ارشيف من :آراء وتحليلات
عمليتان انتحاريتان في سوسة والمنستير في تونس
اتفق أغلب الخبراء والمحللين على أن حرب التونسيين مع الإرهاب ستكون طويلة وأطول مما يتصور البعض. وأن تنظيم " القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي عاقد العزم على تحويل الخضراء إلى خراب، تحركه جهات خارجية هدفها إجهاض مسار الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه البلاد والذي يتقدم بخطى بطيئة رغم هنّاته.
فما شهدته مدينتا سوسة والمنستير من تفجيرين انتحاريين يوم الأربعاء (ساهم الأمن التونسي بفطنته وتمرسه من جعل أثريهما لا يتجاوز منفذيْهما)، هو بمثابة رسالة مشفرة من الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة" مفادها أن التنظيم لن يترك تونس وشأنها وأن المدنيين باتوا هدفا "مباحا" بعد أن كان الأمر يقتصر على الأمنيين والعسكريين فحسب.
الرجل الرمز
الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة هو باني تونس الحديثة وهو من ركز دعائمها. ويكفي هذا الرجل فخرا أنه قضى على الأمية والجهل والتخلف وجعل نسبة التعليم مرتفعة تضاهي البلدان المتقدمة. كما إن معدل أمل الحياة في الخضراء مرتفع ويضاهي بدوره العالم المتقدم وذلك بفعل نظام صحي متطور ومجاني شأنه شأن التعليم. فالفقير والغني على حد سواء بإمكانهما التعلم والوصول إلى أعلى المراتب، كما تؤمن الدولة العلاج المجاني للتونسيين بفعل سياسة أرسى دعائمها الحبيب بورقيبة.
الارهاب في تونس ..يضرب من جديد
كما إن بورقيبة هو محرر تونس من الإستعمار الفرنسي حيث قاد مفاوضات الإستقلال معها بعد مسيرة كفاح طويلة عاش أغلبها في سجون ومعتقلات ومنافي المستعمر. وهو من قاد أيضا المقاومة المسلحة ضد فرنسا ومن حارب قواعدها العسكرية التي أرادت الإحتفاظ بها بعد الإستقلال، وهو الذي أمّم الأراضي الزراعية التونسية وفك اسرها من المستعمرين الفرنسيين. لذلك فبورقيبة هو رمز تونس الحديثة واستهداف ضريحه من قبل الإرهابيين هو استهداف لتونس وشعبها ومكاسبها.
تحذيرات
أما استهداف فنادق مدينة سوسة فهو استهداف للسياحة التونسية وللاقتصاد الوطني برمته. ورغم أن السياحة ليست مصدر الدخل الوحيد للاقتصاد التونسي بخلاف الرائج وما يعتقده البعض، إلا أن ضربها في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد سيجعل الإقتصاد يصاب في مقتل. ففرنسا على سبيل المثال حذرت رعاياها من زيارة تونس مباشرة إثر العملية رغم فشلها، ومن المؤكد أن ألمانيا ستحذو حذوها ومعها باقي بلدان الإتحاد الأوروبي.
استهداف السياحة التونسية !
أما الولايات المتحدة فقد أصدرت هذا التحذير منذ قرابة الأسبوع، ما جعل البعض يفترض أنها كانت على علم بالنقلة النوعية في عمل "القاعدة" في تونس، أي ضرب أهداف مدنية بعد أن كان الأمر يقتصر على الأمنيين والعسكريين. كما سارعت وكالة "ستاندار آند بورز" إلى التخفيض مجددا في تصنيف تونس الإئتماني وهي التي اعتادت منذ سنتين على هذا العمل، وسيجعل هذا التخفيض البلاد منفرة للاستثمار وللسياح ولكل شيء.
تقصير
ويشبه بعض المحللين العمليتين الإنتحاريتين اللتين شهدتهما تونس الأربعاء بعملية عين أميناس التي شهدتها الجزائر منذ أشهر معدودات والتي استهدف من خلالها الإرهابيون مصفاة نفط في الصحراء الجزائرية. إذ من المؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية هدفها، أو هدف من يقفون وراءها، هو تدمير هذه البلدان معتقدة أنها تجاهد في سبيل الله وتتقرب إلى الله وهي التي تستهدف قوت ومعيشة شعوب مسلمة وغير مسلمة.
ويعيب أصحاب وكالات السفر والفنادق وشركات الطيران على حكومة "النهضة" عدم مسارعتها إلى تدارك الأمر من خلال حملات دعائية واتصالات تطمئن الجهات السياحية المسؤولة في الخارج وتجعلها تثق مجددا في تونس. فالأمن التونسي متمرس وأحبط العمليتين وقبض على المتعاونين مع هذين الإرهابيَيْن وهو أمر نادر الحصول في كثير من البلدان التي شهدت أوضاعا مشابهة. فالدولة موجودة رغم كل شيء ووجب استغلال هذا العامل للدعاية مجددا للسياحة التونسية.
فما شهدته مدينتا سوسة والمنستير من تفجيرين انتحاريين يوم الأربعاء (ساهم الأمن التونسي بفطنته وتمرسه من جعل أثريهما لا يتجاوز منفذيْهما)، هو بمثابة رسالة مشفرة من الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم "القاعدة" مفادها أن التنظيم لن يترك تونس وشأنها وأن المدنيين باتوا هدفا "مباحا" بعد أن كان الأمر يقتصر على الأمنيين والعسكريين فحسب.
الرجل الرمز
الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة هو باني تونس الحديثة وهو من ركز دعائمها. ويكفي هذا الرجل فخرا أنه قضى على الأمية والجهل والتخلف وجعل نسبة التعليم مرتفعة تضاهي البلدان المتقدمة. كما إن معدل أمل الحياة في الخضراء مرتفع ويضاهي بدوره العالم المتقدم وذلك بفعل نظام صحي متطور ومجاني شأنه شأن التعليم. فالفقير والغني على حد سواء بإمكانهما التعلم والوصول إلى أعلى المراتب، كما تؤمن الدولة العلاج المجاني للتونسيين بفعل سياسة أرسى دعائمها الحبيب بورقيبة.
الارهاب في تونس ..يضرب من جديد
تحذيرات
أما استهداف فنادق مدينة سوسة فهو استهداف للسياحة التونسية وللاقتصاد الوطني برمته. ورغم أن السياحة ليست مصدر الدخل الوحيد للاقتصاد التونسي بخلاف الرائج وما يعتقده البعض، إلا أن ضربها في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد سيجعل الإقتصاد يصاب في مقتل. ففرنسا على سبيل المثال حذرت رعاياها من زيارة تونس مباشرة إثر العملية رغم فشلها، ومن المؤكد أن ألمانيا ستحذو حذوها ومعها باقي بلدان الإتحاد الأوروبي.
استهداف السياحة التونسية !
تقصير
ويشبه بعض المحللين العمليتين الإنتحاريتين اللتين شهدتهما تونس الأربعاء بعملية عين أميناس التي شهدتها الجزائر منذ أشهر معدودات والتي استهدف من خلالها الإرهابيون مصفاة نفط في الصحراء الجزائرية. إذ من المؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية هدفها، أو هدف من يقفون وراءها، هو تدمير هذه البلدان معتقدة أنها تجاهد في سبيل الله وتتقرب إلى الله وهي التي تستهدف قوت ومعيشة شعوب مسلمة وغير مسلمة.
ويعيب أصحاب وكالات السفر والفنادق وشركات الطيران على حكومة "النهضة" عدم مسارعتها إلى تدارك الأمر من خلال حملات دعائية واتصالات تطمئن الجهات السياحية المسؤولة في الخارج وتجعلها تثق مجددا في تونس. فالأمن التونسي متمرس وأحبط العمليتين وقبض على المتعاونين مع هذين الإرهابيَيْن وهو أمر نادر الحصول في كثير من البلدان التي شهدت أوضاعا مشابهة. فالدولة موجودة رغم كل شيء ووجب استغلال هذا العامل للدعاية مجددا للسياحة التونسية.