ارشيف من :ترجمات ودراسات

اسرائيل مرتاحة لفوز المعسكر المعتدل في لبنان.. لكن ذلك لن يؤثر على حزب الله

اسرائيل مرتاحة لفوز المعسكر المعتدل في لبنان.. لكن ذلك لن يؤثر على حزب الله
المنار

قال وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك ان انتصار ما وصفه بالمعسكر المعتدل في لبنان يعد اشارة ايجابية داعياً الى الانتظار لرؤية ما ستفعله الحكومة اللبنانية الايجابية فيما اجمعت اغلب التعليقات الاسرائيلية على الاعراب عن الارتياح لخسارة المعارضة وحزب الله في الانتخابات وخيبتها في الوقت عينه لان هذا الامر لن يؤثر على حزب الله وعلى تعاظم قوته العسكرية.

فقد قابلت الاوساط الاسرائيلية السياسية والاعلامية نتائج الانتخابات في لبنان بارتياح عكسه عدم تمكن المعارضة وحزب الله من الامساك بالسلطة وهو ما شكَّل حلماً مرعباً لاسرائيل غير أن وزير الحرب ايهود باراك دعا للانتظار وترقُّب كيف ستتصرف الحكومة اللبنانية الجديدة.
وفي جلسة كتلة حزب العمل في الكنيست بارك وزير الحرب إيهود باراك نتائج الانتخابات في لبنان وأعلن أن «انتصار المعسكر المعتدل في لبنان اشارة إيجابية ومع ذلك ينبغي مراقبة كيف ستدار الحكومة الجديدة». وأضاف «إننا نراقب التطورات في لبنان، وسوف نقرر خطواتنا وفق سلوكيات الحكومة الجديدة».

وزير الحرب السابق عمير بيرتس قال «إن نتائج الانتخابات في لبنان هي عملياً إكمال لعملية تم إنضاجها بشن حرب لبنان الثانية. ورغم ذلك علينا أن نكون حذرين وغير متهورين».

كما ويقول الون بن دفيد المحلل العسكري الاسرائيلي في تلفزيون العدو: "نتائج الانتخابات شكلت بشرى جيدة ووجهت ضربة للمحور المتطرف، لكن ميزان القوى لن يتغير حيث سيحافظ حزب الله على الكتلة الضامنة داخل الحكومة وسيحافظ على قوته الصاروخية".
اما المختص بالشؤون العربية في تلفزيون العدو تسفيكا يحزكالي فقال: "نتائج الانتخابات أوقفت الحلم المرعب بوصول حزب الله وحلفائه الى السلطة لكن هذا سيحصل يوماً ما فعملية تعاظم حزب الله انطلقت ولن يستطيع أحد ايقافها".


البروفسور ايال زيسر الخبير بشؤون الشرق الاوسط فقال: "حكومة السنيورة كانت متحالفة مع الغرب ومعادية لحزب الله الذي كان عليه دائماً أن ينظر الى الخلف وليس نحونا ليلتفت الى العصي التي كانت تضعها هذه الحكومة في عجلاته. ولو انتصر لكان لديه حكومة توفر له الدعم ولا تشغله عنَّا".
رئيس كيان العدو شمعون بيريز عبَّر عن تشاؤمه حيال عدم تبدُّل الواقع القائم في لبنان واعتبر أن «نتائج الانتخابات في لبنان لا تغير من واقع أن حزب الله بقي دولة داخل دولة، جيشاً داخل جيش، يمنع التعافي الاقتصادي للبنان» كما قال. واعتبر معلّقون اسرائيليون أن الاحتفال بالانتصار على حزب الله سابق لأوانه.
وفي هذا السياق يقول المعلق العسكري في تلفزيون العدو روني دانييل: "من الجيد لنا عدم انتصار حزب الله، لكن علينا أن لا نرقص في الشوارع لان انتصار الكتلة الموالية للغرب لا يقضي على قدرات حزب الله، فهو لا يزال طرفاً اساسياً ويتمتع بقوة هائلة مادياً وعسكرياً".

اما بوعز بوسموت المتابع للشأن اللبناني في تلفزيون العدو: "نحن لم نودع حزب الله فهو باق وليس بعيدا عنَّا، ويعلن أنه مستمر بالمقاومة ولن يتخلى عن السلاح".
صحيفة يديعوت احرونوت قالت ان حالة من الارتياح امتدت من القدس الى الرياض والقاهرة بعد فشل ما وصفته بمعسكر الاشرار بالسيطرة على السلطة في لبنان بطريقة ديمقراطية لكن نتائج هذه الإنتخابات لا ينبغي أن تشكِّل صافرة تهدئة لاسرائيل.


وعلى صعيد الصحافة شدد إيال زيسر في صحيفة يديعوت احرونوت على أن نتائج الانتخابات لا تغير شيئا من ناحية إسرائيل "فحزب الله سيواصل فعل ما يشاء في لبنان خصوصا بناء قوته العسكرية في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وحقيقة أن حكومة موالية للغرب حكمت في لبنان في السنوات الأربع الأخيرة لم تمنع حزب الله من الخروج إلى حرب تموز 2006" حسب قوله.

وقال زيسر ان المستطلعين أخطأوا في لبنان عندما تبين في النتائج الفعلية فوز فريق الرابع عشر من آذار. وأشار إلى أن الاحتفالات في لبنان كانت كبيرة لهذا الفريق إلا أنه «يبدو أنه في كل أرجاء الشرق الأوسط أطلقت صافرة تهدئة. وهكذا بعد أربعة أيام من دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما سكان المنطقة للسير سوياً معه في طريق جديدة من الاعتدال، المصالحة، السلام، وفي الأساس الصداقة مع أميركا، استجاب المقترعون اللبنانيون له ووفروا الفوز، حتى ولو بالنقاط، للمعسكر الموالي للغرب».

وخلص زيسر إلى أنه رغم النتائج فإن لبنان يبقى دولة منقسمة بين معسكرين شبه متعادلين. واعتبر أن نتائج الانتخابات تكرس الفجوة المتعاظمة بين الديموغرافيا وأسلوب الحكم في لبنان..


وكتب المعلقان آفي يسسخاروف وعاموس هارئيل في تعليقهما المشترك أنه وقبل الاحتفال بشرق أوسط جديد ينبغي معرفة أن لبنان لم يتغير. وأضافا أن انتصار فريق الرابع عشر من آذار هو انتصار للبنان «المتزن الساعي للحفاظ على استقلاله بعيداً عن النفوذ الإيراني والسوري. ومن المؤكد أن الإدارة الأميركية تود أن ترى في ذلك انتصارا أولا لسياسة الرئيس أوباما الخارجية».

2009-06-10