ارشيف من :نقاط على الحروف
المحكمة تضرب من بيت أبيها
مسكين تيار المستقبل. فقد آخر اوراقه السياسية والدعائية والشعبوية. التيار الازرق الذي لم يكن لديه منذ العام 2005 اي برنامج سياسي جدي ولم يمل من التنقل بين فكرتين لا ثالث لهما المحكمة ومهاجمة حزب الله فقد ايقونته المقدسة. لم يبقَ من المحكمة الا "الهذيان "هذيان " مقزز للنفس" بحسب عبارات بيان الحريري. حقيقة وصل اليها الحريريون متأخرين اعترفوا او لم يعترفوا. البيان الصادر لا يمكن النظر اليه الا كضربة قاضية، وقعت على رأس المحكمة التي لن تقوم لها قائمة من بعده . ومن سخريات القدر ان المحكمة ضربت من بيت ابيها .
ما قاله المحقق الدولي السويدي اوستروم لقناة الجديد يدفع لتساؤلات بديهية: هل المحقق السويدي يكذب؟ ما يستنتج من بيان الحريري يصب في خانة تأكيد فرضية الكذب. وهذا يستدعي سؤالا حول دوافع الكذب ولمصلحة من ومقابل أي ثمن . كما يقود الى حقيقة مفادها ان لدى غير الحريري ما يؤكد كذب محققين اخرين. لدى هؤلاء ادلة ووثائق كشفت وواجهتها ماكينة الحريري السياسية والاعلامية بالتهميش . لم يساعد خيال هؤلاء للتنبؤ بانهم سيأكلون من الطبخة المسمومة التي طبخوها ما سيضطرهم الى اصدار بيانات تثبت كذب المحققين. فلندع فرضية الكذب جانبا .
المحكمة الدولية
هل هي خفة او بلاهة لدى محقق دولي غير جدي ومستهتر يتحدث دون ادنى شعور بالمسؤولية؟ اذا كان الجواب نعم فمن حق اي مواطن لبناني يبحث عن الحقيقة ان يسحب الخفة وقلة المسؤولية على زملاء المحقق السويدي . الم تفبرك ملفات شهود الزور بنفس الخفة الم توزع الاتهامات بلا مسؤولية؟ الم تصدر مذكرات توقيف بنفس البلاهة؟ اما اذا كانت المحكمة "فوق الشبهات " كما روج التيار الازرق منذ ال2005 وسيرة المحققين منزهة عن السؤال والمساءلة وهذا ما جهد هتيفة المحكمة لتكريسه عندما طرحت الاشكاليات المحقة حول سيرة ديتليف ميليس . وصلت الامور الى حد تكفير وتجريم كل من غمز ولو بشكل غير مباشر من اداء ميليس المريب وتاريخه المشين . اذا كان المحققون فوق الشبهات فهذا يعني حقيقة ان وسام الحسن هو احدى الفرضيات الجدية والتي يفترض ان تتابع . ليست القضية عواطف وانفعالات وانطباعات شخصية . التحقيقات الجدية تعمل على كل الاحتمالات . ليست القضية مزاج شخص اسمه سعد الحريري ولسنا في صالة عروضات يختار منها الحريري ما يعجبه ويرمي ما لا يعجبه او يلائمه .
اما مقولة " اتهام الشهيد بالضلوع في اغتيال شهيد " فهي من الاحجيات التي تشبه سعد الحريري وفريق مستشاريه والكتبة لديه . يتحدث هؤلاء وكأن الجريمة ارتكبت بعد مقتل الحسن او كأن الحسن كان شهيدا مع وقف التنفيذ منذ اغتيال الحريري .ليس مهما لدى هؤلاء احترام عقول الناس المهم هذا السعي لتكريس مفاهيم تخدم افلاسهم السياسي والاخلاقي وفرضها على اللبنانيين ومصادرة حقهم الطبيعي بالوصول الى المعطيات الدقيقة التي تقود بدورها الى الحقيقة . يؤكد بيان الحريري ان المحكمة لا يمكن وضعها الا في خانة "الترهات الزرقاء". انها المزحة التي اصبحت سمجة والمسرحية الهزلية التي فقدت امكانية استمرار العرض .