ارشيف من :آراء وتحليلات
لبنانيون في إسرائيل !؟
سارة مهنا
ترمق الموقع بالدهشة وتتصفح عناوينه باستغراب، يدفعك الفضول إلى المتابعة فتكتشف سخافةً ممزوجة بفقدان أقل درجات الوفاء والحس الوطني الذي من المفترض ان يمتلكه أي فردٍ ينتمي إلى وطن. هم لبنانيو الأصل ولكنهم اختاروا اسم "اللبنانيون في "إسرائيل"" وليتهم اكتفوا بالتسمية لكان الأمر من الصعب أن يصلنا لنفتح أعيننا دهشةً، بل أنهم انشأوا موقعاً الكترونياً رسمياً باسمهم يعرضون فيه أفكارهم ومقالات رأيهم الدافعة إلى التساؤل أي نوعٍ من الحشيش يتعاطى هؤلاء!!.
في الموقع عناوين للتعريف بهويته مثل "من نحن"؟ والإجابة كالتالي: نحن فئة من الشعب اللبناني، كتب لها أن تكون ضحية جغرافية وتاريخية عانت المساومات السياسية، قاتلت ربع قرن من الزمن في عزلة قاسية، موحشة، أليمة كي تبقى في أرضها، فعاشت امراً مفروضاً عليها، لكنها قررت أن تعيشه أمينة للقضية الوطنية، وفيّة للهوية اللبنانية… فدفعت ثمن تعلقها بوطنها وتحولت إلى “كبش محرقة” لانسحاب لا رأي لها فيه بعد أن دفعت ثمن واقع لا رأي لها فيه أيضا.
لجأ أفراد جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم إلى "إسرائيل" بعدما أرادوا معاقبتهم بروح ثأرية على ذنب لم يقترفوه، وأرادت دولتهم محاسبتهم على خطأ تاريخي ووطني ارتكبته بحق شعب بأكمله، فعادت لمحاكمة من استطاع البقاء في أرضه بعد زمن طويل، متبنية خطاب “بقر البطون في الأسرِّة” الذي كان سبباً للجوء الجماعي لأبناء المنطقة الحدودية.
إذاً فبحسب أقوالهم فهم عائلات جيش لبنان الجنوبي، جيش لحد المنشق عن الجيش اللبناني، الجيش الذي ساند جيش الاحتلال وكان ذراعه الأيمن في قتل وتعذيب وأسر المقاومين وأهالي المنطقة الحدودية، جيش لبنان الجنوبي الذي تأسس على يد أكبر عملاء لبنان أمثال " انطوان لحد وسعد حداد وعقل هاشم " وغيرهم من الشخصيات اللامعة التي تكتب بحقها مجلدات عن فنون خيانة الوطن، وفي العام 2000 بعد الانتصار التاريخي الذي سطرته المقاومة الإسلامية تقهقر جيش العملاء (جيش لبنان الجنوبي) وأعلنت دولة الكيان الغاصب المهزومة عدم قدرتها على تغطية الأماكن التي كان جيش لحد مسيطراً عليها فانسحبت القوات ال"إسرائيل"ية تاركةً عملاءها منتظرين أوامر الدخول عند معابر وبوابات فلسطين المحتلة، تم إدخال العملاء الكبار أما الصغار والعاديون فقد منعوا. فحتى "إسرائيل" تقول على لسان ضباطها "ما حاجتنا للعملاء؟ الخائن لبلده وشعبه من الممكن ان يخون الجيش ال"إسرائيل"ي داخل الدولة العبرية".
ومن العناوين اللافتة أيضاً " لبنان _ "إسرائيل" والسلام"، وبين سطور هذا العنوان يستعرضون أهمية إقامة السلام بين لبنان و"إسرائيل" بوصفهم: " السلام بين لبنان و"إسرائيل" حلم لطالما راود ابناء المنطقة الحدودية الجنوبية وهدف سعى “جيش لبنان الجنوبي” الى تحقيقه دوما، ايمانا بانه الآلية الوحيدة الذي يجنب لبنان المآسي والدمار والحروب والاستغلال الخارجي لارض وطن الارز لتحقيق المآرب والمشاريع التي تتعارض والمسلّمات الوطنية اللبنانية.
لقد ايقن ابناء المنطقة الحدودية خلال تعاونهم مع الدولة الاسرائيلية ان لا اطماعَ لهذه الاخيرة في لبنان، بل ان احتلالها له كان بسبب العمليات الارهابية التي انطلقت عبر اراضيه مستهدفة حدودها الشمالية، وضعف الدول اللبنانية في بسط سيادتها على ارضها.. فآمنوا بالسلام العادل بين الدولتين الامر الذي يضمن ايضا حق لبنان في حال ارادت اسرائيل النيل من خيراته".
وانطلاقاً من محدودية تفكيرهم ووعيهم وجب علينا التوضيح، فإن حكاية الحلم المزعوم لدى ابناء المنطقة الحدودية بالسلام مع اسرائيل ينطبق عليه مثل أبناء المنطق الجنوبية الشائع " حلم بليس بالجنة" ، فهم لم يعترفوا يوماً ب"إسرائيل" كدولة ليحلموا بسلامٍ معها، اما بالنسبة لفكرة لا أطماع ل"إسرائيل" في لبنان فعبارة " أرضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل " كافية لتدل ان لبنان ضمن حدود خريطتهم المختلقة. وليت الموقع يقتصر على كلام المشاعر الفياضة الكاذبة فقط بل وإنهم قاموا باختلاق أحداث وقصص خرافية بعيدة عن الواقع عن الاعمال التي كان يقوم بها جيش لبنان الجنوبي وإظهاره بصفة المساعد والحامي للوطن! وتعداد قتلاه تحت صفة الشهداء في حملة من شأنها تضليل المتصفح المغترب وحتى الأجنبي عن التاريخ والوقائع الحقيقية.
يصر هؤلاء العملاء على نشر أفكارهم بطريقة المستضعفين المبعدين عن الوطن قسراً . ينكرون او يتنكرون لحقيقة يؤمن بها اللبنانيون عن وصمة العمالة التي وصم بها هؤلاء جباههم بأنفسهم . أما تاريخ ميليشيا لحد الذي يحاولون تلوينه فقد صُبغت صفحاته بالسواد ومهرت بختم القذارة والعمالة.