ارشيف من :ترجمات ودراسات
الكيان الغاصب:مناورة برية ضخمة لاجتياز عوائق الجولان.. وباراك: المعارك المستقبلية أشد صعوبة
أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس واحدة من أكبر مناوراته البرية السنوية بحضور كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. وتعتبر هذه المناورة التدريب النهائي السنوي لضباط الأسلحة البرية من مشاة ومدرعات ومدفعية وهندسة. واستندت فكرة المناورة هذه المرة على اجتياز عوائق برية في هضبة الجولان واحتلال قرية سورية.
وجرت المناورة بالذخيرة الحية، وبمشاركة من القوات البرية وسلاح الجو. وشملت المناورة التي جرت في صحراء النقب جنوب فلسطين تقنيات قتال في مناطق مأهولة واقتحام عوائق برية.
وفي ختام المناورة طالب باراك وحدات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ عمليات أخطر وأشد كثافة من عملية «الرصاص المسكوب» في قطاع غزة. وشدد على «أنه ينبغي لنا أن نفهم أن العمليات المستقبلية لن تبدو عموما مثل عملية الرصاص المسكوب.. فهي ستكون أشد حدة، أكثر كثافة وأشد تطلباً لجهة العمق، الوتيرة بل وحتى المخاطر التي نتعرض لها وسوف تترافق مع خسائر».
وخاطب باراك الضباط قائلا: «إننا ننتظر منكم أن تعدوا وحداتكم وتكونوا جاهزين لمواجهة كل اختبار. أما نحن في المستوى السياسي فسنعمل قدر استطاعتنا على أن لا يأتي هذا الاختبار. ومع ذلك عليكم أن تكونوا جاهزين لأي اختبار، وأن تحققوا النصر في كل اختبار».
وأضاف باراك أن «دولة إسرائيل تواجه الكثير جداً من التحديات. غير أن من يحدد في نهاية المطاف قدرة الدولة على الصمود وقدرتها على التطور في المستقبل هو قدرة الجيش الإسرائيلي على أداء مهمته. والقدرات العملياتية التي أظهرناها هنا، هي القدرات المؤهلة للنصر في كل صدام, في كل معركة وفي كل مواجهة».
وقال باراك بعد انتهاء المناورة إن «من الجائز جداً أنه في سيناريوهات القتال المستقبلية لن تروا الأمور أبدا كما تجلت في هذه المناورة اليوم. ولكن لا توهموا أنفسكم ولا تصدقوا أن بوسع كل قائد قوة تفعيل سلاح الجو والمدفعية والمشاة وسواها. في القتال الواسع تميل الأمور للتشوش وهي لا تبدو أبداً كما خطط لها سلفاً. وفي نهاية المطاف تحسم المعركة بقطرات أخيرة من الشجاعة والإصرار على تنفيذ المهمة».
وأشار المعلق العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن باراك في كلمته أراد تذكير الضباط الجدد في الأسلحة البرية بأن العدو الذي واجهوه في غزة لم يكن الند الفعلي للجيش الإسرائيلي. ويرمي باراك بذلك للقول إن العدو الذي ينتظر إسرائيل في الشمال يختلف تماماً بما يمتلكه من موارد وقدرات.
وفي المناورة ذاتها أعلن نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي استخلص العبر من حرب لبنان الثانية وأنه بات أقوى. وأشار إلى «أننا بعد ثلاثة أيام سنحتفل بمرور ثلاث سنوات على حرب لبنان الثانية... وبوسعي القول، وليس على أساس هذه المناورة فقط, أن الجيش استخلص العبر وقام بتجسيدها». وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اليوم «جيش أقوى وأكثر تأهيلاً وقادر على معالجة التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه دولة إسرائيل. إننا نعرف في نهاية المطاف أن قوة الجيش الإسرائيلي هي الضمانة الحقيقية لأمننا ولضمان مستقبلنا».