ارشيف من :آراء وتحليلات

ستة وستون عاماً على استقلالها عن الهند

ستة وستون عاماً على استقلالها عن الهند
اسلام اباد ـ روح العباس حسين
في الذكرى السادسة والستين لاستقلال باكستان عن الهند، يواجه الباكستانيون تحديات عدة لعل ابرزها تدهور الوضع الاقتصادي والفلتان الامني الذي بلغ حداً غير مسبوق اثقل كاهل أبناء هذا الشعب المسلم. هذه التحديات وغيرها تفرض على اسلام أباد الانشغال بهذه التحديات التي سيجد الرئيس الجدد ممنون حسين أنه يقف أمامها كغيره ممن سبقه من الرؤساء الباكستانيين.

رجل الأعمال المخضرم، ممنون حسين الذي انتخب رئيساً لباكستان في 30/07/2013 خلفاً لآصف علي زرداري، يشكل نافذة أمل لدعم الاقتصاد الضعيف الذي يعتمد على مساعدات الدول المانحة. نشاطات حسين الاقتصادية في قطاع النسيج، بالاضافة الى المناصب التي شغلها، كترؤسه غرفة التجارة لمدينة كراتشي، أثبتت قدرته على تطوير الواقع الاقتصادي، ولعل هذا العامل هو الأهم في انتخابه رئيساً من اجل معالجة هذا الواقع الاقتصادي المحرج لانه لا بد من رجل مدرك للأزمة الاقتصادية كي يعمل على انتشال الدولة من العجز الذي سببه فساد الحكومات الماضية.

ستة وستون عاماً على استقلالها عن الهند
جماعة طالبات .. تحدي السلطات الامنية

ويدرك ممنون حسين مدى صعوبة المهمة التي تنتظره في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو لفت إلى هذه المعضلة خلال حملته الانتخابية، وهو يدرك انه يتوجب على الحكومة الباكستانية الاستفادة من كل الموارد المتاحة ومن المساعدات والمنح التي تقدمها الدول الصديقة وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات التجارية وعلى رأسها اتفاقيات 22 مايو 2013 التي وقّعت مع الصين، وهي تشمل 11 اتفاقية لتطوير الاستثمار، والبنية التحتية، والاتصالات، والزراعة، والطاقة، فتنفيذ هذه الاتفاقيات من شأنه ان يدفع بالاقتصاد الباكستاني نحو برّ الامان.

إلى التحدي الاقتصادي، تواجه باكستان واقعاً امنياً متردياً يحتم على الرئيس الجديد مواجهته. فنفوذ جماعة طالبان باكستان كبير في عدد من المناطق لا سيما في جنوب وشمال وزيرستان وفي باجور وبيشاور وسوات، وهذا يشكل نقطة ضعف للسلطات الامنية التي خاضت مواجهات عسكرية سابقاً مع هذه الجماعة لكنها منيت بفشل ذريع . ويبدو أن ثمة توجها سياسيا موحّدا لدى الرئيس ممنون حسين ورئيس وزرائه نواز شريف يعتمد المرونة خصوصاً ان هناك استياءً لدى الشعب الباكستاني من الحملات العسكرية السابقة، وهناك من يعتقد بأن الحوار وإجراء محادثات سلام مع طالبان باكستان مجددا هو الحل الأكثر نفعاً للأوضاع الراهنة ولبسط الأمن والاستقرار في البلاد.
ستة وستون عاماً على استقلالها عن الهند
ممنون حسين ونواز شريف ... شراكة
وبالرغم من القوة التي يتمتع بها حزب الرابطة الاسلامي الذي ينتمي إليه كل من ممنون حسين ونواز شريف خصوصاً بعد سيطرة هذا الحزب على الرئاسة والحكومة معاً، هناك من يسأل إلى اين سيقود حزب الرابطة الاسلامية باكستان اليوم؟؟ هل سيتمكن من انتشالها من أزماتها، أم أنه سيزيد طين الفساد والتدهور الاقتصادي بلة؟ هل سيتمكن الرئيس ممنون حسين من السير على خطى سلفه آصف زرداري وجمع الاحزاب لتحقيق المصلحة الوطنية العليا أم أنه سيغرق في خدمة مصالح حزبه وحزب نواز شريف؟ حتى الان لم يستطع نواز شريف إكمال دورة كاملة، لكن، لعل وجود رئيس من نفس التوجه السياسي قد يعزز فرصه إكمال ولاية كاملة هذه المرة؟ هي اسئلة قد يكون من الصعب الاجابة عنها راهناً لكن الايام المقبلة حتماً ستجيب عنها.
2013-08-16