ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة ( 2 )

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة  ( 2 )
من الوقف الماروني في "علما الشعب" "ومروحين": هنا أسقطنا ضغوط أولبرايت


فاطمة شعيب  ـ علما الشعب / مروحين 

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة  ( 2 )
الرئيس لحود امام الوقف الماروني وبحانبة العميد حطيط
علما الشعب وقصة استعادة اراضي الوقف الماروني هي المحطة التالية التي توقفنا عندها خلال مرافقتنا لرئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود في زيارته بمناسبة الذكرى التاسعة لعيد المقاومة والتحرير إلى ربوع الجنوب المحرر.

.. بعد شرح عن طبيعة المنطقة القريبة من المواقع الإسرائيلية  بدأ العميد الركن المتقاعد أمين حطيط بشرح تفاصيل عملية قضم تلك الاراضي حيث اشار الى المكان الذي اقيمت فيه البوابة، وكانت بداية عملية قضم الاراضي اللبنانية والتي تبلغ مساحتها اربعة ملايين ومئتان وستين الف متر مربع وهي مساحة اراضي الوقف الماروني التي رفض العدو إخلائها إلا مرغما بعد تهديد لبنان بوقف عملية التحقق من الإنسحاب الإسرائيلي.

صباح السادس عشر من حزيران/ يونيو 2000 أوردت إذاعة الـ"B.B.C" (يضيف العميد حطيط) نبأ مفاده بأن رئيس الجمهورية اللبنانية وافق على بيان الامم المتحدة الذي يدعي ـ خلافاً للواقع ـ بأنه تم الإنسحاب الإسرائيلي  من الأراضي اللبنانية وسوف يصدر بياناً بذلك..

يتابع العميد حطيط لـ" الإنتقاد " سمعت الخبر فأجريت اتصالاً بفخامته فقالوا لي انه نائم فقلت: ايقظوه ثم نقلت للر ئيس الخبر الذي ورد في الاذاعة المذكورة فأجابني انه كذب وانه قال لهم بأننا متمسكين بأرضنا الى آخر حبة تراب ..

اما القصة الكاملة لتلك الحادثة وما جرى في ليل 15 حزيران/ يونيو2000  أخذ الرئيس على عاتقه اخبارنا اياها والفرحة والسرور بادية على محياه وهو يقف على التراب الذي اخذ منه اتصالاً هاتفيا لمدة خمس ساعات ..

يقول الرئيس لحود "طلبت مني وزيرة الخارجبة الامريكية مادلين أولبرايت في اتصالها  ان اقول بأنه تم الانسحاب الكامل، وان يصوت سفير لبنان على ذلك القرار في الأمم المتحدة،  فأجبت بأنني سأراجع من هو على الارض، وكان العميد حطيط،  فقال لي لا زال هناك  حوالي ثمانية عشر مليون متر مربع للبنان محتلاً ويرفضون اعطاءنا اياها فأخبرت وزيرة الخارجية بكلام العميد حطيط ظناً مني بأنها لا تعلم بحقيقة الأمر فأجابتني بأن لارسن هنا اي معها وان الامم المتحدة تنتظر ولا نريد ان نتأخر ويجب ان نأخذ قراراً سريعا، فأجبتها انني لا استطيع ان اترك ولو متراً واحداً من الاراضي اللبنانية لـ "إسرائيل"، عندها قالت لي ليس عليك ان تكتب نصاً بهذا الأمر فقط ضع امامك ورقة بيضاء وخاطب جماهيرك بأنه تم الإنسحاب ويكفي، فقلت لها هذا مستحيل فأجابتني هل تعرف عاقبة ان تقف بوجه وزيرة خارجية اميركا في الامم المتحدة؟؟

فقلت "لا توأخذيني" لقد تأخر الوقت واريد ان انام واقفلت الخط في وجهها!! فقاموا  بإصدار بيان بأنه تم الانسحاب، فقمنا عندها بالرد عليه وكذبناه" ..

عندها تدخل العميد حطيط قائلاً:

"أرادوا قراراً بانه تم الانسحاب وانتهى الموضوع، ولو فعلنا ذلك وانصعنا لإرادة اميركا والامم المتحدة لكانت "طارت" حينها ارضنا من ايدينا، اما نحن فلم نهتم بأية رغبات دولية كنا نعتبر ان المعادلة اما أرضنا او الاستسلام لرغبات الاخرين، فكان قرار فخامة الرئيس انه أرضنا اولاً واخيرا " ..
 

اما الرئيس اميل لحود الذي  دفع ثمن هذا الموقف الوطني الذي قل نظيره وبدأت الحملات المغرضة ضده فقال:

خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة  ( 2 )
.. وحسرة على الأرض التي لا تزال محاصرة
"بدأت مشاكلي منذ تلك اللحظة التي رفضت فيها الإذعان لأوامرهم ولكن لي الفخر لأنني دفعت هذا الثمن لقاء الدفاع عن ارضي وشعبي، ووجودنا هنا وإياكم لهو دليل واضح بأنني كنت محقاً بعدم التفريط بأية حبة تراب لأن صلابة موقفي دفعهم الى التراجع والعودة عن قرارهم حيث اتصل بي نائب وزيرة خارجية اميركا  "السيد واكر" وقال لي كان الحق معك فقد تبين لنا بأنه لم يتم الإنسحاب بعد وسوف نبدأ من جديد لتصحيح ذلك الامر" .

بعد قصة أراضي الوقف الماروني في علما الشعب سألنا الرئيس عن شعوره كرئيس ماروني اعاد الى الطائفة المارونية الكريمة حقاً كان مسلوباً فأجاب :


"لم اكن اتصرف على اساس طائفي ابداً بل كان الدافع وطنياً وهذه الأراضي لكل لبنان وليس لطائفة واحدة واعتقد لا بل أجزم بأنه اذا كان الانسان صاحب حق ووقف من اجل ذلك الحق فلا يمكن لضغوطات الدنيا ان تتغلب عليه".


تركنا علما الشعب  وعلى طريق يرثى لها بسبب الحفر الكبيرة بين الضهيرة ويارين وصولا الى بوابة زرعيت ومروحين وقبل ان نسأل الرئيس لحود عن الطريق بادر للقول كنت اخبر العميد عن هذه الطريق ايعقل ان تكون طرقات الجنوب هكذا؟ على العكس تماما يجب ان تستصلح كل الطرقات حتى نعزز صمود الاهالي في هذه المنطقة .

ولبوابة زرعيت مروحين حكاية..


كانت هذه النقطة المحطة  الأولى التي نقترب فيها نحن والرئيس اميل لحود من مستعمرة اسرائيلية قريبة من السياج الحدودي، إنها مستعمرة "زرعيت "الإسرائيلية التي شيدت على اراضي بلدة طربيخا إحدى القرى السبع المغتصبة.. وقف الرئيس لحود ومعه العميد حطيط  عند البوابة التي خرج منها آخر جندي اسرائيلي في اندحار العام 2000 وعبرت منه آخر دبابة صهيونية في العام 2006.  وبدا وكأن العميد استعاد الروح  والأنفاس عندما بدأ يروي قصة الصراع الذي خاضه من اجل استعادة آخر حبة تراب من هذه النقطة ايام ترسيم الحدود في العام 2000 حين حاول الفريق الاسرائيلي ان يقضم ما استطاع من اراضي تلك المنطقة.. إلا ان العميد وفريقه وقفوا سدا منيعا في وجه من اراد الاستيلا ء على ارضنا ..
 
المكان الذي وقفنا فيه كان يبعد 300 متراً عن السياج الحدودي مما دعانا للسؤال عن هذا الأمر فأخبرنا العميد حطيط انه بعد اتمام عملية الترسيم اقترحنا في التقرير الرسمي الذي رفعناه الى قيادة الجيش الذي رفعته بدورها الى رئاسة الحكومة بأن يتم اقامة طريق ملاصقة للشريط الحدودي وعلى خطين حتى يتمكن المواطنون اللبنانيون من الوصول الى آخر حبة تراب من أرضهم ولكن وللأسف الحكومة اودعته الادراج، ولا زال حتى الآن نائماً مما ساعد على  منع المئات من المواطنين من الوصول الى أراضيهم الزراعية وهذا الأمر كان رغبة اسرائيلية خلال عدوان تموز  حين  طالبت "اسرائيل" بإقامة حزام أمني بعمق كلم بعيدا عن السياج الشائك، ورفضه لبنان حينها إلا أن هذا المطلب تنفذه قوات الامم المتحدة دون ان نشعر وهنا تكمن الخطورة  .


هذا الأمر ازعج الرئيس لحود حيث يحق للاسرائيلي ان يقف عند اخر حبة تراب ونحن يمنع علينا ذلك ..

سألنا الرئيس عن علة هذا الامر فقال :


خاص الانتقاد.نت: فخامة المقاوم على خط المواجهة  ( 2 )
 .. يطل على الأرض المحررة
"يوجد في لبنان  فئتان من الناس: الفئة الاولى مقتنعة تماما بأنه على لبنان ان يكون قويا كباقي الدول له سيادته وحريته..  والفئة الثانية لازالت تصر على انه ما حصل ويحصل امر مؤقت، وستعود "اسرائيل" الى هنا ، فلنبتعد عن المشاكل أسلم ..  لكني اقول انه على الدولة اللبنانية ان تقوم بحملة إعمار كبرى في المنطقة وعلى طول الحدود اللبنانية وتعبيد الطرقات وبناء المستشفيات عندها سيفكر العدو الاسرائيلي عشرات المرات بأن يتقدم ولو سنتيمترات قليلة نحونا "..


كلام الرئيس دفعنا للسؤال عن من يتحمل مسؤولية التراخي في معالجة ما يحصل هنا؟؟

اجاب الرئيس:


"بالطبع هي الفئة التي يتشكل منها مجلس الوزراء واصحاب القرار الغير مبالين هم موجودون الى الآن وتستطيعون ان تعرفونهم جيدا.. هم من أعلن العيد في العام 2006 وهم من قالوا لي عند دخولي الى جلسة مجلس الوزراء في اول ايام العدوان انظر الى اصحابك ماذا فعلوا لقد خربوا لبنان وسيصل الاسرائيلي الى بيروت فأجبتهم بأن اصحابي على استعداد للموت من اجل الدفاع عن أرضهم ولن يستطيعوا ان ينالوا منهم ابداً وسوف نربح الحرب..وهذا ما حصل فعلاً".


واضاف الرئيس لحود: "هؤلاء انفسهم من يتحدثون عن الديمقراطية والسياحة!!.. يجب ان يكون لبنان قويا حتى يكون بلداً سياحياً".. 


وفي غمرة الحديث لفت حضور عدد من آليات وجنود العدو ووقفوا قبالتنا فقد استفزهم المشهد ولا بد انهم علموا من الموجود هنا..  من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة على اعمدة التجسس بأنه الرئيس اميل لحود الذي  إنتزع حقوق الشعب اللبناني رغم أنفهم .

في الحلقة القادمة الرئيس لحود عند بوابة التلة الإصطناعية في مرتفعات بلدة يارون ومقابل مستعمرة "ايفيفيم" عند تلال مارون الراس

2009-06-01