ارشيف من :آراء وتحليلات

الثورة في مصر .... والوصاية الجديدة !

الثورة في مصر .... والوصاية الجديدة !
علي عبادي

أهي صدفة ان يُلاحَق اليوم الاخوان المسلمون في مصر ويخلى سبيل حسني مبارك؟!
البعض يقول إن الامر تدبير قضائي، لكن الظروف السياسية التي تبعت سقوط حكم محمد مرسي والنفوذ الجديد للسعودية في مصر توحي بأن ما من صدفة.
السعودية عبرت عن انزعاجها من اول يوم لسقوط حكم مبارك ثم لملاحقته قضائيا، وعملت جاهدة لتأمين مخرج مشرف له، وليس ذلك بغريب.البعض يقول إنه وفاء الرياض لمن ساندها في سياساتها الاقليمية وكان لها تـَبَعا، ولكنها في الاغلب تريد تأكيد حقيقة أنه لا يمكن ببساطة قلب الانظمة المرضي عنها وزج زعمائها في السجون، فهذا يخلق نموذجا لا يريد الامراء السعوديون رؤيته او نجاحه. ولقد جاءت اللحظة التي أمكن فيها للسعودية ان تبسط رعايتها للحكم الجديد في مصر، بما يتيح تقديم بعض الطلبات التي لا يمكن رفضها، ومن جملتها اخلاء سبيل مبارك. 

الثورة في مصر .... والوصاية الجديدة !

الخوف الآن على الثورة المصرية التي جاهدت لتحقيق أهدافها. ومن شدة الضباب الذي نشأ بسبب المواجهات بين "الاخوان" وخصومهم، لم يعد أحد في الشارع المصري يتحدث عن أهداف الثورة. هناك مرحلة انتقالية، ولكنها مرحلة مشوبة بالغموض، والظروف الامنية الصعبة التي تمر بها مصر، والعدو الجديد الذي جرى خلقه وهو "الاخوان المسلمون" قد يبرر تمديد أمد المرحلة الانتقالية او تسييرها بطريقة يغفل الكثيرون عن اهدافها .

الثورة في خطر، نعم هي في خطر. لا يمكن ان تتواءم اهداف الثورة مع اهداف الأنظمة الملكية التي تبسط اجنحتها على صعيد مصر كلها. كما يصعب الاطمئنان على مصير الثورة في ظل صراع داخلي مرير قد يحرق كل الشعارات ويدفع الناس للقبول بالوضع "الأقل سوءاً" .

اذا كان البعض يرى ان "الاخوان" لم يحسنوا  التعامل مع الأولويات او إشراك القوى الاخرى في ادارة البلد وانهم ركبوا موجة التطرف في بعض الاحيان، في النظر مثلا الى القوى غير الاسلامية والمسيحيين والاقليات الاخرى وكذلك الى الاحداث في سوريا، فإن المسار الحالي ليس مطمئنا أيضا، ولا يجب ان تعمي البغضاء بصيرتنا عن رؤية الأخطار الماثلة المتأتية من الوصاية الاقليمية او الوصاية الداخلية التي تهدف الى مغافلة الجماهير وإخلاء الشارع من اي مشاركة ليخلو الأمر لنخب تحكم بقبضة من حديد، متذرعة بمواجهة "الفتنة".

وكم من جرائم ارتكبت باسمك أيتها "الفتنة". 
2013-08-22