ارشيف من :ترجمات ودراسات
إسرائيل تتجاهل تصريحات كلينتون: الحياة الطبيعية في المستوطنات مستمرة
تجاهلت إسرائيل، أمس، دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لوقف البناء في المستوطنات «من دون أية استثناءات»، وشددت حكومة بنيامين نتنياهو على ضرورة استمرار «النمو الطبيعي»، فيما دعا حاخامات الضفة جنود الاحتلال إلى عدم الانصياع للأوامر بإزالة البؤر العشوائية.
وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف إنّ «الحياة الطبيعية يجب أن تستمر» في المستوطنات. وأضاف أنه «في ما يتعلق بالمستوطنات القائمة، فإن مصيرها سيتحدد في المفاوضات حول الوضع النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين»، مؤكداً بذلك أن الدولة العبرية تعتزم مواصلة البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.
يأتي ذلك، في وقت نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول إسرائيلي إنّ تصريحات كلينتون «لا تتضمن أي شيء جديد»، موضحاً أنّ الوزيرة الأميركية «لم تقم سوى بالتعبير مجدداً عن الخلافات التي ظهرت خلال اللقاء بين الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 18 أيار (الماضي) في واشنطن».
إلى ذلك، دعا «مجلس حاخامات يهودا والسامرة» (الضفة الغربية) الجنود الإسرائيليين إلى رفض الانصياع لأي أمر بتفكيك مستوطنات عشوائية، معتبرين أنّ «التوراة المقدس يحظر المشاركة في أي طرد ليهود من أرضنا المقدسة».
وأضاف الحاخامات أنّ «اليمين فاز في الانتخابات، لكنه لا يعرف كيف يسيطر على الوضع، بالواقع يسيطر عليه باراك اوباما وغير اليهود الذين يحثونه على إلقاء اليهود خارج منازلهم».
في غضون ذلك، انتقد مستشار المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مارتن أنديك سياسة نتنياهو وتذرعه بالتخوف من سقوط تحالفه الحكومي في حال استجاب لمطلب إدارة أوباما باستئناف العملية السياسية السلمية وتجميد الاستيطان.
وقال إنديك، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه «لا يمكن لبيبي (نتنياهو) أن يتصرف مع واشنطن مثل الولد الذي قتل والديه وأخذ يطلب الرحمة، لأنه أصبح يتيماً. فهو لا يستطيع القول إنه لا يستطيع، بسبب اختياره (رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» ووزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان في ائتلاف حكومي، تنفيذ تنازلات».
وأضاف إنديك إن «نتنياهو في زيارته الأخيرة إلى واشنطن وصل إلى مدينة تختلف عن تلك التي عرفها في العام 1996 (خلال ولايته الأولى في رئاسة الحكومة)، فعندها شكل الجمهوريون الغالبية في كلي مجلسي الكونغرس، ونتنياهو هو جمهوري أكثر منه ليكودي، والجمهوريون يعتبرونه واحداً منهم، والجمهوريون اليوم في وضع صعب وأوباما، كسياسي محنك، يدرك ذلك».
ونفى إنديك أن يكون هذا التوجه سيستدعي صداماً بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، لكنه شدد على أن «إسرائيل تمسك بأكثر من 50 في المئة من المشكلة، وبأكثر من 50 في المئة من الحل، لأن الضفة الغربية بأيديها».
من جهة ثانية اعتبر إنديك أنه «توجد في سوريا اليوم ليونة (حيال عملية السلام) أكبر من الماضي، ولكن ليس في ما يتعلق بالأرض، وسيكون من الخطأ التفكير أنهم غيروا موقفهم، وهم لن يتنازلوا عن سنتيمتر واحد من الأرض، لكن إذا اعترفت إسرائيل بالسيادة السورية على كل الجولان، فإنهم سيكونون مستعدين للحديث عن كل ما تبقى ومن ضمن ذلك وجود مستوطنات إسرائيلية تحت السيادة السورية».