ارشيف من :نقاط على الحروف
الانفجار الارهابي: تضليل وإثارة كراهية
لم تعد صحيفة "النهار" تلك الصحيفة الرائدة صاحبة المكانة المرموقة بين الصحف العربية. هي تقترب يوما بعد آخر من المنشور الحزبي الضيق الشمولي. تعدد الاراء الذي اشتهرت به وحرصت عليه طوال السنوات السابقة يتقلّص لمصلحة الرأي الواحد الذي يتكرر في معظم المقالات والتحليلات. العمل المهني تحول الى نشاط رتيب لا يرى إلّا لوناً واحداً. عدد "النهار" في 20 تشرين الثاني دليل على الاستنتاج السابق.
حزب الله ومقاومته وبيئته الشعبية ومعه إيران هم عدو "النهار" دون منازع. لا ترقى "اسرائيل" ولا حتى التكفيريون الانتحاريون الى هذا الموقع. في عدد 20 تشرين الثاني وهو اليوم الذي تلا الانفجار الارهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت ظهرت مكنونات "النهار". اختارت صحيفة آل تويني عنواناً مباشراً دون أبعاد أو عمق. البعد الذي توقفت عنده معظم الصحف المحلية والعالمية غاب تماماً. لا إشارة، لا تلميح، لا تساؤل حول دور المملكة العربية السعودية أو حتى كونها الطرف المستفيد أو المحرّض أو المعني بما جرى. "الصراع الاقليمي الذي انتقل الى لبنان" بحسب ما ورد في الموضوع الرئيسي للصحيفة هو صراع من طرف واحد اسمه إيران، أين الطرف الآخر؟ لا جواب إلّا اذا كانت "القاعدة" أصبحت طرفاً إقليمياً بحسب قاموس "النهار".
غياب السعودية يقابله حضور طاغٍ لإيران وحزب الله: "إيران توَرّط حزب الله بشكل مباشر"، "تدخل حزب الله في سوريا"، "حزب الله وإيران في الفلك الاسرائيلي". أما ما تضج به الساحة السياسية والاعلامية من تسليح السعودية للارهابيين في سوريا وتمويلهم وتدريبهم، والكلام عن التعاون السعودي الاسرائيلي، فغائب في "النهار".
تتهجّم الصحيفة من خلال مقالاتها على حزب الله. إحدى الوريثات لملكية "النهار" وهي ورثت المهنة أيضاً، تفجّر مكنوناتها الحاقدة على حزب الله الذي "نقل الجبهة"، مع أن جبهة الحزب الاولى لم تكن في يوم من الايام محل رضا الصحيفة وورثتها الماديين والمهنيين. بأسلوب ركيك، تتهم الكاتبة حزب الله بـ"إزهاق أرواح المدنيين". لا تتردد في تحميل الضحية مسؤولية القتل. لا دليل لا إثبات لا انتظار لنتائج التحقيقات. هو الاسلوب الاختزالي في التعاطي مع المقاومة. هي لا مسؤولية تتجلّى بإطلاق تعميمات فضفاضة. تبرر الكاتبة رأيها بـ"كليشيهات" لا معنى حقيقي لها حول "لبنان الستة آلاف سنة"، وتتحدث عن "حلفاء المعارضة السورية" لكن دون تسميتهم، فالصحيفة تبدو ملتزمة التزاماً تاماً بعدم تسمية المملكة العربية السعودية.
في صفحة أخرى تتأمل خيراً. الكاتب عريق، لم يرث المهنة من أب أو جدّ، ولكن المضمون يفاجئك مجدداً. هو أشبه بالهذيان البعيد عن أي منطق والمفتقر للمعطيات: "حزب الله وإيران في الفلك الاسرائيلي"، "اسرائيل تريد بقاء النظام السوري متقاطعة مع حزب الله وإيران".
يعكس الكاتب بأمانة مصلحة المملكة العربية السعودية، يحاول قولبة الرأي العام اللبناني. يتهجم على المقاومة فيتّهمها بأنها "هجّرت النازحين"، هنا تغيب المجموعات المسلحة والارهابية و"القاعدة" التي يفترض أن تكون أعمالها محل إدانة، ولا ينسى الكاتب المرور على سردية حرب تموز والاستهزاء بمقولة "النصر الالهي".
ولتكتمل جوقة الرأي الواحد المعادي للمقاومة، تتحفنا كاتبة أخرى بمقولة تبدو معممة عند فريق الاعلاميين المعادين للمقاومة وهي "تحجيم حزب الله " نتيجة المفاوضات الايرانية الغربية.
هكذا تتحول "النهار" الى وسيلة تعكس آراء قلّة من الجمهور اللبناني. صحيفة ضمن شبكة إعلامية مالية سياسية تبثّ أنصاف الحقائق لا بل تمارس تضليلاً مباشراً وواضحاً وتصل الى حدود إثارة الكراهية تجاه فئة شريكة في الوطن ومكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني.
حزب الله ومقاومته وبيئته الشعبية ومعه إيران هم عدو "النهار" دون منازع. لا ترقى "اسرائيل" ولا حتى التكفيريون الانتحاريون الى هذا الموقع. في عدد 20 تشرين الثاني وهو اليوم الذي تلا الانفجار الارهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت ظهرت مكنونات "النهار". اختارت صحيفة آل تويني عنواناً مباشراً دون أبعاد أو عمق. البعد الذي توقفت عنده معظم الصحف المحلية والعالمية غاب تماماً. لا إشارة، لا تلميح، لا تساؤل حول دور المملكة العربية السعودية أو حتى كونها الطرف المستفيد أو المحرّض أو المعني بما جرى. "الصراع الاقليمي الذي انتقل الى لبنان" بحسب ما ورد في الموضوع الرئيسي للصحيفة هو صراع من طرف واحد اسمه إيران، أين الطرف الآخر؟ لا جواب إلّا اذا كانت "القاعدة" أصبحت طرفاً إقليمياً بحسب قاموس "النهار".
غياب السعودية يقابله حضور طاغٍ لإيران وحزب الله: "إيران توَرّط حزب الله بشكل مباشر"، "تدخل حزب الله في سوريا"، "حزب الله وإيران في الفلك الاسرائيلي". أما ما تضج به الساحة السياسية والاعلامية من تسليح السعودية للارهابيين في سوريا وتمويلهم وتدريبهم، والكلام عن التعاون السعودي الاسرائيلي، فغائب في "النهار".
تتهجّم الصحيفة من خلال مقالاتها على حزب الله. إحدى الوريثات لملكية "النهار" وهي ورثت المهنة أيضاً، تفجّر مكنوناتها الحاقدة على حزب الله الذي "نقل الجبهة"، مع أن جبهة الحزب الاولى لم تكن في يوم من الايام محل رضا الصحيفة وورثتها الماديين والمهنيين. بأسلوب ركيك، تتهم الكاتبة حزب الله بـ"إزهاق أرواح المدنيين". لا تتردد في تحميل الضحية مسؤولية القتل. لا دليل لا إثبات لا انتظار لنتائج التحقيقات. هو الاسلوب الاختزالي في التعاطي مع المقاومة. هي لا مسؤولية تتجلّى بإطلاق تعميمات فضفاضة. تبرر الكاتبة رأيها بـ"كليشيهات" لا معنى حقيقي لها حول "لبنان الستة آلاف سنة"، وتتحدث عن "حلفاء المعارضة السورية" لكن دون تسميتهم، فالصحيفة تبدو ملتزمة التزاماً تاماً بعدم تسمية المملكة العربية السعودية.
في صفحة أخرى تتأمل خيراً. الكاتب عريق، لم يرث المهنة من أب أو جدّ، ولكن المضمون يفاجئك مجدداً. هو أشبه بالهذيان البعيد عن أي منطق والمفتقر للمعطيات: "حزب الله وإيران في الفلك الاسرائيلي"، "اسرائيل تريد بقاء النظام السوري متقاطعة مع حزب الله وإيران".
يعكس الكاتب بأمانة مصلحة المملكة العربية السعودية، يحاول قولبة الرأي العام اللبناني. يتهجم على المقاومة فيتّهمها بأنها "هجّرت النازحين"، هنا تغيب المجموعات المسلحة والارهابية و"القاعدة" التي يفترض أن تكون أعمالها محل إدانة، ولا ينسى الكاتب المرور على سردية حرب تموز والاستهزاء بمقولة "النصر الالهي".
ولتكتمل جوقة الرأي الواحد المعادي للمقاومة، تتحفنا كاتبة أخرى بمقولة تبدو معممة عند فريق الاعلاميين المعادين للمقاومة وهي "تحجيم حزب الله " نتيجة المفاوضات الايرانية الغربية.
هكذا تتحول "النهار" الى وسيلة تعكس آراء قلّة من الجمهور اللبناني. صحيفة ضمن شبكة إعلامية مالية سياسية تبثّ أنصاف الحقائق لا بل تمارس تضليلاً مباشراً وواضحاً وتصل الى حدود إثارة الكراهية تجاه فئة شريكة في الوطن ومكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني.