ارشيف من :آراء وتحليلات
سوريا و’إسرائيل’ في خطاب المتصهينين العرب
لا شيء في الوعي العربي بشكل عام أشد حرمة واستدعاءً للسخط والاحتقار والغضب من دخول العربي في خدمة "إسرائيل" التي اغتصبت فلسطين وأذاقت أهلها وأهل البلدان العربية المجاورة صنوف القتل والتشريد والاضطهاد.
ذلك ما كان عليه الوضع، بالنسبة للأكثرية الساحقة من الفلسطينيين والعرب طيلة فترة النضال التي سبقت قيام "إسرائيل" والتي امتدت خلال الفترات اللاحقة واتسعت لتشمل العالم العربي والإسلامي وكثيراً من بلدان العالم التواقة إلى التحرر.
لكن الصورة تغيرت كثيراً على وقع الهزائم التي منيت بها الدول العربية على يد الجيش الإسرائيلي، وأصبح حج هذا الزعيم العربي أو ذاك إلى "إسرائيل" أو ظهوره وهو يتبادل الأنخاب والقبلات مع المسؤولين الإسرائيليين والمسؤولات الإسرائيليات أمراً اعتيادياً، أو حتى مفخرة من المفاخر في نظر كثيرين من العرب.
ولم يعد مستنكراً أو غريباً أن نسمع زعيماً عربياً، كبيراً أو صغيراً، يصف نظيره الإسرائيلي بأنه "صديق عزيز". وبات مجرد قيام أحدهم بإطلاق صفة العدو على "إسرائيل" كافياً لأن تلتصق به تهم الانغلاق والتحجر والانزلاق إلى " الكراهية" ورفض الآخر. كما بات الدفاع عن النفس في وجه العدوان الإسرائيلي فعلا طائشا ومغامرا وغير مسؤول وتعرُّضا للتهلكة.
وباتت بعض العواصم العربية مِنصاتٍ يعلن منها المسؤولون الإسرائيليون حروبهم على الفلسطينيين وغيرهم من العرب. وبالنتيجة، لم يعد ينظر إلى العمالة لـ "إسرائيل" على أنها فضيحة أو حتى أمر شائن يُخزي العميل، ناهيكم عن أن يضعف حجته. ولكل هذا، وبالنظر إلى كون الحرب على سوريا حدثاً يتحدد على ضوء مآلاته مصير المنطقة والعالم، لم تعد المشاركة الإسرائيلية المتنوعة الأشكال في هذه الحرب حجة تقنع قسماً من أعداء سوريا من السوريين والعرب بأنهم مخطئون يتوجب عليهم الرجوع عن الخطأ.
وبعيداً عن الخطأ والصواب، ولأن القسم الأكبر من أعداء سوريا من السوريين والعرب هم على وعي تام بأنهم يخدمون مشروعاً يعود عليهم بفوائد من النوع الذي يعود على ممتهني القتل لقاء أجر مادي، أي من النوع الذي يعود على المرتزقة الذين يتاجرون بأرواحهم، فإن قرائحم وقرائح من يستخدمونهم ويتلاعبون بهم لا تقف مكتوفة الأيدي في الحرب الإعلامية التي تشكل ركناً أساسياً في الحرب على سوريا.
ولأن الصدق والشرف والشهامة والمروءة والغضب للحق وما إلى ذلك من القيم التي كانت وما تزال في أصل استمرار وجود العرب الحقيقيين هي أمور فاقدة للمعنى في نظر هؤلاء المرتزقة، فإن هؤلاء المرتزقة لا يحتشمون حتى من ممارسة الكذب المفضوح على أمل تضليل ما أمكن من الناس.
وكمن يزعم بأن الثلج أسود اللون وضوء النهار ظلمة دامسة والماء القراح محرق لاذع، يزعمون أن بقاء النظام السوري الذي يقوده الأسد هو في مصلحة "إسرائيل". ويدعمون هذا الزعم بتحليلات غرائبية كجمود جبهة الجولان، متجاهلين أن غير الجولان من جبهات في مصر والأردن قد دخلت العصر الإسرائيلي من بواباته الواسعة في كمب دافيد وأوسلو ووادي عربة وشرم الشيخ.
أو يستندون إلى تصريحات نادرة تصدر عن مسؤولين إسرائيليين يظهرون خشيتهم، على سبيل الخداع والتضليل، من نظام يحكم سوريا في حال سقوط الأسد ويزلزل الأرض تحت أقدام "إسرائيل". ويتجاهلون التصريحات اليومية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون كغيرهم من أعداء سوريا حول ضرورة التخلص من نظام الأسد.
وعلى وجه الخصوص، يتجاهلون الوقائع: أسلحة وأعتدة إسرائيلية في أيدي الجماعا
ت المسلحة التي تقاتل الجيش السوري. غرف عمليات على الأراضي السورية يديرها ضباط إسرائيليون. عملاء الموساد ينفذون قسماً هاماً من أعمال التفجير في سوريا. صحافيون إسرائيليون يستقبلون بحفاوة من قبل من يسمون أنفسهم "ثواراً" ويقولون بالفم الملآن إنهم على استعداد لـ "التحالف مع شارون" ومع الشيطان من أجل التخلص من نظام الأسد. ممثلون عن المعارضات يظهرون على شاشات التلفزة الإسرائيلية ويفتتحون كلامهم بـ "شالوم" ويختتمونه بـ " شالوم". وجرحى من "الثوار" تستقبلهم المستشفيات الإسرائيلية. ومن المعارضين من يقول بأن لا مشكلة لهم مع من يسمونهم بأبناء عمومتهم الإسرائيليين.
ألية أسرائيلية في القصير !
ويتجاهلون احتضان ما يسمى بـ "الثورة السورية" من قبل القوى الغربية التي أوجدت "إسرائيل" وجعلت من المحافظة على أمنها وتفوقها العسكري المطلق أولى أولوياتها، أو من قبل قوى إقليمية عربية وغير عربية (كتركيا) تعترف بـ "إسرائيل" وتقيم معها، سراً أو علناً، شتى أنواع المعاهدات في مجال الأمن والاقتصاد والثقافة وما إلى ذلك.
كما يتجاهلون التدخل الإسرائيلي المباشر عبر القصف الجوي للمواقع السورية نصرة لـ "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات الإرهابية الناشطة على الأراضي السورية.
ذلك ما كان عليه الوضع، بالنسبة للأكثرية الساحقة من الفلسطينيين والعرب طيلة فترة النضال التي سبقت قيام "إسرائيل" والتي امتدت خلال الفترات اللاحقة واتسعت لتشمل العالم العربي والإسلامي وكثيراً من بلدان العالم التواقة إلى التحرر.
لكن الصورة تغيرت كثيراً على وقع الهزائم التي منيت بها الدول العربية على يد الجيش الإسرائيلي، وأصبح حج هذا الزعيم العربي أو ذاك إلى "إسرائيل" أو ظهوره وهو يتبادل الأنخاب والقبلات مع المسؤولين الإسرائيليين والمسؤولات الإسرائيليات أمراً اعتيادياً، أو حتى مفخرة من المفاخر في نظر كثيرين من العرب.
ولم يعد مستنكراً أو غريباً أن نسمع زعيماً عربياً، كبيراً أو صغيراً، يصف نظيره الإسرائيلي بأنه "صديق عزيز". وبات مجرد قيام أحدهم بإطلاق صفة العدو على "إسرائيل" كافياً لأن تلتصق به تهم الانغلاق والتحجر والانزلاق إلى " الكراهية" ورفض الآخر. كما بات الدفاع عن النفس في وجه العدوان الإسرائيلي فعلا طائشا ومغامرا وغير مسؤول وتعرُّضا للتهلكة.
وباتت بعض العواصم العربية مِنصاتٍ يعلن منها المسؤولون الإسرائيليون حروبهم على الفلسطينيين وغيرهم من العرب. وبالنتيجة، لم يعد ينظر إلى العمالة لـ "إسرائيل" على أنها فضيحة أو حتى أمر شائن يُخزي العميل، ناهيكم عن أن يضعف حجته. ولكل هذا، وبالنظر إلى كون الحرب على سوريا حدثاً يتحدد على ضوء مآلاته مصير المنطقة والعالم، لم تعد المشاركة الإسرائيلية المتنوعة الأشكال في هذه الحرب حجة تقنع قسماً من أعداء سوريا من السوريين والعرب بأنهم مخطئون يتوجب عليهم الرجوع عن الخطأ.
وبعيداً عن الخطأ والصواب، ولأن القسم الأكبر من أعداء سوريا من السوريين والعرب هم على وعي تام بأنهم يخدمون مشروعاً يعود عليهم بفوائد من النوع الذي يعود على ممتهني القتل لقاء أجر مادي، أي من النوع الذي يعود على المرتزقة الذين يتاجرون بأرواحهم، فإن قرائحم وقرائح من يستخدمونهم ويتلاعبون بهم لا تقف مكتوفة الأيدي في الحرب الإعلامية التي تشكل ركناً أساسياً في الحرب على سوريا.
ولأن الصدق والشرف والشهامة والمروءة والغضب للحق وما إلى ذلك من القيم التي كانت وما تزال في أصل استمرار وجود العرب الحقيقيين هي أمور فاقدة للمعنى في نظر هؤلاء المرتزقة، فإن هؤلاء المرتزقة لا يحتشمون حتى من ممارسة الكذب المفضوح على أمل تضليل ما أمكن من الناس.
وكمن يزعم بأن الثلج أسود اللون وضوء النهار ظلمة دامسة والماء القراح محرق لاذع، يزعمون أن بقاء النظام السوري الذي يقوده الأسد هو في مصلحة "إسرائيل". ويدعمون هذا الزعم بتحليلات غرائبية كجمود جبهة الجولان، متجاهلين أن غير الجولان من جبهات في مصر والأردن قد دخلت العصر الإسرائيلي من بواباته الواسعة في كمب دافيد وأوسلو ووادي عربة وشرم الشيخ.
أو يستندون إلى تصريحات نادرة تصدر عن مسؤولين إسرائيليين يظهرون خشيتهم، على سبيل الخداع والتضليل، من نظام يحكم سوريا في حال سقوط الأسد ويزلزل الأرض تحت أقدام "إسرائيل". ويتجاهلون التصريحات اليومية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون كغيرهم من أعداء سوريا حول ضرورة التخلص من نظام الأسد.
وعلى وجه الخصوص، يتجاهلون الوقائع: أسلحة وأعتدة إسرائيلية في أيدي الجماعا
ألية أسرائيلية في القصير !
ويتجاهلون احتضان ما يسمى بـ "الثورة السورية" من قبل القوى الغربية التي أوجدت "إسرائيل" وجعلت من المحافظة على أمنها وتفوقها العسكري المطلق أولى أولوياتها، أو من قبل قوى إقليمية عربية وغير عربية (كتركيا) تعترف بـ "إسرائيل" وتقيم معها، سراً أو علناً، شتى أنواع المعاهدات في مجال الأمن والاقتصاد والثقافة وما إلى ذلك.
كما يتجاهلون التدخل الإسرائيلي المباشر عبر القصف الجوي للمواقع السورية نصرة لـ "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات الإرهابية الناشطة على الأراضي السورية.