ارشيف من :ترجمات ودراسات
«هآرتس»: أوباما يمهل نتنياهو 4 إلى 6 أسابيع لـ«تعديل» موقفه بشأن الاستيطان وحل الدولتين
المحرر الاقليمي + صحيفة "السفير"
ذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس، ان الرئيس الأميركي باراك اوباما، يعتزم منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مهلة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع لكي يعرض بعدها «موقفاً معدلاً» بخصوص البناء في المستوطنات وحل «الدولتين»، رغم التأكيد الاميركي على ان الولايات المتحدة ما زالت «الحليف الأقرب» الى إسرائيل وأمنها.
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي، قوله ان اوباما مهتم بإنهاء صياغة خطة أولية للتقدم بعملية السلام في ستة اشهر، وعرضها في بداية شهر تموز المقبل. وأضاف المصدر ان الرئيس الاميركي يعرض على القيادة الاسرائيلية فترة تمتد بين 4 الى 6 أسابيع للخروج بموقف «معدل» حيال مسألة توسيع المستوطنات الحالية التي تصر عليها اسرائيل، و«حل الدولتين» الذي ترفضه.
وكان اوباما شارك بصورة مفاجئة امس الاول، ولحوالى ربع ساعة، في اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز، ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في البيت الأبيض. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن اللقاء بعث برسالة لإسرائيل مفادها أن الرئيس الأميركي أراد «طمأنة» إسرائيل على خلفية «التوتر» في العلاقات بين الجانبين، وأن «الولايات المتحدة ما زالت الحليف الأقرب لإسرائيل».
لكن «يديعوت» ذكرت أن اوباما مرّر في موازاة ذلك، عبر باراك، رسالة شديدة اللهجة الى إسرائيل مفادها أن الولايات المتحدة لن تقبل وضعاً تستمر فيه أعمال البناء في المستوطنات حتى ولو كان ذلك بسبب «النمو الطبيعي»، بينما كرر وزير الدفاع الاسرائيلي القول إن إسرائيل تعتزم إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية، علما بأن تقارير المنظمات الحقوقية تتحدث عن أن المستوطنين يقيمون باستمرار بؤراً استيطانية جديدة.
وأبلغ باراك كلا من نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، بتفاصيل لقائه مع اوباما وجونز. ونقلت «يديعوت» عنه قوله «نحن غير موجودين في مسار تصادم مع الولايات المتحدة»، فيما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المحادثات التي أجراها باراك مع المسؤولين الأميركيين، ومن بينهم أيضا نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، لم تحقق أي تقدم ولم يتم التوصل إلى تسوية بخصوص مطالب الولايات المتحدة بتجميد الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين.
ونقلت الإذاعة عن مصادر مقرّبة من باراك قولها إن المحادثات بين إسرائيل والإدارة الأميركية ستتواصل بواسطة المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي يتوقع أن يصل إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل، في وقت ما يزال وزراء من حزب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو، يطلقون تصريحات «متصلبة»، معلنين انه «لن يكون هناك أي تجميد في أعمال البناء في المستوطنات».
وقال رئيس حزب «شاس» الديني ووزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي لـ«هآرتس»، ان حزبه «لن يوافق على تجفيف المستوطنات»، ولوّح بإحداث أزمة ائتلافية قائلا «إننا لم نوافق على الانضمام الى حكومة برئاسة (زعيمة حزب كديما تسيبي) ليفني التي رفضت التعهد بالحفاظ على وحدة القدس واستمرار البناء في المستوطنات، ولذلك فإننا نعتزم العمل في الحكومة من أجل إعطاء رد للنمو الطبيعي».
وهاجم يشاي الإدارة الأميركية ووصفها بأنها تتمتع بـ«أخلاقيات مزدوجة»، وأنه «لا يعقل أن يطالبنا الأميركيون بالاعتراف بوعود سابقة، في الوقت الذي يتجاهلون فيه رسالة الرئيس (الأميركي السابق جورج) بوش عام 2004»، التي تعهد فيها لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بأن تعترف الولايات المتحدة بضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل.
في هذا الوقت، اعلنت اسرائيل انها ألغت عملية تفتيش السيارات الفلسطينية عند حاجزين للجيش في الضفة الغربية، حيث لا تزال تقيم ما يزيد على600 نقطة مراقبة. وقال متحدث عسكري إن الجنود لن يوقفوا السيارات الفلسطينية عند نقطة تفتيش عطارة قرب بيرزيت شمالي رام الله، وان نقطة تفتيش أصغر شرقي رام الله أزيلت ايضا.
في موازاة ذلك، أزالت الشرطة الاسرائيلية من دون حوادث، تسعة أكواخ في مستوطنتين عشوائيتين غرب رام الله. وقد أعاد مستوطنون بناء مبانٍ في البؤرتين بعد ساعات قليلة من هدمهما، وتوعدوا بإقامة بؤر أخرى جديدة، بعدما شنوا هجمات لليوم الثالث على التوالي بحق الفلسطينيين، وأضرموا النار في حقول يملكها سكان قرية دير شرف في شمال الضفة، كما القوا الحجارة على السيارات الفلسطينية المارة في تلك المنطقة.
إلى ذلك، نشر «المجلس اليهودي للشؤون العامة» في الولايات المتحدة رسالة من البيت الأبيض أعلن فيها أنه يريد معالجة التوتر الراهن مع الحكومة الإسرائيلية حول المستوطنات «من دون ضغائن أو إنذارات».
وكررت رسالة البيت الأبيض الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، لكنها ذكرت بأن على الدولة العبرية أيضاً الوفاء بـ«التزاماتها». وأشارت إلى أن على الفلسطينيين «واجبات» تتصل بتحسين الوضع الأمني في أراضيهم ووقف التحريض على العنف ضد إسرائيل، أما الدول العربية «فمن واجبها اتخاذ تدابير جدية لتطبيع» العلاقات مع إسرائيل، «الآن، وليس مع نهاية العملية».
وتجمع نحو 200 إسرائيلي متطرف أمام القنصلية الأميركية في القدس الغربية المحتلة احتجاجاً على السياسة التي ينتهجها الرئيس الأميركي. وحمل بعضهم صورة لأوباما يعتمر الكوفية الفلسطينية مع عبارات «مناهض للسامية، يكره اليهود».