ارشيف من :نقاط على الحروف
سعد الحريري في خيمة البداوة
لا يمكن المرور دون توقف عند الصورة الاخيرة لسعد الحريري المأخوذة في سياق زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية.
تغني هذه الصورة عن خطاب كامل لسعد الحريري. هي أصدق بطبيعة الحال من تغريداته التويترية التي يتحف بها جمهوره وكافة اللبنانيين. كما أنها اكثر تلقائية وعفوية من المقابلات المحضرة سلفا والتي يلقن فيها رئيس الحكومة السابق ما ينبغي ان يقوله او ان يصمت عنه.
من حيث الشكل تظهر "الصورة -الخطاب " سعد الحريري مرتاحا مبتسما مع شعور عميق بالامان. فالحريري في مكانه الطبيعي الذي تربى فيه وترعرع في كنفه ونشأ في ظلاله. العائلة المالكة السعودية التي بدا الحريري وكأنه واحد منها هي الملجأ والمرجعية عند الشدائد , هي الكفيل والضامن. علاقته بها وجودية. لذا يغضب الحريري لغضب ال سعود ويفرح لافراحهم ويحقد لحقدهم . في الصورة تواجد الحريري من خلال جنسيته السعودية بما انه ليس جزءاً من الوفد الرسمي اللبناني. بدا بعيدا عن لبنان وهمومه. "شعار لبنان اولا " الذي رفعه الحريري اختفى. في الصورة كانت المملكة وربما العائلة المالكة هي البداية والنهاية.
جمهور" الصورة - الخطاب " وتحديدا تيار المستقبل كان جزءاً من الاطار. كيف؟ لان حزب المستقبل هو الحريري والحريري هو حزب المستقبل. اداء التيار الأزرق مؤخرا يؤكد الانسجام الى حد التماهي. لم يتردد المستقبليون ولو للحظة عند ظهور التناقض الاميركي السعودي. الشخصيات التي تعتبر الحلم الاميركي حلمها والحياة الاميركية نمطها واللغة الانكليزية لغتها اصطفت بانتظام يخلو من اي مشاغبة الى جانب ولي النعمة، المالي والسياسي. واشنطن التي طالما آمن المستقبليون الى حد اليقين بانها تملك 99% من اوراق اللعبة وان المتمسك بها هو الفائز والمتمرد على ادارتها هو بمصاف الواهم او المغامر، تحولت بسحر ساحر او بارادة ملكية الى شماعة يرمي عليها الزرق النتائج الطبيعية لاسلوب البلطجة " البندرية " التي اعتمدتها المملكة في ظل غياب اي استراتيجية حقيقية ضرورية لاي دولة من الدول.
انحاز المستقبليون الى الجهة التي تعاني من مشكلة جوهرية في لبنان. المملكة العربية السعودية لا يمكن ان تشكل نموذجا صالحا للتسويق عند اي مكون من المكونات اللبنانية ان كان سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا او تنمويا او علميا.
بالعودة الى الصورة، فإن ذروة الخطاب فيها ان تيار المستقبل لا يملك برنامجا منفصلا عن العائلة الام اي العائلة الحاكمة في المملكة اما مستقبل التيار الازرق فمرهون بارادة رجال تخطوا التسعين من العمر واصبحوا منتمين للماضي اكثر من انتمائهم للحاضر اما غدهم فمعلق على صراعات اعضاء نادي الجيل الحالم بالوراثة. لا تخلو الصورة من " الضحايا". الضحية الاكبر والابرز هي مشروع الدولة الذي اعلن تيار المستقبل ومن معه مرارا نيتهم العبور اليها. في الصورة قبيلة لا دولة وعلاقات عائلية لا مؤسسات واعراف عشائرية لا دستور في الصورة خيمة بداوة لا وطن وفي هذه الخيمة ينتظر سعد الحريري مستقبله.
تغني هذه الصورة عن خطاب كامل لسعد الحريري. هي أصدق بطبيعة الحال من تغريداته التويترية التي يتحف بها جمهوره وكافة اللبنانيين. كما أنها اكثر تلقائية وعفوية من المقابلات المحضرة سلفا والتي يلقن فيها رئيس الحكومة السابق ما ينبغي ان يقوله او ان يصمت عنه.
من حيث الشكل تظهر "الصورة -الخطاب " سعد الحريري مرتاحا مبتسما مع شعور عميق بالامان. فالحريري في مكانه الطبيعي الذي تربى فيه وترعرع في كنفه ونشأ في ظلاله. العائلة المالكة السعودية التي بدا الحريري وكأنه واحد منها هي الملجأ والمرجعية عند الشدائد , هي الكفيل والضامن. علاقته بها وجودية. لذا يغضب الحريري لغضب ال سعود ويفرح لافراحهم ويحقد لحقدهم . في الصورة تواجد الحريري من خلال جنسيته السعودية بما انه ليس جزءاً من الوفد الرسمي اللبناني. بدا بعيدا عن لبنان وهمومه. "شعار لبنان اولا " الذي رفعه الحريري اختفى. في الصورة كانت المملكة وربما العائلة المالكة هي البداية والنهاية.
جمهور" الصورة - الخطاب " وتحديدا تيار المستقبل كان جزءاً من الاطار. كيف؟ لان حزب المستقبل هو الحريري والحريري هو حزب المستقبل. اداء التيار الأزرق مؤخرا يؤكد الانسجام الى حد التماهي. لم يتردد المستقبليون ولو للحظة عند ظهور التناقض الاميركي السعودي. الشخصيات التي تعتبر الحلم الاميركي حلمها والحياة الاميركية نمطها واللغة الانكليزية لغتها اصطفت بانتظام يخلو من اي مشاغبة الى جانب ولي النعمة، المالي والسياسي. واشنطن التي طالما آمن المستقبليون الى حد اليقين بانها تملك 99% من اوراق اللعبة وان المتمسك بها هو الفائز والمتمرد على ادارتها هو بمصاف الواهم او المغامر، تحولت بسحر ساحر او بارادة ملكية الى شماعة يرمي عليها الزرق النتائج الطبيعية لاسلوب البلطجة " البندرية " التي اعتمدتها المملكة في ظل غياب اي استراتيجية حقيقية ضرورية لاي دولة من الدول.
انحاز المستقبليون الى الجهة التي تعاني من مشكلة جوهرية في لبنان. المملكة العربية السعودية لا يمكن ان تشكل نموذجا صالحا للتسويق عند اي مكون من المكونات اللبنانية ان كان سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا او تنمويا او علميا.
بالعودة الى الصورة، فإن ذروة الخطاب فيها ان تيار المستقبل لا يملك برنامجا منفصلا عن العائلة الام اي العائلة الحاكمة في المملكة اما مستقبل التيار الازرق فمرهون بارادة رجال تخطوا التسعين من العمر واصبحوا منتمين للماضي اكثر من انتمائهم للحاضر اما غدهم فمعلق على صراعات اعضاء نادي الجيل الحالم بالوراثة. لا تخلو الصورة من " الضحايا". الضحية الاكبر والابرز هي مشروع الدولة الذي اعلن تيار المستقبل ومن معه مرارا نيتهم العبور اليها. في الصورة قبيلة لا دولة وعلاقات عائلية لا مؤسسات واعراف عشائرية لا دستور في الصورة خيمة بداوة لا وطن وفي هذه الخيمة ينتظر سعد الحريري مستقبله.