ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة ( 1 )
رأس الناقورة ـ فاطمة شعيب
عند آخر معلم بحري لحدود لبنان عند رأس الناقورة كان يقف زورق صيد لبناني اثناء وصول رئيس الجمهورية اللبنانية السابق اميل لحود الى منطقة الناقورة ..
ترجل من سيارته بعد مشوار صباحي طويل قاده من منزله في برج الغزال وسط مدينة بيروت بإتجاه الجنوب، راح يستنشق هواء البحر الذي طالما عشقه ، وما ان وطأت قدماه هناك حتى ذهبت به الذاكرة الى العام 1960 حيث كان يشق غمار البحر فقال :
"كنت آتي الى هنا عندما كنت ملازماً في البحرية وكنت اسبح الى الحدود وكانت اقامتي في هذا المكان تدوم شهرا كاملا".
وقف الرئيس عند شاطئ رأس الناقورة قبل أمتار عدة من المعبرالبري الحدودي مع فلسطين المحتلة وعيناه تجولان وتسبحان الى آخر مدى يصل اليه ناظريه ثم حدّق في زورق الصيد اللبناني الذي يقف تماماً على بعد مرمى حجر من نقطة الإعتلام الحدودية للخط الأزرق البحري فقال:
"هذه عزة لبنان الحقيقة هذه كرامة لبنان هذا فخر لبنان فلولا وجود الجيش القوي والمقاومة الوطنية هل كان يجرؤ هذا الزورق بالذهاب الى هناك هذا دليل على انه يجب ان يكون للبنان مقاومة عندها يستطيع المواطن اللبناني الوصول الى آخر شبر في حدوده".
المحطة الاولى عند رأس الناقورة كانت بداية لجولة حدودية بدأها الرئيس بتفريغ ما في جعبته حول قصته مع تيري لارسن غداة الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 :
" كنت في منزلي وجاء لارسن وطلب مني الجلوس على انفراد ، ثم اخبرني انه في فلسطين عندما حدث اتفاق اوسلو على يديه اخبر الفلسطينيين انه اذا لم يحدث مشاكل سوف تحصلون على مساعدات مالية من قبل دول مانحة، وسوف اقول لك نفس الكلام اذا لم يحدث عندكم مشاكل سوف تحصلون على خمسة "مليارات دولار" لأنهم كانوا خائفين ان يحدث في الجنوب كما حدث في الشوف بعد الانسحاب الاسرئيلي والمجازر التي تبعته فأجبته نحن من واجبنا ان لا يكون هناك اية مشاكل وان لا يكون اي احداث امنية وأؤكد لك بأن هذه المقاومة هي مقاومة وطنية تريد ان تسترجع الارض وهي من سيحافظ على كل اللبنانين ولكن اذا احضرتم لنا منحة فلن نرفض ابدا .. وأكمل "مستهزئا" بعدها لم تحصل ضربة كف وذهبت الأيام لكن لارسن لم يدفع قرشاً واحداً "
أكمل الرئيس حديثه لـ" الانتقاد" وعاد بالذاكرة الى الخامس والعشرين من ايار عام 2000
أضاف الرئيس لحّود " في صباح الـ 25 من ايار إنتهى الانسحاب عند الساعة الخامسة صباحا، وصلت الى الجنوب في الساعة التاسعة خشية من ان يكون هناك طابوراً خامساً، وبالفعل تجولت في جميع المناطق الجنوبية المحررة فوجدت الفرح والسرور السمة الابرز في جميع القرى والبلدات كما شاهدت الامن والامان الذي لم يشعر به اهالي المنطقة منذ زمن بعيد ، وبالفعل لم يُسجل اية "ضربة كف" لأي مواطن.
وإستذكر حادثة وقعت في بلدة رميش حين أٌبلغ عن اختطاف احد المواطنين وأتهمت المقاومة ، حينها "قمت بإرسال الوزير ميشال سماحة حتى يتحقق من الأمر رغم انني كنت على ثقة تامة بأن الموضوع ليس صحيحا لأن المقاومة لن تقوم بهكذا عمل وحتى ولو حصل واختفى المواطن فأنا اتهم إسرائيل لانها هي من تريد ان تخرب الأمن وبالفعل توجه الوزير سماحة إلى هناك وإلتقى مع الشيخ نبيل قاووق وجرت عملية بحث وتحري عن الموضوع ليتضح لنا وللجميع أن المواطن المذكور كان يصلح سيارة معطلة في بلدة عيتا الشعب.. ".
توجهنا بالسؤال لفخامته :
ــ فخامة الرئيس معبر الناقورة الذي أمامنا اصبح معبرا للحرية خلال تبادل الاسرى ماذا يعني ذلك لإميل لحود ؟
" بالفعل هو معبر الكرامة" اجاب الرئيس "لأننا لم نكن نعتاد في الماضي على جرأة الرد ضد الاعتداءات الاسرائيلية وحتى أنه كان يُمنع على الجيش المواجهة ، وما قدمته المقاومة نموذج في هذا الإطار ، وفي يومنا هذا تغيرت عقيدة الجيش وأصبح يسطر مع المقاومة أبرز نموذج للإستراتجية الدفاعية " مشيراً إلى أن المقاومة حققت إنجازات ضخمة في عمليات التبادل التي أعادت للبنان المئآت من شبابه وجثامين مقاوميه ..
اللبونة
المحطة الثانية كانت تلة اللبونة عند رأس الناقورة. إنها آخر نقطة حدودية في الساحل الجنوبي. وقف الرئيس فوق تلة تشرف على شاطئ مستعمرة نهاريا في فلسطين المحتلة وبين اهم موقع استراتيجي لقوات الإحتلال في المنطقة وإحدى نقاط المراقبة المتقدمة عندها بادر الرئيس للقول:
"يحق لأي مواطن لبناني أن يقف هنا ويشعر بنشوة النصر والعزة والإباء وان يشعر حقاً بسقوط المقولة إن قوة لبنان في ضعفه ، لاننا ومنذ السبعينات وحتى تحرير العام الفين كنا نبعد عن الحدود ثلاثين كلم وعندما اصبحت قوة لبنان في مقاومته وجيشه بتنا اليوم على الحدود مباشرة وعند آخر شبر وتحتنا مباشرة مستعمرة نهاريا المشهد الذي لم نكن نتصور ان يتحقق ، اما اليوم نحن واثقون بأننا سننتصر دائما ً.. ثم اشار الرئيس الى إحدى الدشم في الموقع الاسرائيلي وقال :
" انظروا الى الجندي الاسرائيلي المختبئ في هذه الدشمة كيف هي حالته بعد ان كان يستعرض عضلاته ويصول ويجول دون ان يردعه احد (صار بدو السترة ).
الرئيس لحود الذي كان يتحدث والى جانبه رئيس فريق التحقق من الخط الازرق في الجيش اللبناني العميد الركن المتقاعد امين حطيط قال رداً على سؤال لـ"الانتقاد" :
ــ لماذا اختار الرئيس اميل لحود العميد حطيط لهذه المهمة اجاب :
"اولا لأنه كان رجل وطنيا بكل ما للكلمة من معنى ولا يفرط بأية حبة تراب وثانياً لأنه يعلم جيدا بتفاصيل الاجهزة الطبوغرافية ويتابع عمله بجد وإخلاص وهو ما اثبته من خلال تمكنه من استرجاع اكثر من ثمانية عشر مليون متر مربع من الأراضي التي حاول العدو سلبها بمساعدة الأمم المتحدة وتحديداً تيري رود لارسن بغطاء امريكي"
وحول الأستراتجية الدفاعية التي اوحى له المكان الاستراتيجي الذي كان فيه وهو تلة اللبونة بالحديث عنها قال :
اتساءل كيف نبحث عن إستراتجية دفاعية ونحن امام تجربة فريدة جسدها تلاحم المقاومة والجيش اللبناني عملاً وتنسيقاً ميدانياً وأعطت ثمارها بتحرير الجزء الأكبر من الجنوب اللبناني فيما يقوم البعض بالبحث عن صيغ لإستراتجيات ما انُزل بها من سلطان ، هم لا يريدون قوة للبنان بل همهم الوحيد نزع سلاح المقاومة تحقيقاً لرغبات خارجية
من جهته العميد الركن امين حطيط استذكر اللحظات الاولى من عمليات التحقق من الأنسحاب الإسرائيلي من هذه النقطة التي بدأت فيها مرواغات الأمم المتحدة من خلال الطلب من الفريق اللبناني الاكتفاء بالتحقق عبر الجو فقط لإنجاز مخططهم سريعا لكن ذلك لم يحصل وبدأت عندها حرب الارادات والصراع للوصول الى حقنا حتى آخر حبة تراب من ارضنا وهذا ما حصل بالفعل.
تركنا نقطة اللبونة الحدودية وعين الرئيس لحود لا تزال تلاحق كل ناحية من المكان.