ارشيف من :آراء وتحليلات

عقود من التدخل الاسرائيلي السري والمنظم في القرن الافريقي

عقود من التدخل الاسرائيلي السري والمنظم في القرن الافريقي
عند فجر اليوم الاثنين شنت مجموعات من الجيش الكيني مدعومة بنحو عشرين عنصرا من الكوماندوس الاسرائيلي هجوما ثانيا على مقاتلي حركة الشباب المسلم الصومالي الذين يتحصنون داخل مجمع تجاري منذ يوم السبت الماضي، وقد سمعت أصوات انفجارات عنيفة قبل حصول اشتباكات لمدة ربع ساعة، ويبدو ان هذه المحاولة قد فشلت مثل سابقتها مساء امس الأحد حيث اسفرت عن مقتل العشرات من الرهائن رغم تبجح السلطات الكينية بأنها حررت معظم هؤلاء.

وشكل تدخل "إسرائيل" الأمني والعسكري في هذه العملية مفارقة كبيرة، حيث انها المرة الأولى التي تعلن فيها "إسرائيل" رسميا عن إرسال مجموعة من رجال الكوماندوس لديها الى بلد من بلدان القرن الأفريقي الذي طالما نفت أي وجود لها فيه منذ هجوم القوات الإرتيرية على جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر في تسعينات القرن الماضي وصولا إلى تقسيم السودان والوجود الإسرائيلي الكبير في جنوبه ومن ثم مشروع سد "النهضة" أو سد "الألفية" الذي تقيمه أثيوبيا على النيل الأزرق ما يهدد امن مصر المائي بشكل استراتيجي وحيوي.

هذا العمل العسكري الإسرائيلي في القرن الأفريقي مقابل سواحل الصومال حيث المعبر الاستراتيجي لشحن النفط والبضائع، جاء بعد عقود من الدخول الاسرائيلي المنظم والسري الى هذه المنطقة الحيويّة من العالم والتي تعتبر بوابة الخليج والشرق الأوسط ومفتاح التجارة مع دول المنظومات البحرية في الغرب خصوصا دول امريكا الشمالية .

دخل النفوذ الإسرائيلي الى بلدان القرن الأفريقي مستغلا الضعف المصري خلال العقود الماضية، وغياب أية سياسة افريقية لمصر خلال حقبة حسني مبارك، حيث بدأت إسرائيل دخولها القوي عبر عمليات بيع الأسلحة والدعم اللوجستي وعمليات التدريب والمشاريع الزراعية الكبرى في تلك المنطقة.

عقود من التدخل الاسرائيلي السري والمنظم في القرن الافريقي
وحدات من الجيش الكيني تهاجم المركز التجاري
وفي العام 2009 قام وزير الخارجية اسرائيلي أفيدغور ليبرمان بزيارة الى كينيا توجت النفوذ الإسرائيلي المتعاظم في هذا البلد. كما يروي صحافيون أفارقة في حديث لـموقع "العهد الاخباري" أن "الوزير الإسرائيلي كان يومها برفقة وفد كبير من رجال الأعمال الإسرائيليين، وكان العنوان الرئيس للزيارة تعميق التعاون الزراعي ومساعدة أفريقيا بالخبرات الزراعية الإسرائيلية".

وتضيف المصادر الصحفية أن ضمن الوفد الرسمي الإسرائيلي كان هناك فريق كامل من "الموساد" ومن مؤسسة (سيباط) وهي المؤسسة الموكلة القيام بتصدير السلاح الإسرائيلي الى الخارج، كما كان هناك ممثل عن مؤسسة الطيران الإسرائيلية ضمن هذا الوفد.

وكان موقع "المنبر اليهودي" الفرنسي قد أعلن في كانون اول/ديسمبر عام 2012 ان "إسرائيل إنشأت قاعدة عسكرية في أريتريا لمراقبة التحركات الإيرانية في البحر الأحمر" ونسب الموقع في حينه "الى مصادر دبلوماسية ان وحدات بحرية اسرائيلية توجد في خليجي (دهلق وماساوا) في اريتريا فضلا عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في قمة جبل (أمبا ساورا)"

وتبيع الصناعات العسكرية الإسرائيلية لدول مثل اثيوبيا وكينيا طائرات من دون طيار منذ العام 2008 عبر رجل أعمال إسرائيلي اسمه سامويل شتيرن، ويملك أعمالا في دولة أفريقيا الوسطى، وتقدر مبيعات إسرائيل من السلاح لهذه الدول بنحو 800 مليون دولار سنويا، كما تبيع أسلحة وذخائر لكل من دولة جنوب السودان واثيوبيا ودولة بنين.
2013-09-23