ارشيف من :آراء وتحليلات
الاقتراح الروسي: خطوة مفصلية على طريق انتصار سوريا
وصل أوباما إلى البيت الأبيض تحت شعارات التراجع عن النهج الحربجي الذي اعتمدته الإدارات الأميركية المتعاقبة والذي توج بالهزائم التي منيت بها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وغيرهما. وتحت هذه الشعارات أنجز انسحاباً من العراق، وسعى إلى انسحاب مماثل من أفغانستان، ووعد خصوصاً بتصحيح العلاقات مع العالم الإسلامي، وبالعمل من أجل تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
وبغض النظر عن صدق أو كذب نواياه السلمية التي منح على أساسها جائزة نوبل للسلام بعد مضي أقل من عام على فوزه بالرئاسة، فقد كان من غير الممكن لأوباما أن يتجاهل الواقع المتمثل بالموقع المميز للحرب كتراث عريق في سياسات الولايات المتحدة، وكوسيلة طالما اعتمدتها في فرض مشاريع الهيمنة، وكخيار أثير تتمسك به شبكات لا متناهية من المجمعات المالية والصناعية وجماعات الضغط وغيرها من الجهات التي تسهم في صياغة القرار الأميركي.
لذا، اختار أوباما، وهذا أمر دلل عليه تطور الأحداث والمواقف، طريقاً تصور أنه لا يجبره على التراجع عن خياره السلمي ولا على القطيعة مع التقليد الحربجي الأميركي. ذلك الطريق هو ما عرف بالحرب الناعمة أو الحرب غير المباشرة.
روسيا ادارت مفاوضات ناجحة منعت الضربة الاميركية
والمعروف أن أحد أهم أركان هذه الحرب هو الحرب بالوكالة، أي استخدام جهات أخرى في شن حروب الولايات المتحدة مع احتفاظ هذه الأخيرة بمهمة تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة، إضافة إلى احتفاظها بميزة عدم التورط المباشر وما قد يلحقه ذلك بالولايات المتحدة من خسائر لم تعد قادرة على تحملها في ظل أزماتها الاجتماعية والمالية والسياسية الخانقة.
والمعروف أيضاً أن هذا الأسلوب قد طبق وأثبت ناجعيته إلى حد ما في ما سمي بثورات الربيع العربي، وخصوصاً في ليبيا. لكن تطبيقه في سوريا لم يصادف النجاح المطلوب. وكان عدم نجاحه هو الأساس في رفع منسوب التوتر الحالي حول سوريا، وما يرافق ذلك من خطر دخول المنطقة والعالم في حرب من الواضح أن أحداً لا يمكنه تجاهل تداعياتها الكارثية على المنطقة والعالم.
وبالتوازي مع ظهور المؤشرات الأولى على فشل الحرب الناعمة في تحقيق أغراضها داخل سوريا، ارتفعت وتيرة المطالبة بالتدخل العسكري من قبل الناتو وتحديداً من قبل الولايات المتحدة، بهدف معلن هو إسقاط النظام السوري. وقد تم تبني هذا المطلب من قبل المعارضات السورية المسلحة والجماعات الإرهابية ودول الخليج وتركيا والعديد من الدول الأوروبية.
وبالتنسيق مع الجهات الأميركية غير المتحمسة لأسلوب الحرب الناعمة، مورست على الرئيس أوباما شتى أنواع الضغوط بهدف دفعه إلى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري المباشر. لكن أوباما لم يتراجع أمام هذه الضغوط. ومن هنا شنت عليه حملات شعواء، وأطلقت عليه نعوت "المتردد" و"المتلكئ" و"الجبان" والمتسبب بامتهان الجيش الأميركي وعظمة الدولة الأميركية.
الديبلوماسية الروسية تفوقت على نظيرتها الاميركية
والأكيد أن التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش السوري في الفترة الأخيرة والذي بدا أن تداعياته قد بدأت تنعكس سلباً ليس فقط على الجماعات المسلحة داخل سوريا، بل أيضاً على مستوى الحلف الإقليمي المعادي لسوريا، قد أضعف موقف أوباما وأجبره على اتخاذ القرار بتوجيه ضربات محدودة إلى سوريا.
وقد كان من الواضح أن الهدف الحقيقي من هذه الضربات هو تمكين الجماعات المسلحة من استعادة المبادرة على طريق السعي من أجل تحقيق الهدف المطروح منذ البداية، أي إسقاط سوريا بوصفها حلقة مركزية في محور المقاومة الذي أثبت قدرته على مواجهة المشروع الصهيو ـ أميركي في المنطقة.
أما وضع هذه الضربات في إطار منع النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه، فلا يعدو كونه كذبة مبتذلة من نوع الأكاذيب التي استخدمت من أجل تبرير غزو العراق، خصوصاً بعدما تراكمت الأدلة على أن الجماعات المسلحة هي التي استخدمت هذا السلاح.
ومع تحول أوباما من رئيس "متردد" و"جبان"، قبل اتخاذ قراره الحربجي، إلى رئيس "طائش" بعد اتخاذ ذلك القرار وعجزه عن تنفيذه، جاء الاقتراح الروسي بخصوص السلاح الكيميائي السوري بمثابة ضربة معلم ديبلوماسية بارعة، بقدر ما كبلت أوباما في حبائل الكذبة وأفسحت المجال، في آن معاً، أمام أوباما للتراجع مع حفظ ماء الوجه، وما يعنيه ذلك من تجنيب سوريا والمنطقة والعالم خطر الحرب الشاملة، وأمام سوريا لاستكمال عملها الميداني في تدمير الجماعات المسلحة وبالتالي، في إعادة رسم خارطة المنطقة بالشكل الأكثر تناسباً مع مصالح شعوبها.
وبغض النظر عن صدق أو كذب نواياه السلمية التي منح على أساسها جائزة نوبل للسلام بعد مضي أقل من عام على فوزه بالرئاسة، فقد كان من غير الممكن لأوباما أن يتجاهل الواقع المتمثل بالموقع المميز للحرب كتراث عريق في سياسات الولايات المتحدة، وكوسيلة طالما اعتمدتها في فرض مشاريع الهيمنة، وكخيار أثير تتمسك به شبكات لا متناهية من المجمعات المالية والصناعية وجماعات الضغط وغيرها من الجهات التي تسهم في صياغة القرار الأميركي.
لذا، اختار أوباما، وهذا أمر دلل عليه تطور الأحداث والمواقف، طريقاً تصور أنه لا يجبره على التراجع عن خياره السلمي ولا على القطيعة مع التقليد الحربجي الأميركي. ذلك الطريق هو ما عرف بالحرب الناعمة أو الحرب غير المباشرة.
روسيا ادارت مفاوضات ناجحة منعت الضربة الاميركية
والمعروف أيضاً أن هذا الأسلوب قد طبق وأثبت ناجعيته إلى حد ما في ما سمي بثورات الربيع العربي، وخصوصاً في ليبيا. لكن تطبيقه في سوريا لم يصادف النجاح المطلوب. وكان عدم نجاحه هو الأساس في رفع منسوب التوتر الحالي حول سوريا، وما يرافق ذلك من خطر دخول المنطقة والعالم في حرب من الواضح أن أحداً لا يمكنه تجاهل تداعياتها الكارثية على المنطقة والعالم.
وبالتوازي مع ظهور المؤشرات الأولى على فشل الحرب الناعمة في تحقيق أغراضها داخل سوريا، ارتفعت وتيرة المطالبة بالتدخل العسكري من قبل الناتو وتحديداً من قبل الولايات المتحدة، بهدف معلن هو إسقاط النظام السوري. وقد تم تبني هذا المطلب من قبل المعارضات السورية المسلحة والجماعات الإرهابية ودول الخليج وتركيا والعديد من الدول الأوروبية.
وبالتنسيق مع الجهات الأميركية غير المتحمسة لأسلوب الحرب الناعمة، مورست على الرئيس أوباما شتى أنواع الضغوط بهدف دفعه إلى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري المباشر. لكن أوباما لم يتراجع أمام هذه الضغوط. ومن هنا شنت عليه حملات شعواء، وأطلقت عليه نعوت "المتردد" و"المتلكئ" و"الجبان" والمتسبب بامتهان الجيش الأميركي وعظمة الدولة الأميركية.
الديبلوماسية الروسية تفوقت على نظيرتها الاميركية
وقد كان من الواضح أن الهدف الحقيقي من هذه الضربات هو تمكين الجماعات المسلحة من استعادة المبادرة على طريق السعي من أجل تحقيق الهدف المطروح منذ البداية، أي إسقاط سوريا بوصفها حلقة مركزية في محور المقاومة الذي أثبت قدرته على مواجهة المشروع الصهيو ـ أميركي في المنطقة.
أما وضع هذه الضربات في إطار منع النظام السوري من استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه، فلا يعدو كونه كذبة مبتذلة من نوع الأكاذيب التي استخدمت من أجل تبرير غزو العراق، خصوصاً بعدما تراكمت الأدلة على أن الجماعات المسلحة هي التي استخدمت هذا السلاح.
ومع تحول أوباما من رئيس "متردد" و"جبان"، قبل اتخاذ قراره الحربجي، إلى رئيس "طائش" بعد اتخاذ ذلك القرار وعجزه عن تنفيذه، جاء الاقتراح الروسي بخصوص السلاح الكيميائي السوري بمثابة ضربة معلم ديبلوماسية بارعة، بقدر ما كبلت أوباما في حبائل الكذبة وأفسحت المجال، في آن معاً، أمام أوباما للتراجع مع حفظ ماء الوجه، وما يعنيه ذلك من تجنيب سوريا والمنطقة والعالم خطر الحرب الشاملة، وأمام سوريا لاستكمال عملها الميداني في تدمير الجماعات المسلحة وبالتالي، في إعادة رسم خارطة المنطقة بالشكل الأكثر تناسباً مع مصالح شعوبها.