ارشيف من :أخبار لبنانية
السيد نصرالله: لو أُعطي السنيورة وفريقه رقابنا لقصوها
أطّل رمز الإنتصارات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على قناة "الميادين" ليروي خفايا ثلاثة وثلاثين يوماً من حرب تموز.
وقال سماحته إن الأعداء "لن يحلّو عنّا طالما أن المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة وملتزمة بحماية لبنان والدفاع عن سيادته، فالمشكلة الحقيقية لأميركا والغرب وحتى جزء كبير من النظام العربي معنا بالتحديد اننا مقاومة والمشكلة ليست داخلية".
وأضاف السيد نصرالله أنه "كان يُعرَض علينا أن يبقى السلاح معنا، مقابل أن نقدم لهم التزاماً ضمنيا بأن نتخلى عن قضية فلسطين ومواجهة الاطماع الاسرائيلية، من الاميركيين في الواسطة والانكليز والفرنسييين وغيرهم، وديك تشيني قدم عرضاً كبيراً لنا عبر شخص أميركي من اصل لبناني بالاعتراف بنا دوليا ويبقى معنا سلاحنا ويزيلوننا من قائمة الارهاب بشرط ان نقدم التزاماً شفهياً في غرفة مغلقة، ونحن رفضنا فلا نستطيع ان نقدم لأحد هكذا التزام وما قيمة هذا السلاح اذا لم يكن للدفاع عن قضية وبلد؟، فالمشكلة الحقيقية معنا اننا مقاومة ومصرون اننا مقاومة".
وكشف السيد نصرالله عن أن "ما جرى في اللبونة خرق اسرائيلي واضح، فقد دخلت مجموعتان اسرائيليتان الاولى كانت لديها مهمة داخل الاراضي اللبنانية، والثانية مهمتها التأمين وعددهم في المجموعتين حوالي 12 الى 13 شخصاً، هذه النقطة كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة، وتم زرع عبوات هنا، وهي عبوات جديدة وضعت قبل مدة، وليست من مخلفات العدو الاسرائيلي، فُجرت الاولى في المجموعة الاولى وعندما دخلت المجموعة الثانية (مجموعة التأمين) فُجرت العبوة الثانية، اعتقد انه ليس هناك قتلى لان المنطقة فيها أشجار كثيفة لكن هناك عدد من الاصابات، وهذه العملية متقنة ومقصودة ولم تكن بالصدفة".
وأكد سماحته أن "العملية التي جرت في اللبونة قد لا تكون الاخيرة ولن نتسامح مع الخروقات البرية لأرضنا، في أي مكان نشعر فيه ان الاسرائيليين دخلوا فيه الى الاراضي اللبنانية سنواجههم بالشكل المناسب، والاقدام التي تدخل الى الاراضي اللبنانية سنقطعها".
وتابع السيد نصر الله أن "هناك في لبنان من لا يعتبر "اسرائيل" عدواً، فلو فرضنا ان 8 او 10 جنود سوريين دخلوا الى لبنان، يعتبر البعض ان سوريا عدو، أما "اسرائيل" فلا مشكلة، لذا لا نستغرب ان يقول أحد في الغد ان من حق "اسرائيل" ان تخرق في لبنان ويبرر لها ذلك".
وحول طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان تقديم شكوى ضد خرق "اسرائيل" باللبونة الى الامم المتحدة رأى السيد نصر الله أنه موقف ضعيف.
وأضاف السيد نصرالله أنه "بعد 25 ايار 2000 الناس احتفل الناس بالتحرير ونحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا انه يجب ان نتهيأ لحرب تشنها "اسرائيل" على لبنان، المقاومة في لبنان عام 2000 ألحقت هزيمة استراتيجية تاريخية بـ "اسرائيل" وكان الهدف الاصلي هو الحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية في العدو، ونقطة ضعف العدو هي الخسائر".
وأشار سماحته إلى أن "عدد ما ضربناه من صواريخ قليل نسبة لما كان لدينا وحتى معدل ما اطلقناه من صواريخ كان محسوباً، وكنا مستعدين لمعركة طويلة ليس اقل من ستة أشهر".
وعن سلاح التواصل السلكي واللاسلكي لدى المقاومة، لفت السيد نصرالله إلى أنه "كان من عناصر القوة التي لم يحسب لها الإسرائيلي الحساب، وبقاء التواصل في حرب تموز بين غرفة العمليات المركزية وغرف العمليات في المناطق والمجاهدين كان من عناصر القوة وكان مفاجئاً للإسرائيليين، من اهم نقاط القوة لدى المقاومة العلاقة العاطفية العميقة والصادقة بين المجاهدين".
وعن ضرب البارجة، قال السيد نصر الله إنه "كنا حريصين اما ان يكون كلامي على الهواء متزامنا مع ضرب الصواريخ للبارجة أو بعدها، فموضوع ضرب الباخرة موضوع معقّد، والشباب كانوا جاهزين لضرب البارجة، وقبل أن اختم كلمتي دخل احد الاخوة، وكان الحاج عماد مغنية في الغرفة الاخرى، فيما الشخص الذي دخل الغرفة ما زال على قيد الحياة، وكتب لي ان الاخوان ضربوا البارجة وهي تشتعل، ولذلك انا قلت ان الباخرة ضربت".
&&vid2&&
وكشف السيد نصرالله عن أن حزب الله في حرب تموز كان لديه القدرة على أن يقصف مدينة "تل ابيب"، وانا عندما قلت ما بعد بعد حيفا كنت اقصد "تل ابيب".
ورأى سماحته أن "واحدا من أسباب فشل الاسرائيلي في الحرب كان فشله في الحصول على المعطيات والمعلومات، والاسيران الاسرائيليان لم يكونا في المستشفى في بعلبك انما في مكان آخر، وقد حصلت انزالات عديدة، لكن الانزال في بعلبك سلط الضوء عليه لانه حصلت اشتباكات وسقط قتلى من الاسرائيليين".
وأضاف السيد نصر الله أنه "خلال الحرب اعتقلنا العملاء وسلمناهم للدولة اللبنانية، ولم نصفّ أحداً منهم".
وقال سماحته إنه "أثناء الحرب خرجت من الضاحية مع الحاج عماد إلى بيروت وتجولنا فيها وتفاجأت من مشهد الزحمة وكأننا في دولتين، انا والحاج عماد نزلنا تمشينا واشترينا سندويشات وأكلنا بوظة".
وتابع السيد نصرالله أنه "أقمنا عدداً من غرف العمليات من أجل تأمين إستمرارية المواجهة في هذه الحرب، والحاج عماد مغنية كان رأس الهرم في التشكيل الجهادي، وخلال 33 يوما لم يكن بوجوهنا ارباك، الحاج عماد كان يشعر بالهدوء والثقة واليقين".
وأكد السيد نصرالله أنه "أثناء حرب تموز ومنذ بدايتها حصلنا على سلاح بشكل مباشر من سوريا، وكثير من الصواريخ التي استخدمناها في حرب تموز كانت بصناعة محلية سورية".
وأعلن السيد نصرالله أنه "أثناء الحرب حصل اتصال مع الرئيس الأسد بالقناة المختصة ونُقلت رسالة من الاسد لي تؤكد استعداد سوريا للانخراط في الحرب ضد "اسرائيل"، وكان يرى ان الهجمة اقليمية ودولية على المقاومة مع تواطؤ داخلي وأنه لو تم القضاء على المقاومة فالمعركة ستستمر الى سوريا، وكان يفترض ان القوات الاسرائيلية قد تكمل من حاصبيا نحو المصنع ودمشق، وكانت القيادة السورية تدرس المبادرة لادخال قوات سورية نحو حاصبيا لمواجهة القوات الاسرائيلية. قلت للأسد ان وضعنا ممتاز ونتجه الى نصر وسيفشلون في تحقيق اي اهدافهم وانا لست قلقا ولا اعتقد ان دمشق في دائرة الخطر ولذلك ادعو الى التريث وان لا تقدموا على اي خطوة، وقلت لا نريد ان تحصل حرب اقليمية في المنطقة وقادرون ان ننتصر بهذه المعركة".
&&vid3&&
وفي الشأن اللبناني، أشار سماحته إلى أن "رئيس الحكومة آنذاك لم يكن موثوقاً بالنسبة الينا في ملف التفاوض خلال الحرب، والمعركة الاساسية كانت مع رئيس الحكومة السابق (فؤاد السنيورة) ومع فريقه السياسي، ولو اعطيناهم رقابنا لقصوها".
وكشف السيد نصر الله عن أن "رئيس الحكومة وفريقه السياسي تبنيا منذ بداية الحرب وجهة النظر المعادية لمقاومتنا، ومنذ بداية الحرب السنيورة وفريقه السياسي ومن وراءه اتصل فينا وطلب تسليم سلاح المقاومة والقبول بقوات متعددة الجنسيات وتسليم الاسيرين، وبعدها تنازلوا قالوا تسليمهما للحكومة اللبنانية، وقلنا لا".
وأضاف السيد نصرالله أن "السنيورة وفريقه السياسي حاولوا ان يوظفوا هذه الحرب لينتهوا من سلاح المقاومة وأكملوا بعد الحرب ولا زالوا".
وأشار سماحته إلى أنه "فيما كانت "إسرائيل" تعترف بهزيمتها كان فريق السنيورة يأخذ قراراً بضرب أهم سلاح ساهم في انتصارنا، وفي 5 أيار وبعد إعلان لجنة فينوغراد أن أهم عوامل نصرنا كانت الاتصالات، أراد السنيورة وفريقه ضرب هذا السلاح".
وتابع أن "المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة طلب من حمد بن جاسم بشكل مفاجئ وقف الحرب، وفي آخر ايام الحرب قال بعض القادة الاسرائيليين انه لو استمرت الحرب لكانت انهارت "اسرائيل".
وقال السيد نصرالله إنه "لو كانت لدينا حكومة منسجمة ووطنية ومخلصة لكنا أنهينا الحرب بشروط لبنان، لكنا استرجعنا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأسرانا، للأسف المعركة السياسية كانت في الداخل ولم تكن في مجلس الأمن".
وزاد السيد نصرالله أن "الكلام عن حكومة حياديين هو احتيال والظرف في البلد يفترض حكومة وحدة وطنية حقيقية، وما زلنا مع سلام ونؤيده كرئيس حكومة"، لافتاً إلى أن "اقتراح النائب سعد الحريري بخروج تياره وحزب الله من الحكومة هو مطلب أميركي".
وقال سماحته "إنهم يخطئون بحق البلد اذا ذهبوا لتشكيل حكومة امر واقع، وبهكذا حكومة يعني انهم يشطبون نصف البلد، فحلفاؤنا لا يشاركون من دوننا بالحكومة ونحن كذلك، وفي السابق كنت لا اعتقد ان يوقع سليمان على تشكيلة حكومة امر واقع ولكن بعد خطاباته الاخيرة ربما يفعل".
&&vid4&&
وحول خطف الطيارين التركيين، أكد سماحته أن حزب الله لم يكن على علم بالعملية ولا علاقة له بالأمر.
وختم سماحة السيد حسن نصرالله بكلمة لجمهوره قال فيها إنه "بالرغم من كل ما يجري في المنطقة انتهى زمن الهزائم، ورغم كل السواد واليأس الذي يمتد الى ساحات كثيرة ان شاء الله سوف نعبر هذه المرحلة، المقاومة هي اقوى بكثير مما كانت عليه خلال الـ 33 يوماً".
وفيما يلي نص المقابلة:
بن جدو: نحن في الرابع عشر من آب 2013. في مثل هذا اليوم قبل سنوات شكل صمود تموز انتصارا كبيرا للبنان وأهله ونحن الآن في هذه الحلقة الاخيرة بعد ثلاثة وثلاثين حلقة تمت فيها رواية بسيطة جزئية لما حصل في ذلك العدوان، "ما حلو عنك يا سيد" لماذا؟
السيد نصرالله: بسم الله الرحمن الرحيم،
أولا أجد من واجبي وبالنيابة عن كل اخواني المقاومين ان اتوجه الى شخصكم الكريم والى الفريق الذي أعانكم وساعدكم لاعداد هذه الحلقات والى كل العاملين والعاملات في قناة الميادين على هذا البرنامج، يعني حكاية تموز أو تموز الحكاية، لانه في الحقيقة كان محاولة موفقة جداً لإحياء هذه الاسطورة وهذه الملحمة وهذه الانجازات العظيمة وهذه الوقفات البطولية والتي أريد لها وهي تحصل يعني على الارض أن تدفن وأن تنسى وأن تغيب ، أولا لا بد من هذا الشكر مشكورين.
الطبيعي "ما حلو عنا" ولن "يحلّوا" عنا طالما ان هذه المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة وطالما ان هذه المقاومة ملتزمة بحماية لبنان والدفاع عن سيادته ودعم مقدرات لبنان. المشكلة الحقيقية لأميركا والغرب وحتى الجزء الكبير من النظام الرسمي العربي الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية معنا بالتحديد هي اننا مقاومة، المشكل ليس مشكلاً داخلياً ، الداخل يستخدم كوسيلة للاستهداف، المشكلة الحقيقية هي هذه ، ولذلك أنا أذكر قبل عام 2000 وبعد عام 2000 وبعد 2006 دائما كان يعرض علينا: فليبقَ السلاح معكم ونعطيكم الاموال ونفتح امامكم ابواب الدنيا ولكن قدموا لنا التزاماً ولو ضمنيا، لا نريد ان نحرجكم بالعلن، انه في هذا الموضوع الاسرائيلي وقضية فلسطين ومواجهة الاطماع الاسرائيلية، أنتم خارج هذا الموضوع،
بن جدو: من عفوا؟
السيد نصرالله: الأميركيون بالواسطة والانكليز مباشرة عبر سفرائهم في بيروت والفرنسييين مباشرة وبالواسطة، الكثير من الجهات التي كانت تعرض، طبعا الاميركان لانه ما كان اتصال مباشر معهم، هذا عهد بعد 2000 انا ذكرت يمكن معكم في واحدة من المقابلات أن ديك تشيني أرسل شخصاً أميركياً يحمل الجنسية الاميركية وهو لبناني الأصل وطلب لقائي على أساس انه صحفي، ثم تبين أنه يحمل رسالة من ديك تشيني وهو بعد عام 2000 بالتحديد بعد احداث 11 ايلول وقدم عرضاً طويلاً عريضاً،
نعطيكم مليارات الدولارات، نشطبكم عن لائحة الإرهاب، نسمح لكم بالدخول في الحكومة ـ يعني كان علينا "فيتو" من زمان ـ نفتح أمامكم الدنيا بالخروج الى اي بلد وتقيمون علاقات دولية، ويُعترف بكم دوليا، ويبقى معكم سلاحكم ونطلق أسراكم الذين ما زالوا في السجون الاسرائيلية، كان وقتها ما زال الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي الديراني والكثير من الشباب ما زالوا في السجون ويبقى السلاح، بشرط أن تبقى أنت العبد الفقير (أي السيد نصر الله) التزاماً لا نريده علنياً ولا خطياً، التزاماً شفهياً في غرفة مغلقة وكل هذا نقدمه اليكم. نحن رفضنا، نحن لا نستطيع أن نقدم، لا للأميركيين ولا للغرب ولا لأحد في العالم، ولأن ما قيمة هذا السلاح إذا لم يكن في خدمة قضية الدفاع عن البلد؟
بن جدو: رفضتم مباشرة أو رفضتم بعد استشارة وتشاور؟
السيد نصرالله: لا لا مباشرة، يعني هو قال ـ هذا الشخص ـ أنا أعرف أن لديكم مجلس شورى وهيئة قيادة جماعية، ألا تريد أن تسأل اخوانك في الحد الادنى ؟
بن جدو: حلفاؤك في الخارج كذلك، ألم يذكر هذه النقطة؟
السيد نصرالله: لا لا لم يذكر ، هو ذكر عندما انا اعطيت جواباً قاطعاً بشكل مباشر هو قال: طيب ألا تريد أن تراجع إخوانك، تسألهم، تستشيرهم؟ انا قلت له هذا الموضوع أساسا هو روح حزب الله، هو ماهية حزب الله، هو اصالة حزب الله، ليس من الامور التي نناقش فيها. نحن عندما اخترنا هذا الطريق في سنة 1982 أجمعنا على هذا وواصلنا هذا الدرب وقدمنا في هذا الطريق خيرة الشهداء وتضحيات جسيمة من شعبنا اللبناني، من أهلنا، من إخواننا، من أخواتنا، وبالتالي هذا الموضوع ليس قابلا للنقاش.
محاولات كثيرة، يعني انا لا اريد ان نستهلك الوقت كله، لكن انا أؤكد لك في البداية ان المشكلة الحقيقية معنا هي اننا مقاومة ومصرون ان نبقى مقاومة. الآن اذا انا أفتح خطا مع الاوروبيين أو غير مباشر مع الاميركيين واقول لهم نحن جاهزون، نحن نقدم التزاما: "ما عندنا شغل باسرائيل، تعمل التي بدها اياه" نحن خارج هذه المعادلة، حينئذ ستتغير كل الامور ولن يطلبوا نزع سلاحنا في ذلك الوقت، بالعكس هم يريدون ان تمتلك كل البلدان العربية السلاح من أجل القتال الداخلي. هم ليس لديهم مشكلة بأصل وجود السلاح، هم لهم مشكلة بوجهة السلاح، وسنحصل على امتيازات سياسية ودنيوية هائلة وسوف يعرف الآخرون في الداخل اللبناني حجمهم عند أسيادهم هؤلاء ولكن بالنسبة لنا هذه قضية ايمان والتزام ومبدأ.
بن جدو: لكن بالمقابل سماحة السيد "ما حلّيت عنهم" وانا اتحدث بشكل أساسي عن اسرائيل، وحتى لا اذهب بعيدا واتحدث هكذا في قضايا قديمة، لا حتى هذه اللحظة، يعني يفترض انتهت حرب تموز، نحن الآن في وضع جديد ومع ذلك قبل أيام حصلت عملية هنا في اللبونة وحتى الآن نحن لا نعرف ما جرى ، ما الذي جرى سماحة السيد؟
السيد نصرالله: أنا سأقول لك ما جرى، هو طبعا الاسرائيلي حاول ان يخفف الموضوع وبعض اللبنانيين حاولوا ان يخففوا الموضوع وان ما حصل هو ان هناك مجموعة اسرائيلية عسكرية كانت تخترق الاراضي اللبنانية وانفجر فيها كما يقولون بالصدفة لغم قديم، من المضحك ان البعض اعتبر ان اللغم من مخلفات 1948. لماذا؟ لا أعرف، مع ان الاسرائيليين كانوا لسنة 2000 موجودين في هذه المنطقة ، بكل الاحوال انا اريد ان اقول لك بصراحة ان ما جرى باللبونة اولا هو خرق اسرائيلي واضح ودخلت مجموعتان اسرائيليتان، المجموعة الاولى كانت ذات مهمة معينة دخلت داخل الاراضي اللبنانية، والمجموعة الثانية أيضا دخلت داخل الاراضي ولكن بقيت في نقطة تأمين حتى تكمل المجموعة الاولى مشوارها وتعود. هذه المنطقة بالتحديد يعني منطقة العملية كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة الاسلامية سابقا، وبوسائل متعددة تم التأكد وكان لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرون من المنطقة طبعا، هي منطقة صعبة فيها اشجار كثيفة وفيها صخور وجبال ووديان وتلال والى آخره، فتم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا هم ـ وهم جاؤوا في ليلة مظلمة شديدة الظلام ـ تم تفجير العبوات، وهي أولا عبوات جديدة وضعت قبل مدة وليس لغماً من مخلفات الجيش الاسرائيلي وفجرت اولا العبوة الاولى في مجموعة القوة الخاصة كانت من غولاني، عندما تدخلت مجموعة التأمين أيضا تم تفجير العبوة الثانية، وكانت العبوات مسيطراً عليها وسقطت اصابات، وحقيقة أنه يوجد قتلى أو لا يوجد قتلى هذا سيتبين لاحقا، لان الاسرائيليين تكتموا بشدة على مصير هؤلاء، وإن كنت اعتقد انه قد لا يكون هناك قتلى، لانه قلت لك إن المنطقة فيها اشجار كثيفة وصخور كثيرة وهذا قد يحمي الجنود ولكن كان هناك عدد من الاصابات.
فالعملية التي حصلت هي عملية متقنة مسيطر عليها ومقصودة ولم تكن بالصدفة ولم تكن لغما ارضيا من مخلفات العدوان الاسرائيلي.
بن جدو:هذا ما تفضلتم به الآن، أولا مجموعتان المجموعة الأولى ما هي مهمتها وثانياً انتم الآن تكشفون لنا انه كان لديكم معلومات مسبقة عما حصل، غير انهم لم ينجحوا، هنا يبدو انه كان لديكم معلومات، الله أعلم من أين هذه المعلومات، والأساس هو القرار. انتم الآن تعرفون ما هي مهمتهم، كم عددهم، لا أعرف كم عددهم سماحة السيد؟
السيد نصرالله: أنا لا أود الدخول بالعدد بشكل دقيق، لأنه بالنهاية الدنيا كانت ليل، لكن العدد من حيث المجموع لا يقل عن 12 أو 13 بالمجموع.
بنددو: مجموعة قوات خاصة غولاني؟
السيد نصرالله: غولاني نعم.
بنجدو: والمجموعة ما هي مهمتها، هل هي أول مرة تدخل تلك المنطقة؟
السيد نصرالله: أنا عادة لا أقول كل شيء، أخبئ شيئاً، حتى أيضاً الإسرائيليين الآن الذين تم ـ كما العادة ـ إخفاء الحقائق عنهم، أنا أريد أن أترك أموراً للوقت، مثلا على سبيل المثال ما هي مهمة هذه المجموعة، ما هي النقطة التي ذهبت إليها وعادت منها، هل التفجير الذي حصل أثناء الذهاب أو أثناء الإياب، هذه نتركها للوقت، لنترك الإسرائيلي يجلس ويدقق ويعرف، هم طبعاً يعرفون ما حدث معهم بالتأكيد داخل قيادة جيش العدو الإسرائيلي، لكن هذه الأسئلة، إلى أين ذهبوا بالتحديد؟ التفجير، الإستهداف، حصل أثناء الذهاب أو أثناء الأياب، نترك هذا للعدو.
بنجدو: عمليتهم هي عملية عملانية أم عملية استكشاف وتجسس؟ ما هي مهمتهم؟
السيد نصرالله: سنخبئ المهمة حالياً، هم دخلوا..
بنجدو: لا تعطنا التفاصيل، هل هي عملية عملانية أو تجسس، فقط إستطلاع؟
السيد نصرالله: لا، هم دخلوا عسكر. الآن، هل هم دخلوا يستطلعون هدفاً أو يستطلعون المنطقة أو ليزرعوا عبوة أو ليحضروا لعبوة أو ليضعوا جهاز تنصت على خطوط إتصال معينة، هذا نتركه للمستقبل، أو استهداف هدف لوجستي معين، هذا نتركه للمستقبل.
بنجدو: وهذا ليس هو أول خرق لهم؟
السيد نصرالله: لا، ليس أول خرق، أستطيع أن أقول لك، حتى اللبنانيين، حتى اليونيفيل، هم يتحدثون عن خروقات متعددة، لكن كخرق بهذا العمق وبهذه الدقة قد يكون هو الأول الذي نحن عملنا على التخطيط لإستهدافه.
بنجدو: سماحة السيد، إستهدافكم لهم هذا يعني قرار بقطع النظر عن الأمور اللوجستية، لكنه قرار، أنتم قررتم الآن أن تستهدفوهم، على أي قاعدة بنيتم هذا القرار؟
السيد نصرالله: نحن من 14 آب 2006 هذه الحدود هي بعهدة الجيش اللبناني واليونيفيل والدولة والإسرائيليون خلال كل هذه السنوات كانوا يخترقون الحدود، ونحن كنا نبتعد في تلك المرحلة رغم اننا كنا نعلم، وكان دائما يعالج الموضوع (على أساس أن) الجيش اللبناني يتصل باليونيفيل التي تتصل بالإسرائيلي، تم تسجيل هنا خرق إسرائيلي هنا دخلوا 50 متر هناك 100 متر وهنا 40 متر، وتعرف الجدل الذي كان يحدث، خط ازرق والحدود الدولية، وتجاوزوا الخط التقني "هذه السوالف".
طبعاً، في بعض المناطق كمنطقة مزارع شبعا داخل الأراضي اللبنانية المحررة، هم دائما يخترقون هناك، ليس لدينا تواجد مباشر، ويأخذون مزارعين ورعاة أغنام، ولاحقاً تحصل اتصالات، طبعاً هذا مهين لو في أحد في لبنان يسأل عن السيادة لكانت هذه الخروقات لا تطاق ولا تحتمل. طبعا من المضحك بعد 65 سنة من التجربة مع الإسرائيلي، التجربة العربية على كل الجبهات وفي كل البلدان يخرج في لبنان من يطالب الأمم المتحدة بردع إسرائيل عن خرق الأراضي اللبنانية والحدود اللبنانية.
لكن في الآونة الأخيرة بدأنا نطلع، نشعر، نعلم في اكثر من نقطة على الحدود بخروقات ذات طابع عملياتي وتحضير لعمليات تستهدف المقاومة وقد تستهدف كوادر في المقاومة وقد تستهدف الناس. هذا أمر نحن لا نستطيع أن نسكت عنه، ولذلك هذه لن تكون العملية الأخيرة، أقول قد تكون هي الأولى في هذا الوضع الجديد المستجد. أنا اريد ان اقول الليلة في 14 آب 2013 نحن لن نتسامح مع الخروقات الإسرائيلية البرية لارضنا. (الخروقات) الجوية بحثآخر، هذه سماء ليس لها سيادة وليس لها كرامة، لا يوجد دولة في العالم تقبل بما يحدث في سمائنا لكن على الأرض ما لا يدرك كله لا يترك جله. على الأرض حيث نعلم، لا أود تقديم التزام قاطع، اقول من البحر إلى جبل الشيخ لا اود تقديم التزام قاطع من هذا النوع، بالأصل هذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش اللبناني، لكن حيث نستطيع وحيث نعلم في اي مكان نشعر فيه ان الإسرائيليين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية نحن سنواجه هذا الأمر، طبعا بالطريقة المناسبة، بالعملية الناجحة المتقنة المخططة، الأقدام التي سوف تدخل إلى ارضنا عندما نعلم بها سنقطعها ان شاء الله، نحن لن نقبل بهذه الخروقات البرية التي تحصل بين الحين والآخر وهذا حقنا لأنني الآن أعرف بعد هذا الكلام طبعا كل الذين سكتوا على الخرق الإسرائيلي في اللبونة في الداخل اللبناني سيتحدثون وانا قصدا اود ان يتحدثوا.
بنجدو: سنأتي لصمتهم سماحة السيد..
السيد نصرالله: اقول هذا حقنا، حتى ال1701 لم ينزع حق المقاومة عن اي شعب ولا عن الشعب اللبناني ولا عن اهل القرى الجنوبية إذا دخل الإسرائيليون إلى الأرض اللبنانية، لا يوجد اي قرار ولا يوجد اي نص يقول هذا ليس من حقنا.
بنجدو: عفوا لماذا ركزت سماحة السيد على قضية القرار، لأن هذا مهم جدا، ربما تكتشف، ربما ترصد، ربما تراقب، ربما تقوم حتى بشيء ولا تقوله، وتوجه رسائل بشكل غير مباشر لإسرائيل ولكن إن المقاومة في هذه اللحظة تقرر بانها تواجه وبهذه القوة والآن تؤكد لنا اكثر من ذلك ليس فقط الآن تعلن انك ستواجهون اي إختراق؟
السيد نصرالله: بكل صراحة اي مكان يدخل إليه الإسرائيليون داخل الأراضي اللبنانية ونعلم به سنواجههم، لن نسمح للإسرائيليين ان يدخلوا داخل الأراضي اللبنانية.
بنجدو:على اي قاعدة سماحة السيد إتخذتم هذا القرار بعد كل هذه السنوات من تطبيق القرار 1701؟
السيد نصرالله:لأنه لم يفعل احد شيئاً، الإسرائيليون يدخلون ويخرجون ويخطفون ويأسرون ويزرعون العبوات ويزرعون اجهزة التنصت وليس هناك من يمنعهم.
بنجدو: من يفترض ان يمنعهم، اليونيفيل، ام الجيش أم كلاهما؟
السيد نصرالله: كلاهما بالدرجة الأولى هي مسؤولية الدولة طبعا انا لا اقول الجيش مقصر اقول هذه إمكاناته.
بنجدو: واليونيفيل مقصرة او تغض الطرف؟
السيد نصرالله: اليونيفيل تغض الأطراف.
بنجدو: سماحة السيد ماذا تفسر صمت الحكومة اللبنانية، الدولة اللبنانية، الطبقة السياسية اللبنانية غير الحكومة المستقيلة الطبقة السياسية اللبنانية صمتت على ما حصل؟
السيد نصرالله: بالنسبة لي هذا ليس مستغربا. انا اقول لك قبل حرب تموز، قبل العام 2000، الآن من الممكن أن يناقشك أحد "والله الآن محرزة إذا دخلوا الآن 18 جندي 12 جندي 15 جندي دخلوا على اللبونا او دخلوا على مزارع شبعا حتى على الأراضي التي هي خارج النزاع"، "شو حل القصة؟ شو هل الحكاية يا اخي" كان الشريط الحدودي كله محتل من العام 85 وحتى العام 2000 كان هناك شريط حدودي، هناك عدد كبير من المدن والقرى والبلدات، وهناك تنوع طائفي في الشريط الحدودي، أين كان هؤلاء، ما هي حساسيتهم الوطنية إذا بموضوع سيادة، هناك ارض لبنانية محتلة، إذا بموضوع سيادة هناك ارض لبنانية محتلة، إذا موضوع مشاعر تجاه شعب كان هناك شعب تحت الإحتلال، وان كان الموضوع طائفياً كان هناك من كل الطوائف ناس تحت الإحتلال. هم كانوا خارج السياق، خارج الموضوع، وانا دائما عندما اقول المشكلة عندنا في لبنان ان هناك قوى سياسية في لبنان لا تعتبر إسرائيل عدوا، يا اخي هذا كله إذا خرج احد هذا نفاق هناك في لبنان من لا يعتبر إسرائيل عدوا اساسا ولا يتصرف معها على اساس العدو.
ولذلك هذا الخرق، لو فرضنا الآن أن ثمانية جنود او عشرة جنود سوريين دخلوا داخل الأراضي اللبنانية كنت رأيت ما هو الموقف، انهم يتعاطون مع سورية انها عدو، اما اسرائيل تدخل وتخرج لا مشكلة. القصة هذه خلفيتها، الموضوع ليس له علاقة بالمناكفات اليومية السياسية في لبنان، له علاقة بأصل الموقف هل اسرائيل عدو، هل ما تقوم به اسرائيل من الممكن في الغد ان يخرج احد ويقول انه من حق الإسرائيلي أن يدخل ويحتاط ويخرق لأنه هناك من يعد لعمل ما ضد اسرائيل، من الممكن أن تجد من يبرر لاسرائيل وهذا كنا نسمعه في التسعينات والثمانينيات، والقوم هم القوم لم يتغيروا.
بنجدو: انا لا اريد الآن ان نحدد سويا من لا يعتبر إسرائيل عدوا ولكن بالتأكيد نستطيع أن نذكر بعض الأشخاص، بعض المسؤولين، بعض الفئات التي لا يعرف عن تاريخها بانها لا تعتبر اسرائيل عدوا، صمت رئاسة الجمهورية على سبيل المثال، صمت الحكومة؟
السيد نصرالله:الآن لا يوجد حكومة، رئيس الجمهورية الذي عرفت به طلب من وزير الخارجية ان تُرسل شكوى إلى مجلس الأمن، طلب التوسع بالتحقيق واليوم يبدو ارسلوا شكوى.
دعني اقول لك هذا موقف مِن مَن صدر، هذا موقف ضعيف، انتم تقولون دولة ودائما عندما نذهب لنقاش الإستراتيجية الدفاعية هنا النقاش ان هناك جدية وعن جد الحدود والأرض والناس وكرامات الناس ودماء الناس وأمن الناس في المنطقة الحدودية وفي الجنوب خصوصاً المناطق المحاذية، هذا هم في الليل وفي النهار، هل يتم التعاطي معه بحساسية عالية او ببرودة، او لا هو خارج دائرة الإهتمام، دائما المشكلة هنا ونحن لدينا تجربة عشرات السنين.
بنجدو: كيف تفسر أيضاً التكتم الإسرائيلي على هذه القضية؟
السيد نصرالله: بالبداية حاول أن يقول إن العبوة انفجرت على الحدود، لاحقا لم ينجح، بالنهاية هناك يونيفيل وناس وجيش، والانفجارات كانت قوية جدا، وهو لاحقا اطلق قنابل مضيئة ،وكان هناك حراك طوال الليل.
بنجدو:هل حدثت إشتباكات؟
السيد نصرالله: نعم حدثت اشتباكات ولكن من بعيد.
بنجدو: ليس من قريب؟
السيد نصرالله: لا لا من بعيد. فهذا أمر هو حاول أن يخفيه، ولكنه لا يخفى. لكن فيما بعد سحبوا الجرحى الجنود إلى المستشفى وأغلق عليهم، ولذلك الآن ترى في الإعلام الإسرائيلي لا حديث، ما هي اصابات الجنود، وما هي طبيعة المهمة، وأين كانوا، كل هذه التفاصيل تم اخفاؤها، وتم اجراء رقابة عسكرية شديدة جدا على وسائل الإعلام، طبعا لا يناسبه لأنه هو معتدٍ، هو مخترق، هو دخل إلى أرض لبنانية، غدا سيخرج ناس ويقولون أنه خرق من الطرفين. انا اقبل أن يدين مجلس الأمن إسرائيل لخرقها لجنوب لبنان ويديننا مع اسرائيل، أنا أقبل.
نحن هذا سقف توقعاتنا في هذا الزمن السيء. من زمن، تعرف، ايام حرب تموز انت التقيت بي وقلت حلّوا، عنا وكذا نحن نقبل أن يساوي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بين الضحية والجلاد، نقبل ليس لدينا مشكلة.
بنجدو: إجمالا أنا لا أحب الأسئلة الإفتراضية سماحة السيد، لو ولو، ولكن بعد إذنك سيدي العزيز هل تدرك عندما تقول اننا لن نسكت من هنا فصاعدا على أي خرق إسرائيلي بري، وستواجهونه، سواء كما حصل في اللبونا أو ربما بما حتى هو اشرس واقوى، وربما الإسرائيلي ايضا يرد الفعل بشكل اقصى وتتجه الأمور، الله أعلم الى اين ممكن ان تذهب؟
السيد نصرالله: نحن من حقنا ان لا نسكت على اي خرق لأرضنا، الموضوع ليس فقط خرق سيادة، مرة دخلوا خرقوا السيادة وعادوا ربما هناك ناس كثر يتسامحون بموضوع السيادة، لكن هذه الخروقات ذات طابع عملياتي، ليست خروقات فقط للسيادة، هي خروقات عملاتية، لها اهداف عملياتية وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه.
بنجدو: أردتم توجيه رسالة للإسرائيلي؟
السيد نصرالله: هناك أناس قادمون لقتلك، هناك أناس قادمون لزرع عبوات، هناك ناس يودون الإعتداء عليك، ماذا تفعل؟ هل تتركهم لليقتلوك ويعتدوا عليك، لأن هناك ناس تريد أن تحسب ردات الفعل، هنا نتحدث من أسوأ الأمور ان يصل الحال إلى انه يكون هناك نقاش ان إذا دخل الإسرائيلي إلى الأرض اللبنانية من حقك ان تقاتل ام لا، هذا من اسوأ الأمور.
طبعا لا اعتقد أن أي أحد عاقل ممكن أن يطرح نقاشاً من هذا النوع.
بنجدو: لا يطرحها، كيف لا يطرح، سماحة السيد، حرب 33 يوم وانت تعلم جيدا ما حدث من نقاش وجدل، ان يطرح هذا الأمر يطرح؟
السيد نصرالله: يطرح، "شو بدي اعمل له".
بنجدو: الآن دعني اعود إلى حرب تموز وإن كان هذه المسألة انا لم اكن اتوقع ان تأخذ كل هذا الوقت لكنها مهمة جدا الم تريدوا توجيه رسالة جدية للإسرائيلي بقطع النظر عن الجانب العملاني الذي تفضلتم بالإشارة إليه ان حزب الله جاهز رغم كل ما يقال بالضغط عليه، وانخراطه ربما خارج الحدود هنا؟
السيد نصرالله: هذه من النتائج، لم تكن من الأهداف.
بنجدو: لم تكن مقصودة؟
السيد نصرالله: هذه من النتائج العملية ان توجه هذه الرسالة لكن نحن لم نقم بهذه العملية لنوجه رسالة، قمنا بهذه العملية لأنها مطلوبة بحد ذاتها لاسباب دفاعية.
بنجدو: تعتقد سماحة السيد ان الإسرائيلي فوجئ بانكم كشفتم كل شيء وأيضا رديتم عليه بهذه الطريقة؟
السيد نصرالله:نعم بمقدار ما تسرب من الرقابة العسكرية الإسرائيلية كان واضحاً ان هناك مفاجأة ان مجموعته مكشوفة، تفاجأ ان هناك عبوات مزروعة، طبعا هو يعلم وبالتحقيق التقني ببساطة يستطيع ان يعرف ان هذه عبوات جديدة او قديمة او مدى زمن الزرع او ما شاكل. بالمقدار الذي سرب إلى وسائل إعلام بالتأكيد هو فوجئ لأن مضى سنوات هو يدخل ويخرج.
بنجدو: منذ متى كنتم منتبهين إلى هذه المسألة سماحة السيد؟
السيد نصرالله: منذ مدة ولا اود ان احدد وقتا.
بنجدو: أيام؟ اسابيع؟ ما بين أربعة ايام او خمس اسابيع؟
السيد نصرالله:لا، اكثر.
بنجدو: اكثر من ذلك؟ لهذه الدرجة كله تحت السيطرة والرقابة والرصد؟
السيد نصرالله: نعم.
بنجدو: هذا يعيدنا سماحة السيد ويدخلنا مباشرة في حرب تموز والحقيقة ما بعد 1701 ولكن حتى وصلنا إلى 1701 كان هناك مخاض شديد وعسير حصل في حرب تموز.
انا اذا استميحك عذرا سماحة السيد عندما قمتم بعملية الأسر، لا نريد أن نعود إلى الماضي هل انتم كان لديكم خطط عسكرية معينة تهيئاً لاي رد فعل اسرائيلي؟
السيد نصرالله: الخطط والجهوزية لم تكن مرتبطة بعملية الأسر، في الحقيقة نحن بعد 25 أيار 2000 تعرف الناس إحتفلت بالتحرير وعادت إلى قراها وكان الجو جيداً في البلد، نحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا أنه يجب ان نتهيأ لحرب تشنها اسرائيل علينا لأي سبب وبدون سبب لأن اسرائيل تملك سببا غير الحجة المباشرة، المقاومة في لبنان عام 2000 الحقت هزيمة، الكل يسميها هزيمة تاريخية إستراتيجية، هذه ليست تسميتي انا.
إذا قرأنا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين من شامير لشمعون بيريز لشارون لكل من كان لناتنياهو الذي اعاد هذا الكلام بعد حرب 2006 لكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، هناك اجماع اسرائيلي ان ما حصل في جنوب لبنان عام 2000 هو هزيمة تاريخية وله تداعيات خطيرة جدا وظهرت بعد ذلك في فلسطين.
هنا الإسرائيلي له ـ انا اسميه ـ ثأر تاريخي مع المقاومة في لبنان. المقاومة الحقت هزيمة بمشروعه والذي حصل في جنوب لبنان ليس طرد الإحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وانما هو دق المسامير الأخيرة في نعش مشروع اسرائيل الكبرى، لأن الجيش الإسرائيلي الذي لا يستطيع ان يبقى في الجنوب اللبناني وهو جزء من دولة ضعيفة وممزقة ومقسمة هو لا يستطيع ان يمتد من النيل إلى الفرات. انتهت اسرائيل الكبرى. هو يجب ان ينتقم من هذا البلد ومن هذا الشعب ومن هذه المقاومة، وكنا نتوقع هذا الأمر في اي وقت، ولذلك بدأنا نعمل بعد ال2000.
عندما نتحدث عادة عن الشهيد القائد الحاج عماد مغنية رحمة الله عليه واخوانه ـ وهم كثر ـ نحن عادة نتحدث عن الشهداء الأحياء، لا نتحدث عن اسمائهم، عندما يستشهدون نتحدث عنهم ـ هو واخوانه قاموا بجهود كبيرة جدا، وخلال سنوات قليلة جدا على المستوى اللوجستي، التدريب، اعداد الخطط والإستعداد لحرب تشنها اسرائيل في اي وقت وبدون سبب، لأن السبب الرئيسي هو هذا. عندما حصل اسر الجنديين الإسرائيليين وبمعزل عن عملية الأسر نحن كنا جاهزين على مستوى الخطط وعلى المستوى اللوجستي وعلى المستوى البشري لمواجهة اي حرب وكنا ننتظرها 2001 و2002 و2003 نحن نعتقد انها تأخرت للعام 2006 ولذلك ترى في الحرب خلال 33 يوماً المقاومة لم تكن مرتبكة، لم تكن تائهة، ولم يكن لديها قلق في خياراتها. كان لديها وضوح، ونحن نتحدث بالموضوع الميداني والقتالي والعسكري والرؤية العسكرية وكيف نواجه وفي إدارة المعركة لأن هذا كان محضر مسبقا وخلال سنوات.
بن جدو: شامير يقول أنا لا أمدح أحداً، لكنني أقف إحتراماً لهذا الشخص الذي أدار المعركة بمستوى التحدي الكبير – عن شخصكم .
نحن نتحدث عن تلك المرحلة، ولكن مع ذلك سماحة السيد أليس صحيحاً بأن إدارة المعركة، حتى من قبل الإسرائيلي، فرضت عليكم بعض التغييرات على الأرض. بمعنى آخر، كأننا فهمنا من البعض أن معركة مارون الراس وهذا الصمود الكبير للشباب في الخط الأول كان يمكن على سبيل المثال أن تسمحوا للإسرائيلي بأن يدخل وبعد إذن تنقضوا عليه في حرب عصابات وحرب إستنزاف ويغرق الاسرائيلي بمستنقع كبير. لكن نتيجة الصمود، 33 يوماً سماحة السيد وأنتم تقاتلون في الخطوط الأمامية، مارون الراس، بنت جبيل، عيناتا، عيتا الشعب، أحياناً شيء لا يصدق.
أليس الصمود منذ الأيام الأولى لمارون الراس فرض عليكم أيضاً بعض التغييرات على الأرض؟
السيد نصر الله: هو بأصل التوجه، سنقول السياسة العامة واستراتيجية القتال لم تتغير، حتى بعد مارون الراس. إذا تذكر بعض الكلمات التي أنا قلتها أثناء الحرب، أنه نحن ليست إستراتيجيتنا الدفاع عن الجغرافيا، التمسك بالجغرافيا، الاسرائيلي يريد أن يدخل، يريد أن يتقدم، يوجد أماكن قد نمنعه كلياً من الدخول، يوجد أماكن قد نسمح له بالدخول للإنقضاض عليه، الهدف الأصلي هو إلحاق أكبر قد ممكن من الخسائر للعدو، البشرية والمادية، لأن نقطة ضعف العدو هي في الخسائر، سواء في الجيش أو في الجبهة الداخلية.
الذي يحسم المعركة ليس هو البقاء هذه البلدة أو سقوط هذه البلدة، وإنما حجم الخسائر بالعدو.
نعم، في بعض الأماكن نحن تركنا للأخوة حرية التقدير، أنتم تستطيعون أن تثبتوا، نحن لم نطلب من الأخوة أن يقاتلوا حتى يستشهدوا جميعاً حتى لا تسقط هذه القطعة من الأرض أو تلك البلدة، هذا في حرب تموز. في الإستراتيجية المستقبلية هذا أمر قد يكون مختلفاً، أنا لا أتحدث عن المستقبل، أتحدث عن الماضي. ولذلك الأخوة هم قرروا أن يصمدوا حتى آخر نفس في مارون الراس. في عيتا، أنا ذكرت، لا أذكر إذا هذا قلته مرة في الإعلام، في عيتا كان لدينا عدد كبير من الأخوة، كانوا يقاتلون بشراسة هناك ومرت فترة إنقطع الإتصال معهم، يعني 24 ساعة، 48 ساعة، وتعرضوا لقصف طيران شديد جداً، وأنا أذكر تلك الليالي، تلك الليلة أو الليلتين، نحن كلنا عشنا بجو أن الأخوة استشهدوا جميعاً، لأنه لم يخرج أحد خلال 24، 48 ساعة ، أنه "لو بقي أحد طيب يطلع ويقول أنه صار علينا كذا وكذا"، فهو لم يخرج أحد لأنهم كلهم كانوا مصرين بالبقاء في البلدة. بعد ذلك عندما عاد الإتصال، في ذاك الوقت تكلم معي أخونا الحج عماد، أنا قلت له الأخوان ليسوا مضرين أن يبقوا في قرية أمامية وعلى الحدود بشكل مباشر، نحن لا نلزمهم بالبقاء، يحبون أن يذهبوا إلى مكان آخر، يقاتلوا، يعني "متحيزاً لقتال"، فليس هناك مشكلة، القرار لهم، نحن لا نلزمهم بأن يبقوا و يقاتلوا حتى آخر شهيد.
الأخوة هم أخذوا قرار أن يقاتلوا حتى آخر شهيد، الأخوة هم أخذوا قرار أن يبقوا حتى آخر لحظة ، وبقوا، والاسرائيلي عجز أن الدخول إلى عيتا.
لكن في بنت جبيل، القرار كان القتال إلى الآخر وعدم السماح للإسرائيلي بأن يدخل إلى بنت جبيل، تعرف معركة بنت جبيل لها حسابات اخرى.
الإستراتيجة العامة كانت ليست التمسك بالجغرافية وإنما إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالعدو خلال أيام المعركة.
الآن في طبيعة الحال، الميدان يفرض التغيير في التكتيكات.
- بن جدو: حول بنت جبيل، منذ اللحظة الأولى أم بعد مارون الراس فرضتم بأنه لا سبيل للسماح بدخول الإسرائيلي؟
سيد نصرالله: كلا، بنت جبيل كان القرار القتال للآخر.
بن جدو: بشكل رئيسي..
سيد نصرالله: نعم، لأنه يوجد إمكانية. الآن المقاومة بالنهاية تريد أن تحقق أهدافها، تريد ان تقوم بواجبها، تخطط، تدرس إمكاناتها. تقول لي يوجد إمكانية للدفاع عن مدينة بنت جبيل لمدة طويلة من الزمن بالرغم من كل الصعوبات، أقول لك نعم يوجد إمكانية، يختلف عن منطقة صغيرة مقطوعة، منعزلة أو ما شاكل.
إضافة للرمزية، يعني يوجد عندنا موضوع الرمزية وموضوع إمكانية الدفاع وتحقيق إنجاز كبير.
بن جدو: بالمناسبة سماحة السيد، أنا ولا مرة سألتكم هذا الأمر، ولست مطلعاً، ربما تقصيراً مني، انه أجبتم عن هذه القضية. هل كانت لديكم مدة معينة أنتم قادرون على الصمود فيها مهما كان الثمن؟ يعني كنتم قدرتم شهرين، ثلاث أشهر، ستة أشهر، الواحد يححد مهما كان.
سيد نصرالله: أنا لا أستطيع أن أقول تحديداً، أنا أستطيع ان أقول لك نحن من اليوم الأول حسابنا كان بالحد الأدنى لشهور.
بن جدو: وأنتم كنتم جاهزون لمعركة لشهور.
سيد نصرالله: لشهور، هذا قدر متيقن. يعني مثلاً، بموضوع قصف الصواريخ، نحن ما ضربناه من صواريخ هو قليل نسبة لما كان لدينا، حتى معدل 150، 200، 250 صاروخ يومياً، هذا كان محسوباً. يعني تقول لي أنه أنتم كنتم تقدرون فقط على إطلاق 250 صاروخ في اليوم، أنا أقول لك كلا. الإمكانية الميدانية، يعني إنتشار المقاتلين والتموضعات التي كانت موجودة، كنا نستطيع أن نضرب أعداداً كبيرة من الصواريخ، العدد لم يكن محكوماً للقدرة الميدانية، وإنما كان محكوماً، انه نحن يوجد في بالنا وبالحسابات عندنا، عندنا عدد معين من الصواريخ، نريد أن نذهب إلى معركة طويلة، "ما بدا تنتهي المعركة" بعد وقت قصير لأن صواريخنا إنتهت.
أنظر في عناقيد الغضب في الـ"96"، رهان شيمون بيريز، كان هو رئيس حكومة، رهان الإسرائيلي كان أنه ماذا لديها المقاومة، لديها كاتيوشا، "بيخلصوا". يعني، ما كان هو يغلب إرادتنا ولا يغلب ميداننا ولا يلحق هزيمة عسكرية فينا، كان يراهن أنه لن يسقط بعد الآن صواريخ على المستعمرات مقابل قصف المدن والقرى اللبنانية لأن صواريخ الكاتيوشا ستنتهي من مخازن المقاومة. هذه التجربة موجودة لدينا في الـ"96"، ولذلك نحن كنا مستعدين بشرياً ولوجستياً وعلى كل صعيد لمعركة طويلة جداً.
بن جدو: يعني ليس أقل من ستة أشهر.
سيد نصرالله: ليس أقل من ستة أشهر.
بن جدو: في واحدة من نقاط القوة في ذلك الوقت....
السيد نصرالله: أنت من الممكن أن ترى مثلاً بالأيام 30، 31، 32، 33، كان "لازم يبين" أن المقاومة بدأت تتعب، قصفها بدأ يتراجع، حضورها الميداني بدأ يخسر، بالعكس، عندما كان يتقدم الوقت، كان "عم بصير" تصعيد كبير جداً.
بن جدو: لكن ربما أيضاً كان مرتبطاً بالمخاض السياسي وقت ذلك، يعني أنتم كنتم تخوضون مفاوضات شرسة، ربما كان واضحاً أيضاً تصعيدكم ، كمية الصواريخ مرتبطة بأنكم تريدون أن تفرضوا على الجانب الإسرائيلي....
السيد نصر الله: الآن لا يوجد شك هذا مؤثر، لكن الذي كان مؤثراً أكثر هو الحراك، لأن الاسرائيلي أخذ الأمور إلى الآخر. يعني الحقيقة، الأيام الأخيرة سببها أن الوقت عند الإسرائيلي ضاق، ولذلك هو ذهب إلى كل شيئ ممكن أن يقوم به، بالبر، بالجو، بالإنزالات، الآ