ارشيف من :آراء وتحليلات
الجزائر: هل يكون بوتفليقة رئيسا لولاية رابعة؟
تداولت وسائل الإعلام الجزائرية خبرا مفاده عزم حزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر "الآفلان" ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة. وسرى هذا الخبر سريان النار في الهشيم وتناقلته وسائل الإعلام العالمية وكذا الإقليمية (المغاربية) المعنية بالدرجة الأولى ـ بعد الجزائريين ـ بما يحصل في بلد المليون شهيد.
وفي حين اعتبر البعض الخبر مجرد إشاعة وفبركة إعلامية لا تمت للواقع بصلة، أكد البعض الآخر على صحته وعلى عزم الرئيس الجزائري الترشح لولاية رابعة تسانده أطراف وجهات فاعلة في المشهد السياسي الجزائري. فالجزائر بحسب تأكيدات هؤلاء غير معنية بموجة الربيع العربي وما عاشته طيلة عشرية التسعينيات الأليمة يجعل طبقتها السياسية كما شعبها حذرين تجاه أي تغيير قد يطال البلاد خصوصا في أعلى هرم السلطة.
بالون اختبار
ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن خبر ترشيح الرئيس بوتفليقة من قبل حزبه للإنتخابات الرئاسية القادمة كان بالون اختبار أطلقه المؤيدون لهذه العملية لرصد ردود الأفعال محليا وإقليميا ودوليا. وعلى ما يبدو فإن هناك ارتياحا عاما للأمر فاستقرار المنطقة المغاربية بات مسألة تؤرق مضاجع دول الجوار وكذا القوى الدولية مع حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا وعدم وضوح الرؤيا في الشأن التونسي. لقد باتت الجزائر حجز الزاوية في أمن واستقرار منطقة تعتبرها أوروبا الغربية حدودها الجنوبية ويعنيها بالدرجة الأولى ما يحصل بين ظهرانيها.
اول ظهور لبوتفليقة بعد عودته من العلاج في فرنسا
كما أن تغيير الحكام لم يعد خيارا جاذبا لشعوب المنطقة بعد الإنتكاسات التي شهدتها الثورات العربية. فحال الدول التي أقدمت على الإطاحة بحكامها بات أسوأ مما كان قبل إزاحة هذه الديكتاتوريات، والشعب الجزائري على ما يبدو لا يرغب في المغامرة والقضاء على مكتسبات عقد بداية الألفية الثانية أي الأمن والإستقرار والوئام المدني وتمكُن السلطة السياسية من السيطرة على إقليمها.
شخصية محببة
كما أن الرئيس بوتفليقة يتميز على نظرائه المطاح بهم في المنطقة بشخصية محببة، فهو أبعد ما يكون عن الديكتاتورية ولم يعرف عنه فساد مالي سواء حين تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين أو حين صار رئيسا للبلاد. ويحظى في محيطه المغاربي باحترام كبير حتى أن فرقاء السياسة التونسيين في ذروة أزمتهم عبروا عن ثقتهم في وساطته التي ساهمت بقسط وافر في ذهاب التونسيين نحو الحل والقبول بخطة الإتحاد العام التونسي للشغل وباقي المنظمات الأهلية التونسية الراعية للحوار.
فالرئيس بوتفليقة ينتمي إلى جيل المناضلين المغاربيين الذين دحروا الإستعمار الفرنسي والذين كانوا بعيدين عن القطرية وكان همهم تحرير البلاد المغاربية برمتها وتوحيدها في مرحلة لاحقة. ويحظى هذا الجيل باحترام واسع في صفوف النخب المغاربية وحتى لدى الجماهير من عموم المواطنين وهو ما يميز بوتفليقة عن كل من زين العابدين بن علي ومعمر القذافي.
تعديل الدستور
في المقابل يرى آخرون سواء في الجزائر أو خارجها أنه لا بد من التغيير خلال الإنتخابات الرئاسية القادمة. فالديمقراطية تقتضي أن يغادر الرئيس سدة الحكم بعد انتهاء الولايات الممكنة التي يمنحها له الدستور ولا مجال للتمديد له لأن تعديل الدساتير من أجل الأشخاص مناقض للديمقراطية. ويرغب أصحاب هذا الرأي في ضخ دماء شبابية جديدة يرونها قادرة على رفع التحديات التي تواجهها الجزائر وبالتالي لا بد من خروج مشرف للرئيس بوتفليقة يؤمن له تقاعدا يليق بتضحياته خلال مرحلة الكفاح ضد الإستعمار.
بوتفليقة خلال ترؤسه اول اجتماع لمجلس الوزراء بعد عودته من فرنسا
ويرى البعض أيضا في مرض الرئيس الجزائري عائقا قد يحول دونه وتسيير البلاد لفترة رئاسية رابعة وبالتالي لا بد له من راحة يتمكن من خلالها من استعادة عافيته. فالرئاسة بحاجة لشخص يعمل لساعات طوال، بحسب هؤلاء، وقد يعجز الرئيس الجزائري عن ذلك إلا إذا فوض المزيد من الصلاحيات لرئيس الحكومة وهو ما يبدو أنه أحد الحلول التي تجعل من ترؤس بوتفليقة للبلاد خلال السنوات القادمة أمرا ممكنا.
وفي حين اعتبر البعض الخبر مجرد إشاعة وفبركة إعلامية لا تمت للواقع بصلة، أكد البعض الآخر على صحته وعلى عزم الرئيس الجزائري الترشح لولاية رابعة تسانده أطراف وجهات فاعلة في المشهد السياسي الجزائري. فالجزائر بحسب تأكيدات هؤلاء غير معنية بموجة الربيع العربي وما عاشته طيلة عشرية التسعينيات الأليمة يجعل طبقتها السياسية كما شعبها حذرين تجاه أي تغيير قد يطال البلاد خصوصا في أعلى هرم السلطة.
بالون اختبار
ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن خبر ترشيح الرئيس بوتفليقة من قبل حزبه للإنتخابات الرئاسية القادمة كان بالون اختبار أطلقه المؤيدون لهذه العملية لرصد ردود الأفعال محليا وإقليميا ودوليا. وعلى ما يبدو فإن هناك ارتياحا عاما للأمر فاستقرار المنطقة المغاربية بات مسألة تؤرق مضاجع دول الجوار وكذا القوى الدولية مع حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا وعدم وضوح الرؤيا في الشأن التونسي. لقد باتت الجزائر حجز الزاوية في أمن واستقرار منطقة تعتبرها أوروبا الغربية حدودها الجنوبية ويعنيها بالدرجة الأولى ما يحصل بين ظهرانيها.
اول ظهور لبوتفليقة بعد عودته من العلاج في فرنسا
شخصية محببة
كما أن الرئيس بوتفليقة يتميز على نظرائه المطاح بهم في المنطقة بشخصية محببة، فهو أبعد ما يكون عن الديكتاتورية ولم يعرف عنه فساد مالي سواء حين تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين أو حين صار رئيسا للبلاد. ويحظى في محيطه المغاربي باحترام كبير حتى أن فرقاء السياسة التونسيين في ذروة أزمتهم عبروا عن ثقتهم في وساطته التي ساهمت بقسط وافر في ذهاب التونسيين نحو الحل والقبول بخطة الإتحاد العام التونسي للشغل وباقي المنظمات الأهلية التونسية الراعية للحوار.
فالرئيس بوتفليقة ينتمي إلى جيل المناضلين المغاربيين الذين دحروا الإستعمار الفرنسي والذين كانوا بعيدين عن القطرية وكان همهم تحرير البلاد المغاربية برمتها وتوحيدها في مرحلة لاحقة. ويحظى هذا الجيل باحترام واسع في صفوف النخب المغاربية وحتى لدى الجماهير من عموم المواطنين وهو ما يميز بوتفليقة عن كل من زين العابدين بن علي ومعمر القذافي.
تعديل الدستور
في المقابل يرى آخرون سواء في الجزائر أو خارجها أنه لا بد من التغيير خلال الإنتخابات الرئاسية القادمة. فالديمقراطية تقتضي أن يغادر الرئيس سدة الحكم بعد انتهاء الولايات الممكنة التي يمنحها له الدستور ولا مجال للتمديد له لأن تعديل الدساتير من أجل الأشخاص مناقض للديمقراطية. ويرغب أصحاب هذا الرأي في ضخ دماء شبابية جديدة يرونها قادرة على رفع التحديات التي تواجهها الجزائر وبالتالي لا بد من خروج مشرف للرئيس بوتفليقة يؤمن له تقاعدا يليق بتضحياته خلال مرحلة الكفاح ضد الإستعمار.
بوتفليقة خلال ترؤسه اول اجتماع لمجلس الوزراء بعد عودته من فرنسا