ارشيف من :آراء وتحليلات
تحليل لـ ’رويترز’:’اسرائيل’ و’الرياض’ تؤيدان ضرب سوريا وايران
نشرت وكالة "رويترز" تقريرا تحليلياً أعده مراسلاها في القدس المحتلة جيفري هيلز وفي الرياض انجوس مكدوال عرضت فيه للقواسم المشتركة بين موقفي "إسرائيل" والسعودية بشأن سوريا، واستهلته بالإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما " لم يخيب فقط آمال المعارضة السورية برجوعه إلى الكونجرس قبل قصف دمشق" بل إنه أزعج أيضا الحليفين الرئيسين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، "إسرائيل" والسعودية اللتين تضغطان على صديقهما المشترك في البيت الأبيض لضرب الرئيس السوري بشار الأسد بقوة.
ولفتت "رويترز" إلى أن الجانبين يمارسان هذا الضغط وعينهما ليست على سوريا وحدها بل تنظران أيضا إلى عدوهما المشترك إيران، حيث تبدي "إسرائيل" خشيتها من أن يشجع تراجع اوباما عن الضربة إيران على تصنيع أسلحة نووية وهو ما يستدعي تصرفاً أحاديا من الجانب الإسرائيلي ضد طهران لأن "تل أبيب" لا يمكنها الوثوق في واشنطن كما جاء في تحليل رويترز.
خيبة اسرائيلية سعودية من عودة اوباما إلى الكونغرس
وعلى الرغم من أن السعودية ليس لديها نفس استعداد "إسرائيل" لمهاجمة إيران إلا أنها تشاطر "إسرائيل" قلقها من أن كليهما قد يفتقر الآن إلى الثقة بواشنطن للحد مما تعتبره الرياض مساعي إيرانية لبسط نفوذها على العالم العربي بحسب الوكالة التي استشهدت أيضا باستنتاج لإذاعة الجيش الإسرائيلي قال فيه: "إذا كان أوباما مترددا في موضوع سوريا فلا شك أنه سيكون أكثر ترددا بكثير في مسألة مهاجمة إيران ـ وهي خطوة يتوقع أن تكون أكثر تعقيدا ـ ومن ثم زادت احتمالات اضطرار "إسرائيل" إلى التحرك بمفردها".
ويقارن الإسرائيليون بين "الخط الأحمر" الذي وضعه نتنياهو لتحديد مدى اقتراب إيران من اكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية قبل شن ضربات إسرائيلية و"الخط الأحمر" الذي وضعه أوباما بخصوص استخدام الأسد أسلحة كيماوية والذي يبدو أنه تم تجاوزه دون قيام واشنطن بعمل عسكري حتى الآن.
وبحسب تحليل هيلز ومكدوال فان السعودية التي تعتمد بشدة على الولايات المتحدة في استيراد الأسلحة مثل "إسرائيل" دخلت في مواجهة تاريخية مع إيران بسبب النفوذ الإقليمي، وتعتبر الرياض اليوم الإطاحة بالرئيس السوري بمثابة إحباط لطموح إيران ليس في سوريا فحسب بل في سائر الدول العربية بما فيها دول الخليج.
الرياض تراهن على توجيه ضربة لسوريا لكبح ايران
وذكرت رويترز أنه "ما من أحد ينسى أن رغبة الملك السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران برزت في برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة ومن بينها برقية قال فيها مبعوث سعودي إن الملك يريد من واشنطن "قطع رأس الأفعى" لإنهاء التهديد النووي الذي تشكله طهران كما قال.
واستعان مراسلا "رويترز" بعدد من المحللين العرب والإسرائيليين من أجل فحص مصادر قلق الجانبين السعودي والإسرائيلي من تردد اوباما في ضرب سوريا. ونقل مكدوال عن سامي الفرج المحلل الكويتي الذي يقدم المشورة لمجلس التعاون الخليجي في القضايا الأمنية قوله إن الرياض وحلفاءها في المجلس يواجهون خطر الخروج خالي الوفاض من أحدث مساعيهم للحصول على دعم الولايات المتحدة في حملتهم لكبح جماح إيران.
وفي القواسم المشتركة بينهما تلفت "رويترز" إلى أن "إسرائيل" تشعر بالقلق من وجود إسلاميين متشددين في صفوف المعارضة السورية بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة، كما أن الرياض أيضا تتطلع إلى لجم القاعدة التي تصف الأسرة الحاكمة بأنها ألعوبة في يد الأمريكيين. كما أن الأزمة المصرية الراهنة دفعت الجانبين السعودي والإسرائيلي إلى اتخاذ موقف مشترك أكثر وضوحا في الضغط على واشنطن إذ آثرتا الجيش المصري على الإسلاميين على خلاف معظم المواقف العالمية، وذلك أيضا يعكس المخاوف المشتركة بينهما مما أسمته الوكالة "قوة الشعبوية الإسلامية" ومن إيران.
وفي حين أن بعض الزعماء الغربيين عبروا عن قلقهم من إطاحة الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز والحملة الأمنية الدامية على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها قال مسؤول في "إسرائيلي" إن توبيخ أوباما لقادة الجيش وتأجيل تسليم أربع طائرات حربية لمصر أثار "اندهاشا" في "إسرائيل" استنكارا لموقف الرئيس الأمريكي.
نتنياهو .. تحذير لوزرائه من عدم مراعاة واشنطن
ورغم ذلك ظل هذا الأمر طي الكتمان بعد أن أصدر نتنياهو "أمرا بالتزام الصمت" في الوقت الذي أبقى فيه الجيش الإسرائيلي على قنوات الاتصال مع القوات المسلحة المصرية مفتوحة. وعلى غير العادة كانت السعودية هي الأكثر انتقادا لواشنطن من بين حلفائها بسبب سياستها مع مصر. فبعد تلويح بعض المشرعين الأمريكيين بوقف المساعدات إلى الحكومة المصرية الجديدة قدمت الرياض وحلفاؤها في الخليج مساعدات وقروضا تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى القاهرة.
وبحسب تقرير رويترز فان "إسرائيل" أجرت مناقشات مباشرة وبهدوء مع البيت الأبيض وحثت أوباما على عدم التردد في دعم الجيش المصري وقالت إن الوقت قد حان للتحرك بخصوص سوريا، وأمر نتنياهو وزراءه بعدم انتقاد أوباما علانية بعد قرار الرئيس إحالة القضية السورية إلى الكونغرس، ونقلت عن مصدر بالحكومة أن رئيس الوزراء قال لمجلس وزرائه الأحد: "نحن في وسط حدث متواصل. لم ينته وهناك قضايا حساسة ودقيقة في الوقت الراهن. لا يوجد مجال هنا للتعليقات الفردية وأطلب منكم أن تتصرفوا بطريقة مسؤولة عندما يتعلق الأمر بحليفنا".
وتأمل "إسرائيل" أن يعطي الكونغرس لأوباما الضوء الأخضر لتوجيه ضربات ضد الأسد ولكن من المرجح أيضا أن تتوخى الحذر من نشر قوة الضغط الخاصة بها بين أعضاء الكونغرس. فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وعلى أي حال فقد أوضح الرئيس أن التهديدات التي تمثلها الأسلحة الكيماوية السورية لـ"إسرائيل" هي من بين مبرراته للحرب كما اورد مراسل "رويترز" من القدس المحتلة.
وتؤكد "رويترز" أن القول نفسه في تل أبيب يتردد في الرياض بشأن ضرب سوريا وتنقل عن عبد الله العسكر رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشورى التي قالت انه يتحدث بصفة شخصية قوله إن الضربات الأمريكية يجب أن تهدف إلى إنهاء حكم الأسد. كما نقلت عن المحلل الخليجي مصطفى العلاني الذي تربطه صلات جيدة مع المسؤولين السعوديين قوله إن المملكة تحذر واشنطن أيضا من أن عدم مهاجمة الأسد سيفيد عدوهما المشترك وهو القاعدة . وأضاف "عدم التحرك سيؤدي إلى تعزيز موقف المتطرفين موضحا أن يأس مقاتلي المعارضة من تقاعس أمريكا تجاه الوضع في سوريا سيدفع المزيد من المقاتلين لتحويل ولائهم إلى المتشددين الإسلاميين".
وتحدث مسؤول أمريكي عما وصفه "علاقة مستقرة"مع الرياض " في مجالات الأمن القومي الجوهرية". لكن المسؤول قال أيضا "في حين لا نتفق على كل قضية فإنه عندما نختلف في الرأي نجري مناقشات صادقة وصريحة، ومن المرجح استمرار هذا الأمر مثلما هو الحال مع "إسرائيل" فيما يتعلق بإيران. هذا من جانب المملكة أما من جانب "إسرائيل"، وفيما يتعلق بالقضية الإيرانية فان جادي شامني الذي شغل منصب الملحق العسكري الإسرائيلي في الولايات المتحدة حتى العام الماضي يلفت إلى انه "كنا في أوقات في نفس الكتاب ثم في نفس الفصل.. الآن نحن في نفس الصفحة. هناك الكثير من تدفق المعلومات المخابراتية ووجهات النظر والتفاهم".
الرياض تريد من الضربة تغير النظام في سوريا
وتختم "رويترز" تحليلها بالإشارة إلى انه على الرغم من أن اوباما ينفي سعيه "لتغيير النظام" بعكس ما تريده الرياض وتل أبيب فان هذا لا يعني أنهم لن يستمروا في الضغط من اجل تحقيق ذلك كما يقول روبرت جوردان سفير الولايات المتحدة لدى الرياض في الفترة من عام 2001 إلى 2003.
ولفتت "رويترز" إلى أن الجانبين يمارسان هذا الضغط وعينهما ليست على سوريا وحدها بل تنظران أيضا إلى عدوهما المشترك إيران، حيث تبدي "إسرائيل" خشيتها من أن يشجع تراجع اوباما عن الضربة إيران على تصنيع أسلحة نووية وهو ما يستدعي تصرفاً أحاديا من الجانب الإسرائيلي ضد طهران لأن "تل أبيب" لا يمكنها الوثوق في واشنطن كما جاء في تحليل رويترز.
خيبة اسرائيلية سعودية من عودة اوباما إلى الكونغرس
وعلى الرغم من أن السعودية ليس لديها نفس استعداد "إسرائيل" لمهاجمة إيران إلا أنها تشاطر "إسرائيل" قلقها من أن كليهما قد يفتقر الآن إلى الثقة بواشنطن للحد مما تعتبره الرياض مساعي إيرانية لبسط نفوذها على العالم العربي بحسب الوكالة التي استشهدت أيضا باستنتاج لإذاعة الجيش الإسرائيلي قال فيه: "إذا كان أوباما مترددا في موضوع سوريا فلا شك أنه سيكون أكثر ترددا بكثير في مسألة مهاجمة إيران ـ وهي خطوة يتوقع أن تكون أكثر تعقيدا ـ ومن ثم زادت احتمالات اضطرار "إسرائيل" إلى التحرك بمفردها".
ويقارن الإسرائيليون بين "الخط الأحمر" الذي وضعه نتنياهو لتحديد مدى اقتراب إيران من اكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية قبل شن ضربات إسرائيلية و"الخط الأحمر" الذي وضعه أوباما بخصوص استخدام الأسد أسلحة كيماوية والذي يبدو أنه تم تجاوزه دون قيام واشنطن بعمل عسكري حتى الآن.
وبحسب تحليل هيلز ومكدوال فان السعودية التي تعتمد بشدة على الولايات المتحدة في استيراد الأسلحة مثل "إسرائيل" دخلت في مواجهة تاريخية مع إيران بسبب النفوذ الإقليمي، وتعتبر الرياض اليوم الإطاحة بالرئيس السوري بمثابة إحباط لطموح إيران ليس في سوريا فحسب بل في سائر الدول العربية بما فيها دول الخليج.
الرياض تراهن على توجيه ضربة لسوريا لكبح ايران
واستعان مراسلا "رويترز" بعدد من المحللين العرب والإسرائيليين من أجل فحص مصادر قلق الجانبين السعودي والإسرائيلي من تردد اوباما في ضرب سوريا. ونقل مكدوال عن سامي الفرج المحلل الكويتي الذي يقدم المشورة لمجلس التعاون الخليجي في القضايا الأمنية قوله إن الرياض وحلفاءها في المجلس يواجهون خطر الخروج خالي الوفاض من أحدث مساعيهم للحصول على دعم الولايات المتحدة في حملتهم لكبح جماح إيران.
الرياض وحلفاؤها يواجهون خطر الخروج خالي الوفاض من أحدث مساعيهم للحصول على دعم الولايات المتحدة في حملتهم لكبح جماح إيران |
وفي القواسم المشتركة بينهما تلفت "رويترز" إلى أن "إسرائيل" تشعر بالقلق من وجود إسلاميين متشددين في صفوف المعارضة السورية بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة، كما أن الرياض أيضا تتطلع إلى لجم القاعدة التي تصف الأسرة الحاكمة بأنها ألعوبة في يد الأمريكيين. كما أن الأزمة المصرية الراهنة دفعت الجانبين السعودي والإسرائيلي إلى اتخاذ موقف مشترك أكثر وضوحا في الضغط على واشنطن إذ آثرتا الجيش المصري على الإسلاميين على خلاف معظم المواقف العالمية، وذلك أيضا يعكس المخاوف المشتركة بينهما مما أسمته الوكالة "قوة الشعبوية الإسلامية" ومن إيران.
وفي حين أن بعض الزعماء الغربيين عبروا عن قلقهم من إطاحة الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي في يوليو/ تموز والحملة الأمنية الدامية على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها قال مسؤول في "إسرائيلي" إن توبيخ أوباما لقادة الجيش وتأجيل تسليم أربع طائرات حربية لمصر أثار "اندهاشا" في "إسرائيل" استنكارا لموقف الرئيس الأمريكي.
نتنياهو .. تحذير لوزرائه من عدم مراعاة واشنطن
وبحسب تقرير رويترز فان "إسرائيل" أجرت مناقشات مباشرة وبهدوء مع البيت الأبيض وحثت أوباما على عدم التردد في دعم الجيش المصري وقالت إن الوقت قد حان للتحرك بخصوص سوريا، وأمر نتنياهو وزراءه بعدم انتقاد أوباما علانية بعد قرار الرئيس إحالة القضية السورية إلى الكونغرس، ونقلت عن مصدر بالحكومة أن رئيس الوزراء قال لمجلس وزرائه الأحد: "نحن في وسط حدث متواصل. لم ينته وهناك قضايا حساسة ودقيقة في الوقت الراهن. لا يوجد مجال هنا للتعليقات الفردية وأطلب منكم أن تتصرفوا بطريقة مسؤولة عندما يتعلق الأمر بحليفنا".
وتأمل "إسرائيل" أن يعطي الكونغرس لأوباما الضوء الأخضر لتوجيه ضربات ضد الأسد ولكن من المرجح أيضا أن تتوخى الحذر من نشر قوة الضغط الخاصة بها بين أعضاء الكونغرس. فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وعلى أي حال فقد أوضح الرئيس أن التهديدات التي تمثلها الأسلحة الكيماوية السورية لـ"إسرائيل" هي من بين مبرراته للحرب كما اورد مراسل "رويترز" من القدس المحتلة.
أمر نتنياهو وزراءه بعدم انتقاد أوباما علانية بعد قرار الرئيس إحالة القضية السورية إلى الكونغرس |
وتؤكد "رويترز" أن القول نفسه في تل أبيب يتردد في الرياض بشأن ضرب سوريا وتنقل عن عبد الله العسكر رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشورى التي قالت انه يتحدث بصفة شخصية قوله إن الضربات الأمريكية يجب أن تهدف إلى إنهاء حكم الأسد. كما نقلت عن المحلل الخليجي مصطفى العلاني الذي تربطه صلات جيدة مع المسؤولين السعوديين قوله إن المملكة تحذر واشنطن أيضا من أن عدم مهاجمة الأسد سيفيد عدوهما المشترك وهو القاعدة . وأضاف "عدم التحرك سيؤدي إلى تعزيز موقف المتطرفين موضحا أن يأس مقاتلي المعارضة من تقاعس أمريكا تجاه الوضع في سوريا سيدفع المزيد من المقاتلين لتحويل ولائهم إلى المتشددين الإسلاميين".
وتحدث مسؤول أمريكي عما وصفه "علاقة مستقرة"مع الرياض " في مجالات الأمن القومي الجوهرية". لكن المسؤول قال أيضا "في حين لا نتفق على كل قضية فإنه عندما نختلف في الرأي نجري مناقشات صادقة وصريحة، ومن المرجح استمرار هذا الأمر مثلما هو الحال مع "إسرائيل" فيما يتعلق بإيران. هذا من جانب المملكة أما من جانب "إسرائيل"، وفيما يتعلق بالقضية الإيرانية فان جادي شامني الذي شغل منصب الملحق العسكري الإسرائيلي في الولايات المتحدة حتى العام الماضي يلفت إلى انه "كنا في أوقات في نفس الكتاب ثم في نفس الفصل.. الآن نحن في نفس الصفحة. هناك الكثير من تدفق المعلومات المخابراتية ووجهات النظر والتفاهم".
الرياض تريد من الضربة تغير النظام في سوريا