصواريخ التدميرية كي تقصف بها الأهداف التي تطلبها محيلةً إياها حطاماً. بالمقابل تملك المقاومة ترسانة ضخمة من الصواريخ ذات القدرة التدميرية القادرة على أن تحيل أهدافها إلى حطام ايضاً. من جهة آخرى تستطيع "إسرائيل" ضرب أي هدف في لبنان من جنوبه إلى شماله، بل وأبعد من شماله وصولاً لسوريا متى شاءت. تقابلها المقاومة بامتلاكها صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه تستطيع ضرب "إسرائيل " بدءً من الجليل، وحتى اقصى نقطة في صحراء النقب جنوباً.
الأول: عدم قدرة"المجتمع الإسرائيلي" على تحمل تداعيات الحروب لفترة طويلة نسبياً وبالأخص عند غياب الخدمات جراء الدمار في مرافقها مثل محطات الكهرباء. والمياه، والإتصالات، وما إلى ذلك.
الثاني: إن لدى قوات المقاومة من التدريب والكفاءة ما يمكنها من صد وحدات النخبة للعدو وفي أصعب الظروف أي تحت غطاء جوي كثيف؛ الأمر الذي يفقد العدو القدرة على التشبث بأي أرض ويمكنه الاختراق منها ليستحوذ على ورقة ما تعطيه نقاطاً؛ وقد سبق للعدو أن جرب ذلك في عدوانه صيف 2006 فكانت الخيبة من نصيبه، لكن ما الذي يمنع ان يكون العكس هو الوارد أي انتقال المعركة إلى أرض العدو لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني؟ من حيث المبدأ المقاومة لطالما كانت تمتلك العديد من المفاجآت وقد تكون هذه منها، وما يحملنا على هذا الاعتقاد قلق قادة العدو من هذا الاحتمال بالذات، فيما تحول إلى نوع من "الفوبيا " لدى مستوطني مستعمرات الجليل الأعلى !
هو ذا توازن الرعب الذي فرضته المقاومة؛ فبمـاذا عساه ينكسر لتميل كفته لصالحها؟.
أهل الخبرة في الشؤون العسكرية يقولون بأنه لابد وأن يكون سلاحاً لم يسبق للمقاومة أن استحوذت عليه لا من حيث الماهية، ولا من حيث القدرة. ولا بد أن يؤدي توافره إلى خسارة "اسرائيل" لحجر الزاوية في قوتها الرادعة وهو بداهةً سلاحها الجوي.
لقد كانت كلمة سيد المقاومة مدويةً كونها قد أسقطت النتائج السياسية للغارة الجويّة التي شنها العدو على مواقع عسكرية بالقرب من دمشق؛ فإذا كان القصد منها لي زند سوريا ومنعها من إيصال السلاح إلى المقاومة، فقد جاء الرد على لسان سماحة السيد بأن سوريا لن تكتفي بما تمكن المقاومة من سلاح تبعثه لها أو يمر عبرها، بل إنها ستصعد إلى ما يكسر "قواعد اللعبة". وإذا كان المقصود هو دخول "إسرائيل" على خط الأزمة السورية بوصفها "لاعباً أساسياً" عبر التلويح لدمشق بأنها قادرة على استهدافها في أي وقت فإن الرد جاء حاسماً بأن سماء لبنان لن تكون بعد قليل ممراً ولا خاصرة ضعيفة يمكن لطيران العدو أن يمر منه. لقد بات من الواضح أن الخوف الإسرائيلي في الوقت الحاضر ينحصر في احتمال امتلاك المقاومة لمنظومة دفاع جوي متطورة لا سيما وأن هذه المنظومة لا بد وفي الظرف الحالي أن تكون امتداداً للشبكة السورية بل وتعويضاً لها مذكرين بهذا الصدد بأن شبكة الدفاعات الجوية السوريّة باتت تحتوي على ثغرات عديدة جراء استهداف قواعدها من جماعات المعارضة المسلحة، وقد جهد الغرب منذ عدة أشهر إلى توفير كل الإمكانيات العسكرية، والخدمات اللوجستية ،والإستخبارية لها كيما يسهل على هذه الميليشيات تنفيذ هذه المهمة القذرة!
أمام سقوط النتائج السياسية المتوخاة من الغارة الإسرائيلية والتي هي في الجوهر نوع من مكاسرة الارادات لجأت "إسرائيل" للضغط على القيادة السورية متبعةً أسلوب الحرب النفسية ومن أساليبها ما سربته لصحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤول اسرائيلي "رفيع " من أنه "إذا قام الأسد بالرد على غارات الطيران الإسرائيلي ، فإن "إسرائيل" ستعمل على إسقاطه ". طبعا هذا الكلام من السخف لدرجة أن صحيفة "معاريف" اعتبرته مبالغة غير منطقية والغاية منه الضغط نفسياً على القيادة السورية بغية (ردعها) من ممارسة حقها في الرد بل وقدرتها عليه لاسيما مع الحديث عن صفقة الصواريخ المتطورة س س300 .وبعد امكانية خربطة (قواعد اللعبة) مع القرار الواثق والشجاع للسيد حسن نصرالله بدعم مقاومة سورية لتحرير الجولان. كلام كبير استدعى الان إعادة الحسابات من الجانب الاسرائيلي ،وهي لعمري حسابات معقدة جدا!!؛ لاسيما وأنها تترافق بأسئلة ليست اقل تعقيدا مثل: هل ما أعلن عنه، وتخشاه "إسرائيل" قد بات واقعاً؟ أي استحواذ المقاومة على اسلحة كاسرة للتوازن؟
أسئلة تقلق الإسرائيلي، حاول نتنياهو أن يحصل على إجابات على بعضها عبر زيارته الأخيرة لموسكو، وهي زيارة ذات طابع أمني بحت لمن يدقق في شخصيات الوفد (الإسرائيلي).وأياً جاء الرد من موسكو فإن الخبر المؤكد هو أن (اسرائيل تغوص في البحث والدرس !! في السيناريوهات الصعبة عليها مثل: ماذا لو تصدت المقاومة لطيران العدو مخترقاً سماء لبنان؟؟!!!..لاسيما أنها بهذا( تكسب الصورة) من حيث عدم خرقها "اتفاق وقف أطلاق النار " ،بل باعتبار أن العدو هو المتجاوز "للخط الأزرق " بعشرات أو مئات الكيلومترات.. هل تجرؤ "إسرائيل" على الحرب في لبنان..أسئلة معقدة ولها حديث آخر.