ارشيف من :ترجمات ودراسات
"واشنطن بوست": مجموعات اسرائيلية تسعى لزيادة اعداد المستوطنين اليهود في مناطق مختلطة
المحرر الاقليمي + وكالات
أعد هاورد شنايدر تقريراً نشرته صحيفـة "واشنطن بوست" الأميركية بعنوان "مدينة اسرائيلية ساحلية تعكس انقساماً مستأصلاً"، وصف فيه تخطيط شركة بيمونا لتشييد 60 شقة في قلب حي عجامي الشاطئي بمدينة يافا ذي الغالبية العربية.
وأوضح أن هذا التحرك يأتي في ظل ضغط عدد من المجموعات القومية الاسرائيلية لزيادة عدد اليهود في الأحياء التي يختلط فيها العرب واليهود في المدن داخل الخط الأخضر.
وأورد الكاتب في هذا السياق قول الناشطة السياسية أسماء الزحالقة "ان الهدف من وراء هذه الخطة خطير للغاية فهم يريدون تهويد يافا وتدمير ما تبقى فيها من تعايش سلمي بين العرب واليهود على حد تعبيرها.".
ولفت الكاتب الى أن شركة بيمونا كانت قد شيدت أبنية "للمتدينين اليهود" في أماكن تستقطب الأسر اليهودية كتلال الجليل الجميلة وقمم الجبال المطلة على البلدة القديمة بالقدس. وفي معرض دفاعه عن هذه الخطة، قال المحامي ديفد زيرا في جلسة استماع له الأسبوع الماضي أمام الكنيست بشأن هذا المشروع "نحن مجموعة متجانسة ولا نريد أن نسكن مع العرب في نفس المبنى"، مشيراً الى أن بيمونا تأمل تعزيز الوجود اليهودي في هذا الحي الساحلي الذي يعتبر مركز الوجود العربي بمدينة يافا.
واشار الكاتب الى أن سكان يافا من العرب، ومعظمهم أحفاد من بقوا فيها بعــــــد حرب 1948، فانهم يؤكدون أن الأسر العربية الأكثر فقراً تجبر على ترك بيوتها بسبب ارتفاع أسعار العقارات أو انتهاء عقود الايجار الطويلة الأجل التي سلمتهم اسرائيل بموجبها بيوت العرب الذين فروا بسبب الحرب أو طردوا من بيوتهم.
ورأى الكاتب أن عرب يافا يبرزون كيف اضافت بيمونا بعداً دينياً لمشروعها لما استخدمت الأراضي التي منحتها الحكومة الاسرائيلية اياها معتمدة على القانون العقاري الاسرائيلي الذي يسمح بالتمييز بين العرب واليهود في الصفقات العقارية الخاصة. وقد كانت يافا تؤوي 70 ألفاً من العرب عند اقامة اسرائيل. الا أنهم فروا بسبب حرب 1948 ولم يبق منهم سوى 3600 نسمة فقط، واليوم يمثل العرب ثلث سكان يافا البالغ عددهم 50 ألف نسمة، وينظر الى هذه المدينة بوصفها احدى أكثر المناطق باسرائيل اندماجا بين العرب واليهود.
ولفت الكاتب الى محاولة رابطة الحقوق المدنية في اسرائيل التصدي للمشروع المذكور بذريعة أن ما يسمى دائرة أراضي اسرائيل يجب ألا يبيع العقارات العامة لمجموعة تنتهج سياسة التمييز والعنصرية. وفي المقابل، يزداد السكان العرب في بعض الأحياء اليهودية بيافا.
حيث تنتقل الأسر العربية من المناطق الشاطئية الى الشقق الرخيصة التي بها الحكومة للمهاجرين اليهود.