ارشيف من :آراء وتحليلات
إغتيال الصقر

سارة مهنا
باكراً هوى الصقر وسريعاً أقلعت الروح، قبل بلوغ الشمال الدافئ ولتماس أشعة الشمس سبحت الشهادة في السماء للمرة الأخيرة بخمس طلقات مكتومةٍ بالحقد ولكن هذه المرة روحٌ بلا جسد. قد ودع الصقر طيره في تموز 2006 قاطعاً العهد بكسر هائه أن اللقاء قريب وها قد أوفى بالعهد...
عقل حزب الله الإلكتروني، رأس منظومة الدفاع الجوي، مبدع طائرات التجسس بدون طيار، المسؤول عن تطوير الأسلحة والحرب التقنية المتقدمة، مهما كان لقبه وأين تكن الشارة التي يحملها فقد إستحضر بشهادته خسارةً لحزب الله الذي اعتاد أن يقدم منذ بداياته قادته شهداء.
الشهيد رحل وجثمانه الطاهر دفن، وقبل أن يجف تراب مرقده كتب شركاء الوطن العبارات التالية:" اغتيال حسان اللقيس تصفية داخلية"، مع التعليل والتحليل المريخي والوهمي التالي :" لماذا لم تعلُ أصواتٌ بالمستوى المطلوب مطالبة بالاقتصاص من الفاعل؟
هذه هي التساؤلات التي يسألها تيار المستقبل، تشكيك في عملية الاغتيال، اتهام بالتصفية الداخلية وادعاء بأن حزب الله لم يقم بافتعال الضجة المناسبة لقائده المغتال!.

الشهيد القائد حسان اللقيس
ومن بين المقالات التي كتبت في الغرب والتي كانت من المفترض أن تكون من تعليقات وآراء شركاء الوطن
كتب الصحافي الأمريكي " رونين بيرغمان" صاحب كتاب “حربنا السرية ضد إيران”، مقالاً نقل فيه معلومات عن أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يتضمّن اعترافاً مباشراً بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال القيادي في “حزب الله” حسان اللقيس. وأورد المقال لائحة اغتيالات نفذتها إسرائيل بدءاً من عماد مغنية القائد العسكري الكبير في الحزب، وصولاً إلى اللواء محمد سليمان، المسؤول الرفيع المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، إلى مسؤول تطوير الصواريخ في “الحرس الثوري” الإيراني حسن طهراني مقدّم، والمسؤول في حركة “حماس” محمد المبحوح. وأشار المقال إلى أن هذه الأسماء كانت من ضمن لائحة أعدّتها إسرائيل بهدف التخلّص من “أعدائها” الواحد تلو الآخر عبر الاغتيال، لكن الكاتب اعتبر أن نجاح هذه العمليات هو “نجاح تكتيكي موضعي”، ولا يمكن استثماره على الساحة السياسة الأكبر في الشرق الأوسط.
ولم تنسى هذه المصادر الغربية كغيرها من المتناسين أن الشهيد القائد حسان اللقيس كان قد تعرّض في الماضي إلى تسع محاولات اغتيال، وكانت إحداها في مدينة صور الجنوبية، كما كانت هناك محاولة أخرى في صيدا القديمة وأخرى في بيروت نجا منهما في العام 2006.
وفي محاولة منا لإنعاش ذاكرة شركائنا في الوطن ولفت أنظارهم الى قافلة القادة الشهداء في حزب الله فاغتيال القيادي حسان اللقيس يأتي ضمن سلسلة اغتيالات استهدفت قادة المقاومة من قبل إسرائيل وقد نفذت قوات العدو في السنوات الماضية عملياتٍ داخل الأراضي اللبنانية، إما بواسطة العملاء وإما عبر وسطاء تم شراؤهم بالمال القذر.
نعم فهي ليست المرة الأولى التي يخسر فيها حزب الله أحد قيادييه بعملية اغتيال، تاريخ حزب الله منذ رصاصته الأولى في عام 1982 يشهد على اغتيال إسرائيل لقادة الحزب، كان أبرزهم :
1- السيد عباس الموسوي الأمين العام الثاني لحزب الله حيث اغتالته إسرائيل عام 1992 بواسطة طائرات مروحية.
2- القيادي الشيخ راغب حرب الذي استشهد عام 1984 بعملية من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر عملائه أثناء خروجه من منزله في جبشيت جنوب لبنان.
3- القائد عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 الذي تم تفجير سيارته في دمشق.
4- القائد عباس علي صالح الذي استشهد عام 1983 في حادث تفجير سيارة مفخخة في بعلبك.
5- غالب عوالي استشهد في عملية مخابراتية عام 2004 عبر زرع عبوة بسيارته في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت.
6- علي حسين صالح أحد كوادر حزب الله أيضاً الذي اغتيل عام 2003 بطريقة مماثلة وفي المكان نفسه .
قادتنا شهداء وعدونا معروف، التصفية الداخلية ليست من شيمنا فحربنا ليست حرب مناصب بل حروب وجود.