ارشيف من :آراء وتحليلات
انجيلا ميركيل: مستشارة ألمانيا والاتحاد الاوروبي
"يا ألمانيا العزيزة، تذكري أنك تصوتين لأجل مستقبل الاتحاد الاوروبي". ان هذه التغريدة على تويتر التي سبق لـ سوني كابور، مدير المؤسسة الاقتصادية Re-Define، ان كتبها، تلخص كم كانت الانتخابات الالمانية هامة لأوروبا. ومعلوم أنه لمدة شهور طويلة، خلال الحملة الانتخابية الالمانية، فإن القرارات الهامة المتعلقة بمنطقة اليورو، وانجاز مشروع الاتحاد البنكي الاوروبي المرتقب، ومصير دفعات الانقاذ للبلدان الاوروبية الواقعة في الأزمة، كلها تمكث في "غرفة الانتظار" حتى نهاية الانتخابات الالمانية.
وبالرغم من ان حزب انجيلا ميركيل (حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الفائز، لم يفز بالأكثرية المطلقة التي تمكنه من تشكيل حكومة منفردة، فإن غالبية المحللين يجمعون أنه من المستبعد جدا ان لا تحصل انجيلا ميركيل على ولاية ثالثة على رأس الاقتصاد الالماني الذي هو الأكبر في اوروبا. وحتى اذا لم تستطع ميركيل تشكيل حكومة ائتلافية مع الاحزاب الصغيرة، فإنها مرشحة كي تكون على رأس "تحالف كبير" بين حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" وبين الحزب الرئيسي المنافس "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، اي كما حدث خلال الولاية الاولى لميركيل. ولكن هذا الاحتمال يواجه صعوبة في الحصول على موافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لأن الاشتراكيين لا يحتفظون بذكريات جيدة عن تجربة الائتلاف في المرة السابقة. وتواجه انجيلا ميركيل الآن صعوبتين: الاولى ـ المحادثات الصعبة مع الإشتراكيين الديمقراطيين لأجل تشكيل حكومة ائتلافية. والثانية ـ مواجهة الازمة في منطقة اليورو.
وقد وجه وزير المالية فولفغانغ شويبلي رسالة تطمين الى أوروبا في تصريح قال فيه "سوف نستمر بالتأكيد في الاضطلاع بدورنا كمرساة للاستقرار، وكمحرك للتنمية، واكثر من ذلك، سوف نستمر في المحافظة على سلامة وحدة اوروبا". ومن المتوقع ان يستمر شويبلي في شغل منصبه، بالرغم من ظهور بعض الخلافات بينه وبين ميركيل بخصوص ازمة اليورو.
وقد هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انجيلا ميركيل وتطرق الاثنان الى الرغبة في "تعاون وثيق بين المانيا وفرنسا لاجل مواجهة التحديات الجديدة". وأعلن في باريس ان ميركيل هي مدعوة للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا بعد تشكيل حكومتها الائتلافية. ومن المتوقع انه اذا دخل الاشتراكيون الالمان في الحكومة الائتلافية لميركيل، فإن هذا سيسهل العلاقات مع فرنسا التي يحكمها الاشتراكيون بزعامة اولاند.
وادلى مرشح الاشتراكيين بيير شتاينبريوك بتصريح قال فيه "اننا لم نخض معركة خالية من المحتوى". وبعد اعلان النتائج ألقت ميركيل في انصارها كلمة قصيرة قالت فيها إنها سوف تقود ألمانيا في ولاية ثالثة بمسؤولية وبنجاح. وان الحديث عن الائتلاف مع الاشتراكيين هو سابق لاوانه.
وفي تصريح آخر قالت ميركيل ان اوروبا تمتلك 7% من تعداد سكان العالم، و25% من الناتج المحلي القائم العالمي، و50% من النفقات العالمية على الشؤون الاجتماعية. وبهذه الارقام فإن الاتحاد الاوروبي لا ينبغي ان يتوقف عند النقطة التي هو فيها الآن، اذا لم يكن يريد ان يتخلف في العالم المعولم،الذي ستحتل فيه الاقتصادات الديناميكية كالصين والبرازيل مركز الزعامة. ولكنها لم تذكر كيف ستعمل لاخراج الاتحاد الاوروبي من ازمته الراهنة ولقيادته نحو مستقبل مشرق.
ويقول الكثير من المعلقين انه بعد ظهور نتائج الانتخابات الالمانية وتشكيل الحكومة الالمانية الجديدة ستنجلي الكثير من الشؤون الاوروبية المعلقة. وفي هذا السياق تقول مجلة Forbes انه بعد ان تختار انجيلا ميركيل شريكها الائتلافي فهي ستأخذ مكانها القيادي في اوروبا وستعمل على تحديد الى أين ستسير منطقة اليورو، وما هي التحولات التي ستجري في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، وكيف ستكون صلاحياتها الجديدة، وماذا سيكون دور وتشكيل المفوضية الاوروبية الجديدة (التي سيتم انتخابها في العام المقبل)، وباختصار كيف سيصبح الاتحاد الاوروبي.
ويقول بعض الخبراء: قبل عشر سنوات كانت وزارة الخارجية هي التي تهتم بشكل خاص بالشؤون الاوروبية، ولكن الآن تبدلت الامور، فالمستشارية هي التي تهتم بشكل رئيسي بالشؤون الاوروبية، وكذلك وزارة المالية. وبعد الانتخابات فإن المانيا تفضل اتباع نهج براغماتي وحذر في منطقة اليورو مع التركيز على الادارة الاقتصادية، واستراتيجية التغلب على الازمة. هذه هي الفكرة الاساسية، ولهذا فإن ميركيل تكرر دائما الارقام 7-25-50.
انجيلا ميركل ... ولاية ثالثة
ويقول احد الخبراء "ان التركيز الرئيسي في ولايتها الثالثة سيكون على انقاذ منطقة اليورو، وتكييف اوروبا مع موديل اقتصاد السوق القائم. هذه هي مهمتها الرئيسية في السنوات الاربع القادمة، وهي المهمة التي ستخضع لها كل الشؤون الاخرى".
ويضيف اولريكي بيلاند، مدير السياسة الاقتصادية في غرفة الصناعة والتجارة الالمانية (DIHK): وهذا لا يعني انه لا يوجد ما يعمل على المستوى الداخلي. "فأهم شيء ينبغي على الحكومة الجديدة ان تركز عليه، هو الاصلاحات في المانيا. لا ينبغي فقط ان نقول للاخرين ماذا عليهم ان يعملوا، بل وان ننظر ماذا علينا ان نعمل نحن هنا". واول شيء ترى غرفة الصناعة ان على الحكومة الجديدة الاهتمام به لاجل قطاع الاعمال الالماني هو ارتفاع اسعار الطاقة، بسبب التحول من الطاقة النووية الى الطاقة المتجددة. "فقد اصبح هناك توجه لدى الشركات بأن تخفض توظيفاتها في المانيا وان تزيد التوظيفات في البلدان الاخرى، بسبب اسعار الطاقة. حتى الآن لا يوجد تراجع في الشركات التي تستهلك الطاقة كثيرا، ولكن ينبغي ان نكون حذرين كي لا نصل الى هذه اللحظة. ويمكن ان تكون هذه اللحظة قريبة، اذا لم نعمل بسرعة".
وحسب رأي سيباستيان دوليان من مكتب برلين للمجلس الاوروبي للسياسة الخارجية، فإن اهم ما ينبغي القيام به هو زيادة التوظيفات العامة، والنفقات على البحوث والنشاط التنموي وميزانية التعليم. "وهذا يمكن ان يتم فقط بواسطة دين دولة اكبر او ضرائب اكبر. ولكن ايا من الاحزاب الكبيرة لم تدخل ذلك في برامجها الانتخابية، كما انها لم تتحدث عنه سلبا". ولكن بدون ذلك فإن الاعجوبة الاقتصادية الالمانية يمكن ان تفقد ألقها، يحذر هذا الخبير.
ولكن بالرغم من جميع التحديات الداخلية، فإن الجميع ينتظرون: هل ان انجيلا ميركيل ستنجح، وكيف، في انقاذ وتغيير اوروبا.
ويقول احد الخبراء: لو سئلت ميركيل بماذا تعلق على المظاهرات ضدها في اليونان والبرتغال لاجابت "هذا يسرني. ان اوروبا هي قارة التعبير الحر عن الاراء". وهي قد اعلنت "التعبير الحر، الحدود المفتوحة، حرية المعتقد الديني ـ هذا هو الغنى الحقيقي لاوروبا". وذكّرت انه في الاتحاد الاوروبي ليس المهم فقط القيم المشتركة لـ 500 مليون انسان، بل وان الاتحاد بحد ذاته هو ضمان للسلام الدائم. وانتقدت ميركيل المتشائمين حول الاتحاد الاوروبي، واعلنت تأييدها للعمل على استقرار اليورو، لمصلحة اوروبا ولمصلحة المانيا. وركزت على ضرورة التضامن مع الشركاء الذين هم الآن في وضع صعب.
وبالرغم من ان حزب انجيلا ميركيل (حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الفائز، لم يفز بالأكثرية المطلقة التي تمكنه من تشكيل حكومة منفردة، فإن غالبية المحللين يجمعون أنه من المستبعد جدا ان لا تحصل انجيلا ميركيل على ولاية ثالثة على رأس الاقتصاد الالماني الذي هو الأكبر في اوروبا. وحتى اذا لم تستطع ميركيل تشكيل حكومة ائتلافية مع الاحزاب الصغيرة، فإنها مرشحة كي تكون على رأس "تحالف كبير" بين حزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" وبين الحزب الرئيسي المنافس "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، اي كما حدث خلال الولاية الاولى لميركيل. ولكن هذا الاحتمال يواجه صعوبة في الحصول على موافقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لأن الاشتراكيين لا يحتفظون بذكريات جيدة عن تجربة الائتلاف في المرة السابقة. وتواجه انجيلا ميركيل الآن صعوبتين: الاولى ـ المحادثات الصعبة مع الإشتراكيين الديمقراطيين لأجل تشكيل حكومة ائتلافية. والثانية ـ مواجهة الازمة في منطقة اليورو.
وقد وجه وزير المالية فولفغانغ شويبلي رسالة تطمين الى أوروبا في تصريح قال فيه "سوف نستمر بالتأكيد في الاضطلاع بدورنا كمرساة للاستقرار، وكمحرك للتنمية، واكثر من ذلك، سوف نستمر في المحافظة على سلامة وحدة اوروبا". ومن المتوقع ان يستمر شويبلي في شغل منصبه، بالرغم من ظهور بعض الخلافات بينه وبين ميركيل بخصوص ازمة اليورو.
وقد هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انجيلا ميركيل وتطرق الاثنان الى الرغبة في "تعاون وثيق بين المانيا وفرنسا لاجل مواجهة التحديات الجديدة". وأعلن في باريس ان ميركيل هي مدعوة للقيام بزيارة رسمية الى فرنسا بعد تشكيل حكومتها الائتلافية. ومن المتوقع انه اذا دخل الاشتراكيون الالمان في الحكومة الائتلافية لميركيل، فإن هذا سيسهل العلاقات مع فرنسا التي يحكمها الاشتراكيون بزعامة اولاند.
وادلى مرشح الاشتراكيين بيير شتاينبريوك بتصريح قال فيه "اننا لم نخض معركة خالية من المحتوى". وبعد اعلان النتائج ألقت ميركيل في انصارها كلمة قصيرة قالت فيها إنها سوف تقود ألمانيا في ولاية ثالثة بمسؤولية وبنجاح. وان الحديث عن الائتلاف مع الاشتراكيين هو سابق لاوانه.
وفي تصريح آخر قالت ميركيل ان اوروبا تمتلك 7% من تعداد سكان العالم، و25% من الناتج المحلي القائم العالمي، و50% من النفقات العالمية على الشؤون الاجتماعية. وبهذه الارقام فإن الاتحاد الاوروبي لا ينبغي ان يتوقف عند النقطة التي هو فيها الآن، اذا لم يكن يريد ان يتخلف في العالم المعولم،الذي ستحتل فيه الاقتصادات الديناميكية كالصين والبرازيل مركز الزعامة. ولكنها لم تذكر كيف ستعمل لاخراج الاتحاد الاوروبي من ازمته الراهنة ولقيادته نحو مستقبل مشرق.
ويقول الكثير من المعلقين انه بعد ظهور نتائج الانتخابات الالمانية وتشكيل الحكومة الالمانية الجديدة ستنجلي الكثير من الشؤون الاوروبية المعلقة. وفي هذا السياق تقول مجلة Forbes انه بعد ان تختار انجيلا ميركيل شريكها الائتلافي فهي ستأخذ مكانها القيادي في اوروبا وستعمل على تحديد الى أين ستسير منطقة اليورو، وما هي التحولات التي ستجري في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل، وكيف ستكون صلاحياتها الجديدة، وماذا سيكون دور وتشكيل المفوضية الاوروبية الجديدة (التي سيتم انتخابها في العام المقبل)، وباختصار كيف سيصبح الاتحاد الاوروبي.
ويقول بعض الخبراء: قبل عشر سنوات كانت وزارة الخارجية هي التي تهتم بشكل خاص بالشؤون الاوروبية، ولكن الآن تبدلت الامور، فالمستشارية هي التي تهتم بشكل رئيسي بالشؤون الاوروبية، وكذلك وزارة المالية. وبعد الانتخابات فإن المانيا تفضل اتباع نهج براغماتي وحذر في منطقة اليورو مع التركيز على الادارة الاقتصادية، واستراتيجية التغلب على الازمة. هذه هي الفكرة الاساسية، ولهذا فإن ميركيل تكرر دائما الارقام 7-25-50.
انجيلا ميركل ... ولاية ثالثة
ويقول احد الخبراء "ان التركيز الرئيسي في ولايتها الثالثة سيكون على انقاذ منطقة اليورو، وتكييف اوروبا مع موديل اقتصاد السوق القائم. هذه هي مهمتها الرئيسية في السنوات الاربع القادمة، وهي المهمة التي ستخضع لها كل الشؤون الاخرى".
ويضيف اولريكي بيلاند، مدير السياسة الاقتصادية في غرفة الصناعة والتجارة الالمانية (DIHK): وهذا لا يعني انه لا يوجد ما يعمل على المستوى الداخلي. "فأهم شيء ينبغي على الحكومة الجديدة ان تركز عليه، هو الاصلاحات في المانيا. لا ينبغي فقط ان نقول للاخرين ماذا عليهم ان يعملوا، بل وان ننظر ماذا علينا ان نعمل نحن هنا". واول شيء ترى غرفة الصناعة ان على الحكومة الجديدة الاهتمام به لاجل قطاع الاعمال الالماني هو ارتفاع اسعار الطاقة، بسبب التحول من الطاقة النووية الى الطاقة المتجددة. "فقد اصبح هناك توجه لدى الشركات بأن تخفض توظيفاتها في المانيا وان تزيد التوظيفات في البلدان الاخرى، بسبب اسعار الطاقة. حتى الآن لا يوجد تراجع في الشركات التي تستهلك الطاقة كثيرا، ولكن ينبغي ان نكون حذرين كي لا نصل الى هذه اللحظة. ويمكن ان تكون هذه اللحظة قريبة، اذا لم نعمل بسرعة".
وحسب رأي سيباستيان دوليان من مكتب برلين للمجلس الاوروبي للسياسة الخارجية، فإن اهم ما ينبغي القيام به هو زيادة التوظيفات العامة، والنفقات على البحوث والنشاط التنموي وميزانية التعليم. "وهذا يمكن ان يتم فقط بواسطة دين دولة اكبر او ضرائب اكبر. ولكن ايا من الاحزاب الكبيرة لم تدخل ذلك في برامجها الانتخابية، كما انها لم تتحدث عنه سلبا". ولكن بدون ذلك فإن الاعجوبة الاقتصادية الالمانية يمكن ان تفقد ألقها، يحذر هذا الخبير.
ولكن بالرغم من جميع التحديات الداخلية، فإن الجميع ينتظرون: هل ان انجيلا ميركيل ستنجح، وكيف، في انقاذ وتغيير اوروبا.
ويقول احد الخبراء: لو سئلت ميركيل بماذا تعلق على المظاهرات ضدها في اليونان والبرتغال لاجابت "هذا يسرني. ان اوروبا هي قارة التعبير الحر عن الاراء". وهي قد اعلنت "التعبير الحر، الحدود المفتوحة، حرية المعتقد الديني ـ هذا هو الغنى الحقيقي لاوروبا". وذكّرت انه في الاتحاد الاوروبي ليس المهم فقط القيم المشتركة لـ 500 مليون انسان، بل وان الاتحاد بحد ذاته هو ضمان للسلام الدائم. وانتقدت ميركيل المتشائمين حول الاتحاد الاوروبي، واعلنت تأييدها للعمل على استقرار اليورو، لمصلحة اوروبا ولمصلحة المانيا. وركزت على ضرورة التضامن مع الشركاء الذين هم الآن في وضع صعب.