ارشيف من :آراء وتحليلات
نتنياهو يرفع سقف شروطه على اوباما ليحصل على الحد الادنى!
في خطوطه الحمراء التي سيسعى إلى حمل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على الالتزام بها في المفاوضات مع إيران، يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شبيهاً بالماريشال بيتان عندما جاء إلى الحرب العالمية الثانية حاملاً أسلحة الحرب العالمية الأولى، وكل ظنه أنه سيجبر الألمان على توقيع معاهدة صلح أشد قسوة وإذلالاً من معاهدة فرساي التي كانوا قد أجبروا على توقيعها بعد هزيمتهم عام 1918.
فالوقف التام لتخصيب اليورانيوم والتخلي عن اليورانيوم المخصب حتى الآن وتفكيك المنشآت النووية الإيرانية، أي الشروط التي يريد نتنياهو من أوباما ألا يقبل بأقل منها في المفاوضات مع إيران، هي شروط من النوع الذي كان يمكن للإسرائيليين فرضه قبل أربعين عاماً، أي يوم كان ما يزال بمقدورهم أن يقصفوا المفاعل النووي العراقي، أو أن يحققوا الانتصارات في الحروب النزهات التي كانت تدور رحاها خارج الأراضي المحتلة ودون أن تتعرض هذه الأراضي لأي قدر من التهديد.
والأكيد أن نتنياهو يعلم بأنه يلعب لعبة خاسرة سلفاً، ولكنه يلعبها مع ذلك على سبيل طلب الكثير لضمان الحصول على القليل. ولا شك بأنه يراهن على جملة أوراق يعتبر أنها قد تفيد في تحقيق غرضه.
نتنياهو ...استياء من التقارب الاميركي الإيراني
من هذه الأوراق رهانه على التأثير الذي يمكن لجماعات الضغط الصهيونية الناشطة في الولايات المتحدة أن تمارسه على أوباما. وربما أيضاً على دور قد يلعبه في هذا الاتجاه ديبلوماسيون من بلدان الخليج وبلدان عربية أخرى أكد المراقبون أنهم يجرون اتصالات ويعقدون اجتماعات على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة مع مسؤولين إسرائيليين، بهاجس القلق المشترك إزاء الانفراج الممكن في العلاقات الأميركية-الإيرانية، وبهدف تنسيق المواقف لمواجهة مثل هذا التطور.
ومنها أيضاً، محاولة التشكيك بنوايا إيران التصالحية عبر إعلان السلطات الإسرائيلية، قبيل سفر نتنياهو إلى نيويورك، عن القبض على جاسوس قيل بأنه يعمل لصالح إيران وبحوزته صور لسفارات ومؤسسات غربية في تل أبيب.
وفي إطار محاولة التشكيك ذاتها، تعمل الأوساط الإسرائيلية على إشاعة جو من "الرعب النووي" الذي تزعم بأنه يتهدد "إسرائيل" والذي تأمل من خلاله الإمساك مجدداً بورقة ابتزاز الغربيين في موضوع المحرقة بعد أن سحب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هذه الورقة من أيديهم بتصريحه الذي امتنع فيه عن إنكار اضطهاد اليهود من قبل النازيين، مع تشديده على أن ارتكاب النازيين لجرائم بحق مجموعة ما لا يمنح هذه المجموعة أي حق في احتلال أراضي شعب آخر.
ولهذا الغرض، جرى تسليط الأضواء على ما قيل بأنه وثائق استخباراتية سيحملها نتنياهو معه إلى نيويورك لإثبات المزاعم القائلة بأن طهران تعمل على برنامج نووي عسكري. كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر رسمية، تهويلات من نوع أن إيران باتت تمتلك قنبلة نووية، أو قنبلتين، بحسب رواية أخرى وأن المشكلة لم تعد مقتصرة على منع إيران من امتلاك القنبلة، بل على منعها من استخدامها ضد "إسرائيل".
هل يكون الانفراج حقيقي!
وقد بات من الواضح أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ليس في وارد الرضوخ، رغم صعوبة ذلك، لضغوط نتنياهو وتهويلاته. ألم يستبشر أوباما أيما استبشار عندما سمع تصريحات الرئيس الإيراني التي لم يستبعد فيها إمكانية الاجتماع به على هامش الدورة الحالية للأمم المتحدة ؟ ألم يراهن، عندما سد عليه روحاني باب هذا الأمل، ولو على لقاء يجمعه به عن طريق الصدفة في أحد أروقة مبنى الأمم المتحدة. وعندما اتجه روحاني نحو طائرة العودة إلى طهران، ألم يتنازل أوباما عن الكبرياء التي يفترض أن يتمسك بها رئيس دولة عظمى، عندما التمس مكالمة تلفونية معه عملاً بالقاعدة الشهيرة القائلة "إن لم يأت الجبل إلي، فأنا أذهب إليه" ؟
على أن خيبة الإسرائيليين وغيرهم من المخذولين في المنطقة لن تقتصر، إذا سارت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في طريق الانفراج الحقيقي، على امتناع واشنطن عن الاصغاء لصراخهم فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد إقرار أوباما بحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي. فالخيبة ستمتد أيضاً إلى ما سيفضي إليه الانفراج من توافقات بخصوص ملفات إقليمية في غاية الحساسية ليس أقلها ما عناه أوباما، في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عندما شدد على أن الركيزتين الأساسيتين لولايته الثانية فيما يخص المنطقة هما الـ "لا" الواضحة والحاسمة لوجود السلاح النووي في الشرق الأوسط، والـ "نعم" الواضحة لصنع السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وهو السلام الذي لا يمكن، من وجهة نظر إيران ومحور المقاومة، أن يتحقق دون استعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه.
فالوقف التام لتخصيب اليورانيوم والتخلي عن اليورانيوم المخصب حتى الآن وتفكيك المنشآت النووية الإيرانية، أي الشروط التي يريد نتنياهو من أوباما ألا يقبل بأقل منها في المفاوضات مع إيران، هي شروط من النوع الذي كان يمكن للإسرائيليين فرضه قبل أربعين عاماً، أي يوم كان ما يزال بمقدورهم أن يقصفوا المفاعل النووي العراقي، أو أن يحققوا الانتصارات في الحروب النزهات التي كانت تدور رحاها خارج الأراضي المحتلة ودون أن تتعرض هذه الأراضي لأي قدر من التهديد.
والأكيد أن نتنياهو يعلم بأنه يلعب لعبة خاسرة سلفاً، ولكنه يلعبها مع ذلك على سبيل طلب الكثير لضمان الحصول على القليل. ولا شك بأنه يراهن على جملة أوراق يعتبر أنها قد تفيد في تحقيق غرضه.
نتنياهو ...استياء من التقارب الاميركي الإيراني
ومنها أيضاً، محاولة التشكيك بنوايا إيران التصالحية عبر إعلان السلطات الإسرائيلية، قبيل سفر نتنياهو إلى نيويورك، عن القبض على جاسوس قيل بأنه يعمل لصالح إيران وبحوزته صور لسفارات ومؤسسات غربية في تل أبيب.
وفي إطار محاولة التشكيك ذاتها، تعمل الأوساط الإسرائيلية على إشاعة جو من "الرعب النووي" الذي تزعم بأنه يتهدد "إسرائيل" والذي تأمل من خلاله الإمساك مجدداً بورقة ابتزاز الغربيين في موضوع المحرقة بعد أن سحب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هذه الورقة من أيديهم بتصريحه الذي امتنع فيه عن إنكار اضطهاد اليهود من قبل النازيين، مع تشديده على أن ارتكاب النازيين لجرائم بحق مجموعة ما لا يمنح هذه المجموعة أي حق في احتلال أراضي شعب آخر.
ولهذا الغرض، جرى تسليط الأضواء على ما قيل بأنه وثائق استخباراتية سيحملها نتنياهو معه إلى نيويورك لإثبات المزاعم القائلة بأن طهران تعمل على برنامج نووي عسكري. كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر رسمية، تهويلات من نوع أن إيران باتت تمتلك قنبلة نووية، أو قنبلتين، بحسب رواية أخرى وأن المشكلة لم تعد مقتصرة على منع إيران من امتلاك القنبلة، بل على منعها من استخدامها ضد "إسرائيل".
هل يكون الانفراج حقيقي!
على أن خيبة الإسرائيليين وغيرهم من المخذولين في المنطقة لن تقتصر، إذا سارت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في طريق الانفراج الحقيقي، على امتناع واشنطن عن الاصغاء لصراخهم فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد إقرار أوباما بحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي. فالخيبة ستمتد أيضاً إلى ما سيفضي إليه الانفراج من توافقات بخصوص ملفات إقليمية في غاية الحساسية ليس أقلها ما عناه أوباما، في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عندما شدد على أن الركيزتين الأساسيتين لولايته الثانية فيما يخص المنطقة هما الـ "لا" الواضحة والحاسمة لوجود السلاح النووي في الشرق الأوسط، والـ "نعم" الواضحة لصنع السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وهو السلام الذي لا يمكن، من وجهة نظر إيران ومحور المقاومة، أن يتحقق دون استعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه.