ارشيف من :آراء وتحليلات

بعد الهزيمة في قارة: محاولات لارباك الساحة اللبنانية


بعد الهزيمة في قارة: محاولات لارباك الساحة اللبنانية

بعد الانجاز النوعي الذي حققه الجيش السوري في مدينة قارة وتطهيرها من المسلحين خلال وقت قياسي، حاولت المجموعات المسلحة تعويض الضربة القاسية التي تلقتها في تلك المدينة، من خلال الالتفاف نحو مدينة دير عطية المجاورة، عبر البساتين والأودية في تلك المنطقة، بعد تفعيل الخلايا النائمة فيها.

المعركة الجديدة تعتبر أحد عتبات منطقة القلمون، حيث تؤكد المعلومات أنها لن تستمر طويلاً، بسبب ضيق هامش المناورة العسكرية لدى المجموعات المسلحة، كون عمق المنطقة استراتيجياً محمي لصالح الجيش السوري، ولا يمكنها الانتقال منها، بعد السيطرة على مهين وصدد والحدث وحوارين نحو البادية السورية، او عبر الجبال نحو مناطق كالرحيبة ومعضمية القلمون وسواها.

التكتيك الذي يتبعه الجيش السوري في تلك المنطقة لا يعتمد على الوجود العسكري المباشر، كونها منطقة مترامية وشاسعة، بل تحتاج لعمل عسكري طويل الامد، وفنون قتالية خاصة تعتمد على الحصار الخانق، عبر قطع طرق الامداد، يتخلله مناخ قاسي، يمنح الثلج فيه القدرة على شل حركة المجموعات المسلحة.


بعد الهزيمة في قارة: محاولات لارباك الساحة اللبنانية

السيطرة على مدينة قارة، دفع المجموعات المسلحة إلى التغلغل في الوديان والجبال المتاخمة لها، كمزارع الجراجير والسقي وصولاً إلى مدينة دير عطية التي يتواجد المسلحون اصلاً في بساتينها ومزارعها، في الوقت نفسه تابع الجيش السوري ملاحقة تلك المجموعات المسلحة نحو تلك البساتين والمزارع، بعد أن حوّل الجيش السوري مدينة قارة نقطة ارتكاز لوجستية اعتماداً على موقعها الجغرافي المترامي الاطراف.

المجموعات المسلحة دخلت مدينة دير عطية، وبدأت بعملية ممنهجة لترهيب الاهالي، واتخذتهم دروعا بشرية وهذا ما يجعل الجيش السوري مترثيا في طريقة التعاطي  وهي محاولة من المسلحين للضغط على الجيش السوري المستمر في عملياته العسكرية في اطراف الجراجير، وتوجيه الانظار عنهم، بعد استهداف عدة محاولات لتسلل تلك المجموعات نحو لبنان، عبر عرسال وجوسية، حيث بدأت تلك المجموعات في محاولات منها لالهاء الداخل اللبناني ببعض السيارات المفخخة والتي كان اخرها سيارة البقاع التي تم اكتشافها معتبرة هذه المجموعات والدول التي تقف خلفها انها بهذه السيارة توقف اي عملية عسكرية للجيش السوري في منطقة القلمون خصوصا ان هذه الدول وبعد معركة قارة والسرعة التي تم فيها الحسم ادركت انها لن تستطيع ان توقف هذا التقدم الا من خلال ارباك الساحة الداخلية اللبنانية بمزيد من التفجيرات.

اذن معركة دير عطية، ومن بعدها النبك ويبرود، تأتي في سياق عام وكنتيجة لمعركة الغوطتين الغربية والشرقية، وكتحصيل حاصل لاستعادة الجيش السوري لكامل الريفين الحمصي والدمشقي، ما سيفرض واقعاً جديداً، وخاصة في ضوء النتائج المنتظرة لمعركة ريف حلب.

عليه، فان السيطرة على قارة واستعادة الهدوء في داخل دير عطية "والتي تعتبر مسألة وقت" حتى متفرعات البادية السورية ستجعل مناطق النبك وصولاً الى الزبداني معزولة ودون قدرة عسكرية وخارج دائرة التأثير، وهذا ما تدركه بعض الدول الاقليمية والتي عولت كثيرا على معركة القلمون والمجموعات التي زرعتها هناك.
2013-11-23