ارشيف من :آراء وتحليلات

أوباما يتباهى بأنه قاتل جيد

أوباما يتباهى بأنه قاتل جيد

فضيحة جديدة للادارة الاميركية تكشف بوضوح ان مؤسسات الدولة الاميركية تتشكل من مجموعة عصابات من الجواسيس واللصوص والقتلة والجلادين، الذين لا يتورعون عن ارتكاب اي جريمة وتجاوز ودوس جميع القيم الاخلاقية والمدنية والاعراف والقوانين الدولية.

ومؤخرا صدر تقرير محايد يتناول المخالفات والممارسات اللاإنسانية التي يرتكبها الاطباء والممرضات المكلفون بمتابعة الوضع الصحي للسجناء المشتبه بعلاقتهم بالارهاب والعمليات الارهابية. ويؤكد هذا التقرير ان افراد الجسم الطبي العسكري الاميركي يشاركون في المخالفات واعمال التعذيب التي ترتكب ضد المشتبه بهم في سجون البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) والسي آي ايه. وهم كانوا يعطون الموافقات، ويشاركون شخصيا، في تعذيب الارهابيين المفترضين، مخالفين جميع اعراف الاخلاق الطبية. وهذا ما كشفه التقرير المشار اليه، الذي وضعته لجنة السلوك المهني للاطباء، كما افادت وكالة ريا ـ نوفوستي.

ويقع التقرير في 156 صفحة، وهو بعنوان: "التخلي عن الاخلاق: مهنية العاملين الطبيين والعنف ضد السجناء في مجرى " الحرب على الارهاب". وقد شارك في وضع التقرير 19 خبيرا من مختلف القطاعات الاميركية ـ اطباء، عسكريون، حقوقيون واختصاصيون في قضايا الاخلاق المهنية. وقد دقق اعضاء اللجنة على مدى عامين في التسجيلات والمحاضر المتاحة للجميع، والتي تشهد على العلاقة مع السجناء في معتقل غوانتانامو وفي غيره من السجون في القواعد العسكرية الاميركية في افغانستان والعراق. ويقول التقرير "ان وزارة الدفاع الاميركية والمخابرات المركزية السي آي ايه قد طلبتا بشكل غير مشروع من العاملين الطبيين بدوام كامل ان يشاركوا في عمليات الحصول على معلومات بطريقة كان فيها العاملون الطبيون يتسببون بمعاناة شديدة للسجناء". وقد شارك العاملون الطبيون في تنفيذ "عمليات تعذيب شديدة وفي تطبيق علاقات قاسية، لاانسانية ومذلة" تجاه الموقوفين. وقد بدأت هذه الارتكابات في اعقاب احداث 11 ايلول 2001، وشملت سجن غوانتامو والسجون الاميركية في افغانستان والعراق، ومراكز الاعتقال السرية للمخابرات الاميركية، كما كتبت جريدة "ستاندرد نيوز". وجاء في التقرير ان بعض اشكال التعذيب قد منعت ومنها عملية التظاهر بالإغراق. ولكن الاطباء والممرضات طلب منهم دائما إجبار المضربين عن الطعام على تناول الطعام بالقوة. وأحد اشكال هذا الاسلوب "هو ربط الموقوف الى كرسي بطريقة تتنافى مع اخلاقيات المهنة الطبية المعتمدة من قبل الوكالة الطبية العالمية" حسبما يعلق روبنشتاين، احد واضعي التقرير. وهو يضيف ان العاملين الطبيين كانوا غالبا يحضرون عمليات التحقيق، ويحددون نقاط الضعف التي يمكن من خلالها الضغط على الموقوف لاجباره على تقديم الافادات. ويصر خبراء اللجنة واضعة التقرير على لجنة متابعة التجسس التابعة لمجلس الشيوخ ان تقوم بتحقيق شامل في الممارسات الطبية في مراكز الاعتقال الاميركية.

أوباما يتباهى بأنه قاتل جيد

وردا على التقرير وصف الناطق باسم البنتاغون المقدم ج. تود بريسيل الاتهامات الموجهة للجسم الطبي العسكري الاميركي بأنها "عبثية تماما". وأكد انه لم يتح لاي عضو في اللجنة ان يجتمع مباشرة مع السجناء، وان يطلع على اضباراتهم الطبية ومحاضر التحقيقات. وقد نفت المخابرات المركزية ايضا الاتهامات الواردة في التقرير. وقال الناطق باسمها دين بويد ان التقرير يتضمن "مغالطات جدية، واستنتاجات خاطئة". واضاف "من المهم التأكيد ان السي آي ايه لا تعتقل احدا رهن التوقيف، وان الرئيس اوباما قد اوقف برنامج التسليم، التوقيف والتحقيق بأمر صادر خلال سنة 2009".

ومن جهة ثانية فقد صدر كتاب مكرس للحملة الانتخابية الرئاسية لاوباما سنة 2012. وقد ورد في الكتاب مديح اوباما لنفسه امام معاونيه بأنه "يتقن جيدا قتل الناس". وجاء ذلك في معرض رد اوباما على الانتقادات المتزايدة الموجهة اليه بخصوص استخدام الطائرات بدون طيار التي وجهت ضربات قاتلة الى الارهابيين المفترضين في باكستان واليمن.

وحسب تعبير مكتب المتابعات الصحفية ومقره في لندن، فإن اوباما صرح بالقيام بـ 326 ضربة بواسطة طائرات بدون طيار. ومنذ سنة 2004 الى الان فإن هذه الآلات الخاصة بالسي آي ايه قتلت ما بين 2500 و3600 شخص، بمن فيهم 950 مدنيا.

وعنوان الكتاب هو Double Down: Game Change 2012 وسيخرج الى السوق هذا الاسبوع. ولم يعلق البيت الابيض الى الان على المدائح الذاتية المنسوبة للرئيس.

ولكن جريدة "دايلي ميل" البريطانية نشرت صورة لباراك اوباما وهو يحمل شهادة جائزة نوبل للسلام، والى جانبه صورة لطائرة اميركية بدون طيار.
2013-11-06