يستمر الباحثون في الشأن الإسلامي في موسكو في تحليل مفاهيم ومفاعيل خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الذكرى الـ225 لإنشاء أول إدارة دينية إسلامية في روسيا، واصفين الخطاب بـ"البرنامج المنهجي والتاريخي في طروحاته الغير مسبوقة"، والتي إعتبر فيها بوتين الإسلام شريكا حضاريا كاملا يجب الإستفادة منه لبناء وتطوير المجتمع الروسي، حضارته ثقافته ومستقبله.

ميخايلوف يوري أناتوليفيتش، رئيس تحرير المركز البحثي لادومير يعلّق على خطاب بوتين قائلاً إنها "أفكار ومقترحات لم نسمعها سابقا لا من قادة دول إسلامية و لم ترد على ألسنة قادة دول أوروبية، هذه الأفكار عبر عنها الشخص المنتخب من قبل مجلة فوربس الأميركية كأكثر رجل تأثيرا في العالم لهذا العام!".

ويتوقّف ليونيد رودولفوفيتش سوكيانين، بروفيسور الجامعة الوطنية للبحوث، عند لحظة هامة أشار إليها بوتين لطالما بقيت في الظل "وهي أن التاريخ أقر الإعتراف المتبادل بتعدد الإتجاهات والتيارات في الإسلام والأهمية تكمن في توجيه هذه الرسالة من روسيا لقادة الدول الإسلامية".

علي بالوسين عضو إدارة مركز دعم الثقافة والتعليم الإسلامي، ينطلق من كلام الرئيس الروسي ليؤكد أن "الحرب الأهلية في سوريا أحد أسبابها هو أن الانترنت مليء بالفتواى التكفيرية والتي جذبت راديكاليين من دول أخرى إلى هناك!!".


ويرصد خبراء إسلاميون أوجه شبه بين رسالة الإمام الخميني التاريخية لغورباتشوف عن كيفية الإستفادة من الإسلام لحل مشاكل ترافقت مع إنهيار الإتحاد السوفياتي السابق  وخطاب بوتين الداعي للإستفادة من الإسلام كعنصر إيجابي أساس في بناء المجتمع الروسي وحل مشاكله.

إدوارد محميدوفيتش خاتشوكايف نائب مدير مركز دعم الثقافة الإسلامية، يتحدّث في هذا الاطار، مشيراً الى أن "غورباتشوف لم يتمكن من تقييم الوضع بشكل سليم و لم يعرف قيمة المبادرة التي طرحها الإمام الخميني في حينها، اما فريق بوتين وهو شخصيا أخذ بعين الإعتبار أخطاء الماضي، و هذه الخبرات دون أدنى شك شكلت عنصرا أساسيا في رسم سياسته الحالية".


بدوره، يقول شفيق بشيخاتشوف أمين عام جمعية الرسالة الدولية الإسلامية إن "الاقرب من أوجه الشبه بين الطرحين هو فهم تطور المجتمع، وما هو دور الدين والقيم الدينية في تطوير المجتمع.. أعتقد أنه يمكن الحديث عن تطابق معين في هذا المجال ما بين رسالة الإمام الخميني و خطاب الرئيس بوتين حول دور الإسلام في بناء المجتمع".
 
رغبة جادة ومقارنة تدعو للإستفادة من التجارب التاريخية لجعل الإسلام عامل إستقرار وثبات وتقدم للمجتمع الروسي، بدل أن تستغل راديكالية معينة للزعزعة أركان التركيبة المدنية الروسية الواحدة المتنوعة إثنيا.