ارشيف من :آراء وتحليلات
اشتباكات بنغازي المتكررة تضع ليبيا مجددا أمام خطر الانفلات الأمني

لم يكن يوم السبت الماضي عاديا بالنسبة لليبيين ممن نشدوا تحقيق ديمقراطية مفقودة طيلة أربعين عاما من الديكتاتورية في ظل حكم القذافي. فما شهدته مدينة بنغازي مهد "الثورة" الليبية خلال ذلك اليوم من أعمال عنف أسفرت عن مقتل 31 شخصا و60 جريحا اثر اشتباكات وقعت بين ما يسمى بـ"قوات درع ليبيا" وعشرات المتظاهرين، يعكس حالة الانفلات الأمني والتشتت السياسي الذي وصلت إليه البلاد، مع تصاعد حالة الاحتقان لدى المطالبين بحل هذه الدروع ودمجها في قوات الجيش الوطني.
ولعل ما يبعث على القلق أن هذه الميليشيات المسلحة مرتبطة في أغلبها بجهات نافذة في الدولة الليبية. بل ان بعضها يعمل تحت إمرة وزارة الدفاع ما يجعل الإنطباع سائدا بأن المعركة تدور بالأساس بين أجهزة تابعة للدولة يتقاتل قادتها على مراكز النفوذ، إذ لا يعقل أن تقاتل القوات المسلحة الليبية قوة أقرت وزارة الإشراف أنها تتحرك وفقا لتعليماتها.
ولاءات قبلية
كما يرى مراقبون ان الانتماءات القبلية لعناصر هذه الدروع تجعل عملية تفكيكها صعبة نظرا الى الدعامة الجهوية الواسعة التي تتمتع بها، وهو ما يزيد المشهد السياسي الليبي تعقيدا ويجعل محاولات السلطات الليبية نزع أسلحة الثوار صعبة، ما قد يؤدي الى وقوع فتنة عشائرية في بلد عمر المختار. وتضاف إلى ما ذكر ازمة انفصال اقليم برقة مع ما تحمله من مخاطر قد تؤدي إلى تفكك البلاد.

تكرار الاشتباكات يعكس حالة الفلتان الامني
الجدير بالذكر ان مراقبين توقعوا ازدياد موجة العنف خلال الفترة القادمة عقب إصدار قانون العزل السياسي الذي ينظر اليه كثيرون كمؤجج للفتنة بسبب قيامه بالأساس على الإقصاء لجلّ السياسيين والإطارات العليا التي خدمت بلادها في ظل نظام القذافي حتى في فترات بعيدة، رغم أن عددا معتبرا من هؤلاء قد انفصل عن العقيد الليبي المطاح به بصورة مبكرة وكان من أشرس معارضيه.
عنف
ان احداث السبت الأسود في بنغازي من شأنها ان تزيد من تشاؤم المشككين في مدى قدرة ما يسمى "الربيع العربي" على إرساء أنظمة بديلة عن الديكتاتوريات المطاح بها، قادرة على تحقيق الديمقراطية والعدالة الانتقالية المنشودة، خاصة وأن القوى الكبرى الباحثة عن مصالحها في هذه البلدان دخلت منذ مدة على الخط وتحرص على الحفاظ على نفوذها السابق. فموجة الاحتجاجات الشعبية في هذه البلدان انقلبت فجأة الى أعاصير من العنف والدمار في أكثر من بلد عربي، حاصدة الأرواح والضحايا في مواسم الدماء.

مشهد يتخوف المراقبون من تكراره
ويتوقع جل الخبراء أن تتواصل الأوضاع في ليبيا على هذه الشاكلة لسنوات مادامت الدولة المركزية ضعيفة وهشة وغير قادرة على السيطرة على الأقاليم خاصة وأن البلد مترامي الأطراف. فالميليشيات منتشرة في كل مكان وهي تخطط حتى لزعزعة الإستقرار في دول الجوار ومن ذلك تشاد التي تعرض "العهد" في تحليل سابق للأزمة بينها وبين ليبيا، والتي عبر عنها الرئيس التشادي إدريس ديبي في وقت سابق، وأعربت فرنسا ودول أخرى أخرى عن خشيتها من هجوم مسلح ستتعرض له تشاد من الأراضي الليبية بعد مشاركة الجيش التشادي جنبا إلى جنب مع القوات الفرنسية في القتال الدائر في مالي.
سفير جديد
ويشار إلى أن الولايات المتحدة قامت بتعيين سفيرة جديدة لدى طرابلس الغرب تدعى وذلك خلفا لسفيرها "كريستوفر ستيفنز" الذي قتل في بنغازي منذ أشهر على خلفية عرض فيلم مسيء للرسول محمد (ص) في الولايات المتحدة. وقد بقي منصب السفير شاغرا طيلة هذه الأشهر ولم تبادر الولايات المتحدة إلى تعيين سفير جديد في انتظار تحصين مقر سفارتها وتأمين موظفيها سواء العاملين في طرابلس الغرب أم بنغازي.

السفيرة الاميركية في ليبيا ديبورا كاي جونز
ويرى آخرون أن سبب تأخر واشنطن في تعيين سفير جديد لها في ليبيا يعود إلى استغراق مسؤولي خارجيتها في تحديد السياسات المتبعة في التعامل مع الأزمة الليبية خلال المرحلة القادمة بعد التطورات الأمنية الخطيرة الحاصلة في بلاد. وتتطلب الإستراتيجيا الجديدة بحسب أغلب الخبراء اختيار الشخص المناسب وتزكيته لاحقا وهو ما جعل الأمر يأخذ كثيرا من الوقت. ووفقا لبعض التقارير المسربة فإن واشنطن ومن خلال سفيرتها الجديدة سيتركز عملها في ليبيا على مسألتين أساسيتين هما استتباب الأمن في البلاد والإستغلال الجيد للثروة الطاقية الهائلة التي ترقد عليها ليبيا ذات الحجم السكاني المحدود والإحتياطي النفطي الكبير. كما أن الشركات الأمريكية الكبرى تستعد لتسلم مهامها في عملية إعادة الإعمار في ليبيا التي ستجني من خلالها مرابيح كبيرة بالنظر إلى حجم الدمار الذي خلفته عمليات الناتو في إطاحتها بالقذافي.
ولعل ما يبعث على القلق أن هذه الميليشيات المسلحة مرتبطة في أغلبها بجهات نافذة في الدولة الليبية. بل ان بعضها يعمل تحت إمرة وزارة الدفاع ما يجعل الإنطباع سائدا بأن المعركة تدور بالأساس بين أجهزة تابعة للدولة يتقاتل قادتها على مراكز النفوذ، إذ لا يعقل أن تقاتل القوات المسلحة الليبية قوة أقرت وزارة الإشراف أنها تتحرك وفقا لتعليماتها.
ولاءات قبلية
كما يرى مراقبون ان الانتماءات القبلية لعناصر هذه الدروع تجعل عملية تفكيكها صعبة نظرا الى الدعامة الجهوية الواسعة التي تتمتع بها، وهو ما يزيد المشهد السياسي الليبي تعقيدا ويجعل محاولات السلطات الليبية نزع أسلحة الثوار صعبة، ما قد يؤدي الى وقوع فتنة عشائرية في بلد عمر المختار. وتضاف إلى ما ذكر ازمة انفصال اقليم برقة مع ما تحمله من مخاطر قد تؤدي إلى تفكك البلاد.

تكرار الاشتباكات يعكس حالة الفلتان الامني
عنف
ان احداث السبت الأسود في بنغازي من شأنها ان تزيد من تشاؤم المشككين في مدى قدرة ما يسمى "الربيع العربي" على إرساء أنظمة بديلة عن الديكتاتوريات المطاح بها، قادرة على تحقيق الديمقراطية والعدالة الانتقالية المنشودة، خاصة وأن القوى الكبرى الباحثة عن مصالحها في هذه البلدان دخلت منذ مدة على الخط وتحرص على الحفاظ على نفوذها السابق. فموجة الاحتجاجات الشعبية في هذه البلدان انقلبت فجأة الى أعاصير من العنف والدمار في أكثر من بلد عربي، حاصدة الأرواح والضحايا في مواسم الدماء.

مشهد يتخوف المراقبون من تكراره
سفير جديد
ويشار إلى أن الولايات المتحدة قامت بتعيين سفيرة جديدة لدى طرابلس الغرب تدعى وذلك خلفا لسفيرها "كريستوفر ستيفنز" الذي قتل في بنغازي منذ أشهر على خلفية عرض فيلم مسيء للرسول محمد (ص) في الولايات المتحدة. وقد بقي منصب السفير شاغرا طيلة هذه الأشهر ولم تبادر الولايات المتحدة إلى تعيين سفير جديد في انتظار تحصين مقر سفارتها وتأمين موظفيها سواء العاملين في طرابلس الغرب أم بنغازي.

السفيرة الاميركية في ليبيا ديبورا كاي جونز
ويرى آخرون أن سبب تأخر واشنطن في تعيين سفير جديد لها في ليبيا يعود إلى استغراق مسؤولي خارجيتها في تحديد السياسات المتبعة في التعامل مع الأزمة الليبية خلال المرحلة القادمة بعد التطورات الأمنية الخطيرة الحاصلة في بلاد. وتتطلب الإستراتيجيا الجديدة بحسب أغلب الخبراء اختيار الشخص المناسب وتزكيته لاحقا وهو ما جعل الأمر يأخذ كثيرا من الوقت. ووفقا لبعض التقارير المسربة فإن واشنطن ومن خلال سفيرتها الجديدة سيتركز عملها في ليبيا على مسألتين أساسيتين هما استتباب الأمن في البلاد والإستغلال الجيد للثروة الطاقية الهائلة التي ترقد عليها ليبيا ذات الحجم السكاني المحدود والإحتياطي النفطي الكبير. كما أن الشركات الأمريكية الكبرى تستعد لتسلم مهامها في عملية إعادة الإعمار في ليبيا التي ستجني من خلالها مرابيح كبيرة بالنظر إلى حجم الدمار الذي خلفته عمليات الناتو في إطاحتها بالقذافي.