ارشيف من :ترجمات ودراسات
خطاب نتنياهو غداً: مناورات لإرضاء أوباما
يترقب وسطاء السلام الغربيون الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غداً، والذي سيتناول فيه خطة حكومته للتسوية، وسط تشكيك في أن يقدم التزامات واضحة وملموسة بشأن المستوطنات أو قيام الدولة الفلسطينية، المسألتان اللتان تشكلان جوهر الخلاف بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويتوقع المراقبون أنّ يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على ائتلافه الحكومي من جهة، وعدم إغضاب الحليف الأميركي من جهة ثانية، وذلك عبر طرحه اقتراحات مؤقتة لسد الفجوة، مثل الحكم الذاتي الفلسطيني من دون سلطات سيادية.
وذكر مسؤول إسرائيلي انّ نتنياهو ما زال يضع اللمسات الأخيرة على الخطاب الذي «سيقدم رؤية للمضي قدماً في عملية السلام مع الفلسطينيين»، موضحاً أن الخطاب «سيقر بخريطة الطريق، وسيتطرق إلى قضية إقامة الدولة».
لكن مسؤولين أميركيين أعربوا عن تشككهم في أن يقدم نتنياهو التزامات واضحة بعيدة المدى، وذلك استناداً إلى النتائج التي أطلعوا عليها من مسؤولي اللجنة الرباعية الذين زاروا إسرائيل مؤخراً.
أمّا اليمين الإسرائيلي فأعرب عن اطمئنانه بأن رئيس الوزراء لن يغير مواقفه، حيث قال رئيس حزب «البيت اليهودي» زيفولون اورليف إنّ «نتنياهو ليس مثل أولمرت وشارون ولن يغير جلده»، مشدداً على أنه لا يتوقع «هزة أرضية» في أعقاب خطاب نتنياهو.
وأضاف أنّ أعضاء كتلة «البيت اليهودي»، الشريك في التحالف الحكومي، أوضحوا لنتنياهو، بعد لقائهم به أمس، أن موافقته على حل الدولتين ستشكل «تجاوزا لخط أحمر أيديولوجي».
وكان نتنياهو التقى وزراء ونواب وزراء من حزب «شاس». وقال رئيس الحزب، وزير الداخلية إيلي يشاي إنّ «ثمة أهمية مصيرية للحفاظ على نمو طبيعي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وفي الوقت ذاته الامتناع عن صدام مع الولايات المتحدة».
وكانت «هآرتس» ذكرت أن نتنياهو التقى مؤخرا سرا مع الأديبين الإسرائيليين ديفيد غروسمان وأيال ميغيد. ولفتت الصحيفة إلى أن لقاء نتنياهو مع الأديبين، وخصوصا غروسمان المعروف بمواقفه المناقضة بالكامل لمواقف نتنياهو، إنما يدل على الأهمية التي يوليها نتنياهو لخطابه يوم الأحد.
ويتوقع أن يكون خطاب نتنياهو محور اللقاء الذي سيعقده وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ بعد غد الاثنين، علماً أنّ مصادر إسرائيلية أشارت إلى أنّ النص الذي أعده ليبرمان للاجتماع يعكس استمرار الجدل مع المجتمع الدولي بشأن عملية التسوية.
من جهة ثانية، وفي مؤشر جديد على التوتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الخلاف السياسي بين الحكومة الإسرائيلية والجهات المانحة الأميركية على قيادة الوكالة اليهودية، زاد إلى درجة تهدّد وجود الوكالة واستمرارها، مشيرة إلى أنّ إسرائيل تبدو على استعداد، أكثر من أي وقت، لفك الارتباط مع الوكالة.
وقال وزير شؤون الشتات والإعلام يولي إدلشتاين للصحيفة إنه «إذا كانت الوكالة اليهودية تريد أن تصبح مجرّد منظمة غير حكومية أخرى، وتقطع صلاتها مع الحكومة الإسرائيلية، فهذا حقها، ولكن ستكون النتيجة الفورية لذلك هو سعينا لإيجاد شركاء أكثر كفاءة لتعزيز برامجنا ومصالحنا في الشتات».
وكان إدلشتاين يردّ على الخطط التي وضعها «اتحاد الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية»، المنظمة الأميركية التي توفر الجزء الأكبر من التمويل للوكالة اليهودية، لتحرير المواقع الرئيسية في الوكالة من السيطرة السياسية الإسرائيلية وفصلها عن المنظمة الصهيونية العالمية، علماً أنّ هذه الخطة من شأنها أن تضرّ بفرص أستاذ إدلشتاين وزميله المنشق السوفياتي ناتان شارانسكي ليصبح الرئيس المقبل للوكالة.