"أظنّ أننا اتفقنا على هذا الموضوع منذ ثلاثة أشهر"، كلام قاله نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للسفيرة الأمريكية في سويسرا إيلين دوناهو بعد حضورها الاجتماع التحضيري لمؤتمر جنيف الاسبوع الماضي الذي فشل في تحديد موعد لعقد المؤتمر المخصص لحلّ الأزمة في سوريا. ولاحقاً، تبيّن أن ما جاء على لسان الدبلوماسي  الروسي كان رداً على السفيرة الامريكية التي قالت لممثّلي "الائتلاف المعارض"  أن الرئيس بشار الأسد لن يكون له أي صلاحيات أثناء عقد جنيف 2.

وتقول مصادر معارضة سورية حضرت اجتماع جنيف أن الأمريكيين أتوا الى الاجتماع حاملين فكرة تأجيله شهرا واحدا، وذلك بسبب عدم القدرة على توحيد وفد المعارضة السورية الى جنيف 2 بسبب خلافات داخل "الإئتلاف" وبسبب معارضة جماعة الإخوان المسلمين لأي محاولة للتفاوض او الحوار مع النظام، وتضيف أن هذا التأجيل لا يلغي حقيقة الاتفاق الروسي الأمريكي حول ضرورة الحل السياسي في سوريا، كما أنه لا يعيد عقارب الساعة الى الوراء عندما هددت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية ضد دمشق في شهر أيلول الماضي.

كذلك تتحدّث مصادر من داخل المؤتمر عن أن هناك جهات في "الإئتلاف" أمثال رياض سيف ومعاذ الخطيب ومعهم المجموعة التي لا تنتمي الى جماعة الإخوان المسلمين وجماعة إعلان دمشق تريد الذهاب الى جنيف 2 بعدما اقتنعت أن لا تدخل عسكري غربي في سوريا، وأن افضل الحلول هو التفاوض مع الدولة السورية، بينما يبدو موقف ميشال كيلو ضبابيا حيال هذا الموضوع وهذا ما ظهر في اجتماع جنيف الاخير.

المصادر تقول أيضاً أن الأمريكيين فاتحوا الروس بالوضع غير الموحد للمعارضة السورية حول عقد مؤتمر جنيف، وطلبوا تأجيل عقد المؤتمر حتى كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مضيفة أن الطرف الموافق على حضور مؤتمر جنيف 2 من أعضاء "الإئتلاف" يريدون ترؤس الوفد والحصة الأكبر منه مع رفض إعطاء الأكراد أي حصة في الوفد كما أنهم رفضوا أن تتمثل هيئة التنسيق المعارضة بأكثر من شخص واحد على ان لا يكون هيثم مناع.

"هيئة التنسيق" التي حددت أعضاء وفدها تريد الحصول على رئاسة الوفد في حال كان وفد "الإئتلاف" اكثر عددا، فيما تريد الأطراف الكردية التمثل عبر الهيئة العليا الكردية، وتشير المصادر إلى اتفاق حصل بين الأكراد و"هيئة التنسيق" المعارضة  ينصّ على وجوب دخول الأكراد السوريين في الجيش السوري في حال تم الوصول الى تسوية  في سوريا.

وتقول المصادر المعارضة التي حضرت جلسات الاجتماع إن الفرنسيين ساندوا الموقف السعودي المطالب بتأجيل مؤتمر جنيف، التزاماً بالموقف الفرنسي المتشدد في سوريا وهذا أيضاً كان الموقف التركي والقطري رغم ما يثار عن تغير في السياسة القطرية الذي ظهرت عدم صحته في الموقف القطري الرافض لعقد مؤتمر جنيف 2.

كما تشير المصادر المعارضة الى أن غاتيلوف هو الذي دعا رفعت الأسد لحضور الاجتماع في جنيف، ولم تبدِ الولايات المتحدة او السعودية أي اعتراض على حضور رفعت الأسد بسبب قرابته بالملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، وهذا ما أثار غضب جماعة الإئتلاف المعارض الذين رفضوا وجود رفعت الأسد وهذه هي حال "هيئة التنسيق" التي لا تعتبر الأخير شخصا معارضا يمكن له الجلوس في صفوف المعارضة في اية مفاوضات مقبلة فيما تعزو تشدّد جماعة الإخوان المسلمين الى معرفتها أن أي حل سيكون على حسابها في نهاية الأمر، وهي برفضها لمؤتمر جنيف لا تسير مع الموقف السعودي محبة بالسعودية ولكنها تريد تجنب الرفض السعودي لها ولوجودها في أي حل سياسي مقبل.