ارشيف من :آراء وتحليلات
أسباب تمسك فرنسا بحكم حركة النهضة في تونس...
يعيش البلد المهد للاضطرابات العربية التي بدأت في تونس قبل ثلاث سنوات تقريبا حالة من انعدام الوزن الداخلي نتيجة الخلافات الجارية بين حركة "النهضة" من ناحية وتيار "نداء تونس" الذي يقوده (باجي قايد السبسي) المسؤول السابق في نظام بن علي المخلوع والتيارات اليسارية والقومية العربية من جهة أخرى.
في هذا الصراع على السلطة والذي أدى سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر الى تسعيره في تونس وتشجيع المعارضة التونسية على السعي لإسقاط حركة "النهضة" الفرع التونسي لجماعة الإخوان المسلمين بعدما فقدت الجماعة الحكم في البلد الأم مصر وبعد دخول قياداتها السجن أو التخفي القسري بسبب ملاحقة الجيش المصري لهم، وفي هذا المشهد التونسي الحالي تبدو فرنسا غير حيادية وهي الى جانب حركة "النهضة" على أكثر من صعيد. ومن الواضح أن الموقف الفرنسي المهادن لحركة "النهضة" إن لم نقل المؤيد لها في تونس هو السبب الأساس في تصلب قيادة "النهضة" في مواجهة مطالب المعارضة وبالتالي استمرار حكم "النهضة" في تونس بكل رموزه وأدواته.
وتبدو فرنسا في سياستها التونسية كمن يعيد ترتيب اوراقه في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا وغرب أفريقيا بعد الفشل الفرنسي الذريع في ليبيا ودخول الولايات المتحدة على خط السيطرة والغنائم في هذا البلد النفطي الذي أسقطت حكمه السابق طائرات حلف شمال الاطلسي وبعد دخول فرنسا في حرب مالي التي عادت الى الواجهة من جديد مع الهجوم الذي تشنه الجماعات السفلية المحاربة على القوات الافريقية والفرنسية في هذا البلد الأفريقي المهم استراتيجياً لفرنسا، حيث توجد فيه مناجم اليورانيوم الذي تستخرجه فرنسا وتستخدمه لتشغيل مفاعلاتها النووية وبسبب محاذاة هذا البلد، أي مالي، للجزائر وليبيا والأهم السنغال التي تشكل عقدة الخوف الفرنسي من أن تمتد الحركات السلفية المحاربة اليها عبر مالي ومنها الى كل دول غرب أفريقيا التي تقع تاريخيا تحت النفوذ الفرنسي.
وتسعى فرنسا عبر دعم حركة "النهضة" في تونس والدفاع عن حكمها هناك الى تحقيق أكثر من هدف إقليمي ودولي ويمكن تعداد هذه الأهداف كما يلي:
أ ـ الحفاظ على التركيبة الحالية التي شاركت فرنسا في وصولها للحكم بالتوافق مع الامن التونسي.
ب ـ استمرار عملية الضغط الفرنسية على الجزائر بوجود حكم حركة "النهضة" في تونس، وذلك لتأمين تعاون جزائري أفضل في مالي، ومن المعروف ان الجزائر لا تود "النهضة" التي تقلق الحكم في الجزائر المجاورة ما دفع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للتهديد بالتدخل في تونس وليبيا اذا استمرت حركة مسلحي السلفية المحاربة تهدد الحدود الجزائرية انطلاقاً من هذين البلدين.
ج ـ تريد فرنسا الحفاظ على خط تواصل وتفاوض مع الجماعات السلفية المحاربة عبر حركة "النهضة" في تونس، ونشير هنا الى دور محوري لـ "النهضة" في عملية اطلاق سراح الرهائن الفرنسيين في مالي بداية الاسبوع الماضي.
د ـ تسعى فرنسا للحفاظ على علاقة مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين العالمية، خصوصا في ظل الوضع المصري الحالي.
هـ ـ تريد فرنسا تأمين جبهتها الداخلية من أي تحرك سلفي عبر عمليات تفجير، وهي تعتقد انها تعرف "النهضة" بما فيه الكفاية لتحاول عبرها إبعاد الخطر السلفي المحارب عنها.
هذه الأسباب التي ذكرناها تصب في قلب المصالح والمخاوف الفرنسية بعدما اضطربت الاحوال في المغرب العربي وفي حوض المتوسط حول فرنسا، التي ترى في حركة "النهضة" حليف الأمر الواقع في هذه المرحلة، بينما لا تبدي أمريكا أي اعتراض على هذا التوجه الفرنسي.
في هذا الصراع على السلطة والذي أدى سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر الى تسعيره في تونس وتشجيع المعارضة التونسية على السعي لإسقاط حركة "النهضة" الفرع التونسي لجماعة الإخوان المسلمين بعدما فقدت الجماعة الحكم في البلد الأم مصر وبعد دخول قياداتها السجن أو التخفي القسري بسبب ملاحقة الجيش المصري لهم، وفي هذا المشهد التونسي الحالي تبدو فرنسا غير حيادية وهي الى جانب حركة "النهضة" على أكثر من صعيد. ومن الواضح أن الموقف الفرنسي المهادن لحركة "النهضة" إن لم نقل المؤيد لها في تونس هو السبب الأساس في تصلب قيادة "النهضة" في مواجهة مطالب المعارضة وبالتالي استمرار حكم "النهضة" في تونس بكل رموزه وأدواته.
وتبدو فرنسا في سياستها التونسية كمن يعيد ترتيب اوراقه في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا وغرب أفريقيا بعد الفشل الفرنسي الذريع في ليبيا ودخول الولايات المتحدة على خط السيطرة والغنائم في هذا البلد النفطي الذي أسقطت حكمه السابق طائرات حلف شمال الاطلسي وبعد دخول فرنسا في حرب مالي التي عادت الى الواجهة من جديد مع الهجوم الذي تشنه الجماعات السفلية المحاربة على القوات الافريقية والفرنسية في هذا البلد الأفريقي المهم استراتيجياً لفرنسا، حيث توجد فيه مناجم اليورانيوم الذي تستخرجه فرنسا وتستخدمه لتشغيل مفاعلاتها النووية وبسبب محاذاة هذا البلد، أي مالي، للجزائر وليبيا والأهم السنغال التي تشكل عقدة الخوف الفرنسي من أن تمتد الحركات السلفية المحاربة اليها عبر مالي ومنها الى كل دول غرب أفريقيا التي تقع تاريخيا تحت النفوذ الفرنسي.
وتسعى فرنسا عبر دعم حركة "النهضة" في تونس والدفاع عن حكمها هناك الى تحقيق أكثر من هدف إقليمي ودولي ويمكن تعداد هذه الأهداف كما يلي:
أ ـ الحفاظ على التركيبة الحالية التي شاركت فرنسا في وصولها للحكم بالتوافق مع الامن التونسي.
ب ـ استمرار عملية الضغط الفرنسية على الجزائر بوجود حكم حركة "النهضة" في تونس، وذلك لتأمين تعاون جزائري أفضل في مالي، ومن المعروف ان الجزائر لا تود "النهضة" التي تقلق الحكم في الجزائر المجاورة ما دفع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للتهديد بالتدخل في تونس وليبيا اذا استمرت حركة مسلحي السلفية المحاربة تهدد الحدود الجزائرية انطلاقاً من هذين البلدين.
ج ـ تريد فرنسا الحفاظ على خط تواصل وتفاوض مع الجماعات السلفية المحاربة عبر حركة "النهضة" في تونس، ونشير هنا الى دور محوري لـ "النهضة" في عملية اطلاق سراح الرهائن الفرنسيين في مالي بداية الاسبوع الماضي.
د ـ تسعى فرنسا للحفاظ على علاقة مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين العالمية، خصوصا في ظل الوضع المصري الحالي.
هـ ـ تريد فرنسا تأمين جبهتها الداخلية من أي تحرك سلفي عبر عمليات تفجير، وهي تعتقد انها تعرف "النهضة" بما فيه الكفاية لتحاول عبرها إبعاد الخطر السلفي المحارب عنها.
هذه الأسباب التي ذكرناها تصب في قلب المصالح والمخاوف الفرنسية بعدما اضطربت الاحوال في المغرب العربي وفي حوض المتوسط حول فرنسا، التي ترى في حركة "النهضة" حليف الأمر الواقع في هذه المرحلة، بينما لا تبدي أمريكا أي اعتراض على هذا التوجه الفرنسي.