ارشيف من :آراء وتحليلات

نازحو سوريا على طاولة المؤتمر الدولي في نيويورك

نازحو سوريا على طاولة المؤتمر الدولي في نيويورك

منذ اسابيع تحولت دوائر قصر بعبدا الى ورشة عمل  لتحضير الملفات التي حملھا رئيس الجمھورية العماد ميشال سليمان وفريقه الاستشاري الى مؤتمر دعم لبنان الذي ينعقد في 25 الجاري على ھامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.


وأوضحت مصادر قصر بعبدا أن ھذا المؤتمر يكتسب أھمية كبرى لأنه الأول من نوعه بھذا المستوى "إذ اعتدنا أن يصار الى اجتماعات من أجل لبنان عندما تمر البلاد في حالات استثنائية وطارئة، أما الآن وفيما يعكس الجميع أن لبنان لم يعد في أولويات المجتمع الدولي، فقد تمكنا من إعادته الى  الأولويات الدولية، حيث سيخصص ھذا المؤتمر للبنان فقط وستحضره الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومسؤولة الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وممثلون للبنك الدولي والمفوضية العليا للاجئين. وفي المرحلة الثانية بعد نحو شھر أو شھرين، ستنضم الى ھذا المؤتمر في اجتماعه الثاني كل دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية".

وعلم أن الرئيس سليمان سيركز في كلمته أمام الجمعية العمومية على مشكلة تدفق اللاجئين السوريين الذي بلغ نحو 40 في المئة من مجموع السكان البالغ أربعة ملايين ونصف مليون لبناني، الى مليون و 300 الف سوري ونصف مليون فلسطيني: 470  ألفا كانوا قبل الأزمة السورية يضاف إليھم 70 ألفاً أتوا من سوريا، و 40 ألف عراقي.

وسيخاطب سليمان المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في تحمل أعباء اللاجئين السوريين المنتشرين في مختلف المناطق اللبنانية من حيث الغذاء والسكن والتطبيب، إضافة الى صعوبة ضبط تحركاتھم. وسيعيد الى الأذھان أن المبالغ التي كان أقرھا المؤتمر الدولي لدعم اللاجئين السوريين الذي انعقد في الكويت بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يسدد منھا إلا مبلغ لا يصل الى نصف ما تقرر.

بعض اوساط القصر الجمهوري تراهن على الاستفادة من انعقاد مؤتمر ظاهره  بحث مسألة اللاجئيين السوريين اما باطنه هو العمل على حرفه باتجاه تحويله الى مظلة لتدويل لبنان  تحت عنوان تحييده من الازمات العاصفة في المنطقة ، وتشير مصادر الى أنه ليس أمرا عاديا أن تكون الدول المنقسمة حول سوريا، وھي روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ھي ذاتھا متوافقة على دعم استقرار لبنان عبر تحييده عن تداعيات أزمات المنطقة.

وتوضح أن ھذه الدول متوافقة على عقد اجتماع خاص بلبنان وفي الأمم المتحدة بالذات للتأكيد على جملة من النقاط الأساسية تخص لبنان حصرا أبرزھا أربع:
دعم استقرار لبنان وتحييده عن الأزمات المحيطة بالمنطقة.
دعم الاقتصاد اللبناني والمؤسسات الشرعية.
دعم الجيش اللبناني الضامن لجميع اللبنانيين في أمنھم وسلامھم.
دعم الجھد القائم في مواجھة عبء النازحين السوريين المتعاظم يوما بعد آخر، والمرشح للمزيد في حال طال امد  الازمة في سوريا.

وتقول المصادر إن ھذا الاجتماع الدولي خاص بلبنان ولبحث مختلف التحديات التي تواجھه وليس فقط موضوع النازحين السوريين، لأن موضوع النازحين ھو موضوع متابعة موازية في جنيف من خلال الاجتماعات المتتالية التي يعقدھا المفوض السامي لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انتسينيو غيتيريس، ليس فقط لتوفير الأموال اللازمة، إنما أيضاً، وھذا الجديد الذي يتجاوب مع المطلب اللبناني، من أجل تقاسم الأعباء والأعداد وفقا لقدرة الدول على الاستيعاب إقتصاديا وجغرافيا وأمنيا.
 
وتضيف المصادر إنه حصل اجتماعان لغاية الآن في جنيف، الأول اجتماع عقد على مستوى السفراء لدول الجوار السوري التي تعاني من تدفق النازحين، والثاني اجتماع على مستوى الوزراء لدول الجوار. وسيعقد في الثلاثين من الشھر الجاري اجتماع يحضره ممثلون لخمس وثمانين دولة من دول العالم للبحث في كيفية معالجة مشكلة النازحين في جميع الدول المضيفة من مختلف جوانبھا.

وتراهن بعض المصادر على ان الأكثر أھمية في مؤتمر نيويورك أنه سيعيد الوھج للمظلة الدولية والإقليمية والعربية الحامية للبنان منذ الطائف، بعدما شعر اللبنانيون في الفترة الأخيرة أن ھذه المظلة آخذة بالانحسار  و ذكّرت اللبنانيين بأھوال الحرب الأھلية...

وفي كل الحالات تراهن اوساط بعبدا الاكثر تفاؤلا ان نتائج المؤتمر سوف تكون دعم لبنان لمواجهة ازمة النازحين السوريين ودعم رئيس الجمهورية لدعم تحييد لبنان . وهذه خطوة ضرورية لترجمة حلم التمديد .


2013-09-23