ارشيف من :آراء وتحليلات
لماذا يرفض العراق ضرب سوريا عسكرياً؟

وهم يتابعون بقلق وتوجس الاخبار المتسارعة والمتفاعلة عن قرب توجيه الولايات المتحدة الاميركية ضربات عسكرية لسوريا، يتوقف العراقيون عند أمرين، احدهما من الماضي، والاخر يندرج في عداد المستقبل.
اما الذي هو من الماضي، فهو الحملات العسكرية للولايات المتحدة الاميركية على بلادهم، سواء تلك التي حدثت في بدايات عام 1991، وكان الهدف منها تحرير دولة الكويت من غزو نظام صدام لها، او تلك التي حدثت في ربيع عام 2003، وكان الهدف منها الاطاحة بنظام صدام، وبين الحملات الاولى والحملات الثانية، وما بعدهما شهد العراق اوضاعا صعبة ومأساوية، تداخلت العوامل والظروف المسببة لها، بيد ان واشنطن مثلت العامل الأبرز والأكبر فيها، جراء سياساتها ومنهجياتها الخاطئة، وحساباتها الخاصة، وسلوكياتها المتهورة.

الصواريخ الاميركية تدك بغداد عام 2003
واذا كان اسقاط نظام صدام مطلبا عراقيا ـ جماهيريا، ومطلبا اقليميا، ومطلبا دوليا، فإنه كان بالامكان تحقيق ذلك الهدف بقدر أقل بكثير من الخسائر والاستحقاقات التي ما زال العراقيون يدفعون أثمانها، والمشهد العراقي العام الحافل بالدماء كل يوم لا ينفصل بأي حال من الاحوال عن المقدمات الخاطئة.
اما الذي يندرج في عداد المستقبل، فيمثله التساؤل التالي، ما هي انعكاسات التدخلات العسكرية الخارجية في سوريا على الوضع العراقي؟. ولعل طرح التساؤل الانف الذكر، لا يراد من ورائه الحصول على إجابات، بل هو بحد ذاته يحمل بين طياته الكثير من الاجابات.
ولا شك ان الطريقة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في العراق وقبله بأفغانستان، مثلت معالجة الخطأ بالخطأ، وأبلغ دليل على ذلك هو ان موجات الإرهاب اتسعت في عموم المنطقة، استتبعها تراجع الامن والاستقرار الى حد كبير، وغياب الظروف والمناخات الملائمة لتحقيق الإزدهار الاقتصادي، وتزايد الشد الطائفي ـ المذهبي الى حد كبير، ناهيك عن تكريس الوجود العسكري والمخابراتي الاميركي في المنطقة بدرجة اكبر مما كان عليها في السابق.
وطبيعي ان الحال في التدخل العسكري في سوريا، واعتباره الخيار الأول والأخير، واسقاط الخيارات الأخرى الأكثر واقعية وعملانية من الحسابات، سيخلق مزيداً من الازمات والكوارث، والعراق سيكون اكثر وأكبر المتضررين.

العراقيون عاشوا تجربة التدخل العسكري الاميركي
ومجمل القراءات العراقية تؤكد هذه الحقيقة، فرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، اعتبر ان التدخل العسكري في سوريا غير موفق، وستترتب عليه نتائج وخيمة.. ويعتبر "ان التدخل العسكري في اي بلد يدمره، وان التجربة الليبية لا تزال تثير قلقا، وكذلك فإن العراق مر بتجربة لا يريد للشعب السوري أن يعاني مثلها".
ويشير المالكي الى "ان المبادئ العراقية تعارض الحصار أو التدخل العسكري، ومع الجامعة العربية والمبادرة والحرية والديمقراطية وإجراء الانتخابات، وان الحكومة السورية والمعارضة قبلتا هذه المبادئ".
ولعل قرع طبول الحرب على سوريا يعد مؤشراً خطيراً، يخرج الصراع في هذا البلد من كونه يمثل حراكا شعبيا صرفا او صراعا بين المواطنين ونظامهم، الى جعل سوريا ساحة لمعارك وصراعات اقليمية ودولية. وهذا ما يراه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم.
ويعتبر الحكيم "ان استخدام السلاح الكيمياوي أفضل الذرائع للتدخل في سوريا"، ويتساءل عن "سبب استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي وهو يعرف أن استخدامه انتحار سياسي وقد صمد منذ سنتين واستطاع أن يحسن من واقعه على الأرض؟".. وهو سؤال منطقي يثير الكثير من علامات التعجب، مشيرا إلى أن النظام السوري يتأثر بقوى إقليمية ودولية كبيرة في العالم وقرار انتحاره السياسي لا يخصه وحده بعيداً عن تلك القوى في رد على القائلين بأن الأنظمة الشمولية لا تتصرف بطريقة منطقية في الغالب.
ويحذر رئيس المجلس الاعلى من الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة في انتقال المنطقة إلى مستوى جديد، مجددا الحديث عن خارطة جديدة للشرق الأوسط التي بدأت تتشكل والتحالفات الجديدة فيها، وضرورة ان يكون للعراق مواقف واضحة حيال ذلك على صعيد القول والفعل.
وبشأن ابعاد وآثار استخدام السلاح الكيمياوي، يؤكد ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي "رفضه استعمال السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري من أي جهة كانت"، مطالبا الولايات المتحدة الأميركية وأعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي، أن يضعوا بالحسبان إمكانية تأثر العراق بما يجري في سوريا، لوجود ارتباط بين الإرهابيين داخله وأولئك الموجودين هناك، ولأن أي عمل عسكري ضد نظام الأسد سيؤذي العراق.
ويربط الكثيرون بين العمليات الارهابية الأخيرة التي وقعت في العراق مؤخراً، لا سيما تلك التي ضربت العاصمة بغداد يوم امس الاربعاء، وتفاعلات الأحداث في سوريا، اذ يقول النائب عن التحالف الوطني حيدر الحلي "ان هناك ارتباطاً واضحاً بين التفجيرات التي حدثت في بغداد، وما يحصل من أعمال إرهابية في سوريا، حيث ان المجاميع الإرهابية تريد فرض سيطرتها على العراق وسوريا من خلال هذه الأعمال، وإن قسما من قيادات ما يسمى بدولة الشام الإسلامية وجبهة النصرة، كانت مسجونة لدى الأميركيين في معسكرات سجن بوكا، قبل إطلاق سراحها، واولئك القياديون هم أنفسهم من قاموا اليوم بالتفجيرات الإرهابية".
ومن دون شك فإن اعلان حالة الاستنفار القصوى في العراق من قبل رئيس الوزراء يعكس حجم القلق من تأزم الأوضاع في سوريا في حال لجأت واشنطن الى استخدام القوة العسكرية ضدها، والقول بأن الخيار العسكري سوف يؤدي الى طريق مسدود، قول واقعي ومنطقي بالكامل.

الارهاب احد تداعيات التدخل الاميركي في العراق
وأكثر من ذلك فإن اللجوء الى القوة العسكرية ضد سوريا سيكون بداية لإحكام السيطرة الاميركية وحماية مصالح الكيان الصهيوني، وهذا ما يراه التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر، حيث يشير عضو البرلمان العراقي عن كتلة "الاحرار الصدرية" حسين الشريفي الى "ان توجيه ضربة عسكرية الى سورية أمر مستهجن ومرفوض، وان الاعتداء عليها بداية للسيطرة على المنطقة بأكملها وحماية مصالح "اسرائيل""، مؤكدا "ان كتلة الاحرار ترفض التدخل العسكري في الشأن السوري، والارهاب اليوم بسبب وجود الحاضن الامريكي له ولذلك يعتبر أن ـ اميركا والارهاب ـ وجهان لعملة واحدة".
وكان عدد من اعضاء التيار الصدري قد عقدوا مؤتمراً صحافياً في محافظة النجف الاشرف، اعلنوا فيه "ان التدخل العسكري الامريكي اذا ما حصل في سوريا فإنه يعد استهدافا للعراق واستهدافا للمنطقة بأسرها"، ودعا اعضاء التيار الصدري ابناء الشعب العراقي كافة الى الخروج بتظاهرات في عموم محافظات البلاد لاستنكار هذا التدخل.
ولا تبتعد كتل وكيانات وشخصيات سياسية عديدة في مواقفها عن المواقف المشار اليها، فالنائب عن "القائمة العراقية" قيس الشذر يرى "ان التدخل العسكري المحتمل في سورية، اذا ما تحقق فإنه سيعكس تداعيات كثيرة وخطيرة على المنطقة، وإننا نرفض أي عمل مسلح في سورية يذهب ضحيته المواطنون الأبرياء العالقون بين المتحاربين، سواء كان من جانب النظام او المعارضة".
اما الذي هو من الماضي، فهو الحملات العسكرية للولايات المتحدة الاميركية على بلادهم، سواء تلك التي حدثت في بدايات عام 1991، وكان الهدف منها تحرير دولة الكويت من غزو نظام صدام لها، او تلك التي حدثت في ربيع عام 2003، وكان الهدف منها الاطاحة بنظام صدام، وبين الحملات الاولى والحملات الثانية، وما بعدهما شهد العراق اوضاعا صعبة ومأساوية، تداخلت العوامل والظروف المسببة لها، بيد ان واشنطن مثلت العامل الأبرز والأكبر فيها، جراء سياساتها ومنهجياتها الخاطئة، وحساباتها الخاصة، وسلوكياتها المتهورة.

الصواريخ الاميركية تدك بغداد عام 2003
اما الذي يندرج في عداد المستقبل، فيمثله التساؤل التالي، ما هي انعكاسات التدخلات العسكرية الخارجية في سوريا على الوضع العراقي؟. ولعل طرح التساؤل الانف الذكر، لا يراد من ورائه الحصول على إجابات، بل هو بحد ذاته يحمل بين طياته الكثير من الاجابات.
ولا شك ان الطريقة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في العراق وقبله بأفغانستان، مثلت معالجة الخطأ بالخطأ، وأبلغ دليل على ذلك هو ان موجات الإرهاب اتسعت في عموم المنطقة، استتبعها تراجع الامن والاستقرار الى حد كبير، وغياب الظروف والمناخات الملائمة لتحقيق الإزدهار الاقتصادي، وتزايد الشد الطائفي ـ المذهبي الى حد كبير، ناهيك عن تكريس الوجود العسكري والمخابراتي الاميركي في المنطقة بدرجة اكبر مما كان عليها في السابق.
وطبيعي ان الحال في التدخل العسكري في سوريا، واعتباره الخيار الأول والأخير، واسقاط الخيارات الأخرى الأكثر واقعية وعملانية من الحسابات، سيخلق مزيداً من الازمات والكوارث، والعراق سيكون اكثر وأكبر المتضررين.

العراقيون عاشوا تجربة التدخل العسكري الاميركي
ويشير المالكي الى "ان المبادئ العراقية تعارض الحصار أو التدخل العسكري، ومع الجامعة العربية والمبادرة والحرية والديمقراطية وإجراء الانتخابات، وان الحكومة السورية والمعارضة قبلتا هذه المبادئ".
ولعل قرع طبول الحرب على سوريا يعد مؤشراً خطيراً، يخرج الصراع في هذا البلد من كونه يمثل حراكا شعبيا صرفا او صراعا بين المواطنين ونظامهم، الى جعل سوريا ساحة لمعارك وصراعات اقليمية ودولية. وهذا ما يراه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم.
ويعتبر الحكيم "ان استخدام السلاح الكيمياوي أفضل الذرائع للتدخل في سوريا"، ويتساءل عن "سبب استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي وهو يعرف أن استخدامه انتحار سياسي وقد صمد منذ سنتين واستطاع أن يحسن من واقعه على الأرض؟".. وهو سؤال منطقي يثير الكثير من علامات التعجب، مشيرا إلى أن النظام السوري يتأثر بقوى إقليمية ودولية كبيرة في العالم وقرار انتحاره السياسي لا يخصه وحده بعيداً عن تلك القوى في رد على القائلين بأن الأنظمة الشمولية لا تتصرف بطريقة منطقية في الغالب.
ويحذر رئيس المجلس الاعلى من الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة في انتقال المنطقة إلى مستوى جديد، مجددا الحديث عن خارطة جديدة للشرق الأوسط التي بدأت تتشكل والتحالفات الجديدة فيها، وضرورة ان يكون للعراق مواقف واضحة حيال ذلك على صعيد القول والفعل.
ويربط الكثيرون بين العمليات الارهابية الأخيرة التي وقعت في العراق مؤخراً، لا سيما تلك التي ضربت العاصمة بغداد يوم امس الاربعاء، وتفاعلات الأحداث في سوريا، اذ يقول النائب عن التحالف الوطني حيدر الحلي "ان هناك ارتباطاً واضحاً بين التفجيرات التي حدثت في بغداد، وما يحصل من أعمال إرهابية في سوريا، حيث ان المجاميع الإرهابية تريد فرض سيطرتها على العراق وسوريا من خلال هذه الأعمال، وإن قسما من قيادات ما يسمى بدولة الشام الإسلامية وجبهة النصرة، كانت مسجونة لدى الأميركيين في معسكرات سجن بوكا، قبل إطلاق سراحها، واولئك القياديون هم أنفسهم من قاموا اليوم بالتفجيرات الإرهابية".
ومن دون شك فإن اعلان حالة الاستنفار القصوى في العراق من قبل رئيس الوزراء يعكس حجم القلق من تأزم الأوضاع في سوريا في حال لجأت واشنطن الى استخدام القوة العسكرية ضدها، والقول بأن الخيار العسكري سوف يؤدي الى طريق مسدود، قول واقعي ومنطقي بالكامل.

الارهاب احد تداعيات التدخل الاميركي في العراق
وكان عدد من اعضاء التيار الصدري قد عقدوا مؤتمراً صحافياً في محافظة النجف الاشرف، اعلنوا فيه "ان التدخل العسكري الامريكي اذا ما حصل في سوريا فإنه يعد استهدافا للعراق واستهدافا للمنطقة بأسرها"، ودعا اعضاء التيار الصدري ابناء الشعب العراقي كافة الى الخروج بتظاهرات في عموم محافظات البلاد لاستنكار هذا التدخل.
ولا تبتعد كتل وكيانات وشخصيات سياسية عديدة في مواقفها عن المواقف المشار اليها، فالنائب عن "القائمة العراقية" قيس الشذر يرى "ان التدخل العسكري المحتمل في سورية، اذا ما تحقق فإنه سيعكس تداعيات كثيرة وخطيرة على المنطقة، وإننا نرفض أي عمل مسلح في سورية يذهب ضحيته المواطنون الأبرياء العالقون بين المتحاربين، سواء كان من جانب النظام او المعارضة".